وضفائر الليلِ البهيِّ مَنحنني= وطناً رحيباً أزدهيهِ وأرحلُ
مابينَ مُخصِبِ أرضه وسمائهِ=حُلُمي سحابةُ مَخْمَلٍ تتخايَلُ
وأنوثتي وردٌ تفتَّحَ ممطراً=من ياسمينِ الروحِ ممَّا تحفلُ
ويمدَّ كفَّ ودادهِ فيثيرُ ما= في عمقِ مكنوني شعوراً يُذهِلُ
فيضاءُ وجهي مثلَ خدِّ وُريدةٍ= وتفورُ في شفتي خمورٌ تُثمِلُ
وتمورُ في جسدي سنابلُ قمحِهِ= ويضج توقي للذي سيسنبلُ
توقُ الظميء إلى الرواءِ وها أتى= ذُبْ يا جليدي وابتَدِرْ يا منهلُ
أفردْ كؤسكَ واسقني كي نرتوي= مما تعتَّقَ في كلينا ننهلُ
فلقد تكاملَ هاهنا تكويننا= فعلى بساطِ الحبِّ دعنا نرحلُ
فعوالمُ العشاقِ قد خُلِقت لنا= ولعاذلينا فلنَدَعْ ما هَوَّلوا
نعماء هذا الحبِّ ما وُعِدتْ به= نفسٌ وعت معنى مُحِبٍّ يُكْمِلُ

رحيق الياسمين وكلُّ عطرٍ= بحضرة طيبها يغدو هباءَ
تميسُ بقدِّ هيفاءٍ فيمشي=بموكبِ خطوها العطرُ انتشاءَ
بلحظِ عيونها تسبي عيوناً=وتُشعِلُ فى الجوى ما لو تراءا
لأحُرق حرُّ لوعتهِ جبالاً = واسمعَ آهَ دهشتهِ السماءَ

مساؤكِ كالصباحِ يرفُّ دنيا= منَ البهجاتِ تعمرني رجاءَ
وترسمُ فوق أحلامي تهانٍ= كرؤيا المتَّقينَ ولا رياءَ
ألا أسعدتِ أوقاتاً وعمراً= ولا عانيتِ في الدنيا شقاءَ
أنيسة خاطري يشتاق نبضي= حضوركِ كي يشبَّ بي انتشاءَ
ويحملني إلى مغناكِ ودٌّ = تنامى في دمي فَهدى اغتناءَ
فجودي بالحميمِ البوحِ ثرَّاً= يُحَلِّقُ بي ويمنحني الصفاءَ
ويشعلني ترانيماً فاشدو= بها كي ننتشي فيها سواءَ