شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   حصاد (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=56)
-   -   _ مَائِلَةٌ إلى النّار _ (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=13264)

أشعار 02-10-2006 15:16

_ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
..

http://www.ma3bd.net/m3bd/a/asd.jpg

مائلةٌ إلى النّار و المِدادُ مُسجّى ..


مَائِلةٌ إلى النّار؛
تَحدّنِي شَهْوَةٌ و نَايَاتٌ لا تُقاس ,
أجُرُّ البَحرَ إلى ذاكِرةٍ تحلُمُ بِالسّفنِ الحَالِمة ,
يَطرُدُني الصوفيّونَ مِن مجالِسِهِم ..
فأرتِمِي بَعيدةً عَلَى الشّاطِئ كَيَومٍ مِنْ مَلَل .
قَالَ ليَ كَلاَماً أكثَرُ مِمّا تَحْتَمِلُهُ اللحْظَة ,
و انْكَفَأَ يُجدّلُ صَوْتَهُ مِن جَدِيد ,
الشّايُ عَلى المَائِدة ..
و نُورٌ لا أعْرِفُ مَصْدَرَهُ ؛ يُحِيطُهُ تَمامَاً ..
فيَبْدُو كغَريقٍ طَازَجٍ يُفلِتُ مِنْ جَديد .

العرَائسُ يُقلّدْنَ الحَمامَاتِ ؛
حينَ حططنَ على فِكْرَتهِ أسْرَاباً ,
و هْوَ يَضْحَكُ و يُطْعِمُهُنّ حُبّاً و كَلاماً ,
و الآن ؛ ما زِلْنَ يَبْحَثنَ عَنِ السّاعِدِ الّذي حَشرَتهُ
الذكْرَياتُ فِي أغنِيَة .

غَابَاتٌ تُحدّقٌ فِي أشجَارِها ,
خُذنِي أيّها المُغامِرُ إِلَى حِلمكَ الواسِع ,
و الشريد يهادن التِيه :
يتعجّبُ مِن غابَةٍ تَبحَثُ عَن ملجَأٍ فِي حلم ,
يَصطَادُ حِرشاً كاَمِلاً بأشْجَارهِ و عصَافِيرِهِ لِيُحَاوِرهُ لاحِقَاً ..
قَبْلَ أن تُجفّف الرّيح كُلّ فِكرةٍ أعدّها في سَفَرِهِ الطويل ,
يُعيرُ طرقاتِهِ و أقدَامه ,
يُنقّطُ الوقتَ مِن مِخلاتهِ ,
و يُحاوِلُ أن يَتَذكّر كيفَ كانَت طريقةُ أمّهِ في لفظِ الكَلام .

أقلّده ,
لا ثَلجَ يُبرّدُ عَاطِفَتي تجاهه ,
لكِنّهُ لا يَعرِفُ كيفَ يشكُر عُاشِقَاته ,
رِحَلَتانِ مِن شِعرٍ و صَيد ,
غَابَةٌ و لُغَة , و لَكِنْ فَرقاً هَائِلاً بَيْننا ..
كانَ يُطلِقُ صَيدهُ قبْلَ أَن يُدركَ الصّيدَ الواقِعَة ,
و أنا أعَبّئُ صيدِي في البَيَاض .


مائِلَةٌ إلى النّار ,
أجرّبُ المَرَايَا لأجِدَ فَرقَاً يُربِكُني ,
يُربِكُنِي ألاّ فَرق , أؤلّفُ فرقاً و أُلقِيهِ على المَائِدَةِ فيَجِفّ ,
و تعمَى عَينَايَ طوِيلاً فأكتَشِفُ أنّهُ النّوم ,
الصّباحُ على الشّاطئ الفَارغ ,
نَاِبضٌ و سَاحِرٌ كأمنِيَة ,
الصّورَةُ فِي المَاءِ لَيسَت هِيَ الصّورَةُ في المِرْآة ,
يَخرُجُ مِنَ المَاءِ حَامِلاً طُيُوراً و أزهَاراً غريبَة ,
يُعِيدٌها إلى المَاءِ فِي طَقْسٍ كأنّهُ ارتِجَالٌ ..
لا يَعرِفُ أحَدٌ لِمَن تعُودُ إيماءاتُه ,
دائِمَاً كانَ يتفَوّقُ حِينَ يَرتَجِلُ ,
حَتّى حينَ ارتجَلَ المَوْت .

تيمَتُهُ على أورَاقٍ ؛ استفزّهُ بَيَاضها ,
أثارهُ انبساطُ مِهادَها ,
ذهَبَ مُبتسِمَاً و لكنّهُ حزين ,
لَم أعرِف أيّنا الذي بقِيَ مَرْمِيّاً على الرّملِ يرسُمُ حِواراً .

بالصّدفةِ كانَ لنا روحٌ بذاتِها ,
خرجتُ مِن أنفاسِها و خرجَ مِن دَمِها ,
أعدّ جَمرتَهُ مِن يَديه ,
و كانَ دَائِماً الفعلُ و كُنتُ دائِماً النّتيجَة.

مائِلَةُ إلى النّارِ
كأنني وَساوِسُ بلادٍ لَم تعرِفُ شكلَها فِي مِرآةِ البلاد ,
كأنّهَا شِعَارٌ كبيرٌ بَقِيَ على
جِدَارٍ حَتّى لَم يعُد يُثيرُ انتِبَاهَ أحَد .

نوارِسُ تَملأُ فضَاءَ الغُرفةِ ؛
تُحلّقُ بينَ عينيّ ,
خشَبٌ كثيرٌ كأنهً حَيرةُ الطبيعة ,
شراشِفُ مِن خيولٍ
و نَوَافِذُ مِن رسائِلَ قَدِيمَةٍ و صديقَاتٌ مِن ضجَر ,
و قَطعٌ مِن حبرٍ سطحِيٍّ تَماماً ,
عَالمٌ كَامِلٌ يتمَشّى بَينَ جِلدِيَ و الوَقت .

يقيمُ بناياتَهُ الكثيرةُ مِن حُنجرتي ,
يُطلِقُ أصَابِعَهُ فِي القَصَب فيَنفَجِرُ كَصُرَاخٍ أبْكَم ,
يحُكّ أصَابِعهُ في الحِيطان ,
يُهدِيني حِرفَةُ الكَلامِ و يُؤلّفُ لُغةً و يَذهَبْ .

أضَعُ نِقاطَاً عَلَى الفَضاء بِقلَمِ رصَاصٍ يُشبِهُ إصْبَعَاً بشَرِيّة ,
يَمنحُنِي اللّيلُ مِيزَةً يفُضّها صبحٌ كأنّهُ مُؤامَرة ,
نحَاسٌ يَخرُجُ مِنَ الصّبح ,
يَسخَنُ حتّى لا يَحتَمِلُ نَفسَه ,
يَستَحِمُّ فِي أُفُقٍ مِن مَاءٍ مُجبِراً النهارَ على المَوت .

أطنانٌ مِنَ النّاسِ عَلَى الشّرُفَات ,
نهارٌ لا يَحتملُ عالمُه ,
ضوءٌ لا يَرَى ,
نارٌ ليست بِنار ,
و أختَرِعُ فِكرَةً مُرِيحَة : أنّنَا شَمْسٌ ؛ َنمُوت ..
نُشرقُ فِي مَكانٍ آخر .

الأمكِنَةُ تَضغَطُ عَلى الوَقتِ مَائِلَةً إلى النّار كذلك ,
فَراغٌ مُربِكٌ فِي نُقطَةٌ لا تُحَس ,
رُبّما غداً يَزولُ خمرُ النّاياتِ عَن جِلدِي ,
أُعيدُ هَيكَلَةَ غابَتِهِ و لُغَتي ,
يُعِيدُ انتِشَارَهُ على المَاء ,
يَهتَدِي إلى مَنفَاه ,
و أهتَدِي إلى فَراغِي مِنَ الحِكْمَةِ و الجُرأةِ مَعاً .

..

قلم / أشعار الباشا
3 _ 9 _ 2006 م
.

يعرُب 02-10-2006 18:20

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
مرحبا اشعار


جميل ان اشاهد اسمك هنا




ود
يعرُب

ذيبان 02-10-2006 20:53

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
أشعار

أدهشنا قلمك وفكرك والله

شكراً لأنكِ قريبه

تقبلي متابعتي

عبدالإله الأنصاري 02-10-2006 22:01

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
مائلة إلى النار . . تلك امراة تنبأت بالنور فاستحمت بالضياء
امراة أشرعت الكوة لأشعة الوعي فانسابت غورها
مائلة إلى النار . .
نسق أنثوي مكثف يغادر خارج التقليدية فيهب العقل مساحات شاسعة نحو التفكر

أشعار . . أتعلمين مع تحفظي على كونه شعرا كما أشار السمطي هناك
ولتحسسي من قصيدة النثر إلا أن النص جاء مستفردا في لغته وارتحالات المعنى


احترامي

هدب العين 02-10-2006 22:41

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
ِ

لأنكِ ـ أشعار ـ
فأنتِ قادرة على سكب داخلنا / الأمان

فـ حرفكِ الطري / الباعث لنا الابتسامة
سبيلٌ للنجاةِ من الغرق

:)

أهلاً بجمالكِ
ِ

الهدب

نوف الثنيان 03-10-2006 04:25

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 


أشعار ..
حضور راقي .. تجلى هنا بجمال ملفت ..

بحق روعتك
أسعدنا حضورك الندي .. وهذا الألق المختلف ..
هنيئاً للحرف / للغة ../ مواسم هذا البهاء ..

مودة وأحترام ..


منتهى القريش 03-10-2006 09:00

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
أشعار

أدهشني ما قرأت ...

فقظ تسجيل إعجاب

سحر العيون 03-10-2006 13:08

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 


مائلة إلى النار


فرماني التعب في عُقر ألسنتها

يا أشعار


توقعت انك ستكتبين بأجمل من ردودك التي قرأتها اول أمس
ولكن ليس كهذا الجمال...


رائعه ...

أشعار 03-10-2006 23:11

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة يعرُب
مرحبا اشعار


جميل ان اشاهد اسمك هنا




ود
يعرُب

شُكراً يعرُب :) , جميلة مصافحتك في كلّ الأماكن .
..

أشعار

أشعار 03-10-2006 23:13

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ذيبان
أشعار

أدهشنا قلمك وفكرك والله

شكراً لأنكِ قريبه

تقبلي متابعتي

أخي ذيبان ,

شاعر المعنى الأصيل ,
الشكر لكم على قبولي بين باقتكم الثريّة بالرقيّ ..
و متابعتكَ شرف سيّدي ..

..
أشعار

ٍSuG@R 04-10-2006 00:04

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
هذا المتصفح فوق الوصف يا أشعار فوق الوصف والله
أعذري ذهولي الذي ألجم كلماتي
ومرحباً بكِ هنا وبحرفكِ المختلف :)

حسن آل مسفر 04-10-2006 08:13

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
اشعار

لله ما اروعك

إقتباس:

ضَعُ نِقاطَاً عَلَى الفَضاء بِقلَمِ رصَاصٍ يُشبِهُ إصْبَعَاً بشَرِيّة ,
يَمنحُنِي اللّيلُ مِيزَةً يفُضّها صبحٌ كأنّهُ مُؤامَرة ,
نحَاسٌ يَخرُجُ مِنَ الصّبح ,
يَسخَنُ حتّى لا يَحتَمِلُ نَفسَه ,
يَستَحِمُّ فِي أُفُقٍ مِن مَاءٍ مُجبِراً النهارَ على المَوت .

مررت من هنا وبقيت كثيراً وسأبقى

مودتي

نورة العجمي 04-10-2006 20:22

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 



أطنانٌ مِنَ النّاسِ عَلَى الشّرُفَات ,
نهارٌ لا يَحتملُ عالمُه ,
ضوءٌ لا يَرَى ,
نارٌ ليست بِنار ,
و أختَرِعُ فِكرَةً مُرِيحَة : أنّنَا شَمْسٌ ؛ َنمُوت ..
نُشرقُ فِي مَكانٍ آخر .


أشعار
الصمت أبلغ من الكلام !
دمتِ لنا ودام قلمك
تبقين متفرده في أسلوبك وعذوبة بوحك
بإنتظارك دائماً



أشعار 05-10-2006 05:18

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله الأنصاري
مائلة إلى النار . . تلك امراة تنبأت بالنور فاستحمت بالضياء
امراة أشرعت الكوة لأشعة الوعي فانسابت غورها
مائلة إلى النار . .
نسق أنثوي مكثف يغادر خارج التقليدية فيهب العقل مساحات شاسعة نحو التفكر

أشعار . . أتعلمين مع تحفظي على كونه شعرا كما أشار السمطي هناك
ولتحسسي من قصيدة النثر إلا أن النص جاء مستفردا في لغته وارتحالات المعنى


احترامي

أستاذ عبد الإله , كما أخبرتك , هو بسبب تحفظك من قصيدة النثر في الأصل ..
..

ارتحالات نبضكَ أنتَ إلى هنا في المساحة المتواضعة لهو أجمل التفرد في معاني التشريف :)
امتناني لك أستاذي ..

..

أشعار

أشعار 05-10-2006 05:21

رد : _ مَائِلَةٌ إلى النّار _
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة هدب العين
ِ

لأنكِ ـ أشعار ـ
فأنتِ قادرة على سكب داخلنا / الأمان

فـ حرفكِ الطري / الباعث لنا الابتسامة
سبيلٌ للنجاةِ من الغرق

:)

أهلاً بجمالكِ
ِ

الهدب

الهدب الرفيف :)

مهّدتِ لي فُسحة ابتسامة , لكِ الله كم أمطرتيني ..
tsh6

طبتِ لدنياكِ أختي العزيزة

..
أشعار


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 03:52.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع