اخواني و خواتي


صبحكم الله بالخير جميعاً






يمر في حياة أي شخص موقف مؤثر .. لا ينسى ..

و تخلد القلوب و العقول .. أسماء الاشخاص المرتبطين بهذه المواقف ..

تخليد لا ينفع معه نسيان او مرور زمان ..

لذلك ..

أتمنى منكم جميعاً قبول أرتباكي و فوضويتي في ذكر أحد هذه المواقف

المهمه في حياتي :
























الشعر ..


من اجمل ما يقع على قلبي من البيان ..

أعتبر نفسي ( محترف ) في تذوقه و الانصات الى من يقوله ..

من شدة عشقي له .. و أحساسي بـ عظمته ..

مارست كتابته .. كـ ( هاوي ) .. لا أكثر و لا أقل ..

و أستخدمته .. كـ وسيلة تعبير ثالثه ..

بعد الكلام و الاشاره ..

و أستمتعت بالفضفضه من خلاله .. و استمتعت ايضاً بـ ( تخزينه )

في أدراجي ..





في أحدى السنوات الماضيه .. و بـ الكثير من الدهشه .. و عدم التصديق ..

أستقبلت دعوه من أحدى الجهات الرسميه .. التابعه لـ أمارة المنطقه الشرقيه .. بـ قصد أحياء أمسيه شعريه ..

بـ مشاركة شاعر .. من كبار الشعراء و الصحفيين في المملكه ..

في البدايه .. كان المحفل كبير .. بـ النسبه الى شاعر بـ مكانتي المتواضعه ..

و لم أصدق هذه الدعوه ..

و لكني قطعت .. الشك باليقين .. و وافقت على هذه الامسيه ..

و فعلاً تم ادراج اسمي ..

و
درات عقارب الساعه .. بـ سرعه فائقه ..

و بـ ترقب شديد مني ..

(و كـ أني لم الاحظ وجودها من قبل في ساعتي .. )

و أشارت الى .. السابعه الا ربع .. في نفس اليوم المقرر للامسيه ..

لم يتبقى سوى ( ساعه و ربع ) .. على بداية الامسيه ..

لم أنتبه الى اي شيء .. سوى التأكد من حفظي لـ قصائدي الـ 15 ..

اجتمعت قبل الامسيه .. بـ عريف الامسيه و بالشاعر الثاني فيها ..

و لكم أن تتخيلوا .. طريقة تعاملهم معي ..

من اسمي توقعوا اني كبير العمر ..

فـ الشاعر الثاني يبلغ من العمر .. 45 سنه تقريباً ..

و انا وقتها .. 22 سنه ..

لذلك .. غضب الشاعر..

و اشار الى العريف بـ عدم الرضا ..

و لكن اللجنه المنظمه اقنعته بان الموضوع عادي .. و بانه الافضل ..

و بـ أني .. ( تكملة عدد ) ..

الأن .. حانت ساعة الصفر .. و حان وقت الدخول الى المسرح ..

لازلت انا على ( نياتي ) .. و لا زال الشاعر على ( غضبه )

و لا زال العريف على ( ميوله مع الشاعر الثاني ) ..

دخلت الى مسرح .. و هنا بدأت المفاجئات ..

و أولى هذه المفاجئات .. تحزب الشاعر و عريف الامسيه ضدي ..

و ظهر ذلك جلياً في المقدمه ..

حيث اشار الي العريف بـ قوله ( شاعر اتمنى يعجبكم ) فقط ..!!

صدقوني ..

كان كل شيء في تلك الامسيه ضدي !!


الامسيه .. ( كانت الاولى لي .. و و بـ رعاية جهه حكوميه .. و في مهرجان وطني )

الجمهور .. ( جمهور فزعه ) ..

العريف .. ( صديق الشاعر )

الشاعر .. ( مشهور و لا يمكن مقارنته بـ شاعر مثلي )

ذاكرتي .. ( تلاشت من أرتباكي .. من الاربعه المذكوره اعلاه )


بـ مجرد جلوسي على كرسي المنصه .. ندمت اشد الندم ..

على قبول تلك الامسيه .. رغم فرحي بـ دعوتي لها في البدايه ..

كنت أعتقد ان الامور تجري كالأتي :

شعر + جمهور متذوق و منصت + وعي و تنافس شريف = أمسيه ناجحه



المهم ..


من المفاجئات ايضاً .. انه حينما قام الشاعر .. بألقاء اول قصيدتين في بداية الامسيه .. ( بما انه الاكبر سناً )

جأني الدور .. لـ ألقي اول قصيدتين لي في الأمسيه ..

و لكنني تفاجأت .. بـ خروج ثلاثة ارباع الجمهور .. الى الخارج ..

و لماذا ؟

للتدخين .. فقط ..

و لكم أن تتخيلوا .. حالتي النفسيه بعدهاااا..

شيء لا يمكن وصفه ..

أقسم بالله العظيم .. أني لم ادعو الى تلك الامسيه .. سوى اوراقي ..

فقط ..

خوفي من الفشل .. دفعني الى اعتبار تلك الامسيه ( تجربة حظ )

بما انها الاولى .. دون اطلاع اي شخص ..

لذلك .. لم يعلم بها اي شخص .. خصوصاً و ان الوقت ما بين الموافقه على الامسيه و اقامتها .. وقت لا يكفي لـ دعوة احد . .
فالجميع مشغول



حاولت .. القاء اول قصيده .. لي .. بـ شيء من الأمل و محاولة البقاء فقط ..

و مع ثاني محاوله لي .. و ثاني قصيده ..

لمحت بين الجمهور .. شخص ..

يؤشر لي بـ يده .. و يطلب مني التخفيف من سرعتي في الالقاء ..

و محاولة ازالة ارتباكي .. بالهدوء ..

حاولت و حاولت .. و نجحت ..

سيطرت على ارتباكي .. و تماسكت .. بما تبقى لي من امل ..

بعثه في نفسي هذا الشخص ..

اكملت القاء قصائدي ..

و عيني لم تنزل عن هذا الشخص ..

تفاعل معي بـ صدق .. كما تفاعل مع الشاعر الأخر ..

أي انه تفاعل مع الشعر .. و لم يكن مع او ضد ..

في تلك الليله ..

كان هو ( ترمومتر ) الأمسيه بالنسبه لي ..

أغير القائي .. على حسب تغير ملامح وجهه ..

أتفاعل في قصيدتي .. مع تفاعله ( هو ) معها ..

تخيلت .. انه الوحيد في الصاله ..

و أنني الشاعر .. و هو الجمهور ..

و تمنيت ان لا يتحرك عن كرسيه .. فـ يخذلني ..

و تعود الامور كما كانت عليه ..

عزلني بـ فضل الله سبحانه و تعالى .. ثم انصاته الجيد .. عن جو المهاترات الموجود في تلك الامسيه ..

و ساعدني .. على بذل كل ما أملك .. في سبيل ظهوري بالشكل اللذي يمثلني ..

بأختصار .. وقفت معي ( ذائقته ) في بداية الامر ..

ثم وقفت عقب ذلك ( ذائقة ) كل الجمهور معي ..

و لكنه كان صاحب فضل ..

و لولاه .. لما استطعت حتى الأكمال ..


و انتهت الامسيه .. بـ نجاح كبير للامسيه بـ شكل عام ..

بـغض النظر عن الشاعر المسبب لهذا النجاح ..

و لكن الجميع نجح في تلك الامسيه ..

انا و الشاعر و العريف و الجمهور .. كلنا نجحنا ..

بـ فضل الله ثم هذا الرجل .. الصادق مع نفسه ..

و مع من هم حوله ..



بعدها ..

و من خلال تجربتي المتواضعه ..

أقمت العديد من الامسيات في بعض المناطق خارج و داخل المملكه ..

الى انني لم استغني عن وجود هذا الشخص في مخيلتي .. على اي منصه اكون فيها .. و لن استغني ..

فـقد كان امامي و ان لم يكن كذالك ..

فـ كانت ذمتي تحمل له من الشكر ما لا تستطيع الجبال حمله ..

و لكن لما تشاء الظروف ان تجمعنا مره اخرى .. لـ أشكره على معروفه ..




















في شعبيات ..


و من خلال فتره قصيره فقط ..

أكتشفت .. ان هذا الشخص .. موجود هنا ..

بـ أسم ( الضغط العالي ) ..

فـ كان ذو فضل .. في مكان فضل و فضيله ..

و لهذا .. كان هذا الموضوع ..

شــهادة حق و امانه .. في حق هذا الشهم ..

أثقلت كاهلي ..

بـ حملها ..

فـ حانت لي فرصه لم اتوقعها .. لـ قولها و لأعطاء هذا الرجل ما يستحقه

من الشكر و العرفان ..



فـ له و لكم مني كل الشكر ..


و أسف اشد الاسف على الاطاله ..






اخوكم

عبدالله