شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   ضفاف الروح (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=93)
-   -   حكايا الصباح والمساء.. (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=12933)

عبدالواحد اليحيائي 05-08-2006 15:37

حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
- عليك أن تجذب ألاماكن والشخصيات إلى النص، جذبها يخلق لك مجالا أوسع للمناورة والحوار في قصة قصيرة، حتى القراء يحبون أن تشغلهم بأماكن لم يروها من قبل، وشخصيات تبرز لهم أنفسهم كما لا يحبون أن يعرفوها.

كيف أجذبها؟!
لم أسأل صديقي الذي كان يوضح لي رأيه في مجموعة من القصص القصيرة التي وضعتها بين يديه طالبا رأيه، لم أسأله لأن الجذب مهمتي وليس مهمته، جذب المكان بمعنى أن تنقل مكه إلى لوس انجلوس، وجذب الأشخاص بمعنى أن تجعل أمرأة تشبه المطربة هيفاء وهبي حزينة لفوات سنة ركعتي الفجر. ربما..

لعله يقصد أيضا، أن النص القصير قائم على المفارقة بين البداية والنهاية، وأحيانا بين المتوقع والحاصل فعلا، وربما بين علامة التعجب وعلامة التساؤل ثم التوقف عند نقطة أخيرة لا تفيد لم التعجب، ولا تجيب على التساؤل. النص القصير قد يكون حيرة أخرى وتفكير مختلف. يؤدي إلى تفكير غير مختلف.

- والمسؤولية التي تحدث عنها عبدالرحمن منيف؟
هي مسؤولية لازمة، ما دمت تقرأ فلا بد أن تتحمل مسؤولية ما..
لكن الكلام على حجم هذه المسؤولية التي يحدثها نص في ذاتك، قد توجد بضآلة شديدة فكأنها غير موجودة، وقد توجد لتكون دافعا إلى قول أو فعل ما، وقد توجد لتنساها بعد ثوان أو دقائق أو أيام أو سنوات دون أن تخلق فعلا ما يتجاوز هذا التذكر، مسؤوليتك هنا في التذكر فقط، تشيكوف أثر في لينين وتذكره هذا الأخير يوم قاد ثورته، وكان عبدالناصر يفخر دائما بقصة الحكيم عودة الروح رغم أن الحكيم لم يستفزه هذا الفخر كثيرا حين أصدر عودة الوعي بعد وفاة عبدالناصر وتحديدا عام 1972م.

- وعلى ذكر النهايات في القصص القصيرة، نسيت أقول لك: سألني صاحبنا في قضية يرى أنها (مش واضحة)، قال: كيف يعمل المؤمن بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار فيدخلها، أو يعمل بعمل أهل النار ثم يختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها، هو يرى أن لا عدل في ذلك؟

طيب لا تشغلني بهذه القضية، لكن خذ له الفصل الذي عقده ابن القيم رحمه الله على القضاء والقدر في الفوائد، ارى أن هذا الفصل وحده مختصر جيد لكتابه شفاء الغليل في مسائل القضاء والقدر والتعليل. واقعا أخذ صديقي الكتاب لا لينشغل بالقضاء والقدر لكن ليبحث عن جملة في الفوائد هي كل ما بقيت له من محفوظه من الكتاب، قلت له: تجدها في جمل ابن القيم القصيرة، وقد كان.. وإن كان قد غيرها بعض الشيء، واعتبرته أنا من تصفيح النساخ في عقولهم.

- شفت تلك التي وضعت دهن العود على الجنز، اعجبتني واضحكتني، ليتك تبحث عن أمثالها من الجمل، هي تجعلنا نسرح ونفكر ونتخيل ونضحك، هي في مكانها، لكن الاخرى ليست في مكانها: دهن العود حين يوضع مع أكفان الموتى، هم يضعون السدر يا صديقي.

ربما يضعون السدر، لكن هنا متقاعد يفكر بما عنده لا بما يجب أن يصنع أو بما تعارف عليه الناس.

أخيرا اشتكى من آلام القولون وانصرف كعادته: ضاحكا.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 05-08-2006 15:37

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
- إذا كنت تهتم خذ هذه المعلومة: هناك مظاهرة في القطيف، انقل لك ما يجري من وسط الأحداث، الناس تتجمع وهناك أعلام حزب الله وصور السيد حسن نصر الله والناس تعبر عن كرامتها ورفضها للذلة....
- وبعدين ؟!
- ما أدري، ولا شيء..
- سيذهبون إلى بيوتهم ويعافسون ازواجهم وأطفالهم ويأكلون عشاءهم وينامون، وفي الصباح سيشعرون بالفخر لأنهم تظامنوا مع حزب الله، وستفخر بهم زوجاتهم في أحاديث الضحى، وسيكتب بعضهم عن مواقفه العظيمة في ساحات الحوار على الشبكة... وبس.
- كأن مو عاجبك حزب الله، ما تقرأ قرآن: ألا إن حزب الله هم الغالبون، بل ما تقرأ: إذا جاء نصر الله والفتح.
_ لعلك تقرأها تفاؤلا لا اعتقادا، على وزن: لا تنفذون إلا بسلطان..
- لديك اعتراض على حزب الله.
- لا اعتراض على مقاومة، ولا مزايدة على دماء الشهداء، ولا تشفي بمشردين ومهجرين.
- لكن.
- ولا لكن أيضا، الآن التفكير يجب أن ينصب على وقف اطلاق النار، وإعادة تعمير البلد، وضمان أن لا يتكرر ما حدث.
- أن لا يتكرر ما حدث، تعني أن علينا الاقتناع بحكومة مركزية وسحب سلاح المقاومة وقوة دولية.
- إذا جاءت حكومة مركزية، ووجدت القوة الدولية، فما الحاجة إلى مقاومة، مقاومة تقاوم من؟!
- ما أدري، ربما مقاومة تتحول مهمتها إلى ضمان أكبر قدر من الحقوق للطائفة التي تمثلها.
- إذن نعود إلى الحرب الاهلية حين كان السلاح بيد كل الفرقاء ولم تنته حتى باد الجيل المقاتل بأكمله، وجاء جيل آخر يتساءل لم هذه الحرب؟
- وحزب الله من بقايا هذا الجيل؟
- بالتأكيد لا، هو بدأ مقاوما، وهو كذلك حتى الآن، لكن الحزب يخطئ خطاه الكبير إن اعتقد أنه يجب أن يتحول إلى دولة داخل الدولة، الدولة المركزية لا تقبل ذلك، ولن تقبله دولة يقوم بناؤها السياسي على التعددية الطائفية.
- والحل؟
- الحل أن تتوقف الحرب الحالية، وأن يتحول الحزب إلى السياسية، ويسعى إلى حقوق الطائفة التي يمثلها عبر البرلمان، وإن ينظم مقاتلوه إلى الجيش اللبناني الموحد، وأن يتحول السيد حسن إلى دور قيادي كغيره من قيادات لبنان، وأن يعمل للبنان فقط، لا لغيره معه.
- هل غامر الحزب بخطف الجنديين الاسرائليين؟
- سؤال ممل، غامر أو لم يغامر الآن لا تفيد، المفيد الآن هو ما يمكن عمله لإنقاذ لبنان بعيدا عن الحوارات الفلسفية والطائفية والنزاعات الغبية وسط الضرب الاسرائيلي من كل جهة.
- طيب ما رأيك في المظاهرات ضد الامريكان في الكويت؟
- أقول لك، أقفل الماسنجر وروح نام احسن لك.
_ ... :)
- شفت هذا أنت مثلهم، أتيت من مظاهرة القطيف، ودخلت على الماسنجر لتحدثني عن عملك العظيم بالتظاهر (وإن كنت قرأت أنه كان اعتصاما ولم يكن تظاهرا) وأيضا لتبتسم.
- يا حبك للنكد، تصبح على خير.
- وأنت من أهله.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 05-08-2006 15:38

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.

الاستاذة وجيهة الحويدر


وجاءنا على الجوال: الكاتبة السعودية المعروفة وجيهة الحويدر والناشطة في حقوق المرأة تم توقيفها من قبل السلطات السعودية أثناء مشيها على الأقدام على جسر البحرين رافعة لوحة بعنوان: أعطوا المرأة حقوقها..

ثم جاءنا عبر الإيميل: من جهة اخر ي اعلنت ناشطة نسائية سعودية الجمعة انها اعتقلت لعدة ساعات لدي قوي الامن بعد ان تظاهرت وحدها علي الطريق حاملة لافتة تطالب بمنح النساء مزيدا من الحقوق. وقالت وجيهة الحويدر (45 عاما) في اتصال هاتفي اجرته معها وكالة فرانس برس من مدينة الظهران في شرق المملكة، مشيت وحدي وانا احمل لافتة تطالب الملك عبدالله باعطاء المرأة السعودية حق المواطنة كاملا .

- ويا حب المرأة للاستعراض..
خاصة أن توقعت أن تدخل معها على الهاتف وكالة فرانس برس، وأن ينتقل الخبر عبر الجوالات، وأن يتداوله الكتاب عبر البريد الالكتروني، وأيضا أن تكتب عنه بعض الصحف والمنتديات الحوارية.

- أنت حصرت الموضوع كله في الاستعراض؟ حرام عليك..
- إذن ماهي حقوق المواطنة الكاملة التي تطلبها وجيهه الحويدر من الملك عبدالله؟
- ربما قيادة السيارات، التساوي في الوظائف، المشاركة السياسية والأدبية، وأشياء مشابهة؟
- وهل هي ممنوعة من ذلك: قيادة المرأة للسيارة مازال خاضعا للظروف الاجتماعية في البلد، والبطالة تشمل عددا كبيرا من الرجال المؤهلين فضلا عن النساء، والمشاركة السياسية والأدبية متاحة بقدر المستطاع، المرأة في المملكة مثل اختها في دول الخليج الأخرى ومثل غيرها في العالم العربي تحت هيمنة رجالية وهذه لن يكون حلها بقرار سياسي يصدره الملك عبدالله، بل بتطور ثقافي واجتماعي وسياسي شامل وهو بالتأكيد يسعى إليه.
- لعل وجيهه تقصد قضايا السفور والحجاب وما أشبه.
- إذن خصومتها ليست مع الملك عبدالله، بل مع الدين نفسه، أو مع علماء الدين إن كانت تعتقد انهم يفسرون الشريعة بطريقة خاطئة، لا يمكن للملك في المملكة أن يطلب من الناس أن يغيروا دينهم..:)
- ما أدري، كيف يعني...
- يعني أنت أيضا أتصل بوجيهه واسألها عن مطالبها، سيفرحها ذلك بلا شك، سيساهم في الفرقعة الصحافية والإعلامية التي تنشدها.
.
.

نجـود 05-08-2006 17:11

حكايا الصباح والمساء..
 
.



:)

وكعادتك لك .. نظره ساخره رائعه للحدث
أستاذ عبدالواحد اليحيائي
حكايات واقعيه جداً جداً tsh5 tsh5
ممتعه وقفاتك عند شخصياتك .. ( ومحادثاتك المسنجريه ).. وانتقادك للمرأه :)



_ ويا حب المرأة للاستعراض..
سؤال ليش تتوقع تحب الأستعراض ..؟

عنود 06-08-2006 15:17

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
استاذي عبدالواحد
ممتع جدا الحديث معك والأستماع إليك
لم أشأ انتهاء هذا الحديث ابداً
فراسة كاتب ومنطق مثقف وتهكم مبرر له

قلبي يقرؤك السلام tsh6

عبدالواحد اليحيائي 07-08-2006 00:37

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
مرحبا أخت نجود..

يقول ابن الرومي:

تصدت بعد حياء وخفر... تبرج الأنثى تصدت للذكر

وهو يصف الدنيا في البيت السابق..:)

لم تحب المرأة الاستعراض؟..
لأنها أضعف والضعيف يحتاج الاستعراض بكل شيء في سياق مواجهة مع من يؤمن بقوته..
هو قوي، ولا سلاح لديها في مواجهة قوة اجدى من سلاح يوازي تلك القوة..
إن بحق فهي فتنة، وإن بباطل ومكر فهي غواية.

قبل أيام قليل سألني صديق عن الأنثى وسط أوراقي وكتبي فكتبت له:
بالتأكيد لا تريده حديثا تقليديا عن الأم والاخت والبنت..
ولا تسأل عن تأثير أنثى في رجل محاط بالاناث في كل مراحل حياته..
الكلام عن الانثى كالكلام عن الانسان طويل لا ينتهي، وهو حديث عن جوانب لا جانب، وهو أيضا تفكير مشغول بالبيئة عبر المكان والزمان.

لكن باختصار شديد..
الانثى بالنسبة لي هي الغواية:
غواية عقل حين تستحثه على مزيد من التأمل والتفكير..
وغواية جسد حين تدفعه عاملا على خلود الانسان..
وغواية قلب ووجدان حين ينشغل بالحب عن كل كراهية، وبالجمال عن كل قبح، وبالجلال عن كل ملالة وإن اشتغل بها الكون كله.

ولأن الأنثى غواية فهي دوما مشغولة بكل أداة غواية..
ولا أداة عندها أجمل من جمال، ولا رسول لديها أقوى من ضعف، ولا حيلة أنجع من وسيلة تختال بين العقل والغريزة.

والأنثى بين كتبي كالانثى في عقلي..
هي ليست بالكيان المنفصل فأتحدث عنه منفصلا..
بل هي بين عقول وافئدة في كتب..
وهي بين الكتب وفي الحياة: مرجع الإنسان الأول قادما من رحمها، وملاذه االأخير متواريا في ترابها.

تحياتي لك ..:).
.

عبدالواحد اليحيائي 07-08-2006 15:06

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
مشيت ساعة..
سأتأمل قليلا..
وأفكر..
ربما أقرأ..
بعدها سأكتب.
أخيرا سأتساءل: لم الحياة مملة؟!

مملة ككائن غاف، كوحش اسطوري..
مملة لأننا عقدنا هدنة معها، صلحا..
جرب وخزها بدبوس أو المرور أمام أنيابها ليس على أطراف الأصابع..
جرب أن تستفزها، أو أن لا تخشاها، سيكف الكائن عن كونه مملا.
هل لديك استعداد؟
أيهما أفضل: هدنة فملل، أم مواجهة؟


لكننا نمل حتى من المواجهة..
لا بد من صبر حين نحب أو نكره.

نمل؟!!
ظننت أننا نيأس..
نفقد إيماننا بالجدوى،
معك حق، ربما نمل من الملل إلى: الصبر، الحب، الكره..
دوران مفاجئ..
ما المغزى؟


لا مغزى يتجاوز امتحان الله لنا..
وامتحاننا لأنفسنا..
وأيضا امتحان الآخرين لنا وبنا.

نمتحن.. نصبر..نمل
خارطة توصل لبقعة منا..
وبين يدي خارطة توصل لبقعة أخرى منا
.
.
لا أخفي عليك..
الحديث عن الخرائط ينشب بحلقي غصة..
خارطتي...


أعد اصلاح الخريطة بحدسك وأبدأ من جديد.

غشونا يا سيدي..
زودونا بخرائط ووعدونا بالعثور على الكنز..
خدعونا فصرفنا العمر على خرائط كاذبة.

مضطر أنا لابتكار خريطتي..
أدواتي قليلة..
وأعلم أن الخطأ يكمن لي كقدر.
ماذا أصنع؟
لم يزودني الله بخارطة عُثِر عليها في مهدي.

يوحي ربنا للنحل..
ويتركنا نهبا للضياع.

من يعذرني إن اجتهدت وأخطأت؟
من يمنحني حق الاجتهاد والخطأ؟
ماذا لو كانت الخارطة البليدة أجدى؟
ماذا لو ضاع العمر وندمت؟


الله وعقلك.

لذا أعيش حياة الصعاليك..
دربي وعر..
ولا رفيق يريد المجازفة..
ربي وعقلي..
وشفقة على وحده..
وغربة
.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 14-08-2006 11:49

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
في قصة قصيرة أو في رواية، لم يخلط القراء بين كاتب النص وأبطاله؟
لم يعتقدون أن آراء ابطال عمله الفني هي آراؤه، وإن كلماتهم هي كلماته، ثم يقيمون تبعا لذلك محاكمة للكاتب لا للأبطال الذين خلقهم؟ شكسبير كتب الملك لير، ومحفوظ كتب عن راقصات شارع محمد علي، ومنيف كتب عن الباشاوات والملوك وبائعات الهوى في القرن الماضي فهل كان هؤلاء الكتاب هم أولئك الشخصيات؟!

المحاكاة تتطلب نقل الواقع كما هو (إن كان المكتوب واقعيا) وفق الزاوية التي ينظر منه الكاتب..
لا كما ينبغي أن يكون..
ولا كما يحب له قارئ النص أن يكون..
وليست مهمة القاص تلميع الواقع أو تجميله أو تقبيحه..
هو ينقل الواقع ليحمّل القارئ مسؤولية ما..
هذه المسؤولية التي يحملها للقارئ هي رأيه الأخير..
وقد يتفق معه القارئ وقد لا يتفق وفقا لثقافة هذا الاخير.

قد يكون الشعر (إن لم يكن قصصيا)..
أو المقالة الأدبية (ذاتية كانت أو موضوعية)..
أو المقالة العامة بين الفلسفة والادب هي الأقرب إلى رأي الكاتب لكن ذلك ليس متاحا في نص إبداعي أو مقطوعة موسيقية أو لوحة فنية.

ولي عودة إلى هذا لاحقا إن شاء الله..
.
.

فوزي المطرفي 18-08-2006 05:45

مُحاكاة الحياة.. حياة!
 

.
عند التأمل ومحادثة الواقع , يحدث أن يكون هناك الكثير من الرؤى, الكثير من الأخذ والرد, الكثير من الأسئلة والأجوبة, التي تتفاوت ـ بقدر المدّ والجزر ـ لتصل في النهاية لحكايا الصباح والمساء, وفنجان قهوة .!

*
تحيّة ودّ, عبدالواحد tsh6

.

عبدالواحد اليحيائي 20-08-2006 15:03

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
الاخ فوزي..
أشكرك حضورك الجميل..:)
وواقعا ألسنا جميعا في رحلة بحث تثيرها الاسئلة؟
.
.

عبدالواحد اليحيائي 20-08-2006 15:04

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
- ماذا تقرأ هذه الأيام؟
- اقرأ الطبل الصفيح لغراس وقبله كنت أقرأ احدى عشر دقيقة لكويلهو..
- لعل الاول أعمق من الثاني؟
- لا غراس ممل، أتجرعه ولا أكاد اسيغه، كويلهو خفيف على العقل والمعدة..:)، وأنت ماذا تقرأ؟!
- أمس فرغت من ثلج لأورهان باموق، وحاليا أقرأ عبدالناصر المفترى عليه والمفتري علينا لأنيس منصور، وفي الليل اعيد قراءة عالم صوفي لجوستان غارنر.
- ثلاثة كتب دفعة واحدة؟
- مش بالضرورة دفعة واحدة، أحيانا أبدأ في كتاب وأنا في نصف الكتاب الثاني وقد قاربت على الانتهاء من الكتاب الثالث.
- كأنك في مدرسة أو أكاديمية وتتابع مناهج دراسية، هذا على جماله لكني أخشى أن يخلق بعض الإرباك وقد يودي بالمتعة.
- بالعكس، التنويع شيء مهم عند القراءة.
- عند القراءة فقط!! هو شيء مهم في الحياة كلها، أنا أضع التنوع في مقابل السأم والملل.
- إذن اقرأ في أكثر من موضوع مع بعض، في الموضوع، بل إن شئت اقرأ لنفس الكاتب ثلاثة كتب، أو لنفس الشعر أكثر من ديوان.
- ما يصلح، ستشتبك الشخصيات والاحداث لو كنت أقرأ روايات، وستشتبك العواطف والانفعالات لو كنت أقرأ دواوين شعر، الافضل أن تكون الموضوعات مختلفة، مثلا: رواية، شعر، فلسفة.. أو قصة قصيرة، نقد أدبي، تاريخ.. أو أدب عربي، أدب انجليزي، قراءات دينية.. وهكذا.
- كيف شفت فنجان القهوة؟!!
- تقصد ما كتبه أنيس منصور عن تعامل بعض القوميات مع القهوة، جيد، احببت تصويره للنفسية اليهودية.
- التعليق الاجمل وصلني كالتالي:

ليتني قطعة سكر .. لأفجر نفسي بعملية استشهادية في قعر فنجان القهوة
أو ليتني ملعقة لأدق ناقوس الخطر على جوانب الفنجان اثناء ذوبان السكر واعلن حالة الاستنفار لجيشي المؤلف من ذرات بن برازيلية
بعدها أتقاطر أشلاء على جوانب الفنجان

لكي ترتشفني أحلى الشفاه وبهذا يتأسس حزب المدمنين على القهوة
وليقولوا حينها إني إرهابي

.
لكن للأسف .. أنا من عشاااااق الشااااي فقط وفقط .

- التعليق من قاص ولا شك..:)
- وموهوب أيضا، أحببت قدرته على التخيل.
- هل تعتقد أنه سابق إلى الفكرة هنا؟
- لا يعنيني أن يكون سابقا أو لاحقا، ما يعنيني أنه سبق غيره في الوصول إلي..:)
- :)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 24-08-2006 02:08

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
من حوار قصير معي..

لماذا ؟ لماذا هذا الفقد الفادح للأدباء و المثقفين؟

بسببنا (المتلقين) حين نتلقى بسلبية شديدة..
وبسببه (أي المبدع) حين يتأثر بسلبيتنا..
وبسبب البيئة نفسها: المجتمع، البيئة الثقافية، موقفنا من الآخر..الخ.
والقضية أكبر من أن يحتملها جواب واحد:

- لأننا لا نقرأ..
- لأن مثقفنا مضطر للمجاملة والنفاق..
- لأن نقادنا موتى..
- لأن مبدعينا غير مثابرين..
- لأن العلاقة (الاتصال) بين المبدع والمتلقي مقطوعة: موزع سيء، وصحافة عاجزة، وشللية قاهرة، وناقد لا يهتم، وتعاون ثقافي مقطوع الجذور...
- لأننا نعيش حالة فصام بين واقع يرفض الثقافة وخيال يمجدها وبالتالي فكل نتاجنا الثقافي ليس أكثر من مجموعات من حصص مادة: الإنشاء.
- لأننا مشغولون عن تراثنا ومنفصلين عن حاضرنا، فلا عرفنا برناردشو ولا فهمنا عبدالقاهر.
- ولأننا ولأننا ولأننا..
مشغولون بالشكوى عن العمل، وكما قال الدكتور طه حسين يوما: لا نعمل ويضايقنا أن يعمل الآخرون.

ما الذي يقف بين المبدع و المتلقي ؟

تقف ثلاثة أشياء وعنها يتفرع كل شيء:

النص..
في قيمته..
وبين وضوحه وغموضه..
وبين عمقه وسطحيته..
وبين صدقه وكذبه..
وبين وحيه وإقصائه..
وبين كونه مما ينفع الناس، أو مما يذهب جفاءً.

والمتلقي..
ذوقه..
فهمه..
ثقافته..
موقفه من الأفكار والأشياء والأشخاص..
بيئته بين الزمان والمكان.

والمبدع..
غايته ووسيلته..
أسلوبه وأداته..
هو والنص..
وهو والآخر.

تلك ثغرات بين المبدع والنص والمتلقي..
كلما فهمناها أكثر استطعنا أن نفهم موقف المثقف: مبدعا ومتلقيا، وقضية النص: موحيا وباعثا وشارحا.

هل ثمة رفض لأي الطرفين للآخرين ؟ ما أشكال هذا الرفض ؟ من الذي يرفض ؟

قد يرفض المتلقي المبدع..
(ولا يجب أن يفوتنا أن المبدع متلق آخر..)
يرفضه فلا يقرأ له أو يسمعه أو يراه أو يستوحيه..
يرفض فكره، أو شخصه، أو مكانه وزمانه فيمحوه من دائرة القبول في ذائقته الفكرية.

هل هو محق في رفضه ؟
هل هو مصيب ؟
تلك قضية أخرى..
تتفاوت وتتقاطع..
لكن الأشكال أن يرفض بالكلية ويقبل بالكلية..
فكأنه يحيل رفض فكرة إلى أفكار..
ورفض مكان أو زمان إلى أزمنة وأمكنة..
ورفض شخص إلى أشخاص..
ورفض شيء إلى أشياء أخرى ولا علاقة إلا صدورها من ذات واحدة..
وتلك من عمايات الثقافة العربية..
الرؤية من زاوية واحدة..
لكن ليس هذا موضوعنا فلن نستطرد..


هل غياب المبدع بسبب تعرضه للإقصاء و التهميش في ظل ثقافة تلهث وراء التسطح الفكري ؟ هل غيابُ المبدع رفضٌ من قبله لواقعٍ ما ؟ هل سلبية المبدع هي موقفه مما يحدث على الصعيد الاجتماعي و السياسي ؟ أم أنه نخبوية فجة تقصي الإنسان عن الفن الذي يفترض أن يكون موجهاً إليه ؟

ربما..
لكن من الذي أقصاه؟
نفسه أم الآخرين.. أم هما معا ؟
أحيانا يقصيه شعوره بالعبث بسبب واقع اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو فكري..
وأحيانا يقصيه كسله فقط..
واحيانا يقصيه تقديره المبالغ فيه لنفسه..
وأحيانا يقصيه عدم فهمه لنفسيات الجماهير من حوله..
وهذا يقود إلى سؤال آخر هنا لم تسأله السائلة الكريمة:
وهل من واجبات المبدع (المثقف) أن يستجيب لرغبات الجماهير حتى ترضى عنه..
وحتى لا توجه له تهمة البرج العاجي السخيفة ؟

ويبقى أن الشعور بالعبث ضعف..
والغربة الشعورية هاجس لا بد منه لأن المبدع بطبيعته مختلف..
واختلافه هو سر توحده وجماله..
واختلافه أيضا هو مأساته وملهاته معا.

هل المثقف سلبي ؟

أحيانا.. لكن قبل أن نجيب لنسأل أنفسنا وما المطلوب من المثقف ليكون إيجابيا في مواجهة المجتمع؟

هو لا يملك إلا وعيه وثقافته وأسلوبه..
المثقفون (المبدعون) لا ينفذون حلولا في الغالب..
لأن الحلول ليست بأيديهم..
هم يطرحون المشكلة..
يكبرونها، يبرزونها في قالب: خطر، محزن، مضحك.. ألخ..
وقد يقدمون حلا..
لكن الجهات التنفيذية ليست المثقف بل هي: المال والسلطة..
وحين تخذل السلطة المثقف..
وحين يفتقد المال ليحل به المشكل الذي يراه، يشعر بالغبن والعبث..
وتقع الفرقة بينه وبين مجتمعه..
ليس لأنه اختار أن يقاطع..
بل لأنه يشعر أن حلوله لا تتجاوز الكلمات..
بعضهم يواصل كلماته وموسيقاه ورؤاه وهؤلاء مصيبون..
وبعضهم تشغله النتائج التي يتوقع خيبتها عن العمل الإبداعي الآني وهؤلاء أخشى أنهم مخطئون.

هل أصبح الأدب بعيداً عن هم الإنسان ، بعيداً عن إدراكه ؟ هل يمكننا أن نقول بأن ثمة قطبية قارسة في المجتمع على الصعيد الثقافي ؟

حين يصبح الأدب بعيدا عن هم الإنسان لا يكون أدبا..
وحين يبتعد الفن عن مدارك الإنسان يصبح دجلا..
ولم أفهم المقصود بالقطبية القارسة على الصعيد الثقافي.

هل يمكننا أن نلوم المجتمع عموماً ، أن ندّعي بأنه ليس ذنب المبدع بأي شكل أن يرفض مواكبة موجة التسطح الرائجة ؟ هل تغيرت الذائقة ؟

موجة التسطح الرائجة..!!
ألا يساهم فيها مثقفون؟..
ثم ما المقياس الذي يقاس به العمق والتسطح ؟
بعض الرائج مفيد..
ولا بد من شيء من التسطح أحيانا..
التغيير هو رسالة المبدع الأهم..
أن يخلق الموقف في ذهن المتلقي..
أن يدفعه إلى حركة إيجابية..

الذائقة لم تتغير..
والإنسان حتى المثقف يفضل ما يفهمه على مالا يفهمه..
والأفضل للمثقف أن يستثمر فيما يفهمه الناس..
عليه أن ينزل لهم ليرتقي بهم..
وتلك هي المعادلة الصعبة.

هل حاول المبدع على أي حال أن ينصت للناس ، أن يقترب منهم ، أن يرتاد الأماكن التي يريدون و أن يكون منهم ؟ هل بذل المبدع أي مجهود لمد جسر ما ؟!

هم يفعلون..
ويصيبون ويخطئون..
وابداع المثقف هو: كتابه، لوحته، موسيقاه، حواره، مقاله.. هي جسوره للناس..
وبعض الجسور أقوى من بعض..
وبعضها اشد تأثيرا من بعض..
وبعضها ثرى وبعضها ثريا..
وفي بعضها ما ينفع الناس وفي كثير منها الزبد.

أشكرك..:)
.

عبدالواحد اليحيائي 01-10-2006 04:02

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
لا بد للمبدع من حضور..
المبدع بصفتيه: منشئا للعمل الفني أو ناقدا له.

وما معنى الحضور؟
معناه أن يكون على اتصال بجمهوره، أغنية، رواية، قصيدة، فكرة.. ألخ..
ذاكرة الجمهور لا تستوعب إلا الافكار الجديدة المتوالية.

وإذا لم يكن يرغب في الحضور؟
عليه إذاً ألأّ يعتب على الإعلام والناس إن نسوه.

هو أحيانا يرغب في ان ينسوه؟
إذاً لِمَ ينشر؟ هلا احتفظ بأوراقه في بيته؟
إن نشرت فعليك أن تتوقع ردود الفعل، العمل الناجح يخلق ضجيجه معه..
السلعة تخلق الزبون، وكل ساقط وله لاقط.

الأكثر شهرة، هم الأكثر ولعا بالصخب..
لكن ما الذي تقصده بالصخب هنا تحديدا؟
أقصد الإبداع المتوالي إلى اللحظة الاخيرة كما فعل برناردشو حين قال: أنا ما كينة كتابة، وأوسكار وايلد وسيد قطب حين كانا يكتبان في السجن، وحتى نجيب محفوظ حين كان يقول: المقالات لدى الجريدة تغطيني لشهور قادمة.

هل هم يسعون إلى الشهرة؟
ليس تحديدا، هم يبدعون ثم تسعى لهم الشهرة..
الفنان الذكي لا يعتمد على شهرته وحدها، ذاكرة الناس ضعيفة مثل ذاكرة التلفزيون.

وما علاقة التلفزيون؟
اقصد أن المسلسل التلفزيوني مهما كان رائعا لا يخلد مثل الفلم أو الأغنية.

لكن هناك أغان مثل ما غناه احمد عدوية مثلا، أو ما يغنيه شعبان عبدالرحيم، تخلق صخبا لكن لا أعتقد انك تظن انها خالدة؟
لا تنسى أن الخلود أيضا نسبي، هو خلود لمرحلة، وقيمة العمل أحيانا تقاس بمدى خلوده.

مثل القرآن أو الكتب المقدسة الأخرى؟
هنا خلود بفضل المؤمنين، أو بفضل الكتاب المقدس ذاته؟
لنسال المؤمنين.. أو لنسأل الكافرين..:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 31-10-2006 14:53

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
- ماهي أفضل طريقة للكتابة؟
- الأفضل هو الكتابة بلا تفكير.
- لكني أفضل أن أفكر وفي يدي قلم.
- جرب الكتابة بلا ثابت عقلي أو فكري أو أخلاقي. فكر في الثوابت – إن أردت – عند النشر فقط.
- هل تضمن الناتج عن ذلك؟ أيا كان جوابك سأجرب.
- لا بأس بالتجريب، لكن مؤقتا: لك وليس للنشر، والنتائج تعرفها بعد النشر لا قبله.
- على ذمة القلم.. خائف لحدود الموت.
- جميل أن تبدأ بقهر الخوف.
- أحس بأن أفكاري محبوسة في الهواء الطلق!
- كن خارج المألوف بفكرك وقلمك. المألوف مقبرة الإبداع.
- الحياة أقصر من أن نعيشها، فمن أين أبدأ؟ من فاء الفكرة أو من هاء الهروب؟
- لتكتبها كقصص قصيرة، أو عبارات مختصرة.
- سهل، لكن من الصعوبة والظلم أن اختصر الزمن في حروف.
- الاختصار للفكرة لا الزمن.
- لو اختصرتها ستبقى في ذهني هذا أقصى درجات الاختصار.
- لا، المطلوب هو التجريب بالكتابة، تجاوز الأقصى.
- سأشم رائحة حبر قلمي بعد فترة من الجفاف لسبب واحد هو أنه الكائن الوحيد الذي لا يخون.
- شم براحتك، ولنر نتائج إلغائك لعقلك..:)
- ولأنك تستحق ستراها قريبا.
- فعلت قبلك، التجربة تستحق.
- عسى أن أنجح.
- أثق بقدرتك، وأثق بعقلك حين يكتب بلا عقل.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 12-11-2006 12:16

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
- (عبث) كلها الحياة.. فما أعجب إلا من راغب في ازدياد..
- كنا نقرأها (تعب) !!
- وهي كذلك، لكني أُصفِحْ، يعني غيرت الكلمة وفق قناعاتي.
- وتؤمن بالعبثية؟
- حرر المصطلح؟...:)
- اقصد العبثية بمعناها الواسع: لا تدبير، بل لعب وتسلية، وهوان في كل شيء، ومن كل شيء.
- إذن لست عبثيا، العبثية هنا كفر بالله القائل: ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ، لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ) والعبث صفة إنسان لا صفة إله، العبث يتنافى مع الكمال المطلق حين نطلبه ونؤمن به في إله.
- وإن طلبنا العبث من إله؟
- إذن لن يكون إله بحال من الأحوال.
- وإذن، هل تؤمن بالعبث في الكون؟
- هل تعقل ما تقول؟! في الكون من الدقة ما يزول معه كل احتمالات العبث والصُدفة واللهو، اقرأ تاريخ الكون بسماواته وأرضه، وشمسه وقمره، وامتداده وتقلصه وستعلم أن لا عبث ولا مكان لعبث.
- إذا لنقل أنه عبث في الإنسان.
- أين؟ في روحه أم في جسده؟ في المجالين لا مجال لعبث، لا عبث في خلية حية، ولا دقة أعظم من الدقة التي خلق بها الإنسان فضلا عن الحيوان فيما عرفناه في عالم الشهادة فضلا عما لا ندركه في عوالم الغيب.
- إذن لا عبث على الإطلاق؟
- فمن أين جاءت كلمة عبث إذن؟
- ؟!
- من الإنسان...:)
من الإنسان في تصرفاته، واستخداماته لحريته، واستهانته بمسؤليته بين التبعة والواجب، هو يعبث بكل ما تصل إليه يده في هذا الكون الواسع، وهو يمارس لهوه ويلقي بنتائج لهوه على الحكمة في تدبير الله وصنعته، هو يعترض على نظام هو من أفسده، وعلى تشريع لم يطبقه، وعلى قانون لم يلتزم به.
- لكن أليس الله هو من خلق الطفل العاجز المشوه، أليس هو من خلق هذا بعقل وذاك بدون عقل على تفاوت بين العقول، أليس هو من خلق الجمال والقبح...؟
- إذن ليكن السؤال عن الحكمة لا عن الوصول إلى العبث كنتيجة مفترضة.
- وإن أوصلتنا الحكمة إلى (لا أدري) ؟
- ذلك خير لنا من أن توصلنا إلى عبث نؤمن به في كون ضئيل وصلنا إليه بعد آن آمنا بالقدرة والتدبير في كون كبير ما أدركناه بعد.
- الله أعلم.
- هل هي عودة إلى الإيمان؟
- عسى أن تكون بعد إقرار بنفي العبث إلا في فعل الإنسان وقوله.
- عسى...:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 26-11-2006 08:16

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
ديمة
.
.
تك، تك، تك..
وفتحت النوافذ، ومددت يدي لتبتل أكثر، وتذكرتك والرياض تغتسل بالمطر، وأنت تغتسل بالسياب على لحن محمد عبده يعزف في ذاكرتك وقلبك أنشودة المطر، ويبعثك مبتسما مبتهجا وما أقل ما تفعل، لكن المطر يجعلك تفعل، ويجعل الناس والأشياء حولك أجمل، وخرير الماء تحث قدميك مطرزا بالرمل والطين باعثا على الحب والأمل والشوق، ثم أسمعك:
شفت المطر؟ سمعت المطر؟ أحسست بالمطر، الله الله، كيف يخلقنا المطر من جديد، ويبعث في قلوبنا رجاءً بعد رجاء.

كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر...
وكركر الأطفاال في عرائش الكروم،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر...
مطر...
مطر...
مطر...
ثثاءب المساء، والغيوم ما تزال
تسح ما تسح من دموعها الثقال.


تك، تك، تك..
وتسألني: كيف حالك؟ حالي كالمطر، أو أرغب في أن أكون كذلك، في عذوبته، وفي انطلاقته، وفي حريته، أليس هو حديث عهد بربه؟ فيه من قداسته، وفيه من جلاله، أليس هو فيض رحمته الشاملة للكون كله. حالي مع المطر ؟! كحالي حين أكون معك: أنت أنت ولا شيء سوى أنت، بين جمال وجلال، وفتنة وابتهال.

تك، تك، تك..
مطر وبهاء، ولحن الروح بين الأرض والسماء، وهدأة الديمة مشغولة بالضياء، وحفيف النسيم بثراء على إثر ثراء، وأنت من سنا الغيم ابتسامة اطلبها فكانت نغمة سماء، وأرجوها فكانت فرحة لقاء، وأتمناها فكانت معزوفة غِِناء وغَناء.

تك، تك، تك..
لنشم المطر، ولنذقه، ولنشعر به، ولنراه ونسمعه..
ولأكن كالمطر هذا المساء..
لأكن كأنت: ديمة في القلب، وديمة بين الأرض والسماء.
.
.

نجـود 28-11-2006 16:25

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
:)

أستمتعت بالمطر هنا
بمتعه تظاهي حقيقة ملامستي لقطرات المطر
عبدالواحد اليحيائي
حديثك لايمل
وكان لي مع [ ديمه ] وصف إحساس أنتابني مع المطر

متابعتي tsh6

فوزي المطرفي 28-11-2006 20:15

رد : حكايا الصباح والمساء..
 


.

هي للصباح والمساء: زاد.!

*
نستمد منك الجمال, وننتظرك دائمًا.:)

tsh6

.

عبدالواحد اليحيائي 03-12-2006 14:32

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
الأخت نجود..

ليكن مع المطر إحساس على إثر إحساس..
متواليا مع جمال في القلب والعقل والروح بعد جمال.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 03-12-2006 14:34

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
الأخ فوزي:

أشكر لك حضورك الدافع دوما إلى مزيد عطاء..
حضور كالمطر..
فليكن كذاك دوما: ندى ونداء.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 03-12-2006 14:36

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
- من زمااان طلب منا مدرس مادة الرسم أن نرسم له قلعة، كلنا وقفنا أمام جدار القلعة ورسمناه عن قرب ولا أدري ما الذي جعلنا نتخيل حينها أنه من طوب وأسمنت، وبعضنا رسم برجين هنا وهناك وفي الوسط بوابة، قليلون منا رسموا القلعة كاملة، وبالتأكيد كان الأفضل ذلك الذي رسمها من نقطة أبعد رصد من خلالها المداخل، والجنود، والمراعي القريبة، والناس، ومواقع الخيول، والرماة، وأيضا تمكن من رصد بعض المناظر الخارجية. وفي مرة ثانية طلب منا أن نرسم ملعب كرة القدم، فرسمناه جميعنا ميتا: أرض خضراء ومربعات ومدرجات. لكن الأكثر قدرة على التخيل استطاع أن يرسمه حيا باللاعبين والجماهير، بل وعبر إضافة بعض الخطوط كان قادرا على خلق الحياة في أجساد اللاعبين الذين يتقاذفون الكرة. في حصة الأدب والنصوص لم يكن الأذكى هم أولئك الذين يصفون الربيع في مادة التعبير مبتدئين بأبيات البحتري:
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً=مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما
وَقَد نَبَّهَ النَوروزُ في غَلَسِ الدُجى=أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّما
يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّه=يَبُثُّ حَديثاً كانَ أَمسِ مُكَتَّما
بل كان الأذكى هم اولئك الذين ادخلونا في الربيع لا عبر وصفهم له، لكن عبر إحساسهم به (أي كما فعل البحتري نفسه وهو يصف الربيع، وليس ما فعله ناقلوا شعره).
- تقصد أن سعة الخيال هي ميزة للفنان؟
- نعم، ولكنها ليست الميزة الوحيدة، فقد يكون خياله واسعا ثم لا يستطيع التعبير عن هذا الخيال بطريقة موحية، هو يحتاج مترجم ينقل ما في نفسه إلى نفوس الآخرين.
- الموهبة؟
- الموهبة من الهبة، هبة وهبها الله أولا فجعله قادرا على التخيل أو لنقل الارتقاء بطريقة تفكيره فيرى مالا يراه الآخرون حوله، وهبة أخرى تكمن في إحسان نقل ما يحسه أو يتخيله أو يريد إيصاله لمن حوله؟
- وهل هي – اقصد الموهبة – تعلم أو وراثة؟
- هي وراثة بلا شك، لكن التعلم يصقل هذه الموهبة وينميها ويرشدها إلى الأجمل بالمقارنة مع تجارب الموهوبين الاخرين، نقول مبدع موهوب، ومبدع أكثر موهبة، والفيصل في ذلك هو الجمهور ودليل الجمهور هو الناقد الحاذق المطلع على أكبر قدر من التجارب الإبداعية.
- سعة الخيال، الموهبة، التعلم.... هل تكفي للوصول إلى فنان مبدع؟
- تكفي للوصول إلى فنان مبدع، لكنها لا تكفي للوصول إلى فنان منتشر أو مشهور؟
- ؟!!
- نعم، للانتشار هو يحتاج إلى أمر مهم يغفل عنه كثير من المبدعين: المثابرة والجهد والعمل والأمل الدائم، عمل إبداعي واحد لا يوصل إلى نجاح متواصل، ذاكرة الجمهور تحتاج دائما إلى إنعاش متواصل بعمل إبداعي جديد، التواصل مع الجمهور وليد المثابرة، وبلا مثابرة لا نجاح إعلامي.
- والصحافة والإعلام والظهور... الخ.
- هذه وسائل، بداية يجب أن يسعى إليها الفنان، وأخيرا ستسعى هي إليه مرغمة إن ثابر وحافظ على موهبته وقدراته وواصل العطاء بلا يأس أو كلل.
- لكن هناك شللية وصداقات..
- بالتأكيد هناك شللية وصداقات، لكن لا يجب على مبدع أن يجعل الشللية مشجبا يعلق عليه فشله وكسله وعجزه عن التواصل مع الآخرين؟
- هل تقصد أن يتحول إلى راقصة في كل محفل نافخا في قربة نفسه؟
- لا، لكن الموهوب سيبرز أخيرا إن ثابر وإن تجاهله هذا أو ذاك، في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
- عسى..:)
- بالتأكيد..:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 18-12-2006 13:05

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
- ألا ترغب في أن تخرج من عقلك أحيانا ؟
- لا، إن خرجت من عقلي سأتحول إلى مجنون، ويبقى بقاء العقل أفضل، ليست كل تصرفات المجانين تدل على عبقرية..:)
- ما فهمت قصدي..
- ؟!
- قصدت أن تنظر إلى الأشياء بطريقة مختلفة عن مألوفات عقلك.
- كيف؟
- يعني بإثارة الخيال أكثر، أو لنقل بخلق أوضاع مختلفة، أو تركيب شيء على شيء لا يتواءم معه، أو دمج فكره في أخرى مع إلغاء عنصري الزمان والمكان، أو الدخول في الماضي والحديث بلغة المستقبل....
- أو التساؤل عما إذا كان (الانترنت) متاح في الجنة، أو رفع اليد بالدعاء ليجعلك نبيا في كوكب آخر لم تختم فيه النبوة بعد، أو يتحول الحمار إلى الحكمة والإنسان إلى البلادة والحمارية المتبلدة، أو تحدثنا أشيائنا الصغيرة والكبيرة مثل يوم القيامة (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )، لكن تنطق وتحدثنا وتحذرنا قبل يوم القيامة.
- نعم، أشياء من هذا القبيل، لذا سألتك ألا ترغب في أن تخرج من عقلك؟
- إذن أجيبك ليس دائما، لأن الحياة تسير بواقعها ومألوفاتها أكثر مما تسير بخيالاتها وغير المألوف فيها.
- لكن أليس الغيب هو من يتحكم في الشهادة؟ ألست تؤمن بإله وملائكة وشياطين وجن...
- أؤمن بها لتكون سندا في واقع وليس إمعانا في غيب.
- لن تكون سندا حتى تتخيلها ما استطعت.
- ولم علي أن أفعل ذلك، في الحياة الكثير من غير المألوفات، يكفي أن تفتح عينيك وعقلك وقلبك كل صباح، وتستشعر شعور الطفل الذي يرى الأشياء لأول مرة، حينها سيتحول الكون كله إلى غير مألوف، الواقع أن ما تسميه غير مألوف في الأمثلة السابقة هو تغيير للألفة لا يغير شيئا من غرابة ما نألفه حين نراه أول مرة.
- وما ميزة من يفعل ذلك دائما.
- هو الأقدر على أن يكون حالما وبالتالي مبدعا وعبقريا إن أسعفته الموهبة وصقله التعلم.
- أو إنسانا مثلنا أقصد بلا إبداع ولا موهبة لكن بشاعرية ورومانسية أكثر، أرى من أحب فأشعر أنه ورده، وأرى من أكره فأصنفه على أنه قرد مشاغب، وأسمع... وأشم.. مع بعض التغييرات..:)
- نعم، لكن للمبدع قدرته التي تختلف هنا أيضا، هو لا يكرر التشبيهات حتى لتتحول عند الناس إلى شيء مبتذل، وحتى لتفقد معانيها مع كثرة تكرارها، هو مميز بقدرته على الإتيان بالجديد أو بقدرته على وصف القديم بأسلوب جديد، أو هما معا.
- مثلا ؟!
- يعني: هو لن يقول لك أن حبيبته تشبه الوردة، لأن كل الناس حبيباتهم تشبه الوردة.
- وماذا سيقول إذن.
- مثلا: قد يرى أنك أنت تحبه وتعظمه فيقول لك باختصار شديد: حبيبتي هي أنا، ليستمد من تعظيمك له تعظيما لها.
- ألا ترى أننا دخلنا في الابتذال حين قررنا أن يكون مثلنا مكررا عن الحب والحبيب والوردة...؟
- ربما، لأنه المثل الأقرب والأكثر غلوا في ماديته، لكن لنجرب فلنعمم ذلك على الفنون كلها.
- ؟
- أبدا، لكني أعتقد أن الخيال يتبلد إن لم نمارس معه لعبة التخيل العميق، لعبة تقلب الأفكار والأشياء والأشخاص، بل وتقلب الكون كله رأسا على عقب، وتنظر ضمن ذلك إلى الفنون والأدبيات بل والإنسانيات كلها بنظرة مختلفة عن المعتاد.
- نصبح مجانين، ومهلوسين، وكمعاقري الحشيشة إذن؟!
- نعم، لكن بدون حشيشة..:) ، ودون أن نعتقد صواب ما تخيلناه وما غيرناه.
- ومن الذي يقرر الصواب من الخطأ هنا؟
- الناس (الجمهور) يلتقطون الجمال بحسهم الجمعي، ثم يصوغه ناقد عبقري، ثم يعيد بناءه فنان مبدع.
- حتى يبتذل المعنى الجميل بعد حين وتزهق روحه بالتكرار.
- نعم، ويتجدد بحضور مبدع آخر يتخيل ويبدع من جديد، ويلقي على الناس.
- مجنون آخر؟!
- أو عبقري أخر...:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 10-01-2007 20:16

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
العلاقة بين المثقف والسلطة تشبه في بعض صورها العلاقة بين الإمام والسلطان، والعلاقة بين السياسي والموهوب، والعلاقة بين الراقصة والطبال،،، علاقة تبادل منافع، وهذا هو الوضع الطبيعي حين يحكم الطاغوت، أهو طاغوت المثقف أو طاغوت السلطة؟! لا يهم..

والواقع الذي يمثله السرد الآتي لا يمكن أن يتغير ما بقي المثقفون أذنابا للسلطة، وما بقيت السلطة تتعامل مع المثقف على انه كلب يضاف إلى ثروتها القومية من كلاب تتراكض خلف العظام، ونثرية الإمام والسلطان ليست جلدا للذات العربية بقدر ما هي (للأسف الشديد) تصوير لها في أكثر من موقع في عالمنا العربي الواسع.

بالتأكيد، هناك مثقفون حقيقيون، وعلماء أجلاء عاملون، لكنهم كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، وبالطبع ليسوا هم من اقصد فيما كتبته هنا:


(اطعم الفم تستحي العين) ،
دخل الإمام على السلطان،
أكل معه الحلوى،
شرب معه القهوة،
مشى معه في البهو،
وابتسمت له بعض جواري السلطان،
أحس بالفحولة،
وقرر أن يصبغ بالكميت رأسه كله،
وحسد السلطان.

واستبد السلطان بالأمر،
واهلك الحرث والنسل،
وسأل الناس الإمام النصرة،
تغير وجهه،
حذرهم من الفتنة،
حذرهم من غضب الرب،
ذكّرهم أن النعمة زوالة،
الكفر حرام،
وشرح لهم أحاديثا عن لزوم طاعة ولي الأمر،
قال لهم بلسانه: اتقوا الله،
وقالت لهم تعابير وجهه: اتقوا صولة السلطان.

وفي المساء كان مع السلطان،
ينصحه بالحكمة والموعظة الحسنة،
ويفسر له معنى قوله تعالى (نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنّا شئتم) ،
لم تأخذه في الله لومة لائم!

الإمام والرعية والسلطان،
ترى من الذي هرب من الفتنة؟!
ومن الذي هرب إلى الفتنة؟!
.
.

عبدالواحد اليحيائي 03-02-2007 14:28

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
- لكن الرواية لا تقدم ثقافة..:)
- ومن قال لك أني أقرأها بحثا عن الثقافة؟ أنا أقرأها للمتعة فقط، هي شيء يعيدني إلى طفولتي، حين كنت أنام على حكاية، وأشغل نفسي بالتفكير في حكاية، حكاية تجعلني بطلا مثل علاء الدين أو سوبرمان أو حمزة البهلوان، لاحقا تطورت إلى نوعيات أخرى من الأبطال، وتعرفت على أماكن وأزمنة أخرى لكن بقي هاجسي بالمتعة أكثر من بحثي عن الثقافة.
- تقصد أن الرواية شيء يشبه المخدرات، تحولك إلى شبيه لأولئك الذين يتابعون الأفلام الهندية وهم غارقون في مشاكل يومهم، لكن تخيلهم أنهم في مكان البطل أو البطلة أو حتى الدخول في مكان الحدث وزمانه يجعلهم يشعرون بشيء مختلف، شيء أجمل مما يعيشونه، وهذه بحد ذاتها قيمة سواء جاءت من رواية أو من فلم.
- نعم، الرواية عمل ترفيهي ومن الظلم تحويلها إلى عمل ثقافي..
- أنت تظلم الرواية، تعرف كم رواية أثرت في قارئ وجعلته يتخذ قرارا مفصليا في حياته وربما في حياة أمته، وربما في حياة العالم كله، ألم تقرأ كيف أثرت قصة العنبر رقم ستة في لينين، أو عودة الروح في جمال عبدالناصر؟
- نعم، هي هنا عمل تحريضي، لا عمل ثقافي..:)
- وما الفرق؟
- الثقافة معلومة تتحول إلى أسلوب حياة، الأعمال التحريضية تشبه العصا والجزرة حين نلوح بهما في وجه إنسان لنرهبه من عمل شيء، أو نرغبه في عمل شيء.
- لكن الرواية تحتاج إلى ثقافة حين نكتبها..
- نعم، لكنها لا تحتاج إلى مثقف حين نقرأها..
- لعلها إذن تصنع مثقفها، نعم لنقل: أن الرواية تصنع المثقف الخاص بها.
- ربما، لكن لا أرى أن قيمة هذا المثقف الذي تصنعه الرواية توازي قيمة المثقف الذي تحركه العقيدة.
- أنت تخلط.
- كيف؟
- أنت تتحدث عن قيمة التأثير وليس عن الثقافة المقدمة، وهنا أيضا سيخذلك الفكر مجردا بقدر ما ستنصرك الرواية مقروءة، الجماهير العريضة يؤثر فيها الفكر المكتوب على هيئة رواية أو قصة قصيرة أكثر مما يؤثر فيها الفكر مجردا في مادته السقراطية أو الأفلاطونية البحتة. وكل المذاهب الفلسفية سعت إلى القارئ العادي عن طريقة المثل وهو أصغر صور الحكاية قبل أن يتطور الإنسان ليصل إلى القصة القصيرة والرواية.
- درجة التأثير!! ربما على القارئ العادي لكن ليس على القارئ النخبوي، أيهما أثر فيك أكثر: طه حسين أو نجيب محفوظ؟ إبراهيم البليهي أو عبده خال؟
- يعني ترغب في معرفة ما إذا كنت قارئ عادي أو نخبوي؟...:)
- :)
- إذن سأقول لك، أن لا علاقة بما يقدمه الكاتب في هذا المجال بقدر ما يستطيعه القارئ.. ولاحظ أن ما يستطيعه هي غير ما يقرأه؟
- تقصد أننا نقرأ ما يهمنا غالبا.. وما يهمنا هو ما نستطيعه؟
- نعم، وثمة جانب آخر، هو أننا نقرأ أحيانا على سمعة الكاتب وشهرته لا على مقدار ما لدينا من ثقافة أو استطاعة.
- ربما.. لكن لنقرأ، وعسى أن تأتي ثقافة، أو متعة، أو هما معا.. فذاك أجدى من أن لا نقرأ.
- :)
- .

نجـود 03-02-2007 15:07

حكايا الصباح والمساء..
 
:)

- لكن الرواية تحتاج إلى ثقافة حين نكتبها..
- نعم، لكنها لا تحتاج إلى مثقف حين نقرأها..
- لعلها إذن تصنع مثقفها، نعم لنقل: أن الرواية تصنع المثقف الخاص بها.
- ربما، لكن لا أرى أن قيمة هذا المثقف الذي تصنعه الرواية توازي قيمة المثقف الذي تحركه العقيدة.
- أنت تخلط.
- كيف؟
- أنت تتحدث عن قيمة التأثير وليس عن الثقافة المقدمة، وهنا أيضا سيخذلك الفكر مجردا بقدر ما ستنصرك الرواية مقروءة، الجماهير العريضة يؤثر فيها الفكر المكتوب على هيئة رواية أو قصة قصيرة أكثر مما يؤثر فيها الفكر مجردا في مادته السقراطية أو الأفلاطونية البحتة. وكل المذاهب الفلسفية سعت إلى القارئ العادي عن طريقة المثل وهو أصغر صور الحكاية قبل أن يتطور الإنسان ليصل إلى القصة القصيرة والرواية.
- درجة التأثير!! ربما على القارئ العادي لكن ليس على القارئ النخبوي، أيهما أثر فيك أكثر: طه حسين أو نجيب محفوظ؟ إبراهيم البليهي أو عبده خال؟
- يعني ترغب في معرفة ما إذا كنت قارئ عادي أو نخبوي؟...
-
- إذن سأقول لك، أن لا علاقة بما يقدمه الكاتب في هذا المجال بقدر ما يستطيعه القارئ.. ولاحظ أن ما يستطيعه هي غير ما يقرأه؟
- تقصد أننا نقرأ ما يهمنا غالبا.. وما يهمنا هو ما نستطيعه؟




عبدالواحد اليحيائي
أحترامي وتقديري .. لفكرك
حوار وصل لابعد حقيقه .. كانت ممكنه او غير ممكنه .. [ بالنسبه لي ]

عبدالواحد اليحيائي 10-02-2007 12:24

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
الاخت نجود

أشكرك على متابعتك وثقتك..:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 21-04-2007 13:08

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
-
قلت من هذه؟ فقالت: بعض من=فتن الله بكم فيمن فتن
- والحب فتنة؟
- وغرور جميل، وهذا ما يوحي به البيت.
- لكن ابن أبي ربيعة استثناء كان نرجسيا، مفتونا بذاته، متوهما.
- لم يكن متوهما، كن حقا يركضن وراءه، لكن لعله أخطأ في فهم سبب زعمهن الفتنة به، ورغبتهن في إغوائه واستدراجه.
- لكنه كان وسيما، جميلا، مترفا، وفي الذؤابة في أنساب قريش ولها العصبية والملك يومئذ.
- نعم، لكن أمناله كثيرون يوم ذاك، فلم كان التعرض له دون غيره؟
- ؟
- كن يرغبن في أن يذكرهن في شعره فينلن بعض الشهرة بملامسة أطراف ردائه، حتى فاطمة بنت عبدالملك وابوها يومئذ الخليفة وإخوانها الأمراء وزوجها رجل في مثل مهابة عمر بن عبدالعزيز لم تسلم من هذه الرغبة، أي أن يقول فيها ابن أبي ربيعة شعرا يتغنى به الناس.
- أي أن تتحول إلى ملهمة له؟
- ربما، ملهمة ضمن ملهمات كثيرات.
- عجبا، لا يكاد يخلو فنان من حب، هو في حالة حب دائم متجدد.
- ولابن أبي ربيعة نصيبه من ذلك، اسمع قوله:
إني امرؤ مولع بالحسن أتبعه ... لاحظ لي منه إلا لذة النظر

- جميل والله..
- لا، جميل ابن معمر قصة أخرى.. :)
لم يكن نرجسيا ولم يكن يعبد الجسد كعمر بن أبي ربيعة قديما أو على محمود طه حديثا.
- كيف يعني ما كان يعبد الجسد، يعني يحبهم ليه أجل؟
- كان افلاطونيا مشغولا بفلسفة الروح، وقد كان يخلو الحين بعض الحين ببثينه ثم لا يطارحها إلا الكلام، ثم ينصرف، هكذا كانت تقول ويقول.
- وأنت صدقت الاثنين؟!!
- ما فهمت.
- يعني هل تعتقد أنها كانت ستقول كان يجلس معي ويقبلني ويحضني؟ أو يقول هو ذلك؟
- طبعا لا..
- وهذه مصيبة القارئ أحيانا، يصدق العذريين لأنه هو عذري، أو هو يرغب أن يكون كذلك ولا يستطيعه فيحب أن يصدق مدعي العذرية وإن كذبوا عليه.
- وأنت (بصمت) خلاص أنهما كاذبان؟
- هي فرضية.
- إذن لتكن فرضيتنا إلى الجمال أقرب ولنقل أنهما كانا عفيفين.
- ولم لا نكون إلى الطبيعة أقرب ونقول أنهما كانا إلى الإنسان أقرب منهما إلى الحجر؟
- براحتك..:)
- وبراحتك أنت أيضا..:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 21-04-2007 13:09

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
بداية:
أحبكِ، أحبكِ، أحبكِ..
كما تحبين أن تسمعيها دائما..
وكما أحبُ أن أشعر بكِ وبي ونحن نطلِقُها من قلوبنا بشغفٍ بالغ.

وعدتكِ أن أكتب لك كلماتٍ قبل أن تصلي مكانك..
كنتُ أريدُ أن أفْرِحَ روحكِ وأسعد قلبكِ بتلك الكلمات..
لكنني شعرتُ وأنا أكتبها أني إنما أحاول أن أسعِدَ نفسي..
أن أتلقى طيفكِ، وأن أتقرب إلى بهائكِ، وأن أكون معكِ لا لكِ، ولكن لي ..
قريبٌ منك لي..
مفتونٌ بك لي..
بهيٌ منكِ..
سعيدٌ لأنكِ في حياتي.

حين سمعتُ صوتكِ وأنت مغادرة التعْتُ قليلا..
لكن كان علي أن أخفي التياعي عنكِ، كرهت أن أشغلك بقلقي عليك وأنت تستقبلين سفرا قاصدا إلى حياة مختلفة، هل نجحتُ في إخفاء التياعي؟ ربما كنتُ أقوى منك حين فعلتُ، أنتِ لم تقوي على ذلك، بدى صوتكِ لي ملؤه كآبة وحزن وحب ورحمة، وكان علي أن أتجلد.. لكن ما استطعت، وأحببتك أكثر، كما تقولينها بصوتك الحلو: وأنا أحبكْ أكثرْ.

أنا أحبكْ أكثرْ..
وأبتسمْ، إنها تحبني إذن، تخيلي شعوري إذ تحبني امرأةٌ رائعة الجمال مثلكِ، فاتنة الروح كأنتِ، معجونةٍ بالحنين واللهفة، ومثلكِ أيضا سأرد: ما عندي تعليق، ما عندي تعبير، أنتَ باغتني.. أنا معك في حالة مباغتة دائمة، مباغتة أحبها بقدر ما تدفعك إلى التبسم، وبقدر ما تدفعنا إلى الضحك، وبقدر ما تحلق بنا أحيانا حتى لنود البكاء من فرط الحب والمباغتة، ونود أن نصرخ كلينا:
أيها الكون، أيها الناس:
هذا حبيبي،
هذا حبيبي.

تصلين بالسلامة..
وتصلين بحب..
وتصلين يحوطك حفظ الله..
تجتاحك السكينة ُ..
وتبسمين بأمل..
وأقبلُ قلبك بفرح وشوق:
وصلت حبيبتي..
وصلت.
.

- رأيك؟
- جيد رسالة عاطفية ممتعة، لعل حبيبتك فرحت بها، لكنها لا ترقى لتكون قطعة أدبية، يجب أن تفرق بين الرسالة العاطفية الخاصة، والقطعة الأدبية.
- كيف؟
- رسالتك هذه قد تسعد حبيبتك، لكن لو كانت حبيبتك هذه اديبة، ونظرت إليها بعين الناقد الفني فلربما ضحكت لسذاجتها، الرسالة هنا بلا شك بها الكثير من العواطف والشعور والمشاعر، لكنها كلها تقع ضمن دائرة (الخاص)، هي تشبه ما يوجد في كتيبات من نوع: كيف تكتب رسالة؟، أين الصورة الشعرية، أين الخيال الفني، أين الابداع؟...:)
- أنت إحباط والله..
- لكن حبيبتك إن كانت تحبك فلن تكون إحباطا ثق بذلك، ستحبك أكثر إن قرأت رسالتك، وغفلت قليلا عن حسها الفني والأدبي، أحيانا يجب أن نتخلى عن نظرتنا النقدية حين نتعامل مع النصوص الخاصة.
- لكني لن ارسل الرسالة، قبّحتها في نظري.
- المهم ليس نظري ولا نظرك، المهم نظر تلك التي ستقرأها.
- يعني ارسلها أو لا؟
- هي حبيبتك أو حبيبتي؟!
- سأرسلها ولن أعود إليك مستشارا في قضايا الحب..:(
- نعم، لتعد إلي مستشارا في قضايا النكد..:)
- طيب، أرسلها، أو ما أرسلها، يعني لو كنت أنت حبيبتي؟ كيف سيكون رد فعلك عليها؟
- والله لو أنا حبيبتك كنت ساعاتبك على رسالة الحب التي قرأها الف مستشار حتى الآن..:)
- يعني ما ارسلها؟
- يا الللله.... أرسلها، تعرف، هي أجمل رسالة حب في التاريخ، مثل الرسائل التي تبادلها يوليوس قيصر مع كليوا بترا، أو مثل مغازلات روميو وجولييت، ومثل ألغاز وضحى وبن عجلان.
- أرسلها قصدك؟!!
-.....
_.....
.
.

عبدالواحد اليحيائي 21-04-2007 13:10

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
شغلتك..
شغلتني..
شغلت روحي وعقلي... وجسدي.
شغلت روحي وعقلي... وجسدي.
إذن تحبني...
هل انشغال الروح والعقل والجسد حب؟!!
نعم.. أحبك إذن.
لا.. معجب بك فقط.
ثم ألا انشغل بك وأنا أكرهك؟
لا، هو ليس تعريفا مناسبا للحب..
لنقل أنه الشعور مع الأخر بالغيرية من كونه (غير)..
إحساسي به غير، كوني معه غير، سعادتي به غير.
ما ادري لكن حتى لو وقفت بجانب قرد سيكون ما وصفت:
إحساسك به غير، كونك به غير، وربما لو كنت ملاعب قردة فستكون سعادتك به غير..
لا، اقصد الشعور بالغيرية الايجابية.. تجاه إنسان آخر وليس قرد أو معزة..
ولا تنس أن الحب شعور متشابه..
تحب القرد بطريقة..
وتحب زوجتك بطريقة أخرى..
وأنت أيضا، أحبك بطريقة..
لا، أنا أرجوك أبعدني عن حبك حين أصبح في ميزان واحد مع قرد.
طيب هات تعريفك للحب؟
بسيط: الحب هو الشعور الذي يصاحبه انتاج اطفال مع شعور بأنك تخدم الانسانية المعذبة إذ تفعل ذلك.
؟
لنقل أنه التضحية، الوفاء، كل القيم النبيلة التي دعا إليها الدين أو حرص عليها الانسان لضمان مصالحة على الأرض وأسماها بمسميات أخرى بهدف تجميلها في الكون: الحب هو الرغبة والشهوة يا عزيزي؟
جيد.. أنت تشتهي امك إذن؟!!
لا، أنا اقصد تجاه من سأنجب منها أطفال..
وإن لم تنجب فلن يكون هناك حب؟
ما أدري، وأنت سفسطائي، غيرت رأيي أنسى موضوع الحب والانشغال.
لا، لكن لنقل أن الحب يحتاج كائنا آخر حتى لو كان فكرة مجردة.
تحب عملك، تحب السماء، تحب معنى هذه اللوحة التشكيلية، تحب معناها في عقلك.
وأحب دور عادل إمام في عمارة يعقوبيان..
كله حب؟
لا، هذا اعجاب انت تخلط..
ما الفرق؟
بسيط مرة أخرى.. حين تحب فلم عمارة يعقوبيان فلن تنجب منه أطفالا.. فأنت اذن معجب به.
يا سلام، حكمة عظيمة..
أشكرك.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 21-04-2007 13:10

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
الجمال هو ما نحسه لا ما نراه..
الرؤية وسيلتنا إلى الجمال مثل بقية الحواس..
لكن مكمن الجمال فينا..
ما توصله إلينا الوسائل هو ما يعزز الإحساس فينا، هل ما نراه يتفق مع إحساسنا أو لا يتفق ؟
نحن المقياس وليس ما نراه..
الإحساس وليس الإحاطة..
لذا يكون إحساسنا بالجميل متفاوتا..
بقدر ما لدينا من حس يكون مكسبنا من جمال الآخر..
والآخر هو الفكرة أو الشخص أو الشيء.

وللإحساس بالشيء علاقة بتذوقنا له..
وللتذوق مصادر بين الجسد والروح..
الجسد المريض لا يبالي كثيرا بما يحسه..
والروح الباحثة المفكرة غير الروح المشغولة بالأشياء الأقل جمالا والأقل قدرة على بعث الإحساس الجميل.
وقد يفسد الذوق فلا يحس بالجمال..
وقد تتلوث المصادر فلا تخلق العارف بالجمال.

يشعر الأعمى بالجمال..
وكذا الأصم..
هناك وسيلة إلى الجمال تغني عن وسيلة..
ودوما هناك شعور جميل يرتقي مع آخر..
المهم أن تبقى لنا:
عيون ترى الجمال..
وآذان تسمعه..
وأكف تنعم به..
وقلوب وأرواح تتأمله وتفرح به.

لذا كانت الاساءة الأكبر أن نقول لإنسان أنه بلا إحساس..
لأن (بلا إحساس) هذه تحيله من إنسان إلى جماد..
تحيله إلى.. سقط متاع.
.
.

عبدالواحد اليحيائي 21-04-2007 13:11

رد : حكايا الصباح والمساء..
 
.
.
ماذا قرأت؟..
ماذا سمعت؟..
ماذا رأيت؟..

لم أقرأ شيئا، أحيانا لا أجد نفسي في كتاب، ربما أجدها في أغنية، أو في لحن، أو في حديث مع صديق، أو في متابعة لفلم سينمائي، أو مشاهدة قناة إخبارية.... الكتاب أحد مصادر المعرفة، وليس كلها، وأشك أن من يحصر المعرفة في كتاب سيربح كثيرا. ولكي لا نزري بالكتاب كثيرا يجب أن نقول أن للكتاب ميزات أخرى: متوفر أمامك دائما بمعنى سهولة الوصول إلى المعلومة فيه، وبقاؤه معك عبر الزمان وإمكانية تنقله معك عبر المكان، وربما ميزة (إنسانية) جميلة، هي الشعور أن الكتاب صديق وليس كذلك الفلم السينمائي أو الأغنية..:)

قرأت عمر والتشيع، ثم قرأت لبورخيس محاضراته الجميلة في فن الشعر، ثم عدت إلى كتاب انطوان بارا عن الحسين بن علي رضوان الله عليه، وبين يدي كتاب الجنس في أديان العالم لبارندر، وأشتريت كتبا من معرضين متواليين وهي تنتظر دورها بين القراءة الكاملة وبين قراءة فصول منها لعلمي ببقية الفصول أو عدم الحاجة للمعرفة المتوفرة فيها في هذه المرحلة من أيامي، وأقرأ كتبا لأتحاور بشأنها مع أصدقائي وفق اتفاق مسبق، حاليا: مايا لجاردنر والأسبوع الأخير لهالة كوثراني، وأيضا هناك ما يكتبه أصدقائي ويهدونه إلي، وتجدني أبحث عن الوقت لأقرأ، ثم حين أجد الوقت أفاجئ بصديق جميل يوازي الحديث معه قراءة عشر كتب مجتمعة، أو دعوة للمشاركة في امسية ثقافية يدفع إليها الواجب وإن على حساب وقت القراءة، وأيضا التفكير لوحدي في قضية أخترعها اختراعا لأكتب عنها أو أفهمها ربما لذاتها أو لذات غيرها.

الكتاب يعطيك تجارب الآخرين، وما وصلوا إليه، بقية الوسائل الثقافية تفعل ذلك أيضا. الملحن في آخر الحانة، الشاعر في آخر قصائده، المتدين في آخر فتاواه...الخ. الكتاب تجربة أخرى غالبا. تسألني ما التجربة في رواية مثلا؟ لعله شعور الآخر بالشخصية والمكان والزمان، شعوره بالإنسان الكامن في شخصية تتوافر بطريقة أو بأخرى في كل بيئة، وشعوره بمكان يحب أن ينقله للآخرين، وشعوره بزمن مختلف فيعبر لي ولك وللآخر عما يعنيه الزمان بالنسبة له فعسى أن يكون كذلك بالنسبة لك. يقدم لك كتاب الفلسفة تجارب الحكمة، وقد يقدم لك كتاب الدين رأيا في العقيدة وتعريفا بالشارع والشريعة، وقس على ذلك محصلات التجارب بين كتاب وكتاب، تجارب تدور رحاها بين المتعة والمنفعة في حس إنسان وقلبه وعقله.

يا صديقي ما أجمل الانسان عارفا..
إن بموسيقى كما تحب دوما..
وإن بوحي وإلهام..
وإن بجمال يراه أو يحسه فيشغله عن الكون كله..
وإن بكتاب يجمع له ذلك كله..:)
.
.


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 23:12.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع