شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   دائرة الضوء (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=27)
-   -   الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات .. (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=11644)

إبراهيم الوافي 19-11-2005 19:48

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نـــوره العجمي


شاعرنا وأديبنا لهذا اللقاء الخالد .. ابراهيم الوافي



أخت البياض وصديقة النور .. ولا نزال تحت غيمة ..!

ما تعني لك هذه الأسماء من القامات شعرية الممتدة في فضاءات الابداع الشعري العربي
بدر بن عبدالمحسن
شاعر قصيدة التفعيلة المحكية الأول .. ورائدُ مدرسة ( سيّابيّة ) فيها ...
كلما نسيته .. تذكَّرته مردّدًا :
( والله الجفا برد
وقل الوفا برد
والموعد المهجور .. ماينبت الورد
ياحبي المغرور
ياللي دفاك شعور
رد القمر للنور .. وباقي العمر في وعْد ..! )

محمد مهدي الجواهري

به بقيت القصيدة الكلاسيكية .. لمئة عام أخرى

عبد الوهاب البياتي

حينما كنتُ أبحث في ظاهرة الموت في الشعر العربي الحديث .. عرفتُ من خلاله .. أنَّ للموت في الشعر أنواع كثيرة .. أوجعها وأشدها بؤسا الموت السياسي ...!

محمود درويش

أنت حجّتنا عند شعراء النثر كلما سخروا من موسيقانا

بدر شاكر السياب

أقسم .. لو لقيته حيّا لقبّلتُ جبينه امتنانا ..!

أين يجد ابراهيم الوافي الهامه ؟ و ما هو دور الملهمات في نبضه و إنتاجه؟

يااااله من سؤال أيتها البيضاء .. إنه يدفعني للتشفِّي بالريح وهي تحملني بالونة من نشوة وغرور مغرور !
يااا أخت الطيب .. .. النوافذ مخصصة للهواء ! كلٌّ يغني على ليلاه .. و( ليلاى ) أغنيتي ..!
ليلى التي لاتعبأ كثيرا بأحاديث النساء عن شاعر يكتب امرأة غيرها علمت قبلهنّ أنها كل النساء وأنها مثوبة الصبر ... إنها أيتها النقية الخاتمة التي جاءت رحمة بالفراق العظيم ، من هناك من مدينة الملائكة ودعاء الأمهات واستراحة التعب ..!


حينما يأتي الذي أخشى عليكْ
رعشةً تحقنُ صمتي عنفوانا
حينما يغفو الهوى في راحتيكْ
وأنا أهربُ من عينيكِ .. أغْتال الحنانا
فهو الشعر الذي يعصر قلبي
ويحيلُ النورَ في عيني دخانا ..

***

قدرٌ .. أن تسكني قلبي وقلبي
ملؤه حزنٌ وأحلامٌ ثكالى
لاتضيئي فوق عينيك السؤالا
فأنا أعلم أني ملك عينيكِ .. ولكنَّ المحالا
أن يجفَّ الحرفُ في شفتي
وفي قلبي تدفَّقَ نبْعُهُ عذبًا وسالا

***

قابعٌ وحدي .. وأوراقي مبعثرةٌ كثيرةْ
بينما عيني تستجدي الصغيرة والكبيرة
والسكون البكر من حولي شراعٌ مبحرٌ
يتندَّى الليل فيهِ ..
مثل عنقودٍ من الحلُمِ المسوَّم بين أوسمة الحكايا
وندوب الحائط المرصوف أطياف الصبايا
والهوى العذريُّ عطرٌ .. واشتهاءاتٌ سبايا
(ذلك الشعر الذي يعصر قلبي
ويحيل النورَ في عيني دخانا )

***

اهدئي .. نامي
فما في الكونِ ما يصغي لهمسي
فأنا أعلم أني فارسٌ .. ما بين أنفاسي ونفسي
لن تري في غرفتي إلا اضطرابي
رعشتي
تبْغي
وصمتي
واكتئابي
لا تقولي إنه شيطانُ شعرٍ
ذلك الشيطانُ لايغري حبوري
لاتقولي إنه شيطانُ شعرٍ
ذلك الشيطانُ لا يثري حضوري
لا يغني بين أضلاعي
ولا ينبض قلبا
لا ينادي ألف محزونٍ .. و لايحمل حبا
لا تقولي إنه شيطان شعرٍ
ذلك الشيطان لا يغري شعوري

حينما يأتي الذي أخشى عليك
اتركيني لمكاني
وامنحي عيني المكانا
لن تري شيئًا سوانا
لن تريني أبذر الحب .. وأستسقي الحنانا
إنه الشعر الذي يعصر قلبي
ويحيل النورَ في عيني دخانا ..!!


من خدم الأدب العربي أكثر أدباء المهجر أم أدباء الداخل؟

الأدب يقاس في المراحل أو العصور الأدبية .. والحقيقة أن آلية العصر فرضت هذا التقسيم سياسيا .. والا لاعتبرنا الشعراء الأندلسيين مثلا مهجريين تبعا لاختلاف البيئة .. هذا من حيث وحدة المكان أما من حيث الهم الشعري .. فلا شك أن شعراء المهجر أضافوا أبعاد إبداعية ربما نتجت عن تغير الحياة والشعور بالهم القومي بمنأى عن وطأته مما أتاح لهم فرصة التنظير الإبداعي .. ولعل ..كتاب ( الغربال ) لميخائيل نعيمة نموذجا حيا لهذا التنظير .. لكنني في كل الأحوال لاأميل إلى التعميم مع وجود التفاوت الإبداعي في التجارب الشعرية المتعددة في المهجر والداخل ..


تنقلت بين كثيرا من المنتديات قبل إنشاء المعاصر إلى أن تمت دعوتك إلى موقع شعبيات
وسبق أن قلت في أحد ردودك في هذا اللقاء ان الأخوان هنا في شعبيات مثلا يبذلون جهودًا مضاعفة على كل المستويات ، وهو موقع حميم جدا أثق في تألقه دائما ربما لأنني على ثقة تامة بحسن إدارته بشكل حميم ومتوازن جدا
بصراحه ماتقييمك الشخصي لمستوى الموقع بالنسبة للمنتديات الأخرى ومشاركات اعضاءه سواء على مستوى الشعر او الأدب ؟


أولا لعلها فرصة مناسبة جدا أن أكرر الشكر والتقدير للقائمين على هذا الموقع الحميم الذي يحظى بعناية ورعاية واعية جدا .. وأشيد بالفعل بقامات شعرية ثريّة يضمها هذا المكان .. وإذا كان في طابعه العام يتجه نحو الأدب الشعبي أو الشعر المحكي ..فإن منتدى مواسم تحديدًا بات منبرًا ثقافيا هاما في مسيرة الأدب على شبكة الانترنت .. ولعلني أجدها فرصة مناسبة لدعوتكم جميعا لمتابعة حلقة الأسبوع القادم من البرنامج التلفزيوني آفاق ثقافية حين أتعرض من خلاله لأدب الشبكة الالكترونية بشكل عام ..
إذا إجمالا .. يشعر المقيم هنا أو السائح بمادة إبداعية ذات قيمة عالية بالفعل .. والموقع يتصاعد كثيرا بكم يانورة .. لاحرمكم الله تألقه ولاحرمه حرصكم المؤثر فيه .





إبراهيم الوافي 20-11-2005 09:54

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة حسن آل مسفر
استاذي الفاضل ابراهيم الوافي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسائك نقاء ايها النقي

اعود اليك بهذه المشاركة التي وصلتني عبر بريدي الخاص من صديق عزيز بالنسبة لي اسمح لي ان احتفظ باسمه اذا اردت :)

والحقيقه انه استفزني انا بأسئلته الموجهة اليك ولكن لم يكن امامي بد الا ان اقوم بنقلها كما اتتني :)

وإليك الاسئلة

..........

الاستاذ ابراهيم الوافي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمح لي بالدخول مباشرةً في اسئلتي اليك

1- المبدع إبراهيم الوافي شاعر مثل المرحلة التالية لجيل الحداثة ، ولنقل قصيدة النثر ، ولن أسألك عن سمات المرحلة الشعرية ، لأن الأساس أن ننظر للحالة الشعر مستقلة ومنفردة عن سياقها 00
وفي راهننا الثقافي ، بات المشهد الشعري مع حضور أجناس أدبية أخرى ، وبالذات الحالة السردية ، يشكل هاجساً مقلقا لهذا الجنس الأدبي الأثير في الذاكرة المحلية المرتبطة بالمشافهة ، وهي ذاكرة شعرية كما يعرف الجميع ، نتيجة لجملة من المعضلات ، ليس المجال متاح ومناسب لتعدادها ، إنما أحدى معضلات تلك الحالات ، محاولة أمتصاص ما أحدثته القصيدة الحداثية من صدمة للمجتمع الراكد ومواجهة ذلك الموات ، ورأينا كيف كرس الشعر الشعبي في مرحلة ما بعد حرب تحرير الكويت ، حتى ظننا أن كل مواطن أصبح شاعر ، وطبعاً لم يكن هذا مجرد حالة ثقافية تلقائية 00
وهنا السؤال 00


2- أعرف واقع الساحة الثقافية ، وأريد أن أفتح هنا باباً موصداً لشاعرنا ، ونحن نشهد الصراعات المختلفة ، ليضيء لنا وبالذات لمن لايعرفون شيئا عن تجربته ، بقدر ما نعرف بأنه يكتب في رياض ( سعد الحميدين ) ، كيف ينظر للتجربة الشعرية المجائلة له وعلى أي أرضية تقف القصيدة الحديثة ، وهل جرد خطابها من حمولاتها الدلاليه للاخر ، وأصبحت مجرد تهويمات ذاتية مغرقة لخطف الضوء ؟



أيها البهي ..
أصدقك الخبر ..سأتعامل مع هذا الطرح على أنه لصديقي حسن آل مسفر .. لأنه من الصعب أن أتعامل مع ظلال .. أو مع ماوراء حجاب .. لاسيما والطرح بالفعل يثير إشكالات كثيرة ذات مساس جوهري بالساحة الشعرية أو بعض رموزها .. والحقيقة أنني مندهش من تحفظك أو تحفظ هذا الصديق على هويّته حينما يعكس في طرحه أبعادًا موضوعية ذات صلة بتجربتي الشعرية ..ناهيك عن عمقها وانعكاس عملية متابعة مميزة للساحة من خلالها ... لابأس ياصديقي .. سأقف هنا مع الناقل ..حينما لانتناقل إلا مانؤمن به ..!

اشتملت المداخلة هنا كم هو واضح على ثلاثة محاور أساسية ولا أقول أسئلة بصدق .. لأنها اعتمدت على إثارة القضية والإحاطة بها وطرحها من أجل توسيع دائرتها .. .. ولعل محورها الأول يمكن تلخيصه بالتالي :
(تكريس الشعر الشعبي في مرحلة ما بعد حرب تحرير الكويت ، حتى ظننا أن كل مواطن أصبح شاعر ، وطبعاً لم يكن هذا مجرد حالة ثقافية تلقائية ) ...
ياصديقي .. لاتزال الذاكرة العربية شعرية بطبعها كما أشرتَ أنت .. ولا زال الشاعر يمارس دوره القديم كوزارة إعلام للقبيلة ..يؤرخ أمجادها .. ويتذاكر مواقفها .. يقوم بدور الواعظ والمرشد والمحفّز .. الخ من الأدوار التراثية التي ظل الشاعر العربي يقوم به منذ وقوف امرئ القيس على الطلل .. ولهذا وحده يتفاعل المواطن العادي عند الحدث .. ولايجد ملجأ له إلا الشعر .. وهنا لايمكن نسف كل نتاج المرحلة بسبب حيثيات ومسوّغات تكوينه .. كما أننا لايمكن أن نعتبره حالة ثقافية .. لكننا حتما سنخرج منه بما هو أهم من كل ذلك وأعني به تغلغل الشعر في الذات العربية كوسيلة فاعلة للتعبير والتأثير معا ...


أما فيما يتعلق بالمحور الثاني .. وأعني به واقع الساحة الشعرية فلعلي بصدق .. لاأخفي انزعاجي الكبير من مصطلح ( رياض الحميدين ) حينما يكون الصديق الشاعر سعد الحميدين خير من يتعامل مع النص الشعري بعيدًا عن الشللية التي تنخر منابرنا الثقافية الأخرى .. وإذاكنتُ واحدا ممن عُرفوا بصحيفة الرياض كما أشرت .. فأصدقك القول كنت على تواصل مع ملحق الصحيفة لمدة سبع سنوات لم أتعرف ـ هاتفيا أو مواجهة ـ مع الصديق الشاعر سعد الحميدين إلا بعد انقضائها .. فالشاعر سعد الحميدين من الرواد الذين فتحوا قلوبهم ومنابرهم لأبنائهم .. ولن أكون وأقراني أولهم حينما لم يكن شيخنا الصغير سلطان القحطاني آخرهم .. وحسبي أن أضيف أن الشاعر سلطان القحطاني حصل على المركز الثالث في جائزة الشعر العربي لعام 2001م وهوطالب في المرحلة الثانوية .. وبالطبع بدعم وترشيح الصديق سعد الحميدين وأنا أعلم يقينا أنه حينها لم تكن تربطه بسلطان أدنى علاقة أو أدنى معرفة .. أما عن المرحلة ككل .. فقد كنتُ قد أسهبتُ كثيرا في الحديث عنها في أطروحات سابقة ومتنوعة عبر هذا الحوار .. لكنني أود تصحيح معلومة خاصة لدى صديقنا الذي حمّلك وزر الطرح هنا فحمّلني مؤونة الإجابة عليك تتعلق بتصنيف تجربتي ضمن شعراء قصيدة النثر .. على الرغم من أنني لم أكتب قصيدة نثر واحدة في حياتي .. إلا إن كان يعتبر أن قصيدة التفعيلة ذات الإيقاع الموسيقي الواضح وإن اختلف عن البحور الخليلية قصيدة نثر ...!
ومع هذا قالحقيقة من الصعب جدا تصور الأمر حينما لم يخطر لي على بال تقييم تجربة زمنية أنتمي إليها ، فضلا عن عدم نبوءتي بقدرتي على السفر إلى الغد ، تعجّ الساحة بالعديد من الشعراء المميزين ، فإن كنت أحدهم فهذا نبل منك وحسن ظن بأخيك ، ولعلني أكون كما تصفني ، حين لاأستطيع ولا أجرؤ على تقييم تجارب أقراني ..

3 - غياب النقد الحقيقي هل يشكل قضية لشعراء المرحلة ؟

ما من شك أن النقد الآني واحدا من أهم ظواهر الأزمة التي يمر بها الشعر العربي المعاصر ، وقراءة النصوص أو تحليلها باتت مغايرة تماما لما كانت عليه لقد صارت عملية إبداعية موازية للعمل الإبداعي ذاته ..
فالقصيدة المعاصرة قصيدة ( معقدة نفسيا ) تتنازعها تهويمات وإيحاءات قد تصل إلى هوامش النص ذاته ، فطباعة النص ( أعني شكله على الصفحة ) من حيث عدد التفعيلات أو وتوزيعها .. أو تقسيم الحروف ، أو القراءة الصوتية .. أو ما شاكل ذلك ، هذا كله يستلزم على القارئ الفاحص الالتفات إليه وإدخاله ضمن قنوات النص ، بخلاف الاستعداد الدائم للربط بين الظواهر كلها وفق رؤية فنية خاصة تتكئ على موت المؤلف ...
والواضح ان كثرة ما ينتج من شعر هذه الأيام الى درجة تتطلب من الناقد جهداً كبيراً لمتابعته من أهم مظاهر أزمة الشعر المعاصر لاسيما متى ما اعترفنا بأن الإنتاج الرديء يطغى بشكل كبير على الشعر الحقيقي، وحينها فقط سندرك صعوبة عمل الناقد غير المتأني الذي يضطر غالباً الى الاكتفاء بما يتحصّل عليه من قصائد لشعراء عن طريق إهداءات أو ما شاكل ذلك مما يقع بين يديه مصادفة، ومما يؤسف له أننا نادرا ما نجد بين نقادنا من يسعى بنفسه الى متابعة الإنتاج الشعري الحديث متابعة جادة خالصة لوجه الشعر..!
وبالنظر إلى الساحة النقدية سنلحظ بوضوح قلة في عدد المتخصصين في نقد الشعر الحديث وفق منهج أو رؤية نقدية علمية واضحة ومحددة، فنقادنا يمكن تصنيفهم الى مجموعتين:
الأولى تضم الأساتذة الجامعيين الذين وقع بعضهم في (نقص) المرونة الكافية والإطلالة الحقيقية على المشهد الشعري الراهن كما أن البعض منهم غالباً ما يعتبرون ممارستهم النقدية عملاً ثانوياً لا يطمحون من خلاله الى اكثر من نشر مقال، أو اصدار كتاب يعززون به وضعهم الأكاديمي (كما يرى ذلك الشاعر نزار بريك في كتابه صوت الجوهر).

أما المجموعة الثانية فتضم النقاد الذين يمكن تسميتهم بالهواة، وهؤلاء وإن كانوا أكثر متابعة للحياة الشعرية من الأكاديميين واسلم ذوقاً منهم إلا أنهم غالباً ما تعوزهم الأدوات النقدية والرؤيا المنهجية فتأتي نقودهم على الأغلب قاصرة عن استنتاج الرؤى العامة للأفق الشعري..!

ولابد أيضاً الى الإشارة لعقدة الرواد التي تخيم على أذهان كثير من النقاد، ناهيك عن خصوصية أشعار العقدين الأخيرين التي تعد أرضاً بكراً للدراسات النقدية ويحتاج هذا الشعر الى ناقد جاد وصبور يتمتع ببصيرة نفاذة وذوق جمالي عال..

يقول الشاعر نزار بريك حول هذا: (يستنكف النقاد المحدثون عن الخوض في غمار شعر العقدين الأخيرين عادة ويميلون الى استجرار ما قيل في حقل شعر الرواد الذي أصبح ممهداً بالدراسات الكثيرة التي تناولته..) (صوت الجوهر ص19).
انتهت الاسئلة

تقبل خالص مودتي
وخالص تقديري لأمانة النقل أيها الصديق


المهرة 20-11-2005 23:20

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 



مازلت متابعة / وحريصة كل الحرص / على التزود من زاد الثقافة والادب

وهذا ماجعلني اعود مرة آخرى





بدأ البحث في الاونة الاخيرة عن طريق منظمة ( اليونسكو) بما يختص
بالتعليم أو بناء ثقافة أو بناء مجتمع ثقافي / عن طريق الملتقيات التي تقام
على هذا الاساس والتي كان اخرها في هذا اليوم

والذي نوقش فيه فكرة ( كتاب في جريدة ) 00

كخطوة جديدة غير مسبوقة 00


_ الى اي مدى ترى تطبيق هذه الفكرة وتعاون المؤوسسات الاعلامية
مع ذلك خصوصاً وانك احد الكتاب في هذا المجال على مدار
السنوات التي قضيتها في هذا العالم ( عالم الصحافة )



كل الشكر / والتقدير والاحترام
على كل ماكتب اعلاه / من قلم لايأتي
إلا بماهو مميز / في ساحة الادب والفكر


دمت بخير
اختك/ المهرة

إبراهيم الوافي 21-11-2005 13:12

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شروق محمد يوسف
لاتزال المتعة قائمة .. نحن هنا في طابور انتظار لايمل ..
لقطارٍ لانبلغ آخره قاعدون ..


جئتِ بالماء الأنقى ياشروق فجعلتني نهرًا سائغًا للشاربين ..!
وحدك من يدرك على أي بحر يريدون هذا الصريع يا توأم وفاء
وعلى أي جنب ينحرون السطورْ ...


عدتُ مجددا أيها الرائع .. لأقول :
1- كيف تتداخل الكلمة بالصورة الشعرية عند إبراهيم الوافي ؟ وهل تحس بأسبقية أحدهما؟


يا شروق ..كنتُ مؤمنا مطلقا على أنَّ الضوء أسرع من الصوت ..حتى في الشعر .. تأطير المعنى بالصورة ( سر ) الشعر دائما .. والمفردة المطلقة لن تكون مؤثرة كالمفردة المحاطة بالصورة .. لنأخذ مثلا مفردة ( كبرياء ) .. مفردة جميلة وشفيفة .. حينما نستعيض عنها وصفا بصورة فنقول مثلا ( رجل بأنف في السماء ) عوضا عن قولنا : ( رجلٌ بكبرياء ) أرأيتِ كم هي أجمل وأبلغ .. هذا التقعيد الذاتي للغة الكتابية من شأنه أن يجعل من عملية مزج الكلمة بالصورة عمل تلقائي فلا نحس بأسبقية أحدهما ...

2- هل يحس الوافي برغبة للبرهنة والاستدلال والتعليل وهو يكتب القصيدة؟

مسألة كتابة القصيدة بوجهيها ..قضية نسبية .. فالنص الفكري أو الفلسفي .. تتم التهيئة له حتى تلتصق دائرة الرؤية والرؤيا ، فيظهر كالطفح على الوجه ..فتتوارى عن الناس لبرهة ريثما تغسل وجهك بالكتابة ..
في حين تظل القصيدة الوجدانية وأعني بها نتاج ( المشاعر / الأحاسيس ) أنثى باذخة العطر لا تنتظر كثيرا لتكون حديث اللحظة ولغة المكان .. ولعل النصوص الأخيرة بالنسبة لي تكشف هذه الظاهرة بصورة مدهشة ..حين تأتي في طي رسالة .. أو إطار لحظة آنية .. ومع هذا لاأؤمن كثيرا بمثل هذه التصنيفات للنص :)

3 - المثقف المعاصر إنسان منفعل لا مندهش . فقلما نجد الإنسان المندهش الذي عُرف في أدب القرن الثامن عشر . كيف استطاع الوافي في هذا العصر أن يكون جمهور يجمع بينهما؟

تعرفين ياشروق .. والله لاأطمع إلا بالرضا عن الذات لدرجة أنني أشعركثيرا بأنني ذاك الذي يتذكر في النسيان أنه انتزع صفحة من كتابٍ ضخم .. ليشرعها للريح ثم يمشط الأرصفة باحثا عن كلمة سواء سقطت منها وركلها أحد المارة بقدميه ..!
أو ذاك الذي ينسى أن يتذكر حين يقول لامرأة تهزُّ جذع القلب فيتساقط حبا شهيًّا :
( أنتِ المرأة الوحيدة التي يختارها الشعر لتكون رسولته للقلوب )
ثم يقرئها نصا لاذنب له فيه إلا أنه كان كاتبه فقط ..!!
أو هو ثالث يكذب على مرآته فيعيد قراءة التاريخ .. من آخر السطر هكذا ..
عام / شهر / يوم
ثم يبتسم ظنًّا منه أنه احتال على آنيّته
وعاش في زمن تفلَّت من قبضة يديه ..!
يااااااااشروق أنت تغريني بالمزيد من السفر مني إليي ..!

4-الزمن كمفهوم هل يفاجئ القصيدة عند الوافي . بمعنى : هل تشعر به أم تتصوره؟
وأين يكون جسد الوافي حين يكتب القصيدة؟


لابأس ياشروق سأمضي منك إليك فأتساءل ..
كيف تكون الساعة .. ذات قيمة زمنية واحدة .. وهي تدور في ساحة حائط كبيرة .. وساعة صغيرة ناعمة على معصم فتاة ذابل من الانتظار ؟!
الوقتُ ثوب المعيشة ..!
يتداول العامة ( ظلم ) الوقت .. قسوته عليهم ... ثم ينكرون أن علاقتهم به لم تكن طيبة أو حميمة ..!
الوقتُ مأجورٌ لحركاتنا .. سكناتنا .. نومنا في العراء كي نحرس الأفق .. أو فوق وسادة معطّرة .. وامرأة من رخام الأيام ...!
مشكلتنا مع الوقت أنه مأجور ونحن .. نحن وحدنا من ندفع له الأجر !!
ومع هذا ياشروق فهو الغد الذي آثرت أن أترك له النبوءة والفعل معا نعم ..نعم يشغلني الغد كثيرا .. الغد الذي لاأحلم كثيرا بالتواجد فيه بقدر ما أحلم أن يتذكَّرني حين يتلهَّى الأصدقاء بوجعي ..
لا أخفيك يا شروق .. لا أحلم بالتغيير حينما أقول دائما إنني نخلة غرسها الأجداد في رمالهم .. يتنقلون حولها بحثا عن الكلأ والعشب ..لكنهم غالبا ما يركنون إلى ظلها النحيل متى ما أجهدهم السفر .
الغد ياشروق مفردة قادرة على إعادة ذاكرتنا .. مفردة باذخة الفتنة تعشقها قبل أن تصغي لصوتها ، أو خطوات حذائها الأنيق ، لكنها حتما مراوغة من الصعب أن تجيء بما يشتهي الشجن ..!
كم يشغلني هذا .. ؟!
فأنا لا أكتب المفردة التي تكتفي بذاتها وإن كنت أحلم بها .. نعم أرى أن غدا ..غدا فقط هو الوحيد القادر على تدوين تاريخه ، مهما أغرتنا النبوءات ، لذلك لا أجزم له ولا أتوارى عنه .. أنا أقف ببابه رجلا أبكم توحي إشاراته بالرجاء لا بالأمر ، ولهذا أيضا جعلتُ ما بعد إن في مهب مشيئته دائما ...

5- كل فتاة بأبيها معجبة ..
إلى أي حد وصل إعجاب وفاء بأبيها ؟ :)


ياشروق .. وفاء ابنة شاعر وابنة ( ناقدة أيضا .كما تعلمين ) .. ولهذا قالت يوما :
( صعدتُ إلى جبل الأمنيات وأخذت أمنيتي ..
أمنيتي أن أصبحَ شاعـ (ـر)ة ..مثل أبي .. )
تعرفين ؟
دائرتي الصغيرة التي تحيط بي لاتشبهني كثيرا حينما أحلم ، لكنني منكفئ على احتلامي ...
ووفاء التي أحبها ستكون شاعرة يوما وتتخاطفها القلوب والأفئدة .. وسيتساقط الشعراء
تحت قدميها ..!


شكرا لبياضك مطلقا ياشروق

إبراهيم الوافي 21-11-2005 18:11

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ثامر الشعيفان

أهلاً بضيفنا الوافي ... لقاءٌ جميلٌ وممتع أثراه ضيفنا بإجاباته ... ولا زلنا ننتظر المزيد منه .


أنت كنت قد تكلمت عن النقد في إجابةٍ سابقة بشكل موجز وربما لم أكن واضحاً معك في أسئلتي . إذاً فلنضع لها أرقاماً حتى لا يكون الحديث بشكلٍ عام .


وقبل البدء بالأسئلة فـ ( أنا ) أتحدث عن الشعر الشعبي لا الشعر العربي الفصيح وأهل لغته هم العامة البسيطين وربما كبار السن الذين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة .


1. ما الفرق بين الناقد والشاعر وما وجه الشبه بينهما ؟

2. هل للنقد في الشعر الشعبي مقاييس ؟ إذا كان فما هي ؟

3. أعود وأقول هل الصحافة روح كما يقولون ؟ أم مقومات علمية ؟ أم أنه خليطٌ من هذا وذاك ؟!

4. قرأت قبل فترة نقد لك على قصيدة الشاعر الرائع ( سيف السيف ) فمن أي النقاد تصنف نفسك ؟ الأكادميين أم الذبيانيين ؟


شكراً لك


صديقي ثامر الشعيفان ..
مساؤكَ أنت أيها البهي ..

أولا : اقتصار الحديث عن الشعر الشعبي .. أمر غير وارد على الإطلاق حينما نعلم يقينا أن التوثيق والتداول الشفوي لهذا الشعر ذو أثر واضحٍ جدّا في إخراجه من دائرة التقعيد والتنظير الخاص به ، وأدخاله بالتالي دائرة التقعيد والتنظير الخاصة بالشعر الفصيح عن طريق القياس .. وعليه فإن أدوات ناقد الفصحى ( المنهجية ) لازمة تمامًا لناقد الشعر المحكي أو الشعبي ، إذا أراد أن ينظّر له بشكل توثيقي ، أما البعد البدائي للنقد ( كهذا جيد وهذا رديء ) ، فهذه واردة تماما في النص الشعبي ، لكنه لايأخذ هنا صفة الناقد بل صفة ( المثمّن ) كما وردت المفردة (نصّا) في كتاب أهل الكسرة للباحث عبد الرحيم الأحمدي ، ولهذا كل البحوث النقدية المؤثرة جدا في مسيرة الشعر الشعبي كتبها أكاديميون مختصون بالنقد بشكل عام ..
ولهذا يبدو أن هناك خلط بين الناقد المنهجي والناقد الصحفي بطريقة أدّت إلى اللبس لديك في عملية الحضور النقدي ، مع إغفالك إلى أنّ الكلام هنا عما يجب أن يكون لاعلى ماهو كائن .. بمعنى آخر وصول غير مؤهلين لمراتب صحفية منحتهم فرصة النقد ليس قاعدة بل شذوذ على القاعدة ..
أما الفرق بين الشاعر والناقد .. فالشاعر مبدع للجمال والناقد مكتشفٌ له .. حتى العيوب التي يكشفها الناقد في النص إنما هي في الأصل عيوب أدت إلى عدم اكتمال الجمال .. لكنها لاتنقص أبدًا من شأن صاحب الجمال أو منشئه .. هذا هو الفرق الحقيقي بين الناقد والشاعر في الأدب المعاصر ..

بالنسبة للصحافة أعتقد تمامًا أن خيارك الثالث هو الأقرب .. والحقيقة أنني لاأستطيع وضع أسس معينة أو مقومات للصحفي الناجح ، فلم أعمل صحفيا يوما ولم أتعامل إلا مع أصدقاء تجمعني بهم الكتابة ، حينما أجهل كثيرا سر تميزهم ، و مقوماتهم الصحفية ، فأنا كاتب زاوية في الصحيفة أو شاعر ينشر نصوصه فيها وأتعامل معها عن طريق الفاكس سابقا والإيميل حاليا :)

.. و عن نقدي لقصيدة الشاعر سيف السيف فإن كان لابد من تصنيفه أو تعريفه .. فلم يكن في مجمله إلا قراءة نوعية للنص أخذت من الأكاديميين أدواتهم المعرفية المنهجية ( بالتخصص العلمي ) ..ومن (الذبيانييين كما أسميتَهم ) روحهم العفويّة وفقًا للتداول العفوي كسِمَةٍ للقصيدة المحكية ..

أهلا بعودتكَ دائما ياصديقي..




نوف الثنيان 21-11-2005 21:44

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 




الشاعر / الأديب إبراهيم الوافي ..
أجمل الحوارات تلك التي تتوالد أسئلتها نتيجة ثراء الضيف واتساع أفقه ... وربما هذا مادعاني للعودة مجددا لأشيد برقيِّ ضيفنا واتساع أفقه .. وفي الوقت ذاته أقف متسائلة :
إذا كنا نعلم يقينا اتساع أفق ( الشجن ) عند شاعرنا الوافي ..مما نتج عنه تلك القصائد والرسائل والمقطوعات الرائعة والمؤثرة في مسيرتنا الأدبية المعاصرة ، فلنا أن نتساءل عن الجوانب المعرفية الأخرى التي تجاوزت الشعر ..لثراء ثقافي .. في الوقت الذي يكتب الوافي بكثافة نادرة ..
من أين لك كل هذا يا إبراهيم ( ماشاء الله تبارك الله )؟
وكيف جمعت بين الكتابة الأدبية والقراءات المتعددة التي عكستها لنا ثقافتك العالية عبر هذا الحوار .. ؟


جزيل الشكر للوافي إبراهيم ..


الجازي 22-11-2005 05:45

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
.


جمعية الثقافه والفنون المعنيه أنها مؤسسة فكرية ثقافية تعنى بالأدب والثقافة والتراث في بلادنا
تهتم بـ إقامة معارض فنيه تقام على مدار العام على حساب خدمة الشعراء والشاعرات في أمسيات تنشّط من عمل الجمعية في هذا المجال .. وأحتواء المتميزين في المنتديات والنوادي الأدبيه من ناحيه .. وفي نفس الوقت تساعد على أبراز وتقديم هؤلاء الشعراء إلى الأعلام وللجمهور .. بالدعاية والإعلان لها ولهم ..
خاصة أن الأندية الأدبية التي تحتفظ بـ مطبوعات الأدباء والشعراءفي خزائنها لا تخرج منها للقارىء إلا اليسير على هيئة إهداءات للخاصة فقط فلا هي منحتها للجميع ولا هي أرسلتها للمكتبات للبيع.حتى يستطيع المثقفون شراءها وكأنهم بذلك يحققون مقولة الشعراء يولدون بعد موتهم


الاّ ترى أن هذا دور جمعية الثقافة والفنون وأنها مقصّرة جدا في هذا المجال .. ؟
وماذا ينقصنا لـ نقدم مهرجان كل سنة ونخصصه للشعراء أسوة بمهرجان هلا فبراير .. ؟

مايحمله فكر الوافي من النتاج الأدبي والشعري ما يعطى قلمه هيبة الشيخ الأديب ..
ولـ هذا كان السؤال ..

تحية طيبة ..


.

عبدالله البكر 22-11-2005 06:03

.





يا سلام !


مقابله راقيه الى ما لا نهاية !
مازلت أتابع بكل متعة ..


تحية لائقة بهكذا أدب !


.

تركي 22-11-2005 14:28

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
عدنا من جديد وفي جعبتي الكثير من الأسئله :)

لو سألنا ابراهيم الوافي
كما هو معروف عن الشاعر العشماوي على حرصه على تراثنا الأدبي العربي والإسلامي سليماً من أي تشويه أوتغريب , ولكنه في المقابل يعيب عليه النقاد جريه الحثيث وراء المادةبحيث لا يحضر لمقابلة أو لأمسية شعرية إلا بمقابل مادي وهذا التصرف بعيد كل البعد عن الأديب الحقيقي الذي يقدم أدبه وفنه للأجيال , وما دام أنه يصنف نفسه انه صاحب قضية وطنيه وعربيه فكان يفترض منه تكريس مفهوم رسالته بأية طريقة كانت إلا أن يغتصب أذن المتلقي بحفنة دراهم
كما يقال عن الشاعر فهد عافت أنه لايقبل أي مقابلة صحفيه له الاّ بمقابل مادي قدره خمسة الآف ريال
مارأي إبراهيم الوافي في هذا المبدأ من أي شاعر ؟


ماهي اهم محطات رحلتك الأدبية ؟

حدثنا عن ميولك الرياضيه :) ولماذا ؟

هل الانترنت تساعد على ابراز الشاعر اكثر من المجلات والجرائد؟

لمن تقرأ من كتاب ومشاركات في موقع شعبيات وبصراحه من لفت نظرك وخاصة ممن يجيدون شعر التفعيله ؟

بيت من الشعر تردده دائما ؟


لكــ التحيه والأحترام

إبراهيم الوافي 23-11-2005 11:57

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الجازي
.


الشاعر الحقيقي .. هو رسول الجمال والسلام ..

ابراهيم الوافي يشرح صدره .. ويبسط فكره وأدبه وشعره ..

شكراً لـ كل هذا الكرم ..



كثيرة أنت أيتها النبيلة .. ما أسعدنا بوعيك واطلاعك ونقاء روحك .. لاحرمني الله بشاشة أرواحكم ..



س1

نلمس في كتاباتك الشعرية والنثرية اتصالا وثيقا بالشعراء الأوائل في مسيرة الشعر العربي .. بالتضمين حينا .. وبالاقتباس حينا .. وبتقمص شخصياتهم في أحايين أخرى .. مع ثروة ثقافية تاريخية تدرك التاريخ وتحسن توظيفه بصورة تفوق العظة والعبرة ..كما لمسنا في نص ( تمام الثانية عشرة بكاء بتفويت بغداد ) والذي نشرته في معرض إجابتك على الأخت نورة العجمي ..
علاقة إبراهيم بالتراث العربي القديم ، وأجداده الشعراء القدامى .. هل نطمع بأن يحدثنا إبراهيم قليلا عنها ؟

أولا إئذني لي بنشر هذا النص الذي نشر قبل عامين في صحيفة الوطن وأثار حينها ( سخَطًا ) كبيرا عليّ .. ربما لأنه جاء بما يشي بالانقلاب على الموروث الشعري الكثيف في مجموعتي الشعرية الثالثة سقط سهوا النص كان بعنوان ( شعراء لايدخلون الجنة ) وجاء فيه :
( 1 )

امرؤ القيس قائدنا للصهيل
وللطير تفزعه خطوات الكلامْ
مات من الف عام
أو يزيد قليلا
لايهم القصائد هذا ..!
ما يهم القصائد أن الذي كان يرهبها
ماتَ منسلخًا
فامتشقتُ أنا صوته
ثم جئتُ إليكم
أسائلكم :
كيف لي أن أسدِّدَ فاتورة الهاتف الليلكي ؟!
القصيدة إيقاعها لمسات الأنامل
في هاتفي
ما همها أيُّها ؟! :
( الطويل ..
المديد ..
البسيط
الذي يبسط الحزن تحتي
أو وافر العزم .
حتى الذي يتداركني إن وقعتُ )
فما همُّها أيها ؟ ...
وصباح الخميس البنوك تسرِّحُ
كل الجياعِ بشبَّاكها
منذ بدء النهارْ
كي يروا فقرنا العاطفي ..!!
فلا يطلبون المزيد من الفقر والحزن
والانتظارْ ..!!

( 2 )

قيلَ إنَّ الفرزدقَ يختطُّ علمَ اللغةْ
وجريرٌ ينادي على نعجةٍ ضائعةْ
بينما أشتهي أن أراها
لأسمعها قصتي
حين أحببتُ ( سولا )
وقبلتها أربعا كي تقولاَ
بأني كتبتُ القصيدةَ
حينَ التقى البرزخانِ
أنا والتفاتتها اليانعةْ ..

( 3 )

حينما يصبح المتنبي ضميرًا
وبشَّار فعلٌ مضارعْ
سأعبر وحدي المواجع
أغني لعينيك أنشودةً
كانتظارِ المطرْ
وأزرعُ ما بين ( أذْني )
و ( كتْفي )
جهازًا يبلِّغني أن حرب البسوس انتهتْ
وأن المدينةَ حبلى بحزنِ الشوارعْ ..!

( 4 )

ظلَّ شوقي يعاقرُ كأساتِه
ثم يدعو لربِّ السماء بأن لايعيد
له الصومَ إلا قليلا
وسيدتي نذرت أن تصوم
عن الشعر إلا قليلا
حين فاتحتها بخطوبتها لكتابي الذي سوف
يصدر بعد لقائي بها
لم تحدثني عن أكاذيب شوقي
وتطبيله لفراعنةٍ
ظلموا يسكرونْ ..
ولا استشهدت بحكايا جميل وقيس
وكل الذين قرأنا خرافاتهم في المتونْ
ولكنها همست بحياءٍ شديدٍ
ستهديه لي ..!
فابتسمتُ وأومأت ...
قالت :
سأمضي به في ممرات كليَّتي
وأركلُ بالكعبِ
حتى الفراغَ
وأقرأ لي
ما تيسَّر من تمتمات الجنونْ ..!!



29أغسطس 2002م


.. ولهذا سأتحدث بتفصيل كثيف عن علاقتي بالموروث بشكل عام وسأبدأ الحديث حيث ( سقط سهوا.. مجموعتي الشعرية الثالثة .. التي كشفت عن علاقتي الوثيقة بالموروث الشعري ) حيث اعتمد على استلهام التراث وتوظيف شخصياته الشعرية خاصة ( .. فـ (سقط سهوا ) هو تعمد سهو السقوط، هكذا أخاله حين حاولت من خلاله اقتحام ذاكرتنا العربية الشعرية البحتة واستنجدت بها لمعالجة قضايانا العربية المعاصرة.. واستشراف مستقبلها.. فناديت من خلاله أجدادي بدءا بامرئ القيس وانتهاء بالسياب لمشاركتي وجع القصيدة الماثلة على شكل مقبرة تتمدد بين فمي وذاكرتي.. هو تعمد سهو السقوط.. او سقوط السهو حين انطلق من التاريخ اليه، به ، ومعه يناغيه تارة ويستفزه تارات أخرى ، ليتجاوز في مجمله العظة والعبرة الى المفاعلة والمشاركة.. هنا فقط يكون السقوط سهوا هو السهو عمدا.. وهو ذاته (ما سقط سهوا) وآمل أن أكون قد حققت جزءاً من هذا الطموح في تلك المجموعة ..
وعلي أن أقول أختي الجازي أنه حين طرقت القصيدة نافذتي.. كانت عبارة عن صوت حاد جر بلسانه السابلة فقد عشت دائما أدعي أنني واحد من الذين يجيدون الإنصات..!
في الجامعة كان استاذ علم اللغة يقول لنا حين كنا طلابا يزيد عددهم على الخمسين طالبا ان اللغة حين تنبتها رمال الصحراء المفجوعة بعطشها والمنكفئة على ذاتها لابد وأن يتجاوز احتفالنا بها قطفها وانتظار غيرها وطالما لا نملك عملية الغرس في تلك الرمال علينا ان نشتلها ونوسع دائرتها. هكذا ياسيدتي استيقظت على صوت الحادي في قريتي ثم استيقظت مرة أخرى على صوت أستاذي في مدرج الجامعة.. وبينهما كانت القصيدة.. وكنت المفتون بها بذاكرة تستحضر الظاهرة شعريا بصوت الحادي في مسارب القرية المفقودة ، وتتضمخ صوت ذلك الاستاذ القدير ممزوجا بنشيج أجهزة التكييف في مدرج الجامعة ، في الوقت الذي كانت فيه ذاكرتي شفافة جدا ولا يمكن ان تحتمل حالة الاصطدام ببوابة المدينة النحاسية..وكان فيما تسقطه قوافل أجدادنا.. قيمة لا يمكن أن يفسرها أو يستشعرها إلا عبث طفل اختلس من حجرته الدراسية قطعة من الطباشير ليكتب على سور مقبرة عتيقة قول جدنا المتنبي:
(يامن يعز علينا ان نفارقهم..
وجداننا كل شيء بعدكم عدم) ..
هكذا كانت الرؤية فيما يتعلق باستلهام التراث ، لم يكن استسلاما له وإنما كان توظيفا له ومغامرة به لاستنزاف آخر معطياته والتمكن من أدواته لمواجهته بثقة وعلى هذا الأساس الفني جاء مايشي بالانقلاب عليه من خلال نص ( شعراء لايدخلون الجنة ) وهو ليس انقلابا أو اجتثاثا بقدر ماهو امتداد مختلف لعملية التغلغل في الموروث والانكشاف العصري به عليه ، ولولا هذه الرحلة الطويلة مع التراث وسبر أغواره ومداخله لما تولَّدت لدي الجرأة على مواجهته بعجزه الكامل عن معالجة أبسط القضايا والتفاصيل في حياتنا اليومية ، لالأنه قاصر بذاته ولكن لأننا لانستطيع التعايش مع زمنه الذي استطاع أن يؤثر فيه بصورة حملته إلينا ..
إنني لا أسفه أجدادنا ولا أسقطهم من الذاكرة كما يبدو( أو كما اتهمني البعض بهذا .. بناء على النص أعلاه ) لكنني أحاول جاهدا أن نختط نحن جيل اليوم مدينتنا الشعرية الخاصة بلا وصاية أو وراثة معلبة ، إنني لايمكن أن أوقف سيارتي ( على سبيل المثال ) في مناخ ناقة جدي ، ولا يمكنني أن أنام في العراء أعد النجوم حين بلغت النوم في غرفة خاصة وتحت جهاز تكييف ، ولا أستطيع وأنا من يتقاضى راتبا شهريا أن أقول لأحد ما ( أغثني يا فداك أبي وأمي /// بسيبٍ منك إنك ذو امتياحِ )
هذا فقط ما أفعله وأجزم أن جدي المتنبي الذي مات قبل أن يعلم كم أحبه وكم استقيت منه ، وبه أعذب المعاني العامة لن يغضب مني بل سيشد على ساعدي ويشجعني لو علم بأمري .. هذا فقط ما أفعله أيتها النبيلة ، لا أنقلب على التراث لكنني أختط تراثا جديدا وسأكون نائما في قبري راضيا مطمئنا جدا حين ينقلب عليه أحد أحفادي بعد الف عام من الآن فيسفّه كل من قال : ( يقول إبراهيم ) حين يتجادلون في زمن غير هذا الزمن .... !

هل أطلت عليك ؟
لعلني فعلتُ هذا عامدًا فما أسعدني بقارئة متابعة ومتميزة مثلك .



س2
رواية ثلاثة رابعهم قلبهم .. أول ما يلفت انتباهنا فيها اسم البطل فيها ( إبراهيم ) هل في هذا إشارة إلى انحرافها من الرواية إلى السيرة الشخصية ؟

علي أن أعترف لك بسر خاص .. :)
أنا أعيش الآن حالة تردد مباشر في طباعتها ورقيا بل إنني أقوم بين الحين والآخر بمراجعة دقيقة جدا غيرت الكثير من معالم النص المنشور عبر الشبكة حين اتكأ على السرد الماضوي بطريقة حكاياتية قد لاتتوافق مع منهجية الرواية ، وقد كنت دائما أرى أن النص الروائي بحاجة فائقة إلى مراجعات مستمرة جدا تزيد كثيرا عن مراجعاتنا للنص الشعري ، أما قصة نشرها على الشبكة فالأمر لايخلو من الطرافة فلم يكن هناك تخطيط أو حتى تفكير في كتابة عمل روائي ، كنت أرغب في نشر سلسلة معينة تشبه المذكرات ولعل من تابع العمل من بدايته عبر الشبكة يذكر أنه كان بعنوان ( حينما كنت صغيرا ) وبهذا مايشي بما أقول لكن مع تتابع الحلقات وتفاعل القراء انطباعيا معه تحول إلى عمل شبه روائي على الشبكة وها أنا أحاول جاهدًا أن أحوله إلى عمل روائي من خلال إعادة هيكلة كثير من المواقف فيه ولهذا لن أتعجَّل مطلقا في إصداره ورقيا، أما فيما يتعلق بالسيرة الذاتية فلعل الاعتراف بفكرة نشوئه يكشف هذا بوضوح ، لاسيما في بداياته لحاجتي الماسة لتوظيف الذاكرة في ترتيب المواقف الزمنية ، لكنني من خلال مراجعته أحاول جاهدا فصله بطريقة فنية لاحدثية ليأخذ صيغة العمل الروائي الناضج ، ومتى مافعلت هذا قمت بإصدارها .. إذًا باختصار كبير .. نعم كان اختيار الاسم مقصودا لأنها في الأصل كانت عبارة عن مذكّرات خاصة ...

س3
في قصائدك .. / كتاباتك تجعل القارىء في حيرة من قاموسك اللغوي ..
هل تتعمد إثارة الصورة الشعرية لتصل بها إلى مراحل الإيحاء الحي ؟

مازلتُ مؤمنا تماماأختي الفاضلة أن تحويل القالب لصورة استدراج فني لأكثر من حاسة لدى المتلقي .. أهمها إدخاله حيز التخيّل من خلال مشاكسته بصورة مرسومة في الهواء عليه محاولة تأطيرها حسيًّا كما أشرت في معرض حديثي حول هذا الأمر للأخت شروق

س4
ما رأيك في القضايا المثارة حول منع نشر كتب شعريه او روايات بـ سبب الوقوع في المحذور وتجاوز الخطوط الحمراء تزامناً مع عصر الأنفتاح وأنتشار القنوات الفضائيه التي لايوجد يد طولى أو رقابة تمارس التحكم المباشر عليها وأقربها المسلسلات المكسيكيه التي تعرض على قنواتنا العربيه وفي مجتمعاتنا المنغلقه ويتشرّب منها بعض من ابناء وبنات جيلنا كل القيم الـ غير مقبوله في مجتمعنا والتي تجسّد الحب والخوض في علاقات شائبه بأسم الحب وتبسيط أشكالها ؟!!
الا ترى أن هنالك خلل أو تناقضا .. ؟
لنفترض أن بعض الكتب تسيء للدين او محرضه سياسياً ولكن من المعروف أن العمل الأبداعي لايجب أن ترسم حوله الحدود .. ماذا يجب أن نمنع ؟ ، ومن مؤهل لـ يحدد هذا الممنوع ؟

تماما .. أيتها النبيلة .. إشاعة الفوضى الأخلاقية عبر القنوات أمر مرفوض حتما .. وكذلك تعقيد ما ( تطوله ) أيدينا بهذه الصورة المنغلقة أيضا أمر مرفوض .. نحن كمجتمع لم يعتد بعد على الحريّة المطلقة .. لكنه في الوقت ذاته بلغ مرحلة ثقافية متطورة جدا .. وأكثر ما نحتاجه الآن هو التأهيل الكامل لمن يقوم بدور الرقابة على المطبوعات ...

أيتها الفاضلة .. ما أسعدني حقّا بمداخلاتكم الثريّة
شكرا لقلوبكم


إبراهيم الوافي 24-11-2005 11:40

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شوق الصيرفي
احاول لملمه حرف لك من تاريخ موده لا ينتهي..
وتعود ذاكرتي إلى كلمتين( أخ قلبي , وبســ ;) كم)..
لذا سأكتفي بتلك الكلمات فهي سخية أكثر مما قد أنثره هنا.


وبما اني أعلم أنك لن تتصوف وستجعلني أعبر عبر مجهر روح إبراهيم بكل سخاء
سأنثر بعض الاسئلة هنا



صباحك أنتِ أيتها المثقفة حد تقطُّر الوعي ..
أيتها الأنيقة .. كما عهدتكِ دائما تلتقطين بصمات أصابع القراءة من زجاج النصوص .. ليتجدّد الحضور المؤثر جدا ...
أفلا يفرح به مثلي يا أم علي ؟!!


روائي..قاص..شاعر.. كاتب..ناقد كل تلك الجنسيات الروحية تقمصت أبراهيم بعمق.
1*فكيف كانت البداية؟


كما أشرت .. في معرض حديثي للصديق راكان الشعلان :
(البداية لثغة محكية على شفتي طفل لم يتجاوز الثامنة .. كانت عبارة عن نوع من الشعر يعرف باسم ( الكسرة ) وهو نوع من أنواع الشعر المحكي ، يشبه ( الهجيني ) بإيقاعه ويختلف عنه في خصائصه التكوينية ، تشتهر به منطقة ( ينبع ) التي نشأتُ بها .. تحول مع نمو المعرفة إلى انفتاح قرائي مكثف للشعر العربي الفصيح ومحاكاته أول الأمر ثم تطور أخيرا إلى بناء فني خاص ونشرت حينها أول نص لي في صحيفة الجزيرة السعودية وعمري خمسة عشر عاما .. وما أن بلغتُ التاسعة عشرة إلا وأصدرت مجموعتي الشعرية الأولى ( رماد الحب ) باللغة الفصحى وهكذا بدأت رحلتي مع الشعر ، وتبدو في مجملها تقليدية لا غرابة في أحداثها حينما يتشابه فيها الشعراء على بداية سواء

2*وكيف تشكل لك الوعي النقدي ؟

الشعر عملية تأمل كبرى للوجود .. منها يتخلق الإحساس بالجمال .. وكما أشرت أيضا الشاعر مبتدع للجمال والناقد مكتشف له .. والممارسة الكثيفة والتهويم في فضاءات القصائد المتعددة التوجهات ..من شأنها حتما خلق حس نقدي ..قد يبلغ مرتبة الوعي بحسن ظن الأصدقاء بنا ..

3*وما الذي دفق لك كل تلك الأحاسيس الادبية لتغلل بك فتثمر على كل هيئة ممكنه من الجنسيات الادبية؟
سأصدقك ياشوق لعله الحب.. طفلة في مقتبل الوقت ، ترتدي ظلي ، تشاطرني كرسي أرجوحة الدلال القروية التي صنعها لي أبي بعرقه وبمعاونة سيدتي النخلة .. يااه ياشوق كنت صغيرا جدا جدا حين احتجبت عني ونحن في الثالثة عشرة .. كان البيتان متلاصقين ، ولم يكن هناك متسعا إلا للقاء الظلال :


( الشعر ما حاك في نفسك وحرصت أن يطلع الناس عليه .. !!
الظلال شجر من النساء !
كنتَ طويلا جدا حين شق هامتك جارنا الأعرج
بفأسه .. بينما كنت استرق الظل من جدار بيتنا..!
كنتَ وظلها ..ظلان تلتقيان جهارا ..!
بينما نتخفى عن عينه ..!
كان يضربك بغل ياصغيري .. وكنتَ تحتمل ..!
لعلك تتذكر كيف تعانقتما ذات صباح
في الممر الذي يفصل بين بيتينا ..!
كنت شقيا جدا حينها ..
أخذت تدفعها باتجاه الجدار
حتى اختلطتما واستوى الحب على الجودي
حينها فقط صدقت أن بإمكانك التمرد علي ..
أين أنت ياصغيري ..
كلما حدثتك استدرت ؟!!


***
( كأنَّ طفلا بات يهذي قبل أن ينام ... )
أمَّاهُ حينما نحبْ ..
يكونُ للتاريخِ كنهُهُ
وللعيونِ لونُها ..وللسكونِ قلبْ ..!
حين التقيتُ بالتي أحبْ
تساقطتْ من غيمةِ الشجونِ قطرتانْ .!
تعطَّر المكانُ بالمكانْ
وحوَّمتْ فراشةٌ بريَّةُ الجناحْ ..
تقبِّلُ الصباحْ ..!
حين التقيتُ بالتي أحب يا أماهُ زارني الزمانْ ..!
أمَّاهُ حينما نحبْ ..
سنسألُ النجومَ عن شقائق القمرْ
وحينما نحبُّ يا أماه ننتظرْ ..
لاشيءَ يا أماه غير الحبِّ يستطيع أن يحيلَنا انتظارْ ..!
لاشيء غير الحبِّ يستطيع أن يصنفَ الزمانَ
بين الليلِ والنهارْ ..!
أمَّاهُ حينما نحبْ ..!
يكون للفَراشِ آهةٌ
وللنجومِ دمعةٌ وللفراغِ بابْ ..!
لاشيء غير الحبِّ يا أماه يحملُ السحابْ ..!
النجمةُ التي تحب لاتنامْ ..
والدمعةُ التي تحبُّ تحملُ السلامْ
الحب مولدُ الحياةِ يا أماهُ وارتعاشةُ الكلامْ ..!
اليومَ حينما التقيتُ من أحبْ ..
شعرتُ يا أماه بالطريِق تشتهي ..
حتى النهارُ قبل أن يجيءَ ينتهي
شعرتُ أنني أعودُ من جديدْ
معقَّما
مطهَّرًا
من الوريدِ للوريدْ
الحب يا أماه صرخةُ الميلادِ .. وارتعاشة الوليد.!
أمَّاهُ ما الخبر ..؟
أراكِ تصمتينَ بينما أطيلُ بالكلامْ ..!
أكلما نحب ؟!
نحسُّ بالحياةِ وحدنا
ونعلكُ الحنينَ وحدنا
أكلما نحب ؟ !
نحدِّثُ الخيالَ عن جنوننا
ونزرع المكانَ في عيوننا
ونعشقُ السهرْ ..!!
أماه ما الخبرْ ؟!!
( لاشيءَ يا بنيّ ...
سأنتظرْ
فقط عليَّ أن أظلَّ أنتظرْ ..!!!!
علي أن أجيدَ الاستماعَ والسكونَ والسلامْ ..
فالطفلُ عادة لابدَّ ما يهذي قبيلَ أن ينامْ .! )


هكذا يا شوق انا وظلي .. كل واحد فينا غريب كأنه أنا ...

4*وكم أصبع كنت تبلغ حينما مارست حقوق طبع المشاعر على الورق؟

( لعلها ثلاثة رابعهم قلبهم ) :)
5*ولأي من الاجناس الأدبية تنتمي؟

لا أستطيع أن أكون إلا شاعرا حينما أكون شيئا .. أكتب المقالة المنتظمة ، وجربت الرواية .. لكنني لست إلا شاعرا .. إن كنت يوما شيئا ما ..

6 *بعض كتاباتك نزارية الحب والسياسة رغم ذلك هنالك دمغة روحية وتفرد مختلف تماما..فكيف لك
أن تفسر ذلك؟


كنتُ أردد دائما على أن مدرسة نزار قباني هي المدرسة الورطة التي لايتخرّج منها شاعرا إلا مقلّدا له .. ربما بسبب محدودية معجمه اللغوي وخصوصيته من ناحية .. وربما لاعتماده دائما على لغة الجسد حتى في نصوصه السياسية مثلا .. إذ تكثر كثيرا فيها المفردات الحسية للجسد سواء كمصطلحات أو صفات ، ولأنني ككثيرين غيري أخاف كثيرا من تلك الورطة .. عشتُ دائما معجبا بمنهجه .. ومنوّعا في قراءاتي .. لكنني بصدق .. إن كنتُ أنتمي لأحدٍ في فلسفة الحب فأرى أن انتمائي لدرويش أقرب كثيرا من نزار .. وهذا مابدا لك مختلفا نسبيا .

7*هل ترى أن للإبداع حدوداً ..أي مجرد ضبط لحرية الكلمات حتى لا تتجاوز الخطوط الدينية أو الاجتماعية؟

ياشوق .. هامش الحرية فعل تلقائي ، الحرية لاتُغتَصب ، ولاتبني مملكتها على أنقاض أخرى .. إنها هكذا ركام إنساني خاص جدا لايؤطرها إلا صاحبها وإن لم يفعل فقد فقد حريته ..

8*كتابة الالوان على اللوحات كانت موهبة ربانية منّ عليك بها الخالق فلما أغلفت عن هذا الجانب
وانت تعلم ان كساد الموهبة بعدم الممارسة.. هل غنت الكتابة الحبرية إبراهيم عن الفن التعبيري ؟



ضحكت لسؤالك هنا ياشوق .. وسأسرد لك قصة طريفة حدثت لي قبل فترة قصيرة .. حين جاءت لي طفلتي وفاء بكراسة رسم .. وطلبت مني أن أرسم لها بيتًا يشبه بيت ( جدتها ) التي تحبها كثيرا .. أخذت الكراسة لكنني لم أرسم بل بدأت أتأنق بالخط وأكتب :


(حينما كان لي منزلٌ من ورق..
كان للصبح مقصورةٌ فوق عينيَّ..
للنوم متكأٌ فوق جفن الأرق..
لم يكن فيه غير الكتاباتِ..
غير الحروف التي تتدلَّى
عناقيد عشقٍ نَزِق..!
كان للحرفِ في ذلك المنزلِ الغضِّ صوتٌ
وللشعر بحرٌ
تعلَّمت فيه السباحةَ حتى الغرق..!
حينما كان لي منزلٌ من ورقْ
عشتُ أجهلُ
كيف يكونُ النفاقُ انشطاراً
وكيف يكون الكلامُ انكساراً
وكيف تكون الدقائق مشبوهة بالقلق!
عشتُ..
أخطئ حين أفرِّق بين الشروقِ وبين الشفقْ..!
كان في منزلي ذاك.. قنديل جدي
وسيف أبي..
كان جدي كما يشتهي الضوءُ سيرتَهُ
حين ينقدُّ ثوبُ الإباءِ أبيّ
وكان أبي يشعلُ الضوءَ كل مساءٍ
لكي يستضيءَ به كوكبي
كان في منزلي ذاكَ
مليون قيسٍ
ومليون ليلى
ومليون عشقٍ صبي..َ
كنتُ أشْتمُّ رائحةَ الشِّعرٍ فوقَ النوافذِ
تنثالُ من ألفِ عامْ
كان بالصمتِ يحلو الكلام..!
وبالشعرِ ترجعُ كلُّ المدائن
تصهلُ كل الخيولِ التي
ركبتْها البطولاتُ من آخر الأرضِ
حتى أقاصي الشآمْ..!

كان في منزلي ذاكَ
يا طفلتي شرفةٌ لا تنامُ..!
وكنتُ بها الحلمَ والفجرَ
والنوم فوق سكونِ الظلامْ..!
كان في منزلي ذاك يا طفلتي
سحنةٌ غير هذي التي تتراءى لعينيكِ
كان المساءُ به ذاهلاً لم يُفقْ..!
حينما كان لي منزلاً من ورق...ْ

( يا أبي يا أبي ارسم الآن.. إذْ ذاك ما كانَ..
( أفرطتَ
أفرطتَ بالضوء حتى احترق..!! )



9*الشعر النثر بدأ بالتسرب إلى الكثير من الشعراء..فهل لك أن تصرح لنا عن بعض النماذج الجيده لكتاب هذا النوع من الأدب؟ وماهي معاير كتابة القصيدة النثرية؟

اقتربت الأجناس الأدبية كثيرا من بعضها .. ولعلني سأتحدث اليوم في الندوة التلفزيونية عن أثر الانترنت تحديدًا في تقارب الأجناس الأدبية وتشابكها بشكل عام .. لكن المقياس الحقيقي لديَّ كمتذوق وليس كمنظّر .. يعتمد على قدرة (( قصيدة النثر ) على إلغاء ذاكرتي الموسيقية والاحتفال المطلق باللغة المشحونة بالشعر بمعزل عن الموسيقى ..
وبصدق كل شاعر أو ناثر قادر على ذلك مميزا بالنسبة لدي .. وعلى سبيل الذكر لا الحصر تدهشني كثيرا الشاعرة الكويتية بثينة العيسى في هذا ..

منحك الواهب عز وجل دم شاعر نقي ..فحين نقرأ إبراهيم نحس بتبادل روحي غريب ..نشعر بلسعة الكلمات دون الحاجة لوجود مجهر للتنقية.
10*فكيف كان امتنانك للخالق عز وجل؟
11*وهل لك كتابات روحية بحتة فقط للرب؟ وان كان لقلمك نصيب بذلك أود لو تضع نص روحي هنا؟


ليس هناك نص مجرّد ياشوق .. لكن في العمل السردي ثلاثة رابعهم قلبهم ..هناك بعد قرآني وروحاني في جدال الهواجس بصورة كبيرة جدا كما أشار بهذا أحد النقاد الذين أطلعتهم على العمل في طبعته الأولية .

ياشوق .. والله إنَّ أخاكِ سعيد جدا بحضوركِ هنا ..






إبراهيم الوافي 25-11-2005 10:09

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المهرة



مازلت متابعة / وحريصة كل الحرص / على التزود من زاد الثقافة والادب

وهذا ماجعلني اعود مرة آخرى





بدأ البحث في الاونة الاخيرة عن طريق منظمة ( اليونسكو) بما يختص
بالتعليم أو بناء ثقافة أو بناء مجتمع ثقافي / عن طريق الملتقيات التي تقام
على هذا الاساس والتي كان اخرها في هذا اليوم

والذي نوقش فيه فكرة ( كتاب في جريدة ) 00

كخطوة جديدة غير مسبوقة 00


_ الى اي مدى ترى تطبيق هذه الفكرة وتعاون المؤوسسات الاعلامية
مع ذلك خصوصاً وانك احد الكتاب في هذا المجال على مدار
السنوات التي قضيتها في هذا العالم ( عالم الصحافة )



كل الشكر / والتقدير والاحترام
على كل ماكتب اعلاه / من قلم لايأتي
إلا بماهو مميز / في ساحة الادب والفكر


دمت بخير
اختك/ المهرة

صباحك خير أيتها الفاضلة ...
بالفعل .. فكرة كتاب في جريدة فكرة رائدة جدا .. تمثلها لدينا صحيفة الرياض السعودية ومنذ حوالي عامين أو أكثر .. فمع بداية كل شهر ميلادي .. تصدر الجريدة ملحق صحفي على شكل كتاب .. واختص به القسم الثقافي بالصحيفة وصدر خلاله عدة إصدارات لمجموعة كبيرة من الأدباء من أمثال السياب والبياتي وعبد الصبور ونازك الملائكة وغيرهم كثيرون على مدى عامين .. قبل شهرين تقريبا .. توقفت الفكرة في الصحيفة بسبب إشكالات في المنظمة نفسها حول هذا الأمر ، سرعان ما احتواها المسؤولون في الصحيفة وعاودت إصدارها .. وبالفعل مع إطلالة الأربعاء الأول من كل شهر ميلادي ستجدين أختي الفاضلة ملحقا ورقيا على شكل مجلة بصفحات تحتوي على مجموعة إبداعية لأحد أدبائنا العرب المعاصرين وهي حتما فكرة رائعة من شأنها تسهيل إشاعة الكتاب عند أكبر عدد من القراء جرّاء التعاطي القرائي للصحيفة ، وعلى الرغم من أن شهادتي بصحيفة الرياض مجروحة بشكل عام بسبب انتمائي إليها منذ البدء .. إلا أن القسم الثقافي بها يقوم بدور تنويري كبير ليس فقط فيما يختص بتطبيق هذه الفكرة .. بل كذلك من خلال إصدار ( كتاب الرياض ) وهي سلسلة كتب فصلية بلغت الآن الثمانينات في أعدادها وتضم في صفحاتها أطروحات ثقافية غاية في الأهمية ...

أيتها الأصيلة .. حضورك ثري دائما .. فبارك الله لك بوعيك وثقافتك ..



حسن آل مسفر 26-11-2005 20:11

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
استاذي العزيز ابراهيم الوافي

اعود اليك ايها النقي وانا كلي لهفة الى نقائك

لازال الحوار مع المطر مستمراً

ولازال صندوق بريدي يخجلني معك

اسمح لي قبل ان احضر الرسالة أن أبين لك وجهة نظري ومصدر استفزازي الذي ذكرته في ردي السابق

قال استاذي العزيز صاحب الاسئلة السابقة وصاحب مداخلة اليوم " ان ازمة حرب الكويت كانت نقلة للشعر الشعبي وتم دعمها بشكل او بأخر واصبحت الساحة مليئةٌ بالشعراء في هذا المجال حتى انك اصبحت تحسب كل مواطن شاعر شعبي " وكلامه هذا كان هو مصدر الاستفزاز بالنسبة لي ولعلك فهمت مقصدي ياصديقي العزيز

والان اسمح لي يا صديقي العزيز ان احضر لك مداخلته الثانية كما هي بدون زيادة او نقص من باب امانة النقل :)

........
اقتباس

"فالشاعر سعد الحميدين من الرواد الذين فتحوا قلوبهم ومنابرهم لأبنائهم .. ولن أكون وأقراني أولهم حينما لم يكن شيخنا الصغير سلطان القحطاني آخرهم .. وحسبي أن أضيف أن الشاعر سلطان القحطاني حصل على المركز الثالث في جائزة الشعر العربي لعام 2001م وهوطالب في المرحلة الثانوية .. وبالطبع بدعم وترشيح الصديق سعد الحميدين وأنا أعلم يقينا أنه حينها لم تكن تربطه بسلطان أدنى علاقة أو أدنى معرفة .."

يا إبراهيم أصلحك الله ورعاك ، أنت إنسان طيب وشاعر مثقل بحمولة الأجرين ، ولذا تستفز من مقولة ( رياض الحميدين ) ، ولم يكن صلب الحديث حول هذه الإشكالية 00
كان الحديث حول تجربتكم الذاتية ، وجميل منكم هذا التواضع ، بس أنت في الأساس مبدع ، ومعنى بتشكل التجربة فما بالك ، والتجربة ذاتية 00
وبالنسبة لـ ( رياض سعد ) وأمجاده الهائلة التي منها استحقاق الشاعر الشاب سلطان القحطاني الذي ينشر قصائده بالرياض كل خميس فهذا شيء طبيعي ، والأسباب كثيرة منها حقه الطبيعي كشاعر لأبد من أن يقدمه أحد قبل صوته ، وهناك تواصل شبابي خليجي عبر رعاية الشباب ، كان هو القنطرة التي عبر منها أغلب المبدعين، ولكن لماذا لم نرى على سبيل المثال تغطية لفوز المبدع الكبير محمد الثبيتي بجائزة عربية في تواجد كبار الشعراء العرب ، فما بالك وسعد وحده ( عراب ) المرحلة ، وسؤالي يا صديقي ــ إذا تكرمت علي ــ وكنت تملك الجواب لماذا لا نرى نصوصا ودراسات للحركة الشعرية في بلادنا بهذا الملحق ، لمن لم يخرجوا من عباءة سعد ، ومن يختلفون معه ومع ملحقه ، وقد حوله إلى وقف خاص ، فلا باس أن يكون هناك جيل شعري لا يقلق المنام 0
وأخيرا تحضرني أشياء كثيرة ، ولك تحياتي أيها الصديق الذي أتشرف بصداقته0

.........
انتهت مداخلة الضيف البريدي


تقبل خالص مودتي

خربوش ابوخطمه 27-11-2005 02:56

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
الادب والعقل والراي السديد = فيك يابراهيم جت متجمعه
كل مانقرا حروفك نستفيد = في زمان الفلسفه والمعمعه

القلم الفذ والاستاذ الاديب / ابراهيم الوافي.................حفظه الله
باديء ذي بدء يشهد الله اني احترم شخصك الكريم واتابع مايخطه يراعك الذي يندر ان تنجب الساحه الادبيه قلما يحاذيه بدون اي مبالغه او مجامله.
عزيزي الغالي ثق تمام الثقه بانني لو اطلق العنان لما يجول في خاطري تجاهك لما كفاني هذا المتصفح بتاتاً.
اخي الاكبر ابراهيم اسمح لي تطفلي ببعض الاسئله اتمنى ان تجد القبول من شخصك الكريم:

س1/ماذا تعني لك الحداثة؟

س2/أيهما يخلق الأخر .. الأديب يخلق الأدب ام الادب هو من يخلق الاديب؟

س3/هل تعتقد أن للشعر أمير وللأدب عميد أم أنه لكل شاعر ولكل أديب عالمه الخاص به وهل تؤمن بالغموض المبهم في السياق الشعري ؟وكيف تفهم رسالة هذا النوع من الشعر؟

س4/ما الذي يتولد لديك عند ذكر هذه الأسماء:
فدوى طوقان.
عبدالباري عطوان.
الاستاذ/تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض.
المخرج العالمي /مصطفى العقاد رحمه الله.
ميخائيل نعيمه.
عبدالرحمن الابنودي.
هاني الظاهري.

واخيراً وليس اخراً تقبل مني كل الود والتقدير.

إبراهيم الوافي 27-11-2005 14:07

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه




الشاعر / الأديب إبراهيم الوافي ..
أجمل الحوارات تلك التي تتوالد أسئلتها نتيجة ثراء الضيف واتساع أفقه ... وربما هذا مادعاني للعودة مجددا لأشيد برقيِّ ضيفنا واتساع أفقه .. وفي الوقت ذاته أقف متسائلة :
إذا كنا نعلم يقينا اتساع أفق ( الشجن ) عند شاعرنا الوافي ..مما نتج عنه تلك القصائد والرسائل والمقطوعات الرائعة والمؤثرة في مسيرتنا الأدبية المعاصرة ، فلنا أن نتساءل عن الجوانب المعرفية الأخرى التي تجاوزت الشعر ..لثراء ثقافي .. في الوقت الذي يكتب الوافي بكثافة نادرة ..
من أين لك كل هذا يا إبراهيم ( ماشاء الله تبارك الله )؟
وكيف جمعت بين الكتابة الأدبية والقراءات المتعددة التي عكستها لنا ثقافتك العالية عبر هذا الحوار .. ؟


جزيل الشكر للوافي إبراهيم ..



أيتها الفاضلة ..
هنا فراشة تحمل بجناحيها الضوء ... ثم ترحل في غياهبه ألقا خرافيا وزمنا كشريعة الصمت ...
سأنثال هنا .. هكذا بلا توقف .. بلا نميمة .. بحزن يثقب برودة هذا الصباح ..ويرسم على جدران الغرفة خرافة شاعر حزين :
دائما أيتها النبيلة أرى أن التفاصيل الصغيرة أشبه بصوت الثواني في مساءات الوحدة والصمت والإصغاء لدبيب الليل على ذاكرة يسكن الشعر فيها منذ عصر القلوب المثقوبة بالسهام الطفولية ..!
تعرفين ياسيدة البياض .. أن التدوين العربي لم يبدأ إلا في العصر العباسي أي أنه جاء بعد مايقارب أربعة قرون من ظهور الإسلام ، وعلى اعتبار أن الشعر العربي الناضج ظهر قبل ظهور الإسلام بما يقارب مئتي عام .. أو يزيد إذ من المعروف أن معلقة امرئ القيس .. هي أول ماجاء من الشعر .. بل إن امرئ القيس ذاته أشار في أحد أبياته إلى وجود شعراء قبله حين قال :
عوجا على الطلل المحيل لعلنا
نبكي الديار كما بكى ابن حذام
من كل هذا أيتها الفاضلة يتبين لنا أن الشعر حمل على عاتقه مؤونة التاريخ والأحداث والمواقف والثقافة العربية العامة وامتدَّ دوره هذا حتى بعد توطين ثقافة التدوين وانتشار فنّ الوراقة .. بل إن الوراقة ذاتها ظلّت فنا ممقوتا اعتدادًا بالذاكرة الشفوية ، وهذا ماجعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول مقولته الخالدة : ( الشعر ديوان العرب .. )وعليه فإن الإلمام به إلمام بثقافات متنوعة وعديدة جدا ولعل كثافة قراءاتي الشعرية عكست لك مارآه نبلك فيّ من ثقافات مختلفة ..
لاحرمني الله حسن ظنّ الأنقياء بي أيتها النبيلة ..

إبراهيم الوافي 27-11-2005 21:42

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الجازي
.



مايحمله فكر الوافي من النتاج الأدبي والشعري ما يعطى قلمه هيبة الشيخ الأديب ..
ولـ هذا كان السؤال ..

تحية طيبة ..
.


تتوالد الظلال من أجنحة العصافير أيتها الفاضلة
هكذا تمطر السماء شعرا كلما مرت غيوم الأنقياء على مساحة تظللني ، ضوءا غريبا في مدينة مأهولة بالأخوة النبلاء ...
سأشكر الزمن كثيرا حين جاء بي إليكم ..


جمعية الثقافه والفنون المعنيه أنها مؤسسة فكرية ثقافية تعنى بالأدب والثقافة والتراث في بلادنا
تهتم بـ إقامة معارض فنيه تقام على مدار العام على حساب خدمة الشعراء والشاعرات في أمسيات تنشّط من عمل الجمعية في هذا المجال .. وأحتواء المتميزين في المنتديات والنوادي الأدبيه من ناحيه .. وفي نفس الوقت تساعد على أبراز وتقديم هؤلاء الشعراء إلى الأعلام وللجمهور .. بالدعاية والإعلان لها ولهم ..
خاصة أن الأندية الأدبية التي تحتفظ بـ مطبوعات الأدباء والشعراءفي خزائنها لا تخرج منها للقارىء إلا اليسير على هيئة إهداءات للخاصة فقط فلا هي منحتها للجميع ولا هي أرسلتها للمكتبات للبيع.حتى يستطيع المثقفون شراءها وكأنهم بذلك يحققون مقولة الشعراء يولدون بعد موتهم
الاّ ترى أن هذا دور جمعية الثقافة والفنون وأنها مقصّرة جدا في هذا المجال .. ؟
وماذا ينقصنا لـ نقدم مهرجان كل سنة ونخصصه للشعراء أسوة بمهرجان هلا فبراير .. ؟


أيتها النبيلة .. جمعيات الثقافة والفنون تبذل جهودًا ( معقولة ) بحسب تعدد نشاطاتها .. لكن الأندية الأدبية بميزانياتها الضخمة جدا لاأشكُّ أبدًا في تقصيرها نتيجة معاناتها الكبيرة من الترهّل الإداري الذي امتدَّ لأكثر من عقدين من الزمن وفي كل الأحوال أعتقد أننا لانحتاج أكثر من الالتحام والاتحاد بيننا كجيل لخلق واقع ثقافي مليء بالطموحات والآمال بصورة عامة ولعل على رأسها تبني مهرجان ثقافي مهم أو على الأقل إحياء مهرجان ثقافي تراثي عريق مثل سوق عكاظ الذي كان أول ملتقى أدبي عربي في التاريخ.. والحقيقة يدهشني إغفال مثل هذا الأمر حين يكون بأبعاد تاريخية عريقة .. وحين تكون المملكة العربية السعودية هي الأرض التي انبعث منها نور الحضارة الإسلامية على مر التاريخ ...

شكرا لطرحك الهادف أيتها الرائعة


إبراهيم الوافي 28-11-2005 09:37

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله البـكـر
.





يا سلام !


مقابله راقيه الى ما لا نهاية !
مازلت أتابع بكل متعة ..


تحية لائقة بهكذا أدب !


.


أوووووه ياعبد الله ..
لا يبتعد من كان له مثل قلبي إلا قريبًا ممّن له مثل قلبك...!
ثق بهذا ياصديقي ..
إنما هي عقارب الساعة تأخذني بدورتها .. وحين يجتاحني الدوار ..لن أجد
غير أذرعة الأنقياء لأتساقط فيها يتيما تذروه الأحزان .. !

شكرا لأنك معنا


إبراهيم الوافي 28-11-2005 12:27

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راكان الشعلان
عدنا من جديد وفي جعبتي الكثير من الأسئله :)

راكان ياصديقي ..
أصدقك القول .. لم أكن بحاجة هذا الصباح لأكثر من أن ألتقيك هنا .. ربما لأن السماء مسافرة بي إلى خيار الرحيل في الغد .. والرحيل دائما خيار المواسم والعصافير لاخيار العاشقين ..
هكذا سأقول دائما إن المرأة التي لاتدافع عن صغار أحلامها لا تكفيها قصائد الشعراء العشاق الذين لا يتبعهم الغاوون ولا ينتصرون بعدما ظُلموا ...!
لا عليك فقط اعذرني .. فقدرك هذا الصباح أن تصغي لوجعي ..
تعرف ياراكان ؟!
غانية هي الساعات الأولى من الوجع .. ترقص على أنغام الناي المسافر بالماء ، والمختبئ في غابات القصب .. غانية ياصديقي ..كأنها تميمة في رقبة طفل بدوي كلما حاول نزعها نذرته أمه للموت ..!!
ياه انشغلتُ بك عنك وبي عني .. ها أنا بين يديك ياصديقي .. !


لو سألنا ابراهيم الوافي
كما هو معروف عن الشاعر العشماوي على حرصه على تراثنا الأدبي العربي والإسلامي سليماً من أي تشويه أوتغريب , ولكنه في المقابل يعيب عليه النقاد جريه الحثيث وراء المادةبحيث لا يحضر لمقابلة أو لأمسية شعرية إلا بمقابل مادي وهذا التصرف بعيد كل البعد عن الأديب الحقيقي الذي يقدم أدبه وفنه للأجيال , وما دام أنه يصنف نفسه انه صاحب قضية وطنيه وعربيه فكان يفترض منه تكريس مفهوم رسالته بأية طريقة كانت إلا أن يغتصب أذن المتلقي بحفنة دراهم
كما يقال عن الشاعر فهد عافت أنه لايقبل أي مقابلة صحفيه له الاّ بمقابل مادي قدره خمسة الآف ريال
مارأي إبراهيم الوافي في هذا المبدأ من أي شاعر ؟


بعيدًا عن الأسماء حينما تكون القضية أكبر منها .. لاأعرف يوما غاية من الشعر إلا الشعر .. حتى فن المديح بغرض التكسب في التراث العربي إنما اعتمد في الأصل على الصدق الفني في المديح .. أي أن الغاية كانت أيُّ الشعراء أجود مديحًا لينال المكافأة العظمى .. لدرجة أن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك مقت الشاعر جرير كثيرا حين قال :
أغثني يافداكَ أبي وأمي
بسيبٍ منك إنّك ذو امتياحِ

سأشكر إن رددتَ عليَّ ريشي
وأنبتَّ القوادمَ من جناحي

على الرغم من أن هذه القصيدة ذاتها اشتملت على أجمل بيت في المديح كما يرى العرب القدامى وهو :
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطونَ راحِ

هذا نموذج حي لمقت أجدادنا عملية الانصراف عن الشعر للمادة على الرغم من أن الشعر يبدو فيه موظفا لجمع المادة ومصرِّحًا به ، فما بالكَ بالأمسيات التي يلتقي فيها الشاعر بجمهوره .. أعلم يقينا أن الجهات الداعية تقدم مكافآت مالية للشعراء .. وعني لم أقم أمسية شعرية يوما ولم تقدم لي بعدها مكافأة مالية .. لكنني حتما لاأستهدفها ولاأشترطها .. وبصدق يدهشني مبدأ الاشتراط .. , ومن هنا تحديدا أرى مبدأ الاشتراط سلوكًا خاصّا وليس سنّة للشعراء قابلة للتطبيق ، ولايمكن أن نحاكم الشعراء جميعهم تبعا لسلوك خاص بنماذج منهم مهما بلغت شاعريتهم ...!


ماهي اهم محطات رحلتك الأدبية ؟

تعرف ياراكان ... المحطّات الأدبية تشبه الألوان كثيرا .. ليس هناك سيد لها ، حتى لو كان ( البياض ) الذي يتوشحه النقاء في مجالس الوصف ، فالنجوم التي يريحها النهار من نقر العيون ستلعن الشمس إن لم تغب في آخره ، لاأذيب الروح للخلود حينما أحول الوجع ( الصلب ) إلى بوح سائل وحين نكون جميعنا القرَّاء والكتَّاب معًا ، فالكتابة أداة لاتخلق روح الكاتب حين تميّزه لكنها ستصدقه حين يصادقها ويصدق بها ... هكذا وفي جميع محطّاتي لاأرى الكتابة وعظًا كي أوجهها ، ولا أرى في كشف الحزن أو الوجيعة أو الخيانة أو الخطيئة خيانة لإبراهيم وإفشاءً لسرّه ، ولهذا وقعت غالبا في جميع مراحلي الأدبية بعيدًا عن الوسطيّة فإما محب لي وإما كاره لإبراهيم ، وإن كان الحب أعمّ وأشمل وأكثر وضوحًا وهذه نعمة من الله ...
ومع هذا عليَّ أن أقول أنه ومنذ أربعة أعوام تقريبا ، ومع تفرغ نسبي للكتابة نمت علاقة وثيقة جدا بيني وبينها صرنا لانهتم كثيرا بغيرنا ، تصادمت كثيرا مع هذا العصر وعلى كل المستويات ومع أقرب الأقربين أحيانا حتى وصفت بالحالم المتناقض مع واقعه ، يجوع فيبدو مترفًا ، ويغفوفيبدو منهكًا ، اعتزلتُ الناس تقريبا على المستوى الواقعي ، وأنعم الله علي بأصدقاء كثر كثر ، ولهذا وبصدق شعرت دائما أنني لست وحدي من يكتب ولست وحدي من يفكر وحتى حينما أحزن ، لابد أن أجد من يحزن معي ليؤكد لي أنه خلل عام وليس خاص بنفسيتي ..!
لا أعرف ياراكان كان الحرف ( قاربًا ) مخمليّا أطلقته يد الريح فتأرجح بين النجاة والمغامرة .. لاشيء في ندوب السقف إلا بثور الوجوه الحانقة .. ولم تعد هذه ( الثريا ) المعلقة في سقف غرفة الشعر إلا عذقا غادرته العصافير فانهالت عليه حجارة الصبية العابثين ..
فجأة .. افتتحت مدينة النور في عيني .. لم أرَ وجهي كما يريدونه .. تململت .. نظرت إلى مرآتي ..
لم يبدُ لي إلا نصف وجهي ..فقد غرق نصفه الآخر في قاربي المخملي .. تناولت ( قلمي ) الذي أطلقت عليه يوما مسمى ( سيجارة الشعر ) .. واحترقت بها على سطورالجرح ..!!

حدثنا عن ميولك الرياضيه :) ولماذا ؟

أنا أهلاوي الفطرة هلالي المنطق ... ;)
أهلاوي بفطرة الشعر على اعتبار أن الأهلي قصيدة الكرة السعودية من وجهة نظري الخاصة جدا ، وهلالي بمنطق الرياضة على اعتبار أن المنطق الرياضي في المملكة يجعلنا دائما نردد : ( اتركوا التعصب وشجعوا الهلال ) :)

هل الانترنت تساعد على ابراز الشاعر اكثر من المجلات والجرائد؟

سأتحدّث هنا عن تجربتي الخاصة ياراكان ولعل فيها .. مايشتمل على إجابة شاملة على سؤالك فالانفتاح على الشبكة لم يتجاوز حتى في بداياته التي استمرت ضئيلة ومتقطعة سبع سنوات في حين أن إصداري للمجموعة الشعرية الثانية كان في عام 97م ، وتواجدي في الصحافة سبق هذا التاريخ بكثير بل حتى تناول تجربتي الشعرية من قبل بعض النقاد جاء قبل 9 سنوات أو يزيد ،هذا على مستوى الشعر أما على مستوى الكتابة المقالية فأنا أحرر زاوية أسبوعية منذ حوالي سبع سنوات مما يعني أنني جئت للشبكة ذات الطابع الافتراضي من ساحة الواقع ، وليس العكس .. على أنني أدين لهذه الشبكة بالكثير الكثير من الانتشار والأصدقاء والعلاقات المتنوعة والتي اختصرت كثيرا المسافة الزمنية بيني وبين مجموعة من القراء بعضهم أو جلهم كان الذي بيني وبينهم تواصل نصي بحت ، وذلك بسبب الطبيعة التفاعلية للشبكة ، هذا على المستوى الخاص أما على مستوى أدب الشبكة ، فهذا حقيقة مبحث رائع أتوق لأن أتناوله يوما ، وأتوق أكثر لأن يتناوله من هو أقدر مني على إنجازه من النقاد المختصين ، إذ يلاحظ عليه تماهيه بصورة مذهلة مع طبيعة الأفق الالكتروني ، فغاب بالتالي التصنيف المتوارث للنصوص الإبداعية وظهرت تلك النصوص غير المنتمية المتماهية مع حرية هذا الأفق وعدم تأطيره ، إضافة إلى انعكاس الطبيعة التفاعلية للشبكة على المكتوب ، وهو كما قلت مبحث ضخم وأثق كثيرا أن هناك من يشغله ويرصده ، وسيظهر هذا المبحث قريبا جدا ...!

لمن تقرأ من كتاب ومشاركات في موقع شعبيات وبصراحه من لفت نظرك وخاصة ممن يجيدون شعر التفعيله ؟

الحقيقة أن موقع شعبيات يضم نخبة متميزة جدا من شعراء العمودي والتفعيلة وأنا أقرأ كثيرا للشعراء المتواجدين في باب دواوين الشعراء وجلهم من المتميزين حقا .. والذكر هنا حتما سيغفل بعض الأصدقاء المهمين في تجاربهم حين نكون جميعنا عرضة للنسيان .. لكن بشكل عام ثمة نخبة مميزة هنا أستمتع جدا بقراءتهم

بيت من الشعر تردده دائما ؟

لعلها قصيدة أستعذب دائما ترديدها .. وليست بيتا ياراكان وهي :

مخاوفْ .. والشفق واقف
على باب المسا بوّاب ..!
دموع الليلْ ..
فالمنديلْ ..
كُحْل جْنُونها فيني
أنا ويني ؟!
تركتَ الشمس تنفيني ..
ورا صوتي ..!
وفي موتي ..!
عزا .. واصحابْ مايدرون منهو ماتْ ..!
وَعَدْنا فاتْ
باقي فآخر الساعة دقايق كبْتْ
وبكرة السبتْ ..
دوام الجامعة .. والشارع الكذّابْ ..!


لكــ التحيه والأحترام
ولك مني قلب بحجم محبتك .. وببياض روحك ياصديقي النبيل



إبراهيم الوافي 30-11-2005 14:18

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة حسن آل مسفر
استاذي العزيز ابراهيم الوافي

إذا تكرمت علي ــ وكنت تملك الجواب لماذا لا نرى نصوصا ودراسات للحركة الشعرية في بلادنا بهذا الملحق ، لمن لم يخرجوا من عباءة سعد ، ومن يختلفون معه ومع ملحقه ، وقد حوله إلى وقف خاص ، فلا باس أن يكون هناك جيل شعري لا يقلق المنام 0
وأخيرا تحضرني أشياء كثيرة ، ولك تحياتي أيها الصديق الذي أتشرف بصداقته0

.........
انتهت مداخلة الضيف البريدي


تقبل خالص مودتي




صباحك نبيلٌ ياحسن ...
لاأعرف ياصديقي الجميل .. مالذي يرمي إليه صديقك البريدي هذا ؟!
ملحق ..كملحق ثقافة الرياض وقد لمست بصدق أهميته المنبرية في صحيفة هي الأقدر على النفاذ بصوتنا من خلال وجود مراكز لطباعتها في أكثر من مدينة عربية كدمشق وبيروت والقاهرة على سبيل المثال لاالحصر ، ومن خلال تمثيلها لصحف الوطن في إصدار كتاب في جريدة بالتعاون مع منظمة اليونسكو .. ومثل .. ومثل .. لايمكن أن يقاس نشاطها بحقبة زمنية آنية قد لاتتوفر له فيها مايمكن إضافته للساحة الأدبية العامة ..
أعلم يقينا أن فوز الشاعر محمد الثبيتي بجائزة البابطين .. وبالمناسبة ( الثبيتي من أعز وأرقى أصدقائي ) بل إنه صوتنا الذي نراهن عليه مطلقا .. أقول أعلم أن فوزه بالجائزة تم تغطيته بصحيفة الرياض وبصورة رائعة .. فضلا من أن ملحق صحيفة الرياض وعبر تاريخ طويل تحت إشراف الصديق الشاعر سعد الحميدين تبني إضاءات التجديد منذ بداياتها وبأقران الحميدين .. أو لنقل منافسيه بلغة صديقك البريدي هذا وأعني بهم علي الدميني ومحمد العلي أولا ومن ثم محمد عبيد الحربي وعبد الله الصيخان ومحمد الثبيتي .. وتعاقبت الأجيال فيما بعدهم ..
والصديق سعد الحميدين يشرف على هذا الملحق منذ أكثر من عقدين من الزمن وهو تاريخ التجديد في بلادنا تقريبا..
ولعل نظرة تاريخية للملحق في الأعوام من 92 حتى 97 م تؤكد كل هذه الأبعاد حينما تقاس المنابر الصحفية بالأثر التاريخي لابالسمعة الآنية وتناقل الأخبار المعلبة والمغرضة .. في تلك الأعوام الخمسة خصص الملحق الثقافي بصحيفة الرياض ـ وتحت إشراف الصديق الشاعر سعد الحميدين ـ مالايقل عن نصف صفحة أسبوعية لدراسات مضيئة في الشعر السعودي الحديث جمعت كل الشعراء الذين تحت عباءة الحميدين أو فوقها .. أو حتى من حاولوا كثيرا تمزيقها بأظافرهم وأسنانهم ، واستكتب الملحق فيها نقادًا متميزين في الداخل والخارج كالغذامي والحازمي والمعيقل وعلوي الهاشمي وغيرهم كثير .. وجمعت كلها في إصدارات متسلسلة عبر (كتاب الرياض ).... ا
ياصديقي النبيل .. والله لاأتقاضى راتبا للدفاع عن أحد ، ولم تكن يوما غايتي إلا الإخلاص للأدب حينما قدّم لي الكثير الكثير لعلّ أولهم صداقتي بالحميدين ولن تكون محبتي لكم هنا آخره .. حينما لاتكون الغاية إلا الرضا عن الذات والإخلاص لهذه التجربة التي تجمعني بالأصدقاء تحت مظلّة البياض وعبر شريعة الحب للجميع ...
شكرا لك ياصديقي ..وشكرا كثيرا لصديقك البريدي حينما يدفعك للتواصل معي بهذه الحميمية النبيلة ..

شروق محمد يوسف 01-12-2005 13:28

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 


اهداء للشاعروالأديب الوافي ..
ولموقع شعبيات معا حينما حملوا لنا كل هذا الفكر والألق ..حيث جمعا لنا المتعة والفائدة ..
فشكرا لهماhttp://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif

شروق

إبراهيم الوافي 02-12-2005 09:07

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خربوش ابوخطمه
الادب والعقل والراي السديد = فيك يابراهيم جت متجمعه
كل مانقرا حروفك نستفيد = في زمان الفلسفه والمعمعه

القلم الفذ والاستاذ الاديب / ابراهيم الوافي.................حفظه الله
باديء ذي بدء يشهد الله اني احترم شخصك الكريم واتابع مايخطه يراعك الذي يندر ان تنجب الساحه الادبيه قلما يحاذيه بدون اي مبالغه او مجامله.
عزيزي الغالي ثق تمام الثقه بانني لو اطلق العنان لما يجول في خاطري تجاهك لما كفاني هذا المتصفح بتاتاً.
اخي الاكبر ابراهيم اسمح لي تطفلي ببعض الاسئله اتمنى ان تجد القبول من شخصك الكريم:
.

ياصدوق النفس والحس الرشيد == في زمان اللسلسة والمنفعة
كان شوال العرب يبدا بعيد == عيد جيتكم نهاية مُشبِعة:)

ياصديقي النبيل :

وتشتاقني لغة الأصدقاء فأنفخ في رئتي وطنًا
من غناء العصافير ..
أسكن ظل بيوتٍ أوتْ للنهارْ ..!
وأشعلُ سيجارةً للحنينِ ..
وأهصر خصرَ فتاةٍ
وأقرأ ( إن الحياةَ انتظارْ )
غريبٌ كأني أنا ..
ذاهل حين يكتب مثلكَ عن شاعرٍ
من دم البرتقالِ ..ومن شهوات الديارْ ..!
..
صباحٌ كقلبكَ ..
حين انزوى عن حريق الحدائق
في أول العمرِ
حين رمى خلفه جرحَ جيل
تساقط في ألقٍ من غبارْ ..
مساء لذاكرةٍ لم تطقْ
صوت حزنٍ .. ولم يستوِ فوقها العمرُ
إلا حنينًا تشرَّد بين الممراتِ
يسأل عن وطن لاتخاف القناديل فيه احتلام النجومِ
ولا موعد الانكسارْ ..!
هنيئا لنا حين نصحو نقبِّلُ
وجهَ المرايا ..
نؤسس للعمرِ
أغنيةً غضَّةً في شفاةِ الصبايا
ونزرع أحلامنا في بكاء الصغارْ ..!

***

أغني لكل العيون التي
اختلست من حروفي القصيدةَ
أهرب عن وطنٍ نائم في ظلال الجراحْ
على قلقٍ
ليستِ الريحُ تحتي
وليست عليْ ..!
كأنِّي فمُ الريحِ
حين استقامتْ يدي للكتابةِ
جئتُ أنقِّطُ سطرَ الصباحْ ..!
أراوغ ظلّي
أمد يدي في فراغات بعضي
وأكتب عن وشجنٍ
حملته النبوءات وهْنًا
فأرخى عجيزته واستراح لها
ثم باء بوزري
تكفَّل بي واستعاذ بصوتي
وكمّم أغنيتي في شفاة الرياحْ ..!
على أول السطرِ
مات ابي وهو يبكي
وفي وسط السطرِ أمي
ترجُّ حليب الحكايا
وبسملة النص جدي ينازل
بالسيف ظل النخيل
وينسج أزمنة لاتباح ...!


يا الله ما أجمل أن نعانق الشمس بهكذا أصدقاء ..!


س1/ماذا تعني لك الحداثة؟

الحداثة ياصديقي في مفهومها العام ذات وجهين رئيسين ..حداثة فكرية .. وحداثة إبداعية ...
أما الأولى .. فممقوتة منبوذة لديّ حين تحاول جاهدة نسف موروثنا العريق بما فيه الجوانب الدينية والقيم الإنسانية والأعراف والتقاليد الاجتماعية ، وهي الأخطر بصدق والأكثر تشويشا على التجارب الإبداعية ، وهي ذاتها تلك التي تحاول جاهدة سلخنا عن ذاتنا وقيمنا الإنسانية ، وأما الحداثة الإبداعية حينما لانحملها ذلك الوجه المشوّه للحداثة الفكرية ..فتجريب وتطوير لرحلة الإنسان العربي مع الإبداع على مر عصوره ، وأستغرب حقيقة تحميل الشعر وزر أبعادها الفكرية حينما كان لكل عصر مُحدثيه ولكل جيلٍ إبداعي الحداثيين فيه ، فالشعراء العذريين .. وأعني بهم أولئك العشاق من أمثال قيس بن الملوح ( قيس ليلى ) وقيس بن ذريح ( قيس لبنى ) وجميل بن معمّر ( جميل بثينة ) وعمر بن أبي ربيعة ( مع إباحبيته نسبيا ) وكثير عزّة .. جميعهم كانوا شعراء حداثيين في عصرهم على اعتبار أنهم جاؤا بما يسمى بالوحدة الموضوعية أو الغرض الواحد للقصيدة وهو الغزل وتلك سنة ابتدعها أولئك الشعراء يومها .. إذا ياصديقي رأيي في الحداثة أنا مع التجديد الإبداعي وضد ماينسف قيمنا بل ومحاربا له مطلقا ..

س2/أيهما يخلق الأخر .. الأديب يخلق الأدب ام الادب هو من يخلق الاديب؟

هما وجهان لعملة واحدة أيها النبيل ..كلاهما يخلق الآخر .. على الأديب خلق الأدب وعلى الأدب أن يقدم الأديب للمجتمع بمكانة اجتماعية وإعلامية مميزة ..بشرط أن يكون أدبه خالصا لوجه الأدب وأن تكون غايته الإبداع بعيدا عما سيقدمه الأدب له .

س3/هل تعتقد أن للشعر أمير وللأدب عميد أم أنه لكل شاعر ولكل أديب عالمه الخاص به وهل تؤمن بالغموض المبهم في السياق الشعري ؟وكيف تفهم رسالة هذا النوع من الشعر؟

أعتقد أن مثل هذه الألقاب ذات بعد عاطفي جدا ولا تعتمد على حيثيات موضوعية على اعتبار أن أن الأدب والشعر نشاطا مستمرًّا ولايمكن أن نجزم بالإمارة لشاعر طالما يتوالد الشعراء وسيتوالدون دائما ولا بعمادة الأدب حينما يتكاثر الأدباء على مر الأجيال .. وبصدق ظهرت هذه الألقاب كثيرا في المجتمع ( المصري ) لطبيعته العاطفية ، وحسبنا أن نستحضر قصة أمارة الشعر للشاعر الكبير أحمد شوقي .. حينما اجتمع شعراء العربية في مصر لتكريم الشاعر أحمد شوقي فصعد الشاعر حافظ إبراهيم على المنبر ( دون ترتيب موضوعي ) وقال :
أمير القوافي قد أتيت مبايعا
وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
وقد جاءت القصيدة ضمن كلمة تكريمية ألقاها الشاعر حافظ إبراهيم بحق زميله وصديقه حينها .. ومثل هذا الإجراء يكشف لنا الأبعاد العاطفية لمثل هذه الألقاب

س4/ما الذي يتولد لديك عند ذكر هذه الأسماء:

فدوى طوقان.

صوت فلسطيني حزين .. أصدقك لاأستحضرها إلا بأخيها إبراهيم طوقان نقيضها تماما في الحزن .. وقصيدته الشهيرة التي يناقض فيها قصيدة شوقي عن المعلم حين يقول ...

شوقي يقول ومادرى بمصيبتي
قم للمعلم وفه التبجيلا :)

عبدالباري عطوان.

تتوالد لدي عند رؤيته قائمة الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان منا .. شفانا الله وعافانا من الأحقاد والظغائن

الاستاذ/تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض.

صورة جادة للشخصية الإعلامية المناضلة في سبيل إشاعة الضوء

المخرج العالمي /مصطفى العقاد رحمه الله.

مباشرة تتبادر إليَّ ( نظّارة ) عمر المختار والتقاطته الذكية التي أبكت الملايين منا ...

ميخائيل نعيمه.

( الغربال ) والرؤية المجردة للأدب العربي من خارج دائرته

عبدالرحمن الابنودي.

بصرااااااحة .. ( فاطمة عيد ) وماتجيب لي شكولاته مابلاش ياولد :)

هاني الظاهري.
الشاب القادر على فعل كل شيء في القصيدة المحكية المعاصرة من أول كتابتها حتى زرعها في شفاة القراء

واخيراً وليس اخراً تقبل مني كل الود والتقدير


يا الله ..كم أنت قدير جدا ياصديقي
أقسم برب السماء والأرض .. برب وفاء وأمي .. أنني لاأعرف ما الذي حدث .. يبدو أن هناك خللا ما في النسخة الجديدة .. أجريت تعديلات لغوية طفيفة جدا على الإجابات .. ومن ثم علق الجهاز علي .. وكنتُ أظن في أسوأ الأحوال أن الأمر سيبقى إلى ماقبل التعديلات ... رفضت شركة الانفصالات السعودية دخولي مجددا للتأكد من تحقُّق تصويب التعديلات .. وحين تعثر دخولي غير مرة .. غادرت الجهاز .. وبعد عودتي من صلاة الجمعة وجدت هذا البتر الرهيب جدا .. والمخيف والغريب للصفحة ...
لصديقي النبيل ( خربوش أبو خطمة ) ..اعتذارا لاينتهي لقصور إجابتي بسبب عطل فني على أسئلته القيمة برغم ثرائها الكبير بالنسبة لي واجتهادي في أن أكون عند حسن ظنه بي .. ووالله إنني خَجِلٌ جدا منه ، .. ولكل من لاحظ هذا البتر والقصور في الإجابة من الأصدقاءالأفاضل قراء شعبيات جميعهم ( وقبل هذا التعديل ) اعتذار أكبر ..حين لاملجأ لي إلا حسن ظنهم بأخيهم ، وأحمد الله كثيرا أن هيأني قبلها لحفظ إجاباتي في ملف على الجهاز قبل أن يداهمه هذا العطل الفني ، وقبل أن تواصل شركة ( الانفصالات السعودية ) مشاكستها الدائمة لي :)

أخوكم
..



إبراهيم الوافي 02-12-2005 09:20

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
ياشروق...
منذ نصوص كثيرة ماتلفتُّ إلا والتقيتكِ سيدة الألوان الزهرية والطريق المؤدي إلى البهجة ...
ألقاك الآن مجهدًا كآخر ظلال هذا النهار .. حينما يقبل الليل بأصدقاء يمنحون ثمر الصبر من شجرة الحياة التي لاتؤوب عصافيرها مساء إلا لقلبي ...!
بــ إصبعك افقئي عين الشمس وتخلَّقي نجمة في جبين الصدِّيقين والشعراء ، حاولي داااائما أن لاتنظري إلا لداخلك كي لاتريْ لونًا آخر غير البياض ..!!
يا الله كم أنت كثيرة !


الجازي 02-12-2005 17:38

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
.


في عائدٌ من النهر كدنا نسمع خطوات الكلمات وهي تتبختر بين يدي
هذا الأديب .. / الشاعر ..
قرأنا كل حكايات المراكب التي رفعت الرايات الخضراء ..
المطرّزة بـ نقوش القلب وحروف الحب ..


منذ عائد من النهر حتى ( مهنا فرق ) حيث عذوبة النهر وملوحة البحر مفارقة كتابية خاصة تميز بها الوافي فباتت أحد الملامح الإبداعية عنده ...
مالذي يعنيه النهر بعذوبته وجريانه وانتهائه بالبحر عند الوافي ، وما الذي يعنيه البحر بملوحته وصخب أمواجه وتعدد مخلوقاته .. وهل لهذه الأبعاد التكوينية أثر في فلسفة كل من العذوبة والملوحة حينما تتكثّف في نصوص الشاعر إبراهيم الوافي ؟
باختصار أكبر .. في أي ضفة من النهر العذب يقف الوافي كشاعر .. وفي أي بحر مالح وغامض يغوص كـ لغوي متمرس ؟


أطيب تحية ..


.

نورة العجمي 02-12-2005 18:14

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 



يحسن بنا ياشاعرنا الوافي أن نستفيد من هذا المقابله الخالدة لوضع النقط على الحروف لبيان الفرق بين الشعر و شعر النثر وشعر التفعيلة فأن كانت عناصر الشعر هي الفكرةوالعاطفة والخيال والموسيقى فما حظ النثر من هذه الأربعة ؟
كما أن شعر التفعيله كنت من مخاصمي هذا الفن وكنت أنكر أن يسمى شعرا وذلك لألتزامها بالتفعيله الواحده وقد تكون من أجزاء الخفيف ( فاعلات ) وقد تكون من البحر المتقارب (فعولن ) ونحو ذلك المهم أن يلتزم تفعيله واحده ولا يزيد عليها وهذا كان يعني أنه مخالف للشعر ولم أقتنع أن يسمى شعرا
حتى أتيت إلى هنا في شعبيات ومن مشاركات بعض المبدعين في مواسم امثال العبدالكريم والبكر وزياد وبركات ونواف الشمري والربيّع وغيرهم وايضاً من مشاركتكم الرائعه المتميزه بت أستقبلها بإعجاب وإكبار لأن فيها من سمات الشعر اشياء كثيره منها النغمة الخاصه بالشعر


حدثنا ايضاً عن الموشح الذي اخترعه الأندلسيون حين لم يحافظو على اوزان الخليل وخرجوا عليها وأحدثوا تغييرات كثيرة
فمثلاً في عصور الأنحطاط غيّر بعض الشعراء أوضاع الأوزان فأحدثوا مقلوب الطويل بتغيير الترتيب لتفاعيله حتى صار ( مفاعلين , فعولن , مفاعلين , فعولن ,) ليتحرروا من قيود الوزن
هل لنا بتوضيح الفروقات بينهم ؟
وبيان الفرق بين الشعرالعمودي و شعر النثر وشعر التفعيلة ؟

كل الود والورد



ثامر الشعيفان 02-12-2005 19:33

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
صديقي الوافي ..


لا زلت في حيرةٍ من أمري حول موضوع النقد ...

وانا لا زلت اتحدث عن الشعر الشعبي ... أليس من صفات الناقد أن يكون " ملمّاً بـ لغة القصيدة " !

ألا يجب أن يكون الناقد في مستوى أو أرقى من مستوى كاتب النص حتى يتمكن من رؤية نقاط الضعف والقوة والجمال !

على سبيل التوضيح لو أخذنا قصيدة لأحد الشيبان المتمرسين في الشعر قد يأتون بألفاظ بدائية لا يعرفها إلا من عاش فترةً من زمنٍ مضى معهم أو من أخذ عنهم ... قد تخفى في كثيرٍ من الأحيان عن ذاك الأكاديمي .. أعني أن الأمر إختلاف في البيئة أصلاً

فقصيدة في وصف الإبل مثلاً لا أظن أن ذاك الأكاديمي قادر على نقدها إلا أن يكون ملمّاً بالإبل والبيئة التي يستوحي الشاعر منها أوصافها

الأكاديمي ... ملمٌّ بأدوات النقد ويعرف كيف يستخدمها ويجهل مفردات ومعاني لغة القصيدة !
الشاعر ... متمكنٌ من لغة القصيدة غير ملمٍّ لأدوات النقد !

هذه المشكلة الشعبية في وقتنا الحاضر

إبراهيم الوافي 03-12-2005 10:11

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الجازي
.


في عائدٌ من النهر كدنا نسمع خطوات الكلمات وهي تتبختر بين يدي
هذا الأديب .. / الشاعر ..
قرأنا كل حكايات المراكب التي رفعت الرايات الخضراء ..
المطرّزة بـ نقوش القلب وحروف الحب ..


منذ عائد من النهر حتى ( مهنا فرق ) حيث عذوبة النهر وملوحة البحر مفارقة كتابية خاصة تميز بها الوافي فباتت أحد الملامح الإبداعية عنده ...
مالذي يعنيه النهر بعذوبته وجريانه وانتهائه بالبحر عند الوافي ، وما الذي يعنيه البحر بملوحته وصخب أمواجه وتعدد مخلوقاته .. وهل لهذه الأبعاد التكوينية أثر في فلسفة كل من العذوبة والملوحة حينما تتكثّف في نصوص الشاعر إبراهيم الوافي ؟
باختصار أكبر .. في أي ضفة من النهر العذب يقف الوافي كشاعر .. وفي أي بحر مالح وغامض يغوص كـ لغوي متمرس ؟


أطيب تحية ..


.



أيتها الأخت النبيلة ...
لاغرابة .. في أن تكون العذوبة والملوحة معا .. زمنًا لتاريخ لايجيء ..!
للرحيل نكهة من أريج الحنين دائما ، حين يقبل بحرير الكلام ..
أيتها الــ..... نبيلة سأصدقك مطلقا .. كانت عذوبة النهر دائما بداية ، وكانت الملوحة في أحايين كثيرة رحيل النهر للبحر والذوبان في ملوحته .. أليس قدرا أن تركض الأنهار جميعها نحو البحر لتذوب عذوبتها بملوحته .. ألا يعني هذا أن الملوحة أعم وأشمل ؟!
يا الله .. حتى المطر حينما ( يفلتره ) الفضاء بسموّه وارتفاعه تعود أمطاره وسيوله وأنهاره جميعها للبحر .. فلا تؤثر به بعذوبتها المستحدثة ولا تنقصه حينما تغادره بفعل تسلّط الضوء عليه ...!
هذه هي رؤيا العذوبة والملوحة ..فالغيم لاينقص البحر حين يغادره للسماء .. ولاينقص من ملوحته حينما يعود إليه عذبا ...
أما عني فأقف في جهة خامسة دائما تحت مظلة الضياع الوجودي .. أبحث عن غصن زيتون عائم منذ زمن ( فاتن ) وآمل مطلقا أن لايأخذه النهر معه لملوحة البحر : ...! :


كيف لي بعد أن لمَّني البحرُ
في رغوةٍ أن أعودَ
إلى النهرِ غصنا لزيتونةٍ ذابلةْ ..! ؟
كيف لي أن أمرَّ ببابكِ
لا أسألُ الريحَ
عن جهةِ القافلةْ .. ؟!
الصباحُ الذي ينتقي الطيبين صباحي
الجراحُ التي خالجتهم جراحي ..!
قلتُ للوقتِ :
يا سيدي :
من تكونُ التي منحتْ شَعرها قبلةً
ثم غابتْ
من تكونُ التي كفرت بالهوى
ثم تابتْ ؟!
كيف لا أسأل الطيبين الذين يقولون
إن المدينةَ
ليستْ كما وردتْ في كتابكَ
... ليست كما تشتهي ( فاضلة ) ..!
قلتُ للقلبِ
من أين نبدأ
أيُّ السجائرِ
تحتاجها الآن كي تحترقْ ..؟
أنَّ ثم اختنقْ ..!
كاد أن يتبلَّل بالموتِ
حتى غرقْ ..!!
كيف لي بعد أن لمَّني
البحر في رغوةٍ
أن أعودَ إلى مقصفِ
الحبِّ
أعنية في فم النادلة ..!!!؟


أيتها النبيلة تظل معاودتك هنا صباحًا آخر ينقش الضوء في رؤوس المآذن .. لاحرمني الله أريحية روحك ..



إبراهيم الوافي 03-12-2005 14:20

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نـــوره العجمي


يحسن بنا ياشاعرنا الوافي أن نستفيد من هذا المقابله الخالدة لوضع النقط على الحروف لبيان الفرق بين الشعر و شعر النثر وشعر التفعيلة فأن كانت عناصر الشعر هي الفكرةوالعاطفة والخيال والموسيقى فما حظ النثر من هذه الأربعة ؟
كما أن شعر التفعيله كنت من مخاصمي هذا الفن وكنت أنكر أن يسمى شعرا وذلك لألتزامها بالتفعيله الواحده وقد تكون من أجزاء الخفيف ( فاعلات ) وقد تكون من البحر المتقارب (فعولن ) ونحو ذلك المهم أن يلتزم تفعيله واحده ولا يزيد عليها وهذا كان يعني أنه مخالف للشعر ولم أقتنع أن يسمى شعرا
حتى أتيت إلى هنا في شعبيات ومن مشاركات بعض المبدعين في مواسم امثال العبدالكريم والبكر وزياد وبركات ونواف الشمري والربيّع وغيرهم وايضاً من مشاركتكم الرائعه المتميزه بت أستقبلها بإعجاب وإكبار لأن فيها من سمات الشعر اشياء كثيره منها النغمة الخاصه بالشعر


حدثنا ايضاً عن الموشح الذي اخترعه الأندلسيون حين لم يحافظو على اوزان الخليل وخرجوا عليها وأحدثوا تغييرات كثيرة
فمثلاً في عصور الأنحطاط غيّر بعض الشعراء أوضاع الأوزان فأحدثوا مقلوب الطويل بتغيير الترتيب لتفاعيله حتى صار ( مفاعلين , فعولن , مفاعلين , فعولن ,) ليتحرروا من قيود الوزن
هل لنا بتوضيح الفروقات بينهم ؟
وبيان الفرق بين الشعرالعمودي و شعر النثر وشعر التفعيلة ؟

كل الود والورد

.



يانورة ... يا أخت البياض
الشعر ماحاك في نفسك وحرصتَ بإطلاع الناس عليه ... !
دعيني أتحدَّث معك عن سيرة الإيقاع أو موسيقى الشعر بشكل عام .. فأقول بجرأة وموضوعية تاريخية صرفة إن نظرية العروض بشكلها الكامل والناضج على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي كانت في الأصل نظرية تربوية لانظرية فنية ..على اعتبار أن الشعر العربي القديم تحمّل بمفرده مؤونة حفظ اللغة والتاريخ العربي قبل عصر التدوين ..
فمما لاشك فيه ان الخليل بن احمد الفراهيدي.. شخصية عبقرية فريدة في تاريخ القصيدة العربية.. من خلال نظرية العروض الشهيرة التي جاء بها في اواخر القرن الهجري الثاني.. فقد رسم ببراعة فائقة (النوتة) الموسيقية للقصيدة العربية على اختلاف ايقاعاتها المعروفة.. والموروثة آنذاك.. وهو قفزة عبقرية فذة في مجال التعامل مع الصوت قياساً بتلك الحقبة الزمنية.. لكن السؤال الجدير بالطرح هنا.. ما هو الدافع وراء وجود هذه النظرية.. طالما جاءت تطبيقاً على ما هو موجود..؟
هل الهدف من وجود هذه النظرية.. هو تعلم الشعر؟ وهل الشعر لا يكون الا بدراسة هذه النظرية واتقانها؟
الحقيقة، المنطق يخالف ذلك بدليل انتشار الشعر وشيوعه بل وتغلغله في نفس العربي.. قبل نظرية العروض الخليلية الشهيرة هذه.. وفي المقابل يبدو الدافع من وجودها هو العبقرية التربوية التي سيطرت على ذهن الخليل بن احمد حين تكشف له وبوضوح ان الشعر خاصة وعاء التاريخ والعلوم والثقافة العربية.. وهذا تحديداً هو ما يفسر لنا تجاهل الخليل لبحر المتدارك الذي جاء به بعده تلميذه الاخفش.. ولم يكن سهواً من الخليل بقدر ما كان عدم شيوع هذا البحر الشعري هو من اهم مسوغات تجاهله.. ذلك انه لا يخدم نظريته التربوية التي اشرت اليها..
مثل هذه الفكرة تفتح لنا آفاقاً من التأمل والملاحظة.. بل وتفتح ابواباً من التأويلات الحلمية.. لعل اهمها.. هو ماذا لو ان عقلية عبقرية كالخليل.. طرقت باب الشعر بنظرية فنية لا تربوية..؟
ان ما قدمه الخليل بن احمد للشعر.. كقيمة (وعائية) يفوق كثيراًما قدمه من الناحية الفنية.. ولعل السقوط الشنيع للشعر في عصر الدول المتتابعة أو عصر ( الانحطاط ) كما يحلو للبعض تسميته شاهد حي على الاحتفال بالصنعة التي سعى اليها الخليل دون قصد.. وهي ذاتها المفسر الوحيد للغياب شبه الكلي للقصيدة التقليدية ذات الآفاق الشعرية.. في الوقت الحاضر .. والحديث هنا يتعلق بالقصيدة الفصحى .. إذا ومن هذا كله يتبين لنا أن نص التفعيله حاول جاهدًا تفعيل الدور الموسيقي في الشعرية العربية بشكل عام وباختصار أكبر ولمزيد من التوضيح ..يمكننا تشبيه النص العمودي بالأغنية ذات اللحن الواحد في حين تبدو قصيدة التفعيلة أغنية بـ ( كوبليهات أو ألحان ) متعددة يتماهى كل لحن أو إيقاع مع الجو النفسي للقالب الشعري .. أما فيما يتعلق بالنثر .. فأجمل النصوص النثرية هي تلك القادرة على إلغاء ذاكرتنا العربية المموسقة ..بمعنى آخر ذلك النص الذي يدهشنا بشحنته التعبيرية والتصويرية الفائقة فننسى أنه خالٍ من الموسيقى أو الإيقاع الشعري ونفتتن بقالبه الإبداعي سواء على شكل صورة شعرية منثورة أو التقاطة رؤيوية فارهة ... وهو النص الأكثر حضورا في الساحة العربية في الوقت الراهن ربما بدعوى أن الموسيقى الشعرية تشغل حيزًا كبيرا من الشاعرية لصناعة الإيقاع أو ضبطه .. والواقع أن ظهور الصنعة في الشعر في فترة ما جعلت الكثيرين ينفرون من الموسيقى الشعرية للكتابة النثرية في بعض الأحيان ...
بالنسبة للموشحات الأندلسية .. جاءت في هيئتها العامة على مجزوء الأوزان التقليدية كبحر الكامل أو المتقارب .. لكنها اكتفت أحيانا ببتره .. وتميزت عن بقية أنواع الشعر بمايسمى بالخرجات في الموشح ... وحقيقة كانت الموشحات بصفة عامة مخصصة للغناء واقتصر دورها عليه كذلك استفادت بلغتها من تمازج الحضارة العربية بالأوروبية على مستوى الرؤيا الإبداعية .. ومع تهاوي الحضارة العربية في أسبانيا ضمُرَ هذا الفن .. وأصبحت عملية إحيائه تعتمد على اجترار ماكُتِب نتيجة اقترانه ببيئة وحضارة زائلة ..
ياأخت الصدق .. لاتزال عملية معاودة هذه الصفحة محل تقديري وامتناني .. لاحرمني الله قلوب إخوتي وحسن ظنهم بي..




إبراهيم الوافي 03-12-2005 22:43

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ثامر الشعيفان
صديقي الوافي ..


لا زلت في حيرةٍ من أمري حول موضوع النقد ...

وانا لا زلت اتحدث عن الشعر الشعبي ... أليس من صفات الناقد أن يكون " ملمّاً بـ لغة القصيدة " !

ألا يجب أن يكون الناقد في مستوى أو أرقى من مستوى كاتب النص حتى يتمكن من رؤية نقاط الضعف والقوة والجمال !

على سبيل التوضيح لو أخذنا قصيدة لأحد الشيبان المتمرسين في الشعر قد يأتون بألفاظ بدائية لا يعرفها إلا من عاش فترةً من زمنٍ مضى معهم أو من أخذ عنهم ... قد تخفى في كثيرٍ من الأحيان عن ذاك الأكاديمي .. أعني أن الأمر إختلاف في البيئة أصلاً

فقصيدة في وصف الإبل مثلاً لا أظن أن ذاك الأكاديمي قادر على نقدها إلا أن يكون ملمّاً بالإبل والبيئة التي يستوحي الشاعر منها أوصافها

الأكاديمي ... ملمٌّ بأدوات النقد ويعرف كيف يستخدمها ويجهل مفردات ومعاني لغة القصيدة !
الشاعر ... متمكنٌ من لغة القصيدة غير ملمٍّ لأدوات النقد !

هذه المشكلة الشعبية في وقتنا الحاضر



ثامر ..ياصديقي البهي .. مرحبًا بك مجدَّدا
سأوجز لك رؤيتي حول هذا الأمر في محورين رئيسين .. وآمل بالفعل أن تشتمل على مايزيل حيرتك .. أو تشكيكك في أهمية المنهج النقدي المعرفي لدراسة الفنون الأدبية ومنها الشعر بنوعيه الفصيح والمحكي ...
أولاً : أدوات الناقد المعرفي ..
على الناقد المعرفي ( وأقصد به النقد الموضوعي المنهجي الذي يتجاوز عملية الحكم على النصوص بالجودة والرداءة إلى التنظير للفن والتقعيد له ) لا النقد الانطباعي أو ما أشرت الى صاحبه في مداخلتي السابقة بمصطلح ( المثمّن ) .. فأقول إن على أي ناقد منهجي يتصدّى لنص ما الإلمام بكل ما يتعلق بالنص وأهمها لغة النص .. ولهذا تحديدًا يختص ناقد معين بشعر معين في حين ليس من الضروري أن يكون كل ناقد أكاديمي مثلا قادرا على نقد كل النصوص حينما لاتكتمل أدواته النقدية حولها ... وهذا ماجعل مثلا ناقدًا مثل الدكتور عبد الله المعطاني أستاذ الأدب بجامعة الملك عبد العزيز يختص بقراءات متميزة في الشعر الشعبي من خلال دراساته لنصوص الشاعر خالد الفيصل في الوقت الذي اختص غيره بنقد نصوص محكية أخرى بلغة أكثر عصرية ورؤى أقرب معاصرة وهكذا .. وكل هذا بالتخصص المعرفي والمنهجي ..

ثانيا : طبيعة الشعر المحكي
لأن الشعر الشعبي أو المحكي هو في الأصل فن تلقائي عفوي انطباعي في مجمله يتفاوت بحسب الذوق العام للمجتمع من خلال اللغة والمعنى يظل المنهج النقدي الذي يمكن أن يؤطره منهجًا خاصا جدا .. لدرجة أنه قد يبدو للبعض متأرجحا وعائما وغير واضح المعالم .. وهذا ماأثار اللبس لديك وأدخلك في دائرة الحيرة التي ذكرت .. وعدم وضوح هذا المنهج الشعري الواضح أدى كثيرا إلى غياب الناقد المنهجي وبرز حينها دور ( المثمّن ) .. لكننا بصدق لايمكن أن نسلّم برأي انطباعي وعشوائي لايتكئ في الأصل على نظريات أدبية واضحة المعالم أو أسس موحدة .. فافتقد بالتالي في كثير من أزمنته التاريخية المتراتبة إلى منهجية النقد لتقتصر الرؤيا الفنية فيه على الحكم بالجودة والرداءة فقط ..
صحيح أن الجانب الموروثاتي والعرفي القابع في ردهات الخبرة والعرف السائد في هذا الشعر ذو أهمية كبيرة واعتمد عليه الشعر كثيرا عن طريق مايعرف بـ ( المثمن ) الذي يصفه الأستاذ الباحث عبد الرحيم الأحمدي في كتابه أهل الكسرة بقوله : ( هو الناقد الذي يرجع إليه في الحكم على جودة القصيدة الشعبية من ضعفها إذا ما اختلف الشعراء حول قضية فنية في القصيدة فإن المثمن يفصل بينهم ، ويكون حكمه مقبولا ...) لكن هذا المثمن ظل بذرة نقدية نمت وذوت في التربة ذاتها ..!
وأصدقك ياصديقي البهي لايمكنه اليوم في عصر المنهجية النقدية والأسس والنظريات العامة للنقد أن تتاح له بانطباعيته أو خبرته حمل لواء النقد أو تقويم الشعر المحكي الذي تتعاطاه الآن طبقة مثقفة جدا مهما نبع منه وإليه في طور محاولاتنا الجادة للدخول بهذا الفن الاجتماعي الخاص كشعر ناضج إلى وهج التنظير والتقعيد النقدي المنهجي والموضوعي معا ..

طاب وقتك دائما ياثامر





نوف الثنيان 03-12-2005 23:44

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 


مازلنا بصدق نواصل الاستمتاع والفائدة ..ونحاول جاهدين استثمار هذه الفرصة الأدبية المؤثرة جدا في هذه الصفحات .. تبعا لكرمك الكبير ورقي إجاباتك وحوارك ..

0
0
0

نظرة خاطفة سريعة .. لما يتركه الوافي في صفحاته ، تكشف لنا بوضوح كبير
انشغاله الكثيف بالمرأة كعنصر شعري أو لنقل غرض شعري ولا غرابة في ذلك حين انشغل بها الشعراء جميعهم ..حتى نكاد نجزم على أن التاريخ لم يشهد شاعرا لم يتغزّل بامرأة دائما .. وإذا كنا نؤمن بطبيعة النشر الالكتروني ..وتقديم السائغ منه للقراء .. فإن نظرة قرائية عميقة في تجربة الشاعر الوافي التوثيقية وأعني بها الطباعية تضعنا أمام دوران فني مؤثر في تجربته فـ ( رماد الحب 89 م ) امرأة فقيدة كما ذكرت هذا في أكثر من مناسبة ، و( وحدها تخطو على الماء 2004 ) امرأة قصيدة وبينهما رائحة الزمن الآتي ( 97 ) وما ( سقط سهوا 2000م ) ، هل يمكننا أن نعتبر من خلال هذا الدوران حول المرأة أن هناك مركزية للأنثى في تجربة شاعرنا ، مهما تعددت الأغراض الشعرية وتنوعت لديه ..؟

طاب حضورك دائما .



إبراهيم الوافي 04-12-2005 06:38

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه


مازلنا بصدق نواصل الاستمتاع والفائدة ..ونحاول جاهدين استثمار هذه الفرصة الأدبية المؤثرة جدا في هذه الصفحات .. تبعا لكرمك الكبير ورقي إجاباتك وحوارك ..

0
0
0

نظرة خاطفة سريعة .. لما يتركه الوافي في صفحاته ، تكشف لنا بوضوح كبير
انشغاله الكثيف بالمرأة كعنصر شعري أو لنقل غرض شعري ولا غرابة في ذلك حين انشغل بها الشعراء جميعهم ..حتى نكاد نجزم على أن التاريخ لم يشهد شاعرا لم يتغزّل بامرأة دائما .. وإذا كنا نؤمن بطبيعة النشر الالكتروني ..وتقديم السائغ منه للقراء .. فإن نظرة قرائية عميقة في تجربة الشاعر الوافي التوثيقية وأعني بها الطباعية تضعنا أمام دوران فني مؤثر في تجربته فـ ( رماد الحب 89 م ) امرأة فقيدة كما ذكرت هذا في أكثر من مناسبة ، و( وحدها تخطو على الماء 2004 ) امرأة قصيدة وبينهما رائحة الزمن الآتي ( 97 ) وما ( سقط سهوا 2000م ) ، هل يمكننا أن نعتبر من خلال هذا الدوران حول المرأة أن هناك مركزية للأنثى في تجربة شاعرنا ، مهما تعددت الأغراض الشعرية وتنوعت لديه ..؟

طاب حضورك دائما .



تعرفين أيتها الفاضلة ..
يبدو لي بالفعل أنها مداخلة عميقة جدا و سؤال مكثّف كثافة الأنثى ذاتها ..
أيتها البيضاء .. أليست السماء أنثى ، والشمس أنثى ، والأرض أنثى ، والسحابة أنثى .. هذا التأنيث العظيم للكون يدفعنا دائما إلى الوقوف أمام الأنثى ( الشجرة ) ذات الأوراق والأغصان المتشابكة ، وقفة تدبّر وتأمل .. قد تقفها الأنثى كثيرا فلا تحتفل بها قرينتها حين تنتظر وقفة الذكر وحده ليتأملها .. وهذا ماجعلها على مدى التاريخ تبحث عن مرآتها في عينيه ، والرجل ذاته لم يجد في جمال الكائنات ماهو أجمل منها ولهذا شغلته دائما فشغلها معه بها .. هذه طبعا رؤية عقلية وجدانية عامة على المستوى الحياتي العام كما أشرت سابقا ، والشعر ذاته صوت الجوهر الإنساني الذي تحمّل هذه الرؤية واستعذبها .. ولهذا ـ وكما تفضلتِ ـ بالقول نكاد لانجد في تاريخ الشعر في العالم شاعرًا لم يتغزّل بامرأة .. فالمرأة ( وهي ) أجمل ماخلق الله من فئة ( الأنثى ) على اعتبار أن الله تعالى خص الإنسان بالخَلْق القويم ظلّت نقطة مركزية للشعر عامة .. اشترك في مناجاتها شعراء الأرض جميعهم ولعلي واحدا منهم ...
وعن تجربتي الشعرية الخاصة فليس بمقدورنا بالفعل أن نؤطّر التجربة أيتها النبيلة ، ربما لم يستوفِ رماد الحب ذو النزعة البكورية على مستويات متعددة التجربة العاطفية حينما تكون المرأة أكبر من ذاكرة ، وأكثر بكثير من هم خاص ، وحدها تخطو على الماء ، حاولتُ جادا أن أجعل من الأنثى فيه وعاء حياتيا يتوازى مع مكانتها على مر التاريخ ، لابوصفها خدينة القلب أو رفيقة السمر الوجداني بل بوصفها حياة متكاملة تستوعب كل قضايانا وهمومنا القومية والاجتماعية ، وقد سبق للصديق الشاعر يحي الأمير أن أشار بهذا في معرض تقديمه للمجموعة في صحيفة الرياص ،وعليه فإن حضور المرأة في المجموعة الجديدة حاول أن يتجاوز تقليديته .. كذلك تقول الناقدة ( ليلى الجهني ) في معرض استعراضها للمجموعة بصحيفة الرياض :
هكذا هي المرأة القصيدة التي حق لها أن تخطو على الماء وحدها حينما منحها الوافي ذاكرته ورؤاه معا ، بعد أن استطاعت أن تحدث انقلابا شعريا ممثلا بالوافي الذي عرف بغزارة انتاجه حين تمكَّنت من أن تكون الإبرة التي تتأرجح عليها إشكالية القصيدة ذات الصبغة الرومانتيكية والمتماهية مع رؤيا العصر الفنية والنفسية .. واستطاعت بالتالي أن تشكل من الوافي موسوعة للشعر الوجداني على امتداد عصوره بدءا بالعذريين وانتهاء بنزار قباني ..
وحين نتجه للمرأة في مجموعة الشاعر إبراهيم أحمد الوافي الشعرية الجديدة ( وحدها تخطو على الماء ) الصادرة في الأيام الأولى من العام الميلادي 2004م لا نقصد بذلك توجيه النص لها مباشرة حين تبدو كل النصوص ( امرأة واحدة ) تتمدد على سرير القصيدة في طقوسها وانفعالاتها ضمن اعتراف ضمني بقدرتها على أن تشكل القصيدة ، ولكن لأنها كما يبدو تحدث انقلابا فنيا ورؤيويا لدى الوافي الذي ظهر في مجموعته الشعرية الثالثة ( سقط سهوا ) متشبِّعا بالتراث مزاوجا فيه بين عمليتي التوظيف والتمثُّل وموجها له جاعلا من القصيدة الفكرية القادرة على معالجة القضايا الإنسانية الجمعية همًّا إبداعيا خالصا ، بعد أن تفاوتت نصوصه في مجموعتيه الأولى ( رماد الحب ) والثانية ( رائحة الزمن الآتي ) بين البكاء على حبيبة مفقودة في الأولى ، ومحاولة الخروج من صدمة البداية وتأسيس رؤيا شعرية خاصة في الثانية ، وكنا حينها نكاد نجزم على أن الوافي اتخذ من النصوص ذات الطابع التأملي والفكري منهجًا له ... إلى أن جاءت مجموعته الرابعة مخالفة لهذا التوقع حاملة بين جنباتها امرأة من عصر الياسمين وفواكه العشق الخالد القادر على أن يجعل من المرأة وعاء إنسانيا يقترب بالشاعر حد ملامسة الجوهر الإنساني والاحتراق به .... )

أيتها الفاضلة .. شكر لحسن ظنكم ..ونقاء نفوسكم دائما .. لاحرمني الله بياض إخوتي


نوف الثنيان 04-12-2005 07:36

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 



تكريم الوافي من خلال هذا اللقاء هو محاولة لـ رصد المساحة المرموقة التي أحتلها هذا الشاعر / الكاتب والذي ســ يخلّد أسمه بلا شك على خارطة الأدب والشعر والفكر في العالم العربي ..

لم تكن أبداعاته / كتاباته محاكاة شكلية لأنماط غيره وخاصة الرسائل الأدبية التي أتحفنا بها ..
بل أعتمدت ريادته.. على موهبته وحسه الفني وثقافته الواسعه والعميقة ..
تخلص من كل الزخارف اللفظية السائدة .. وجعل الأسلوب وسيلة وليست غاية
له شكل و منهج جمالي يتفاعل ويلتحم ويتحد مع المضمون فيمنح العمل الفني شخصيته التي تميزه عن أي عمل آخر ..وتوسّع من رقعة أبداعاته ..

برغم تشابه المضامين والأفكار والموضوعات التي يستخدمها الشعر أو الأدب بشكل عام .. الاّ إن إحساسه بروح العصر .. والأستيعاب الدقيق لتقاليد الشعر والرغبة الحميمة في التنوير في مقالاته النقديه التي تناول فيها قصائد الآخرين ..و معالجته الشعرية لها وليست المعالجة النظميه هي التي تجعله ناقد متجدد ومختلف يجمع بين الأبداع الشعري والمنهج النقدي على حد ٍ سواء ..

مزج السرد الروائي بالبناء الشعري الذي أكتسب نوعا من الحبكة ..
وخلط بين الرومانسيه والواقعية عند حدوث تفاعل بين الأنا والآخر ..

هذا التنويع تم توجيهه ايضا لشعر التفعيله لأحياء روح الأبداع والأبتكار والتجديد والتحديث ..

لم يلجأ هذا الشاعر للكتابات النثرية المتنوعة نتيجة عجزه عن قرض القصيدة الشعريه بل بحثاً عن آفاق تعبيريه و مدّه بشرايين تبعث الدماء الساخنه فيه .. لــ تكون أقدر على الوفاء بتجاربه الشعورية والتي تثبت أتقانه على الأستمرار والتجديد .
كان هذا اللقاء بــ حق أشبه بـ سياحه ثقافية وأدبيه وشعريه في عالم إبراهيم أحمد الوافي ..
لذا أتقدم بعظيم الشكر والتقدير والأمتنان لـ هذا الشاعر والأديب ..على أتساع صدره لكل الأسئلة والمداخلات والرد عليها بـ كل صدق و أريحية وأسهاب ..

كما أتقدم بـ الشكر لــ كل من شاركونا الرحلة .. بـ جهودهم في طرح الأسئلة القيّمة والتي كانت سببا من أسباب تسهيل مهمتنا وأثراء المقابلة بــ كل نجاح وأقتدار ..


كل الشكر والتقدير

نجــديه __ الجازي




إبراهيم الوافي 05-12-2005 09:52

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه



تكريم الوافي من خلال هذا اللقاء هو محاولة لـ رصد المساحة المرموقة التي أحتلها هذا الشاعر / الكاتب والذي ســ يخلّد أسمه بلا شك على خارطة الأدب والشعر والفكر في العالم العربي ..

لم تكن أبداعاته / كتاباته محاكاة شكلية لأنماط غيره وخاصة الرسائل الأدبية التي أتحفنا بها ..
بل أعتمدت ريادته.. على موهبته وحسه الفني وثقافته الواسعه والعميقة ..
تخلص من كل الزخارف اللفظية السائدة .. وجعل الأسلوب وسيلة وليست غاية
له شكل و منهج جمالي يتفاعل ويلتحم ويتحد مع المضمون فيمنح العمل الفني شخصيته التي تميزه عن أي عمل آخر ..وتوسّع من رقعة أبداعاته ..

برغم تشابه المضامين والأفكار والموضوعات التي يستخدمها الشعر أو الأدب بشكل عام .. الاّ إن إحساسه بروح العصر .. والأستيعاب الدقيق لتقاليد الشعر والرغبة الحميمة في التنوير في مقالاته النقديه التي تناول فيها قصائد الآخرين ..و معالجته الشعرية لها وليست المعالجة النظميه هي التي تجعله ناقد متجدد ومختلف يجمع بين الأبداع الشعري والمنهج النقدي على حد ٍ سواء ..

مزج السرد الروائي بالبناء الشعري الذي أكتسب نوعا من الحبكة ..
وخلط بين الرومانسيه والواقعية عند حدوث تفاعل بين الأنا والآخر ..

هذا التنويع تم توجيهه ايضا لشعر التفعيله لأحياء روح الأبداع والأبتكار والتجديد والتحديث ..

لم يلجأ هذا الشاعر للكتابات النثرية المتنوعة نتيجة عجزه عن قرض القصيدة الشعريه بل بحثاً عن آفاق تعبيريه و مدّه بشرايين تبعث الدماء الساخنه فيه .. لــ تكون أقدر على الوفاء بتجاربه الشعورية والتي تثبت أتقانه على الأستمرار والتجديد .
كان هذا اللقاء بــ حق أشبه بـ سياحه ثقافية وأدبيه وشعريه في عالم إبراهيم أحمد الوافي ..
لذا أتقدم بعظيم الشكر والتقدير والأمتنان لـ هذا الشاعر والأديب ..على أتساع صدره لكل الأسئلة والمداخلات والرد عليها بـ كل صدق و أريحية وأسهاب ..

كما أتقدم بـ الشكر لــ كل من شاركونا الرحلة .. بـ جهودهم في طرح الأسئلة القيّمة والتي كانت سببا من أسباب تسهيل مهمتنا وأثراء المقابلة بــ كل نجاح وأقتدار ..


كل الشكر والتقدير

نجــديه __ الجازي





من بعثني هنا يانجدية..؟!
هل هي وشاية شاعر ، أم نميمة أنثى يدعونها ( القصيدة ) ، أم صوتٌ من أقصى السكينة يسعى ..؟!
هذا نهار لاظلّ له إلا الليل ولا مقيل فيه الا متعب بانتظار الأصيل ...
متعب كلنا يا أخت الصدق ( شاعرٌ عند باب الحقيقة يكذبُ أو شاعر مستحيل ) ...!
كانت والله أسئلة لا مفرّ منها إلا بها ، ولا إجابة لها إلا أن تحمل إجاباتها معها كما يحمل الفراغ هويته حينما يمتلئ ..!
يااا أختاه
والله لم يكن كل هذا الحضور الكثيف للأصدقاء .. لولا أنك حملتِ لواء الصدق أولا والوعي والرقي ثانيا وعاشرا ..حتى بتُّ فيه كبالونة في أعياد النجوم .. وعرّابة لفضاءٍ كنتِ فيه النجمة التي تحيط بي فيستدلُّ بها أولو الصدق والبياض من قرّاء هذا الملتقى .. سأصدقك مطلقا .. هو أجمل الحوارات بالنسبة لي بفضل إدارتك النبيلة له .. وأصدقها اقتداء بصدقك .. وأنبلها حينما لايليق بك إلا كل ماهو نبيل مطلقًا ..
يا أختاه ..
يدي معلّقة في جبين السطر ، لا أجيد إلا معاشرة الحنين ومباغتة النشوة ، لاشيء نخفيه كي نخافه ياأخت الصدق ، تماما كما أننا لانخاف شيئا كي نخفيه ، فالكتابة كخطوةٍ لايعنيها الطريق حينما يتسع لها إلى أي جهةٍ يفضي بها ، كما أنها لاتمّحي بالرجوع حينما تكون أثرًا أخْلَدَ من حياة .. وأبقى من مصير .. !
هكذا أفاجئ نفسي بالبوح دون أن أبوح لها ، غالبا تسألني الريح عن جهة المطر ، فأشرع للرمل منديلاً أخضرَ كان لليلةِ عرسٍ موءؤدة ، و( فاتن ) آثرتِ الرملَ على ذراعيّ ، وأخذت متكئا تستغيثُ للعشبِ بمنديلها الأخضر ويديها العطيبتين ... وبعد أن يرتوي الرمل من عطش السنوات والحروف يسألني العشب امرأة من زمن الياسمين وفواكه الترف وقافية الراء ، كما تسألني أمّي امرأة من مدينة الطمأنينة والقصائد الخالدة ... نعم ياسيدة الحقيقة .. الحقيقة أنثى والـــدنيا أنثى .. ولأن الحياة أنثى فالقصيدة كذلك أنثى والكتابة امي وقوت أبي وتاريخ غدي ..!
كنتم والله هنا .. جميعكم جميعكم تميمة الزمن ، ومثوبة التعب ، وحسن خاتمةٍ لعناق الإخوة .. وتشابك الظلال في مسجد طيني عتيق .. ما أنبلكم وما أسعد حظي بكم ..!

أخوكم / إبراهيم أحمد الوافي



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 02:49.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع