شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   أوزان وأشجان (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=12)
-   -   من زمن .. الحب ! (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=9485)

تأبط شعرا 27-12-2004 11:09

من زمن .. الحب !
 







سلني عن الحب يا من ليس يعرفه
..... ما أطيب الحب لولا إنّه نكد!










يقول إبن القيّم الجوزيّه إنّ الأصمعي
سأل إعرابياً عن العشق فـ قال :

جلّ والله عن أن يُرى
وخفي عن أبصار الورى
فهو فـ الصدور كامنٌ
كـ كُمون النار في الحجر
إن قُدح أورى
وإن تُرك توارى





ولعلّ أكثر ما أقنعني
من تعاريف هذا الشعور
من يقول :

أنّ الحب إتفّاق أخلاق!
وتشاكل محبّات وتجانسها





الموضوع بـ إختصار :

مواقف

قصص
حُب

وددت أن نتذكّرها معاً
ونستعرض سوياً
ماتزخر به مكتبة الأدب العربي
من تلك الروائع


عنونت الموضوع
بـ ( من زمن الحب)


لا لـ شئ
سوى لإنّ تلك الروائع
طويت بـ طيّ صفحة ذلك
الزمن الجميل

وكم نحن بـ حاجه لـ قرائتها
في هذا الزمن
الملئ بـ كل شئ



ماعدا الحُب!





يقول إبن سيرين
عن زمنه الجميل:
كانوا لا يرون بـ العشق بأساً
في غير ريبه !



والدليل على وجود الحُب الحقيقي
في زمنهم
وإنعدامه في زمننا

ذلك الموقف المشهور عن جميل بثينه
عندما سعت أمةٌ لـ بثينه بها إلى أبيها
وأخيها بإن جميلاً عندها الليله!

فـ أتياها مُشتملين على سيفين فرأياه
جالساً يُحدثّها ويشكو إليها حبّه

ويقول : يا بثينه ألا تجزين حُبي وشغفي بك؟
قالت : بـ ماذا؟؟

قال : بـ ما يكون بين المُتحابين؟
فـ قالت : ياجميل أهذا تبغي!
والله كنت عندي بعيداً منه ولئن عُدتها
لا رأيت وجهي أبداً !

فـ ضحك وقال :

والله ماقلت لكِ هذا
لـ أعلم ماعندكِ فيه
ولو علمت أنّك تجيبيني عليه لعلمتُ
إنّك تجيبين غيري!
ولو رأيت منكِ مساعدة عليه لـ ضربتك
بـ سيفي هذا؟؟
ولو أطاعتني نفسي لـ هجرتك هجرة الأبد


أو ماسمعت قولي :

وإنّي لـ أرضى من بُثينة بـ الذي
...... لو أبصره الواشي لـ قرّت بلابله!

(البلابل : وساوس الصدر)


فـ قال أبوها لـ أخيها :
قُم بنا فـ ماينبغي لنا بعد اليوم أن
نمنع هذا الرجل من لقائها
فـ أنصرفا وتركاهما !!





إذن هيّا بنا
لـ نعود بـ الذاكره





لذلك الزمن!






تأبط شعرا 27-12-2004 11:11

رد : من زمن .. الحب !
 









يقول الأصفهاني في كتابه
الشهير الأغاني






مرّ المجنون (مجنون ليلى) بـ رجلين قد صادا
ظبيه فـ ربطاها بـ حبل وذهبا بها

فـ لمّا نظر إليها وهي تركض في حبالها
دمعت عيناه!






وقال لهما :
حُلاّها وخُذا شاةً من غنمي ثم أنشدهما :





يا صاحبيّ اللّذين اليوم قد أخذا
....... في الحبل شبهاً لـ ليلى ثمّ غلاّها

إنّي أرى اليوم في أعطاف شاتكما
....... مُشابهاً أشبهت ليلى .. فـ حُلاّها!





ثم أعطاهما الشاة فـ حلاّها فـ ولّت هاربه
فـ قال وقد نظر إليها وهي تعدو :






أيا شبه ليلى لا تُراعي فإنني
...... لكِ اليوم من وحشيّة ٍ لـ صديقُ

ويا شِبه ليلى لو تلبّثت ساعة ً
...... لعلّ فؤادي من جواه يُفيقُ

فـ عيناك عيناها وجيدُك جيدُها
...... ولكنّ عظمُ الساقِ منك دقيقُ

أقول وقد أطلقتُها من وثاقها
...... لأنتِ لـ ليلى ما حييتُ طليقُ!








تأبط شعرا 27-12-2004 12:05

رد : من زمن .. الحب !
 
جَنى الجمالُ على نصْر ٍ فـ غرّبه
...... عن المدينة تبكيه ويبكيها!







من ثمرات الأوراق:



عشقت إمرأه من المدينه فتى من بني سليم
يقال له نَصْر بن حجّاج وكان من أحسن
أهل زمانه فـ ضنيت من حبّه ودنفت من الوجد به

ثمّ لهجَت بـ ذكره حتى صار ذكره دأبها!



وخرج أمير المؤمنين عُمر بن الخطّاب
رضي الله عنه ذات ليله يعُسّ

فـ مرّ بدارها فـ سمعها تقول رافعة عقيرتها:





هل من سبيل ٍ إلى خمر ٍ فـ أشربها؟
....... أم هل سبيل إلى نصْر بن حجّاج؟؟







فقال عمر -رضي الله عنه- :
أمّا ما عشتُ فلا
لا أرى معي رجلاً تهتفُ به العواتق في خدورهنّ



فلمّا أصبح دعا نصرَ بن حجاج فـ أبصره
فـ إذا به أحسن الناس وجهاً
وأصبحُهم وأملحُهم حسناً

فـ أمر أن يُطمّ شعره فـ خرجت جبهته
فـ أزداد حسناً!!

فقال له عمر :
إذهب فـ أعتم فـ بدت وفرته؟؟
فـ أمر بـ حلقها
فـ إزداد حُسناً!

فقال له :
فتنت نساء المدينه يابن حجاج؟؟

فقال :
وأي ذنب لي في ذلك؟!

قال عمر :
صدقت
الذنب لي إن تركتك في دار الهجره

فـ أركبه جملاً وسيّره إلى البصره



وأقام نصر بـ البصره مده
ثمّ سمع يوماً مُنادياً يُنادي:


(من أراد أن يكتب إلى أهله بـ المدينه
أو إلى أمير المؤمنين شيئاً فليكتب
فإنّ بريد المسلمين خارج)


فـ كتب الناس ودسّ نصر كتاباً فيه :

لـ عبدالله عُمر أمير المؤمنين من نصر
بن حجاج ، سلام عليك أمّا بعد :





لـ عَمري لئن سيّرتني أو حرمتني
...... لما نِلت من عِرضي عليك حرامُ

أَئن غنّت الذلفاء يوماً بـ مُنية ٍ
...... وبعضُ أماني النساءِ غرامُ

ظننتَ بي الظنّ الذي ليسَ بعده
...... بقاءٌ فما لي في النّدي كلامُ

وأصبحتُ منفيّاً على غيرِ ريبة ٍ
...... وقد كان لي بـ المكّتينِ مُقامُ

فهاتان حَالانا فهل أنت رَاجعي؟
...... فقد جُبّ مني كاهل ٌ وسَنامُ









ولمّا بلغ عمر بن الخطّاب قال :
أما وَلي ولاية ٌ فلا؟
أُقطعه بـ البصرة أرضاً وداراً


ثمّ بدا لـ مجاشع السلمي أن يُنزله منزله
لـ قرابته فـ صيّره إليه وأخدَمهُ إمرأته
شُميله -وكنت أجمل إمرأه بـ البصره-
فـ علقتهُ وعلقها؟!


وخفي على كل واحد منهما خبرُ الآخر
لـ مُلازمة مجاشع لـ ضيفه

وكان مجاشع أمياً ونصْر وشميله كاتبين
فـ عِيل صبرُ نصر فـ كتب على الأرض بـ حضرة مجاشع:

((إنّي قد أحببتك حُبّاً لو كان فوقَك لأضلّك
ولو كان تحتك لأقلّك))


فـ وقّعت تحته غير محتشمه :
((وأنا))

فقال لها مجاشع :
ما الذي كتبه؟

فقالت :
كتب كم تحلُب ناقتكم؟

فقال :
وما الذي كتبت تحته؟

فقالت:
كتبت وأنا

فقال مجاشع:
كم تُحلب ناقتكم؟ ، وأنا؟
ماهذا لـ هذا يطبق!
(صادهم):)


فقالت :
أصدقك؟
إنّه كتب كم تُغلّ أرضكم؟

فقال مجاشع:
كم تغلّ أرضكم؟ ، وأنا؟
مابين كلامه وجوابك قرابه!



ثمّ كَفأَ على الكتابه جَفنه ودعا بـ غلام من الكتّاب

فقرأ عليه فـ ألتفتَ إلى نَصْر وقال:
يا بن عم ، ماسيّرك عُمر في خير فقم فإنّ وراءك أوسع
فنهض مستحيياً وعدل إلى منزل بعض السلميّين

ووقع لـ جنبه فـ ضني من حُب شميله
ودنِف وأنتشر خبره


ثم أن مجاشعاً وقف على خبر علّته
فـ لحقه رقّه لمّا رأى مابه من الدنف

فـ رجع إلى بيته وقال لـ شميله:
عزمت عليك لما أخذت خبزه فـ لبكتها بـ سمن
ثم بادرتِ بها إلى نصر؟


فـ بادرت إليه فلم يكن به نهوض
فـ جعلت تلقمه بـ يدها
فـ عادت قواه وبَرَأ كأن لم يكن به علّه!


فـ لمّا فارقته عاودهُ النكس



فلم يزل يتردّد في علّته حتى مات فيها!







تأبط شعرا 27-12-2004 12:31

رد : من زمن .. الحب !
 






من كتاب الأغاني :







قال أحد الرّواه :
قلت لـ قيس بن الملوّح قبل أن يُخالط
- أي قبل أن يفسد عقله -

ما أعجبُ ما أصابك في وجدك بـ ليلى؟


قال :

طرقنا ذات ليله أضياف ولم يكن عندنا لهم أدم
فـ بعثني أبي إلى منزل أبي ليلى وقال لي :

أطلب لنا منه أدماً فـ أتيته فـ وقفت على خبائه وصحت به
فـ قال : ماتشاء؟
فـ قلت : طرقنا ضيفانٌ ولا أدم عندنا لهم
فـ أرسلني أبي أطلب منك أدماً

فقال : يا ليلى أخرجي إليه ذلك النّحي - وعاء يوضع به السمن -
فـ أملأي له إناءه من السمن


فـ أخرجته ومعي قَعب - القدح الضخم - فـ جعلت تصب السمن فيه
ونتحدث فـ ألهانا الحديث وهي تصب السمن وقد إمتلأ القعب
ولا نعلم جميعاً

وهو يسيل حتى إستنقعت أرجلنا من السمن!!


وأتيتهم ليلة ثانيه أطلبُ ناراً
وأنا متلفعٌ بـ بُرد لي فـ أخرجت لي ناراً في عطبه -خرقه تؤخذ بها النار-
فـ أعطتنيها ووقفنا نتحدّث

فلمّا إحترقت العُطبه خَرقت من بُردي خرقه وجعلت النار فيها
فـ كلّما إحترقت خرقتُ أخرى وأذكيتُ بها النار



حتى لم يبق عليّ من البُرد إلاّ ماوارى عورتي
وما أعقل ما أصنع!!






ناصر البكر 27-12-2004 14:31

رد : من زمن .. الحب !
 
باقات
جميلة
اشم رائحتها
0
0
سلمت لنا

سالم بن جلعان 27-12-2004 15:25

رد : من زمن .. الحب !
 
[c]
صفحات تستحق ان تخلد بماء الذهب


مجهود سخي منك اخي تابط في التوثيق



وذائقه في الاختيارات



لا نملك امامها الا ان نقول شكرا لهذا العطاء



تحياتي



سالم بن جلعان



[/c]

الجازي 27-12-2004 15:26

رد : من زمن .. الحب !
 
.

http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif



تأبط شعرا وأحساس ورقي ..


أجزم بأن هنالك الكثير .. يقتفون أثر هذا النبض .. / القصاصات الرائعة ..


ربما لي عودة للإضافة ..


دمت متميّز ومتألق ..

.

نورة العجمي 27-12-2004 16:33

رد : من زمن .. الحب !
 



الرائع

تأبط شعرا

مساءك ورد


لي عوده للموضوع

كل الود



عبدالله البكر 28-12-2004 01:10

.



















تأبط ..
وتـــأبط حبـــا ً أيضا ً فماذا عساي أن أقول !



موضوع مشوق ..
تعلم جيدا ً بانني من عشاق تلك القصص .. أما أنت فمن متذوقيها بالطبع :) !



ساحاول البحث عني في أي مكان !
فإن وجدتني أو وجدت من يشابهني فساكون بين الحضور .. وإن لم أجد سأكون بين الجمهور !



محبتي


.

تأبط شعرا 28-12-2004 09:29

رد : من زمن .. الحب !
 
ناصر البكر




مجرّد حضورك إضافه للموضوع
فـ أنت كاتب وصاحب قلم مميّز


لا تدعنا من مشاركتك



بارك الله فيك

تأبط شعرا 28-12-2004 11:02

رد : من زمن .. الحب !
 





عُروه وعفراء








من الأغاني بـ تصرّف :



لمّا هلِك حزام ترك إبنه عُروه صغيراً في حِجر عمّه عقال
وكانت عفراء -إبنته- تبراً لـ عروه يلعبان جميعاً ويكونان معاً
حتى تألّف كل واحد منهما صاحبه إلفاً شديداً

وكان عقال يقول لـ عُروه لما يرى من إلفهما : أبشر فإنّ عفراء
أمَتُك إن شاء الله!

وكانا كذلك حتى لحقت عفراء بـ النساء ولحق عُروة بـ الرجال
فأتى عُروه عمةٌ له يُقال لها هند ينشدها أن تخطب له عفراء

فـ ذهبت عمته إلى أخيها تطلب منه أن يُزوّج عروه بـ عفراء
فقال : ماعنه مذهب ولاهو دون رجل يُرغب فيه ولا بنا عنه رغبه
ولكنّه ليس بـ ذي مال وليست عليه عَجَله!

فـ طابت نفسُ عُروه وسكنت بعض السكون وكانت أمٌها سيئة الرأي
تريد لـ إبنتها ذا مال وافر وكانت عُرضه لـ ذلك كمالاً وجمالاً


فـ عرف عُروه أنّ رجلاً من قومه ذا يسار ومال كثير يخطبها
فـ أتى عمه فقال:
ياعمّ قد عرفت حقي وقرابتي وإني ولدك وربيت في حجرك
وبلغني أنّ رجلاً خطب عفراء فإن أجبته قتلتني وسفكت دمي
فـ أنشدك الله رحمي وحقي!

فرقّ له وقال :
يابني أنت مُعدم وحالنا قريبة من حالك ولستُ بـ مخرجها
إلى سِواك وأمها أبت أن تزوّجها إلا بـ مهر غال

فـ ضرب في الأرض يبتغي الرزق ثم جاء إلى أمها
فـ ألطفها ودَارها فـ أبت أن تجيبه إلا بـ ما تحتكمه من المهر
فوعدها بذلك

فعمل على قصد إبن عم له موسر وكان مقيماً بـ الرّي
فجاء إلى عمّه وأمرأته فـ أخبرهما بـ عزمه فـ وعدا بألاّ يُحدثا
حدثاً حتى يعود!


وسار إلى إبن عمه فـ وصله وكساه وأعطاه مئه من الإبل
فـ أنصرف بها إلى أهله

وكان رجلٌ من أهل الشام من أنساب بني أُميّه نزل في حي عفراء
فـ نحر وأطعم وكان ذا مال فرأى عفراء فـ خطبها إلى أبيها
فـ أعتذر إلاّ أنّه أرغبه بـ المهر ووجد قبولاً من أمها وألحّت عليه
فـ أجابه وزوّجه وساق إليه المهر وحُولت له عفراء
وقالت قبل أن يدخل بها :



يا عُرو إنّ الحيّ قد نقضوا
... عَهد الإله وحاولوا الغدرا



إرتحل بها زوجها إلى الشام وعَمد أبوها إلى قبر ٍ عتيق
فـ جدّده وسوّاه وسأل الحي كتمان أمرها

وقَدم عُروه بعد أيام فـ نعاها أبوها إليه وذهب به
إلى ذلك القبر فـ مكث يختلفُ إليه وهو مُضنى هالك
حتى أخبرته جاريه من جواري الحي فـ تركهم ورحل إلى الشام
فـ قدمها وسأل عن الرجل ودلّ عليه فـ أكرمه وأحسن ضيافته
فـ مكث أياماً حتى أَنسوا به

ثم قال لـ جارية ٍ لهم :
هل لك في يد ٍ تُولينيها؟ قالت : نعم
قال: تدفعين خاتمي إلى مولاتِك
فقالت : سوأة لك أما تستحي لـ هذا القول!

فـ أمسك عنها ثم أعاد عليها وقال لها :
ويحك! هي والله بنت عمي وما أحدٌ منّا إلا وهو أعزّ
على صاحبه من الناس فـ أطرحي هذا الخاتم في صحنها
فـ إن أنكرت عليك فقولي لها :
إصطبح ضيفُك قبلك ولعله سقط منه!

فرقّت له الجاريه وفعلت ما أمرها به فلما رأت عفراء الخاتم
شهقت ثم قالت لـ جاريتها :
أصدقيني الخبر فـ صدقتها

فلما جاء زوجها قالت له :
أتدري من ضيفك هذا؟ قال : نعم
فُلان بن فلان (للنسب الذي إنتسب له عُروه)
قالت:
كلا والله بل هو عروه بن حزام إبن عمي وقد كتمك نفسه حياء منك!

فـ بعث إليه فـ دعاه وعاتبه على كتمانه نفسه إياه
وقال له :
نشدتُك إن رِمت -برحت- هذا المكان أبداً

وخرج وتركه مع عفراء وأوصى خادماً له بـ الإستماع عليهما

فـ لمّا خلوا تشاكَيا ماوجدا بعد الفراق
وطالت الشكوى وهو يبكي أحر بكاء
ومما قال :
أنت حظي من الدنيا وقد ذهبت مني وذهبت بعدك فما أعيش
وقد أجمل هذا الرجل الكريم وأحسن وأنا أستحيي منه والله
لا أقيم بعد علمه مكاني وإني عالم إني راحل ٌ لـ منيّتي
فـ بكت وبكى وأنصرف


فلما جاء زوجها أخبرته الجاريه بما دار بينهما فقال :
ياعفراء إمنعي إبن عمك من الخروج فقالت :
لا يمتنع هو والله أكرم وأشد حياء من أن يقيم بعد ما حدث بينكما

فـ دعاه وقال له :
يا أخي إتّق الله في نفسك فقد عرفت خبرك إن رحلت تلِفت
والله لا أمنعك من الإجتماع معها أبداً ولئن شئت فارقتها ولـ أنزلنّ
عنها لك!

فقال له :
جزاك الله خيراً
إنما كان الطمع إليها آفتي والآن قد يئِست وحملتُ نفسي على الصبر
فإنّ اليأس يسلّي ولي أمور لابد من رجوعي إليها فإن وجدت بي قوه على ذلك
وإلا عدت إليكم وزرتكم حتى يقضي الله مايشاء

فـ زوّدوه وأكرموه وشيّعوه فـ أنصرف!


فلمّا رحل عنهم نكس بعد صلاحه وتماسكه وأصابه غشي وخفقان
فكان كلما أغمي عليه ألقى على وجهه خِماراً لـ عفراء زوّدته إيّاه فـ يُفيق!

وذهبوا به إلى عرّاف اليمامه وكان له علم بـ الأوجاع
فـ شكّ إنّ مابه خِبل أو جنون

فـ أنشأ عُروة يقول :


مابي من خَبل ولابي جنّة ٌ
.... ولكن عمي يا أُخيّ كذوبُ

أقول لـ عرّاف اليمامة داوني
.... فإنّك إن داويتني لـ طبيبُ


عشيّة لا عفراء منك بعيدة ٌ
.... فتسلو ولا عفراء منك قريبُ

فوالله لاأنساك ما هبّت الصبا
.... وماعقّبتها في الرياح جنوبُ

وإنّي لـ تعروني لـ ذكرك هِزّة ٌ
.... لها بين جلدي والعظام دبيبُ






وممّا قال :


فويلي على عفراء ويلاً كأنّه
.... على الصدر والأحشاء حد ٌ سنانِ

أحب إبنة العذري حباً وإن نأَت
.... ودانيت فيها غير ما مُتدانِ

فيا رب أنت المستعان على الذي
.... تحمّلتُ من عفراءَ منذ زمانِ!




ثم توفّي وهو راجع بالشام
وقد وجده النعمان بن البشير
(وكان عاملاً لـ معاويه على صدقات بعض القبائل في الشام)
كما جاء في (ذيل الأماني)

ميتاً في العراء فـ غسّله وكفّنه ودفنه وصلى عليه


ولما بلغ عفراء موته قالت لـ زوجها :
قد كان خبر إبن عمي مابلغك ووالله ماعرفت منه قط إلا الحسن
وقد مات فيّ وبسببي ولا بُد لي من أن أندبه فـ أقيم مأتماً عليه
قال : إفعلي!

فمازالت تندبه ثلاثاً حتى تُوفيت في اليوم الرابع!



وبَلغ معاويه إبن أبي سفيان خَبرهما فقال :
لو علمتُ بحال هذين الحرّين الكريمين لـ جمعتُ بينهما!







عذبـة 28-12-2004 13:38

رد : من زمن .. الحب !
 


هو زمــنٌ سكنــه الحب .. بروحانيـةٍ ساميـة

وخـُلـقٍ جمـيـل ..



‘*‘ تأبط شعراً ‘*‘



شكراً لك إلهامنا الجمال..


//عـذبـه

نوف الثنيان 29-12-2004 02:23

رد : من زمن .. الحب !
 


..

لي عوده ..

..


صالح العبدالكريم 29-12-2004 14:52

رد : من زمن .. الحب !
 





تأبط رُقي




ذائـقه / فكر .. جميلان لدرجة الغـِـبطه !
لا تـخف فأنا بائس لا يتطاير من عينيه شرر :)


يعلم الله أنـّي أتوق للمشاركـه ولكن للوقت إحكام





سوف أقرأك بعنايه مركزه ..

دمت بخير

أوزان وأشجان 29-12-2004 15:30

رد : من زمن .. الحب !
 

تأبط شعرا 30-12-2004 05:09

رد : من زمن .. الحب !
 
الغالي

سالم بن جلعان

تُسرف بـ كرمك دائماً

ولكنّه قدر الكرماء
أن يكونوا كرماء!





أضئت المتصفّح بـ وجودك

تأبط شعرا 30-12-2004 05:16

رد : من زمن .. الحب !
 



النور


الجازي





ربما لي عودة للإضافة ..

لو إستبدلتي ربما بـ حتماً
لـ كانت أفضل!

لإن مشاركتك في أي موضوع إضافه له

لا تتركينا من إضافاتك


تحياتي



تأبط شعرا 30-12-2004 05:19

رد : من زمن .. الحب !
 




النور



نوره العجمي


أكيد لا بد لك من رجعه


ما نستغني من مشاركتك

الموضوع لم يُكتب إلاّ
لـ الإستفاده منكم جميعاً



تحياتي




تأبط شعرا 30-12-2004 05:23

رد : من زمن .. الحب !
 
الجمال



عبدالله البكر




إذا لم تكن من عشّاقها
فـ من يكون؟:)


أعلم تماماً إنّك تخبئ الكثير والكثير

في إنتظارك؟





تحياتي

نوف الثنيان 31-12-2004 17:42

رد : من زمن .. الحب !
 


ولاده بنت المستكفي وابن زيدون .. عاشا في قرطبه .. في القرن الحادي عشر ميلادي ..

كانا أشهر العشاق في تاريخ الأدب العربي الأندلسي ..


عرفت ولاده ابن زيدون في فترة توليه منصب وزير في قرطبة ..وكان شاباً دون الثلاثين .. دعا اصدقاؤءه الى ندوتها فأستقبلته أحس استقبال .. ووضعته في الصداره .. لما كان من علو شأن في الأدب وفي السياسه . .

كان رجلاً حلو الحديث .. شجاعاً متدفق الحيويه .. فأعجبت به ولاده اعجاباً كبيراً ..

اما هو فقد وجد فيها .. جمال صارخ .. وتجسيداً للأدب الرفيع والفن الأصيل ..فأحبها حباً جماً ..

اما ولاّده فتحول إعجابها إلى ميل شديد مالبث أن تحول حباً كبيراً ..

حتى أصبح الشاعران العاشقان .. حديث الناس .. مما جلب لهما الألم والمتاعب .. فقد زاد هذا الحب من خصومة ابن زيدون .. وفي ومقدمتهم الوزير .. ابو عامر ابن عبدوي .. وابن عبدالله ابن القلاس ..

برغم حرص العاشقين على تكتم حبهما .. ويبدوا لنا جلياً واضحاً في قول ابن زيدون ..

اصونكِ من لحظات الظنونِ ...... وُأعليكِ من خطرات الفِكَر

وأَحذر من لحظات ِ الرقيبِ ...... وقد يُستدامُ الهوى بالحذرْ


أحب " ابن زيدون " " ولاده " بنت الخليفه المستكفي حباً ملك عليه مشاعره وعواطفه ..

وقد بادلته حباً بحب .. وسعدا بهذا الحب حينا من الدهر ثم كانت بينهما جفوة أذاقته مرارة الياًس والحرمان ..

ومن أروع قصائده في هذه المرحله " نونيته المشهوره " التي تصوّر شجونه وحنينه ولحهفته .. وسعادته المفقوده ..

وشقاءه وتعاسته إذ يقول فيها ..


أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
...... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتُم وبنا فما ابتلت جوانحنا
...... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرنا
....يقضي علينا الأسى , لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا , فغدت
..... سوداً , وكانت بكم بيضاً لَيالينا

وللقصيدة تتمه طويله ..
.
.
.
.
.

أوقع خصوم ابن زيدون وحسّاده بينه وبين ولاّده من جهة وبين حاكم قرطبه من جهة ثانيه , وتمكنوا من اتهامه بالأختلاس زوراً وبهتاناً مما أدّى إلى زجّه بالسجن .. حيث ذاق الواناً من الظلم .. والعذاب عبّر عنها في قصائدة الأنسانية ..

.
.



تأبط شعرا ..

موضوع رائع ..

أتمنى أن أكون قدّمت مايليق .. لهذا الموضوع المشوّق ..

والذي يغري العودة مراراً وتكراراً للقراءة والمشاركة ..

دمت متألقاً ..

تحياتي وتقديري .





الجازي 02-01-2005 02:08

رد : من زمن .. الحب !
 




بدأ حب جبران خليل جبران ومي زياده .. عن طريق الفكر والنشر .. في اوائل القرن العشرين ..

بعد أن اصاب كل منهما شهرة واسعة..

كانت مي معجبة بمقالات جبران وأفكاره .. فبدأت بمراسلته عقب أطلاعها على قصته " الأجنحه المتكسره "

التي نشرها في المهجر عام 1912 .. فكتبت له تعرب عن اعجابها بفكره وأسلوبه .. وتناقشه في ارائة بالزواج وقيوده .. والحب وأطواره ..

كانت الرسائل متقطعه في البداية .. الى أن أخذت تزداد حين توثقت العلاقة بينهما ..

واصبحت لهجته .. تتدرج من التحفظ إلى التبسط والتودد .. ومن الأعجاب .. إلى الصداقة الحميمة .. والتي تحولت الى حب عاصف .. في 1913 برغم حدوث سلسلة من الخلافات .. تحول عسل القلب إلى مرارة ..


كان يرى فيها طفولته واحلامه ومؤلفاته ومشاريعه الأدبيه .. وميوله وذكرياته .. وارائه في الأدب والروح والفن والفلسفه ..

وبرغم كل هذا .. لم يلتق جبران ومي .. ولو مره واحده !!

وكان من الممكن أن يحدث لقاء يؤدي إلى زواج يتوج هذا الحب .. وكان اللقاء ممكن أن يحدث في مصر أو لبنان .. أو امريكا .. ولكن جبران لم يحرّك ساكناً برغم تعبيره عن هذه الرغبة ..

علماً بأن مي .. زارت اوربا اكثر من مره خلال فترة هذا الحب .. ولكن يبدو أنه على تحرر مي فكرياً .. لكنها حريصه كل الحرص على سمعتها في المجتمع أن تخدش .. فلم تسعى هي للقاءه ..

دامت تلك العاطفه بينهما زهاء عشرين عاماً

توفي جبران قبل ميّ بعشر سنوات .. فتره كافيه أن تلتفت لحياتها مع العقاد الذي أحبها حباً صادقاً لولا اخلاصها لحب جبران ..

ربما يكو ن أهل مي وبعض المقربين منها قد أطلعوا على صلتها بجبران في حياتها ومنهم العقاد ,ولكن كانت حريصه على اخفائها عن الناس , وأبقتها سراً دفيناً في نفسها حتى ذلك اليوم الذي فجعت بموته عام 1931م , فبعد انقضاء شهر على وفاته اعترفت ميّ لقرائها بوجود مراسله طويله بينها وبين جبران وذلك في مقاله (جبران خليل جبران يصف نفسه في رسائله) ضمتها فقرات قصيره من رسائله اليها , وعبرت عن حزنها العميق عليه مصّوره غربتها وغربته في الوجود بعبارات موجعه قالت فيها

"حسناً فعلت بأن رحلت ! فاذا كان لديك كلمه أخرى فخير لك أن تصهرها وتثقفّها , وتطهرها لتستوفيها في عالم ربما يفضل عالمنا هذا في أمور شتى..."





تأبط شعرا 07-01-2005 16:10

رد : من زمن .. الحب !
 



الإحساس

صالح العبدالكريم



لك من الوقت ماتحب

ولنا الإنتظار لما نحب





دمت رائعاً

الريـــــم 07-01-2005 22:59

رد : من زمن .. الحب !
 
الله !! ... ما أجمـل ذلك الزمـن
حيث الحب فيه طاهر .. عفيف

تأبط شعراً /

شكراَ لهذه الجوله الحالمـه وتلك المساحات الجميله

شكراً لكل ذلك الجمال الذي جئتنا محملاً به

قصص أكثر من رائعة !!


إنّي قد أحببتك حُبّاً لو كان فوقَك لأضلّك
ولو كان تحتك لأقلّك


فوالله لاأنساك ما هبّت الصبا .... وماعقّبتها في الرياح جنوبُ

ياااااااه قصص يفتقرها هذا الزمن // للأسف !!

نجديـه / الجـازي

شكراً لكما على الإضافه الجميله
أستمتعت بما كتبتما / وقبلكما : تأبط شعراً

حسناً فعلت بأن رحلت ! فاذا كان لديك كلمه أخرى فخير لك أن تصهرها وتثقفّها ,
وتطهرها لتستوفيها في عالم ربما يفضل عالمنا هذا في أمور شتى


تحيــاتي ،،

الريـــــم

تأبط شعرا 09-01-2005 17:02

رد : من زمن .. الحب !
 
هو زمــنٌ سكنــه الحب .. بروحانيـةٍ ساميـة

وخـُلـقٍ جمـيـل ..


قلتي ما أردت قوله






عذبه








شكراًً من القلب

نـــداء 15-01-2005 00:12

رد : من زمن .. الحب !
 


موضوع رائع ... وقصص نفتقد صدقها في الزمن الحاضر

تحيه لتأبط شعرا ... وكل الأخوه والأخوات الذين أضافوا لهذا الموضوع الممتع

تحياتي

أختك نداء :)


تأبط شعرا 07-07-2005 04:07

رد : من زمن .. الحب !
 





مرحبا ً نجديه ..



تواجدك إضافه دائما ً
لما تملكينه من المعرفه وسعة الأفق
والحضور الجميل ..!



شكرا ً لإيرادك قصة إبن زيدون وولاّده
وكنت أنوي الكتابه عنها فعلا ً
وسردك لها بإسلوب رائع يكفي
ولكن لا يضير شيئا ً لو أضفت ما أستطيع إضافته ..!





ولاّده بنت الخليفه المستكفي صاحب السمعه السيئه
وأشهر خلفاء الدوله الأمويه في الأندلس بالفساد والضياع
والدليل ضياع الخلافه في عهده بقتله متخفيا ً في زيّ إمرأه!!


ولاده شاعره جميله حتى لو لم تكن – محتشمه – في أشعارها
فهي التي كتبت على ردائها :



أنا والله أصلح للمعالي
.............. وأمشي مشيتي وأتيه تيها

أمكّن عاشقي من صحن خدي
............ وأعطي قبلتي من يشتهيها !






أحبّها إبن زيدون بصدق وربما بادلته نفس الشعور
وإن كان أقل بكثير من حبّه لها ..!
وسعى الواشين بينهما فقوّضوا أركان هذا الشعور الجميل
وأستماتوا في التفريق بينهما !
وأساءت له بإتهامه بـ حبّ جاريتها السوداء!


فجفاها إبن زيدون وقابلته بجفوه أشد منها
وأتخذت من أبو عامر – كما ذكرتي – عشيقا ً لها
إنتقاما ً منه ..!!


وهو من سعى في إلصاق التهمه لإبن زيدون لزجّه في السجن ..!
وبذلك دفع عمره ثمنا ً لإمرأه أحبّها بصدق
!!





شكرا ً من القلب
على إثرائك للموضوع
يانجديه


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 21:36.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع