( 9 ) 27رمضان 1426هــ

( لو مثلكِ امرأةٌ ..تكون حبيبتي )
أو أنَّ عينيكِ الشهيَّة داري

غيَّرتُ خارطةَ الجزيرةِ كلّها
وأتيتُ أحمل في يدي قيثاري
0
0
تصفصفين الأدوية على رفوف اهتمامكِ بي ..!
تُسبلينَ عليَّ ثياب الانشغال .. فتشاطرينني وجع اللحظة وارتفاع حرارة الدفء !
تسكنينَ كوخَ صوتي الساكن عن تعب والصاخب بسعال الحمّى .. فتواسيني باستعراض أوجاع الآخرين قبلي ..!
يا الله ..!
بكِ يدرك الوقتُ عثرته .. وإليك تنحرف زوايا السنين الوشيكة ..!
أيتها المشغولة بي تفضُّلاً منك .. المنحازة إليَّ إيمانا بنبوءاتك لي ...!
سأكون الأجمل حين تكونين حبيبتي .. وستكونين الأنبل حينما تحبّينني ..!
هكذا كلما تبادلنا المواقع .. كانت الدقائق موعودة بأصدقاء من نكهة الصدق .. وقلوب من زمن العصافير الملوّنة ...!
لاعليك .. حين تحيط بنا قلوبٌ بألوان داكنة .. حسبهم أن ينظروا لداخلك قليلا كلما رغبوا بتعريف تطبيقي للبياض ..
فقط .. أشعلي أنت الحرائق وسنتبعك ضوءا ...!
كلنا نتعلّقُ بثيابك .. نتمسّك بآخر ماتبقّى من عهد النبلاء والمجبولين على العفاف الرقيق ..!
نسأل في صمتكِ عن فضَّة الكلام .. وفي كلامنا عن لمعان صمتِك ..!
آه ياسيدتي .. ها أنا في بستان تدليلكِ لي .. فاتركي في ذبول صوتي نعومة حنانك عليه .. ولارتفاع حرارتي برودة القلوب الرطبة بحبِّ الآخرين ..!
طاب صومكِ ياحبيبتي ..!

( 10 ) 28 رمضان 1426هــ

المواعيد المؤجّلة ..في ذمّة الانتظار ..!
الصباح في نافذتي تميل ظلاله نحو العاشرة حسب توقيت ( شوقي )
حسنا ..
اطرقي نافذتي كغيمة صباحية تستظل بها العصافير .. وتتوسّل لها أعشاب التفاصيل الصغيرة في رمال اللهفة ..!
حينما يمتدُّ الضحى حتى مشارف الظهيرة ..تتآكل مفاصل النهار وينحسر الوقت في ظلال جدران الصدق ..!
حقّا ..!؟
تهملين المرض فيك لتتذكّري دوائي ..!!؟
أقسم لستُ وحدي ..من تحفُّه أجنحة الملائكة في روح امرأة من تربة البياض لاتنبت فيها إلا سنابل الفضيلة ..تنقر منها العصافير حبوب الإنسانية وتطعم أهلها قوت سنينٍ ( عِفاف ) ..!
أقسم إنني جحود جدا حينما لاأحبكِ .. وودودة أنتِ جدًّا حينما لاتحبين سواي ..!
حسنًا .. ألمس فيك الآن ضحكة الانكشاف لامرأة لانتوسّل إليها إلا بما أعطتنا
ولا نمنع عنها إلا مالا تريده ..قناعة بها .. واقتناعا بقلبها ...!
ابقيْ معي قليلا حتى يتثاءب النهار في صوتي ، فأغفو آمنا مطمئنًّا في أريكة الذكريات الشفيفة ، ووسائد الألفة التلقائية ...!
لا أعرف .. أيتها النابتة الآن في نبض جبيني نخلةَ جدّي ، جذورها في دمي وعذوقها ما جناه شعري من حدائق الصدق وشجر الصدّيقين ...!
لا أعرف حقّا كيف تصاعد بخار أرواحنا منذ الشمس الأولى ..حتى قلتُ لحزني نبوءة الخيول بشائر المطر ... فكنتِ أنتِ غيمة الذكرى وسهول الحاضر المعشبة بالنقاء .. !
يا الله .. أقسم إنني أكاد أحبّك ..حتى حينما لم أكن أحبّك من قبل ..!

( الأخيرة ) 29-30 رمضان 1426هــ

تنقضي الحكايا الصائمة .. وتنطلق نافورة العيد ..!
الأطفال من حولنا نائمون إلا قلبينا .. كأنهما حبليْ أرجوحة علّقها جدي في نخلة بيتنا القديم وتبادلنا فيها الدّوَار ..
إنه العيد الأول ياحبيبتي أو ربما العيد الأخير ..حين ليس إلا دمعة حزينة في عيون نبيلة .. وفرحة لاتروّعها حتميّة الفراق ..!
دعيني أحلم معك بعيدٍ آخر قد لانضيء شموع ليله ، بينما تشتعل فينا حرائق الذكرى .. وتتقافز فينا فقَّاعات المواقف في سماوات مشابهة .. !
هاهي الشمس الأولى تصومنا في شروقها .. وتفطر بنا فوق مائدة الأصيل ..ثم تتركنا ببالونة من الضوء لاتنفجر إلا لنتساقط كشظايا مفرقعة في صرخة أطفال أشقياء ..!
يا الله ..!
ماا أشدّ غربتي لولا أنك المديينة .. وما أوحش الشوارع لولا أنك العبور فيها ..!
ذات الصوت .. وذات الحنين الصائم .. هكذا هو أنت امرأة من ديمومة البياض .. ومن طين النفوس النابتة على النجوى ...
كل عام وأنت حبيبتي