شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   دائرة الضوء (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=27)
-   -   الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات .. (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=11644)

إبراهيم الوافي 10-11-2005 01:48

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نواف الشمري



ابراهيم الوافي


نحن سعداء جدا بوجودك بيننا وسعداء بهذا اللقاء الممتع
ويحق لمواسم أن تفتخر باحتضانها هذا الكرنفال ..!!

.


النجمة التي نهتدي بها أولى بأن نحرص عليها كثيرا كي لاتحترق حينما تتحول إلى شهاب ، فالسماء لن تمنع من يسترق السمع حين يكون الفضاء بالونات هاربة من حفلات الأطفال ، وليس لنا حينها إلا نجمة نهتدي بها ...
أشعر بامتنان وغبطة حينما تطوقني بكل هذه الحميمية البيضاء ، فشكرا لتواصلك ونقائك أيها الفاضل ..!

س .. أين يقف ابراهيم الوافي حين يحتد النقاش بين انصار الشعر الفصيح وانصار الشعر العامّي
ومارأيك بما يردده دائما شعراء الفصحى ومحاولاتهم تهميش الشعر العامّي وتهميش دوره
الرائد في المجتمع ؟


كما أشرتُ سابقا يا صديقي النبيل .. أنا مع الشعر بأي لغة جاء .. وتجمعني صداقات متعددة مع الطرفين يسوءني التطرف المشترك لكليهما .. وأقف غالبا موقف الحياد .. أو بصورة أدق أقف مع الشعر الجميل وأنبذ التعصّب ..! ..

س .. برأيك .. ماسبب انحسار شعبية القصه والروايه محليا مقارنةً بشعبيتها عربيا .. وماهو ردك بمن يقول بضعف .. المناهج التعليميه خصوصا المراحل الاوليه والمتوسطه منها ودورها ومسؤوليتها عن ابتعاد الناس عن اللغه الأم
وابتعاد ذائقة الجمهور عنها ؟


سأتناول أولا موضوع القصة والرواية .. وأخالفك الرأي حول انحسارها لاسيما في العقد الأخير .. وأرى أن شعبيتها باتت طاغية وهي في هذا تتوازى مع رؤية المجتمع بشكل عام الذي بدأ يميل إلى المشهد السردي بصورة عامة .. وقد سبق وأن طرحت هذا في إحدى مقالاتي بصحيفة الرياض وجاء فيها : ( المد الروائي لدى كثير من شعراء العصر .. ثرثرة كثيرة لاتليق بقصيدة النثر ..وتحول ( عصري ) من موسيقى الصوت إلى فضاء الرؤية متماهيا مع المدعو ( فيديو كليب ) ...! )
أما فيما يتعلق بقصر مناهجنا عن مواكبة الساحة الأدبية فهذه حقيقة واضحة وجلية وحسبنا منها أن يقف العصر الحديث في منهج الأدب والنصوص في المرحلة الثانوية عند عصر الرواد أي ماقبل خمسين عاما .. في الوقت الذي يشهد القرن الحالي تحولات جذرية في الأدب بصورة عامة .. وهي واحدة من أكبر الإشكالات التي تواجه الأدب المحلي تعليميا ..!

يانواف ..كان حضورك محل تقديري وغبطتي أيها النبيل ..فشكرا لك من قبل ومن بعد...




نوف الثنيان 10-11-2005 10:20

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 



الوافي السخي ..

شكرا للشعر ..

وشكراً للطقس الممتع الذي جمعنا هنا معك ومع كل الأعضاء الرائعين الذين شاركونا هذا الأحتفاء ..

مازلنا نستمتع بالمتابعة ..

وما زلنا نطمع بالمزيد من الإستفادة ..

أسئلتي ..

تقريباً في كل دولة أجنبيه تجد كثير من الناس يحتضن كتاباً في صمت تام من فئات عمر مختلفه اطفال .. شباب.. نساء .. شيوخ ....سواء عند الانتظار في شارع .. , في مطعم , في مطار , في طائره .. وهو منظر غير مألوف لدينافي العاده ..
ومن منطلق هذا الحديث المتداول .. هنالك الكثير يتهمنا.. بــ أننا نشتري الكتب لنزيّن به واجهات منازلنا .. وقد قيل أيضاً أننا أمة لا تقرأ ..
إلى أي حد تقبل هذا الكلام .. ؟


عادة يقف الشاعر بين قوتين تتجاذبانه .. الحدث .. ورّدة الفعل .... الموقف .. والشعور ..
وهنا يكون وضع الشاعرفي وضع التأثر والتأثير .. ..
الشاعر المبدع .. تضج مخيلته بــ كثيرمن الرؤى وحساسيه مفرطه تجاه كل ماهو جميل .. او يثير الشجون
أي أن الطابع الوجداني .. ( الصادق ) .. ملموس في قصائده ..

لدي سؤالين هنا ..

ماذا يريد الشاعر من القصيدة وماذا تريد القصيدة من الشاعر وماذا يريد الناس من كليهما؟

وكيف برأيك نؤطر النص بالجمال والفن ونجعله متميزاً حياً خالداً لايموت ..أو على الأقل حاضراً دائماً
أو راسخاً في ذاكرة الكثيرين من الشعراء أو متذوقين الشعر .. ؟


من خلال خبرة وحصيلة إبراهيم الوافي الشاعر .. لو طُلب منه ترشيح شاعر وأديب سعودي وعربي

لنيل جائزه عالمية ..فمن يرشح على مستوى الشعر النبطي والآخر على مستوى الشعر الفصيح ؟



كل التقدير .




وحش 10-11-2005 21:56

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إستاذي * إبراهيم الوافي ......
ويسرني أن أعود من جديد لحرث أرض فكرك وقلبك الخصبة ..... :)
مازلنا نستمتع بوجودك هنا وكل الشكر مرة اخرى لكل من كان خلف وجودك بيننا..
مساحة من الأسئلة..ان سمحت لي بذلك . :)
/
/
س1/نص "حراس ليل" للشاعر /حيدر الجنيد ، قوبل باستهجان ورفض ووجهت له الكثير من الانتقادات ، وفي نفس الوقت ظهرت انت بقراءة تمتدح فيه هذا النص ، فهل لعلاقتك بحيدر دخل في ذلك ؟!
أم أنت تؤيد هذا النسق الجديد من الشعر العامي ؟...
0
0
س2/ما سر أسم (وفاء) في نصوصك ؟ ومن هي مريم التي كتبت فيها ملحمة كبيرة نشرت على اربع صفحات بمجلة حياة الناس ؟0
0

س3/تستخدم لفظ (الشعر المحكي) عوضا ً عن الشعر العامي أو الشعبي ، فهل هي محاولة منك لإصباغ التعميم وكسر المحلية عن هذا اللون من الشعر أم ماذا ؟!


0
0
الشكر لاسواه إستاذي ..
وكل من كان خلف هذا اللقاء ..

وربما تكون لي عودة .................. :)

0

إبراهيم الوافي 11-11-2005 00:29

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة جود الرياض







سيدي \ ابراهيم الوافي







بكل حب وإحترام وشوق
نحتفل بوجوك ونفرش طريقك بالورد
ونعطر حبر الكلمات بالمسك والعنبر
وننتظر ابداعك دوما مع نسمات الليل
وسكونه
لتصل همسات قلمك إلى قلوبنا
وعقولنا
ننتظر بوح قلمك
بشغف
.
.

لا املك اسئله
بل الكثير من الاعجاب بـ كتاباتك .. فانا متابعه لك





تحياتي

http://www.mynarjes.net/upload/hoste...akeype05a4.gif




جـــود



أيتها القديرة.. كل هذا النبل وكرم الكلام وأخلاق السطور .. نهر يغسلني بالثلج والبرد ... حسبي والله أن تكوني هنا لتنضمي لقافلة الشجر الأخضر الذي يعصر الدرب ماء ويروي عطش رهبتي وارتباكي هنا ..

لاحرمني الله بشاشة أرواحكم






بركات الشمري 11-11-2005 03:52

.



ليس بمعيّتي غير الحب والإعجاب لهذا المتصفح الغني بالشعر والأدب وصفاء الأرواح
ولصاحب هذا المكان
الأديب وأستاذنا الغالي / إبراهيم الوافي
كما قلت سابقا ً أنا هنا لأنهل وأتعلم من هذا الأدب الغني بالشعر والفكر



ساأحاول الدخول من باب يستهويني جدا ً وأرى أن استاذي الرائع من القلة القليلة وعلى مستوى الوطن العربي من يجيد هذا الفن الراقي بكل مافيه وهو شعر التفعيلة ( المحكي )

شعر التفعيلة ، كثير مانقرأ لشعراء يطرقون هذا النوع من الأدب وقلة قليلة هم من يبدعون فيه وهناك من يّهمش هذا النوع من الشعراء إمّا لعدم مقدرته على كتابة شعر التفعيلة أو لأسباب أخرى لاأراها تبرر ذلك !
كيف يرى إبراهيم الوافي مسيرة هذا الأدب على مستوى الشعر الفصيح والشعر الشعبي وماهي نظرته المستقبلية له ؟
هل هناك أُسس معينة أو لنقل مبادئ وقواعد يجب علينا إتباعها عندما نحاول كتابة شعر التفعيلة ؟
متى نحكم على النص بأنه نص نثري لايمت لشعر التفعيلة بأي صلة ؟
التفعيلة المنثورة ، هل هي باب جديد يصف إلى جانب شعر التفعيلة المتعارف عليه ؟
إبراهيم الوافي أين يرى نفسه كثيرا ً ، بالشعر العمودي أو النصوص النثرية ؟ وأين جدا ً نفسه أكثر ويحس في راحة للتحليق .. بالشعبي أم الفصيح ؟


أجد عندما يقوم إبراهيم الوافي بعمل قراءة أدبية نقدية لشاعر أو تجربة كاملة لشاعر معيّن أجد لذّة وكأني أقرأ شعرا ً ينسكب وأستمتع والله وبدون أدنى مجاملة لهذه القراءة

أسس القراءة الادبية هل هي من نتاج دراسات ادبية معينة أو هي من نتاج ترسبات لسعة مدارك وخيال القارئ للنصوص ؟
يُقال أن الشاعر عندما يكون صاحب قضية ومعاناة فانه يبدع وينتهي إبداعه باإنتهاء هذه المعاناة ، هل ترى ذلك صحيحا ً ؟
وهل عندما يكون هذا الشاعر صاحب قضية فأنه يكون شاعرا ً حقيقيا ً !؟ ومتى نحكم بأنه شاعر حقيقي ؟ هل هناك مايسمى بالشاعر العادي أو المزيّف ؟

الشعر النبطي الشعبي العمودي ، كيف يرى إبراهيم الوافي مسيرة هذا الأدب وهل هو في صعود أو نزول !؟
كيف يرى إبراهيم الوافي مستوى مايُنشر بالصحافة من شعر بجميع أنواعه ؟
عندما يقع بين يديّ إبراهيم الوافي ديوان لشاعر شعبي وآخر لشاعر فصيح . من ياترى ستبدأ بقرائته ؟
لمن يقرأ إبراهيم الوافي عندما يتجول داخل الشبكة العنكبوتية ؟




مازلت والله مستمتع بهذا المهرجان الثقافي الجميل
ومستمتع باإجابات استاذنا الكبير


والشكر كل الشكر مرة أخرى للأخوات جازي ونجدية على هذه الإحتفالية الرائعة



متابعتي ومحبتي وإعجابي استاذي الكريم






.

سلطان الحربي 11-11-2005 05:52

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 


أسعد الله أوقاتك بالخير



الأخ الأستاذ ابراهيم الوافي


أعترف وبلا فخر انني جهلتك ذات ازعاج

وها أنا اتعرف عليك بكل هدوء هنا

وأرى أنني أمام هامة من الأدب لها ثقلها وموضعها لمن يعرف الصدق




أخي الفاضل هنا فقط أسجل حضوري ولي عودة أتمنى أن لا تصل لسقف الكفاية


ودمت بخير

,,,,


وشكرا من القلوب


للمواسم الراقية


نـ...... ــــجـــ......ــــم

إبراهيم الوافي 11-11-2005 09:42

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المنفهق


إبراهيم الوافي أسم أصبح الكثير يتداوله في الفتره الأخيره حتى وصل الفضول إلى البحث عن مشاركاته النقديه والشعريه والأدبيه والتي أدهشتنا حقيقة بمستوى هذا الشاعر والأديب ونعتبره مكسب لشعبيات ولها أن تفاخر بذلك

حللت اهلا ووطئت سهلا http://www.eqla3.com/vb/images/smilies/rose.gif


السعادة تغمرني بحضورك .. أيها الفاضل ..وبصدق يقصر الكلام غالبا عن التعبير حينما يكون الامتنان أكبر من كلام وأكثر من لغة .. فقط أحببتُ أن أشير أيها النبيل إلى أن هذا الفضاء يقتدي بصدري حين يتسع لكل مداخلاتك وما أسعدني بالفعل بقارئ متابع ومتميز مثلك .

1) يحاول الشاعر الوافي التوفيق بين الشعر الفصيح والشعر الشعبي
ويبدو مميزا في الاثنين .. فأيهما الأقرب إلى نفسك ؟


أخي النبيل للشعر الفصيح الخلود والذيوع لتوحيد اللغة وثبوتها على مر العصور .. وللشعر المحكي التداول المباشر والتعاطي العفوي بين أفراد المجتمع ، لكل دوره لكن كما نعلم تبقى القصيدة الفصحى ذاكرة العربي في كل مكان وزمان وتبقى القصيدة العربية وعاء التاريخ حين تكون القصيدة المحكية وعاء المجتمع ، أعتقد أن مشكلة القصيدة الفصحى المعاصرة تكمن في نخبويتها غالبا ، بينما مشكلة القصيدة المحكية في صراعات وترّهات شعرائها التي تبلغ أحيانا حد السقوط في وحل الكلام وتدفع الكثيرون الى البراء من النسب إليها ... لكل أثره ياصديقي ، ولكل دوره في رحلة الانسان مع الشعر بأي هيئة جاء ، ولهذا . لاأستطيع بالفعل تأطير ذاتي في حالة الكتابة وتظل الرؤية العامة لدى متلقّي النص ، واللحظة الشعرية غالبا تفرض ذاتها على الكتابة وتبدو خارج رغبتي مهما مالت غالبا للتعبير عني بلغة فصحى ..

2) يشتكي كثير من الكتاب والنقاد والشعراء من الشللية والسطحية التي تظلل ساحة الشعر الشعبي .. ويعتبرونها من اكبر العوائق التي تمنع ازدهارها .. والوافي بصفته احد نقاد الشعر الشعبي في اكثر من مناسبة ماتشخيصه الكامل لواقع الساحة الشعبية ؟

مما يلاحظ على الساحة الشعبية بشكل عام استهدافها المطلق للإثارة على الإبداع ، فالترويج العام للشعر الشعبي في شبه الجزيرة العربية يبدو في مجمله بالنسبة لي ترويجٌ تسويقي ، هذا البعد الترويجي .. أدخل الساحة الشعبية في صراعات ، اعتمدت على التحزّب والشللية .. وكان يمكن أن تكون هذا الفرق أو التحزّبات أو الشلليات منبر يقدم الإبداع الخاص بكل فريق أو حزب .. لولا أن الجانب الترويجي استهدف عليه الإثارة ، فأدخل الأحزاب والشلليات ذاتها في صراعات وحماقات وصلت في بعض الأحيان لحد التوحُّل .. وهذا مادفع البعض لاتهام الساحة بالسطحية والاهتمام الساذج بهوامش إفرزاتها ومخرجاتها ، حتى وإن ضمّت في عناصرها شعراء ومبدعين على درجة عالية من الوعي والثقافة .


متابعتك محل تقديري .. ودافع نبيل للاجتهاد في أن يكون المكتوب هنا بحجم أهميتها في نفسي
طاب يومك



إبراهيم الوافي 11-11-2005 10:20

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله البـكـر
.





مقابله غنيه ..
مع شاعر وكاتب يجعل من القراءة متعة لا تقاوم !
كم أحببت قراءتك يا إبراهيم وبكل صدق ..

وأثق تماما ً بنجاح هذه الأمسيه الجميله بكل روعه ..
شكرا ً لك لحضورك على منصة الأمسيه ..
وسأكون من أصحاب المقاعد الأولى بالتأكيد ..
.


الصديق القدير .. عبد الله البكر
كلماتك الرقيقة دهشة العصافير بالصباح أيها الطيّب ، لاحرمني الله صفاء قلبك ونقاء سريرتك ..!

1* هل الشعر الفصيح يخدم الشعبي .. أم يجعله نسخة موثقه بلهجة أخرى !

كما أشرت قبل أسطر قليلة أيها الفاضل : ( للشعر الفصيح الخلود والذيوع لتوحيد اللغة وثبوتها على مر العصور .. وللشعر المحكي التداول المباشر والتعاطي العفوي بين أفراد المجتمع ، لكل دوره لكن كما نعلم تبقى القصيدة الفصحى ذاكرة العربي في كل مكان وزمان وتبقى القصيدة العربية وعاء التاريخ حين تكون القصيدة المحكية وعاء المجتمع )

2 * ألا ترى بانه من الظلم أن لا تسلط الأضواء على الشعرا الفصيح والكتابات الأدبيه في عالم الصحف والمجلات ..فأكثر ما نقراه هو أخبار عن الكتاب فقط .. بكل سطحيه وبدون أي إقتباسات على الأقل

!
لا أعرف ياصديقي .. يبدو أن مثل هذه الآراء انطباعية ذاتية مما يخرجها من دائرة المحاكمة ..فضلا عن الحكم عليها بـ ( الظلم ) كما تصفها .. فالذاكرة العربية شعرية بطبيعتها ولم تحتفل المكتبة العربية بفنٍّ من الفنون كما اهتمّت بالشعر ، ولم يلق ( فنّان ) ما من الاهتمام مالقيه الشاعر على مرّ العصور ، ويبدو هذا متجذّرا بالذات العربية منذ أكثر من ألف عام تدعمه نبوءة المتنبي حين قال :
( أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرّاها ويختصمُ )
وعلى كل حال فلعل ما ماتراه من تسليط الضوء على الكتاب في العصر الراهن خاضع في الأصل لطبيعة العصر والتتابع اليومي الإعلامي مما يجعل الكاتب اليومي مثلا في ممر البال دائما بسبب عملية التعاطي المنتظم للصحف مقارنة بالتداول القرائي للكتاب والزيارات المتقطّعة للمكتبات المختصة بالتوثيق التاريخي لفن الكتابة ...!

3 * هل تعلم بانني سعيد بحضورك يا إبراهيم ومتابع لهذه الأمسيه حتى تطفئ الأنوار :) ؟
متابع بالتأكيد ..
وستكون لي عودة انشاء الله !
شكرا ً لمشرفات مواسم هذا التقديم الجميل والجهد المبذول ..
تحية طيبة


المدينة كلها في قبضة الضوء ياصديقي .. هكذا سنلقاها حين نتسلّق السماء ليلا ..!



إبراهيم الوافي 11-11-2005 12:11

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عطيّ الله


علينا أولا أن نرحّب بك في صفحات شعبيات
ونشكرك على امتاعنا بهذا الحوار الراقي وأتمنى أن نواصل الاستفادة من خلال طرح جميل عن مايشغل الساحة الأدبية بصورة عامة


سعيد جدا بحضورك ياصديقي ، ولهذا لاتلمني حين أحدثك حديث قلب يسكنه الأنقياء من أمثالك أيها الفاضل .. لاحرمني الله وعيكم وثراء مداخلتكم ونقاء سريرتكم ..

س1 في موقع الشاعر إبراهيم الوافي وضع ثلاث دراسات عن شعره اثنتان منهم لنقاد وكتاب غير سعوديين .. وفي تغطية صحيفة الجزيرة لمشاركة الشاعر إبراهيم الوافي بمهرجان الشعر العربي في الأردن عام 2004م ..تبيّن اهتمام كثير من النقاد العرب بتجربة الوافي الشعرية
كل هذه المؤشرات والدلائل تؤكد على أن الوافي بارز جدا خارج المملكة في حين لايحظى بهذا الاهتمام في داخلها ؟
ماسر ذلك ياإبراهيم ؟ هل هو قصور منهم أم غياب منك أم أن هناك أمور لاندركها ولا نعرفها .. ليتك تحدّثنا بصراحة تامة عن هذا الموضوع ...


أيها الصديق الفاضل جاء على غلاف مجموعتي الشعرية الثالثة ( سقط سهوا ) (إذا كانت حركة الحداثة في الشعر السعودي قد عرفت شعراء مثل الحميدين والدميني والصيخان والحربي ابن جبير، وغيداء المنفى ، وثريا العريض ، ولطيفة قاري والزيد فإن الجيل التالي من الشعراء يمكن تصنيفه إلى فئتين :
الفئة الأولى اتجهت إلى قصيدة النثر والثانية ظلت تدور في فلك من سبقها دون أي إضافة ماعدا استثناءات قليلة أحدها وأهمها الشاعر إبراهيم أحمد الوافي الذي استطاع أن يجعل لنفسه صوتا متفرّدا وأسلوبا يميزه عن الآخرين في ظل ازدحام الساحة بالكثير من الغبار والنشاز ..
.)
هذه مقولة لأستاذ الشعر العربي الحديث بجامعة الملك سعود .. والمسؤول عن ملف الشعر في معجم الأدباء السعوديين الدكتور/ عبد الله المعيقل ، مما يشي بتأطيرفني لتجربتي الشعرية على المستوى المحلي ، يعكس نبل وحسن ظن المتابعين لحركة الشعر السعودي الحديث بتجربتي الشعرية حين يمتد حسن ظنهم ليشمل نبل أخلاقك وحسن ظنك بأخيك ..
أعتقد أيها الفاضل .. أن اليوم وغدا هو لمنطقة الخليج واليمن على مستوى الشعر .. وهي المرحلة الرابعة من مراحل جغرافية العصر الحديث حينما بدأ الشعر على يد رواد الإحياء فأبلو في مصر .. ثم ازدهر في العراق على يد مجموعة كبيرة وانتقل للشام وفلسطين في مرحلته الثالثة وأعتقد أن هذا العصر يشهد ازدهارا خليجيا يمنيا مشتركًا على أيدي مجموعة كبيرة من الشعراء ، هذا الجانب يلحظه النقاد العرب من خارج المملكة أكثر من نقادنا في الداخل .. وبسبب تواصلي الأكثر خارجيا ، جاء اهتمامهم والحقيقة أنني أشعر و بكل جرأة وموضوعية أن استقراء تاريخ الحركة الشعرية في المملكة يشي بظاهرة المحاكاة والتبعية في بداياته مع تأخر نسبي ومنطقي ، استنادا على حداثة التشكيل الثقافي للمجتمع السعودي فحركة التجديد في الشكل الشعري (على سبيل المثال) ممثلة بقصيدة التفعيلة ظهرت في أواخر الأربعينات في الدول العربية المجاورة لكنها لم تظهر بوضوح عندنا الا في بداية السبعينات من القرن المنصرم وهكذا .. لكن ثمة قفزة تنموية وثقافية بالنسبة للمجتمع السعودي أدت الى انحسار المسافة الزمنية التي كانت في البدء تمتد لما يقارب الثلاثين عاما ، حتى بلغنا مرحلة متطورة جدا من الموازاة والمقارنة والتماهي مع الحركة الشعرية العربية بصورة عامة .. وكتجربة شخصية لمست من خلالها الحضوة والمكانة التي يحتلها الشاعر السعودي في الذائقة العربية بصورة عامة مما يجعلني أجزم على أن هناك قصور إعلامي ( محلي ) كبير وقع ضحيته الشاعر السعودي بشكل عام ...

س2 مارأيك فيمن يقول أن شاعر الفصحى الرائع ليس بمقدوره أن يكون شاعرًا شعبيا رائعا ؟ وهل ترى كناقد لاكشاعر على أن الوافي في الفصيح هو ذاته الوافي في الشعبي ؟

أيها القدير .. الشعر ماحاك في نفسك وحرصتَ أن يطّلع الناس عليه .. هكذا تماما ننقع الروح في إناء الشجن ..فيخرج الكلام عناقيد ضوء مشبّعة ببخور أرواحنا .. كلٌّ قادرٌ على ( مدّ ) الآه .. ومماحكة الحروف ياصديقي .. فاللغة إطار قد يعيقه أحيانا التمرّس فتصدق حينها المقولة ... وبكل شفافية ومصداقية ..قيل لي هذا شخصيا .وأكاد أصدّقه كناقد حينما لاأعمل به كشاعر ...

شكرا لحضورك سيدي الكريم




إبراهيم الوافي 11-11-2005 15:08

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راكان الشعلان
شاعرنا ومبدعنا الكبير ابراهيم الوافي

لكَ تحية مسافة 1000كيلو من جده حيث أنا الآن إلى الرياض :)

فقد أحببنا شخصك كحبنا لأدبك ياصديقي


عذب أنت هنا ياصديقي .. عذب والله ياراكان.. لا أخفيك برغم تمدد المسافات ..كان التنويه للمكان يشبه نوبة ذكرى وذهولُ حنينٍ لاينقطع ولاأعرف والله كيف داهمتني حالة شجن قاتلة ترتدي (فستانا) أبيضا يرقص لحضورك .. لا أعرف بصدق كيف يمكنني أن أصف لك .. تقول اتمنى ان لاأثقل عليك باسئلتي..!!
أما سمعتني أردد من قبل ( علموا قلوبكم الحزن والموت وكتابة الجراح .. )
ها أنت مثلي تمتد في جسد الماء .. حينما يدور الوقت دورته .. من هناك .. من المدن التي لاتنام ولا يشفى فيها الغرباء تتمدد اللغة التي تنبت بلا موعد ولا انتظار ، لتكتب لك ياصديقي وقفة جديدة مع ( آخر المنتمين إلى البوح أو الجرح إذ لافرق هنا ) ، كنت تسأل عن ( سمكة) لايميتها الخروج من الماء ، تمامًا كما كنت أفعل ربما لتحمل بعض سطوري لــ ( فاتن ) التي خرجت من البحر لتموت بوزر الرمل فأرثته منها ولم أجد فيه متكئا لي حتى الآن ، برغم عجلات الجراح التي تدهس كل اخضرار فيه ..!
العقد الذي انفرط بكل ما فيه من حكايا لا يهنأ بها الأطفال المذعورون من غول الليل ياراكان ، لم يترك لي أو ربما لك جسدا نتكئ عليه حين يغوينا البحر بالنزول ..
ها أنت ياصديقي كأنما مثلي تماما يتخللك الماء من أمامك وخلفك فيتراءى لنا زمن لايعود وترقبا يستشرف ماكان ..!
ليس لنا إلا أن نعترف لخيباتنا غالبا أننا غير قادرين على تجاوزها ، وأني سأظل دائما أسأل الشمس عن موعد القبر قبل استدارة القمر ..!
ما أقسى أن تحزن وأنت حزين ياصديقي .. حينها حتى ملامحك ستحمل في براءتها التعب وحزن المواسم .. سأكون هنا معك أنا كما تشتهيني اللحظة وكما يشتاقني الصبر ، أو كما يستلهمني البوح وكيف لاأفعل هذا وأنت الأعلم كم أحبك ..!
هل قلتَ شيئا ..؟!
حسنا .. هيا بنا قبل أن تغرب الشمس فأضيع مني ..!

منذ ُ متى بدأت موهبتك الأدبيه ؟؟ وكيف سعيتَ لتطويرها ؟

البداية لثغة محكية على شفتي طفل لم يتجاوز الثامنة .. كانت عبارة عن نوع من الشعر يعرف باسم ( الكسرة ) وهو نوع من أنواع الشعر المحكي ، يشبه ( الهجيني ) بإيقاعه ويختلف عنه في خصائصه التكوينية ، تشتهر به منطقة ( ينبع ) التي نشأتُ بها .. تحول مع نمو المعرفة إلى انفتاح قرائي مكثف للشعر العربي الفصيح ومحاكاته أول الأمر ثم تطور أخيرا إلى بناء فني خاص ونشرت حينها أول نص لي في صحيفة الجزيرة السعودية وعمري خمسة عشر عاما .. وما أن بلغتُ التاسعة عشرة إلا وأصدرت مجموعتي الشعرية الأولى ( رماد الحب ) باللغة الفصحى وهكذا بدأت رحلتي مع الشعر ، وتبدو في مجملها تقليدية لا غرابة في أحداثها حينما يتشابه فيها الشعراء على بداية سواء ..

متى اعتبرت أن تجربتك الشعرية ومسيرتك الأدبية قد نضجت؟
وأي التجربتين كانت أهم لديك؟ ولماذا؟


هو غصن متطرِّفٌ قد يذبل قريبا يا راكان...!
تمسكُ بي اللحظة من ياقة جرحي ، تشدُّه علي وتشدّني عليه لاشيء أسوأ من بعوضة بين الأذن والعين ، وصورة لاتستقر حينما تختفي ، أكثر الصور تأثيرا تلك المترفة بالألوان ، والغارقة في حمرة الخجل الأسود ، والنكوص نحو الظلال الصغيرة حيث البداية المقلوبة . قلت دائما ( لليلى ) كلما أجهدها حزني لاتنزعجي ثمة غصن متطرف سيموت فلا تحفلي به .. اجتثيه يا ليلى فور قراءة أوراقه الذابلة كأناملي ، والصفراء كالعاشرة بتوقيت جرحي .. اذهبي ونامي وأنا حينما أشعر بضرورة النوم لن أطلب مزيدا من القهوة ولا سيجارة التهجد الشعري .. فقط سأحمل ظلي ، وآوي إلى ركن موحش في سريرٍ معطرلتنام روحي ملء جفونها .. ( ويسهر القلب جراها ويختصم ) .

ماالذي يعني لك فعل الكتابة ، والى أي مدى تعول عليه ؟

تعرف ياراكان .. الكتابة بحد ذاتها ..مشروع انتظار والانتظار ذاته .. سكينة القلق .. أوظلال سورمائل ..
كأنما هو شجرة بلا عصافير ..
الانتظار .. صراع الماء في الماء ..هكذا .. هكذا أمل ويأس معا ..
خوف وشوق يتضاجعان فلاينجبان إلا صرخة أو شهقة للشعور بالوقت ...!
الانتظار .. مطار بلا طائرات ..كرسي شاغر لانجرؤ بالجلوس عليه ..
امرأة في آخر الشارع فقدت طفلها ..
وفتاة في ( شرفة ) بلا فارس أحلام .. ولا مغازلة الجيران ...
فقط لتبحث في إعلانات الشارع عن صورة لــ ( ملحم زين ) ..!
الانتظار لايحقق شيئا .. انه اكثر تواطؤًا لغويًّا لخلق مفردة انكسار من انتظار .
.هكذا صناعة تايوانية .. او فساد تجاري ..!
الانتظار ملف مضروب .. في بريد منسي ..!
هكذا تفرح به حين تجده .. لكنك لن تستطيع فتحه ..!
إنه خارطة خائفة ...!
تشير بالطريق ولا تأمن بوائقه
هذه هي الكتابة ..فعل انتظار يحتفي بأثرك حينما لايحتفل بمجيئك ..منها نستمدُّ أنفاسنا وبها نتأكد من أننا برئتين قادرتين على التقاط أكسجين الحقيقة من بين دخان النبوءات .

الدقائقُ غانيةٌ مدمنةْ
والمسافةُ ما بيننا سورُ مقبرةٍ
نَخَرَتْهُ الرطوبةُ والمسكنةْ ..!
قال لي : ممكنةْ
قلتُ :
يا سيدي نجمةٌ نستدلُّ بها الشعرَ
والحزنَ والأزمنةْ .!
قال لي .. م م ك ن ة
قلتُ يا قلبُ بيني وبينكَ
نومُ الحديقةِ
عهرُ الغصونِ
وذعرُ الفراشاتِ من رقصة السوسنةْ ..!
قال لي : ممكنة ..!!
( كيفَ تستبدلين الذي هو أدنى بقلبي ...؟! )
تساءلتُ
والوقتُ ينفث تبغ الظنون بوجهي
وتومئُ لي حسرةٌ مزمنةْ ..!
قال لي ..
مُ
مْ
كِ
نَ
ةْ
قلت يا قلبُ بيني وبينكَ
يتْمُ القصائدِ
عطْرُ المعاطفِ
وامرأةٌ إن مشتْ يتطوَّس فيها المكانُ .. وإن وقفتْ رقصتْ أحصنةْ ..!!!


مدى طموحك المستقبلي؟

على المستوى الشخصي ياصديقي حسبي أن أموتَ وأنا بطموح لايموت .. وعلى المستوى العام فأن تنظم المملكة مهرجانا عالميا للشعر العربي .. تحشد له الإمكانات المتوافرة لدينا .. حينها فقط أثق أن صوتنا ستكون له الصدارة الشعرية على مستوى العالم العربي ...

ماهو تقييمك للمساحة التي تمنحها الصحافة الورقية والالكترونية للأدب؟

على المستوى الطباعي الورقي أعتقد أنها مساحة مشبعة لنهمنا الدائم للأدب في ظل اقتطاعه لأكثر من نصف مكتباتنا ..أما على المستوى الالكتروني .. ففي حوار كهذا .. يجب أن لانفرط بالتفاؤل .. برغم كل القفزات التي يحققها أدب الشبكة الالكترونية .. وعلينا أن نعي دائما أن الذاكرة العربية ذاكرة أدبية بطبيعتها هكذا تتأكد هذه المقولة دائماً، فمع انفتاحنا على الشبكة الإلكترونية، حيث التعامل المباشر مع عالم صاخب جديد يتمثل في الواقع الافتراضي بشخوصه وطقوسه المختلفة عبر الشبكة الإلكترونية التي استطاعت في فترة وجيزة أن تشكل مساحة كبيرة من ثقافة المجتمع، تجلى لنا بوضوح تجذر الجانب الأدبي في الذات العربية من خلال اقتطاع المساحة الأكبر منه للنواحي الأدبية الإبداعية.
وإذا كانت عملية التعاطي الأدبي على الشبكة قد بدأت من خلال المواقع الخاصة أو المواقع المعجمية، ومن ثمَّ المنتديات الأدبية التي خرجت منها شريحة كبيرة من الشعراء والمبدعين وأفرزت بالتالي أشكالاً أدبية متماهية مع فضاءاتها الواسعة على مستويات عدة، لعل أهمها تلك النصوص الخارجة عن التصنيف المتوارث أو النصوص اللامنتمية، لكنها بالتالي وبرغم طبيعتها التفاعلية لم تخلُ من سلبيات كثيرة تأتي عملية التخفي وراء أسماء مستعارة على رأسها حين يسكب الحبر غير المسؤول، وتنتفي جدية الطرح الإبداعي، ناهيك عن الانتشار الهائل للمنتديات على الشبكة مما أعطاها صبغة التسويقية، ونثر العبارات الاخوانية المعلبة من أجل جمع العدد الأكبر من الأعضاء دون النظر لقيمة العمل الأدبي وأصبحت الجدية حينها عائقاً أمام البعض ممن يرغبون بعبارات التلميع بطريقة بدائية على غرار (صح لسانك)..!
أقول إذا كان هذا هو الشكل الذي جاءت عليه البدايات وما تزال في مجمله ، فإن الغد بحاجة إلى تغيير منهجي .. يعتمد في أصله على الجدية .. وللحق فإن تجربة الأختين بثينة العيسى ونور القحطاني والشاعر العذب دخيل الخليفة في منتدى مدينة على هدب طفل مثيرة جدا حين استفادت من كثير من السلبيات وتم تلافيها بدءا بالأسماء الصريحة والاتكاء عليها .. والترويج المنتقى بعناية للمنتدى من خلال التوجه للأسماء الواقعية وتسجيلها .. لتشكل اللبنة الأساسية لتلك المدينة التي بدأت يافعة ... وإذا كانت تجربة المعاصر الذي دخل عامه السادس مثيرة بالنسبة لي .. لاسيما في الخروج على النمطية التي كانت عليها المواقع حين تأسيسه ومحاولتي الجادة ليكون مواكبا للساحة الواقعية .. حين أفرد صفحاته للنص الحديث ..وحين أطلقنا اسم منتدى الشعر المعاصر على هذا الملتقى كان الاسم ينبع من محاكاة ضمنية للقصيدة التي تتدحرج على شفاتي وشفاة جيلي .. تنقَّلتُ كثيرا بين المنتديات قبل إنشاء المعاصر .. كنت كلما شاركتهم بنص تفعيلة صاخب الإيقاع علق أحدهم :
( شكرا لمشاركتك بهذه الخاطرة الجميلة ) ..نص التفعيلة التي ولدت قبل أكثر من ستين عاما لا يزال خاطرة على الشبكة ..!!
ولأنني كنت وما زلت أجزم على ان المستقبل هنا على الشبكة كنت أشعر بالم شديد لتخلف محتوى هذه التقنية عن مواكبة الحركة الشعرية .. والأخوان هنا في شعبيات مثلا يبذلون جهودًا مضاعفة على كل المستويات ، وهو موقع حميم جدا أثق في تألقه دائما ربما لأنني على ثقة تامة بحسن إدارته بشكل حميم ومتوازن جدا ..

ما تعني لك هذه
الطفل
ياراكان ..الطفل عندي هو زمن الياسمين والقصيدة والقهوة المشتهاة وحلم يسكن قلبي ، شقي حد إزعاج أحبتي ، حد خربشة وجه طفلتي ( وفاء ) ، وحد سهر ( ليلى ) على رعايته ليال طويلة ...!
المرأة

عمرها لايهمُّ وقد أطلعتني على السرّ في قلبها
وعلى الشمس في شعرها
والعصافير في صوتها
حينما طاف من حولها رفقة الضوءِ
والكلمات القليلة ..
ثقّفتْ في فمي ذكريات النساء القديماتِ
حينَ مضى بالسجائر ظلِّي
تمنّيتُ لو أنني الساحليُّ الذي جاء يسألها :
أيُّنا أوّل في عيونِ النبيلةْ ..؟!


الوطن
لعله رأسي التي تنقر منه العصافير أغنياتها والعشاق مكاتيبهم .

القصيدة
إنها أنثاي .. أو كما قلت على لسانها :
( إنني امرأة كلما زارها الشعر ألقى السلام عليها فكانت قصيدة )

الحُريَّة
الموت في ساحة الحقيقة

الحُب
قرار جبري لإقامة قلبين في جسد واحد ..!
وماذا تقول
لأصدقائك

تأخذون .. المكانَ .. وأمتعتي والقصاصات .. والكلمات الجديدة ..!
تأخذون .. ضحى الأصدقاء .. وقائمةً للبريد .. عناوين بعض النصوص
وبعض حكايا القصيدة ..!
تأخذون الحقائبَ خبّأت في جيبها ..( أن سلام عليكم ) .. متى تبلغون البلاد البعيدة !
أصدقاء المواعيد والأمنيات المملّة .. يا رفقاء الأنوثة ربّا ..
أحبُّ لكم ما أحبُّ لشعري ..
سيغمركم نهرها دافئا ..
ثم تطمركم بالهروب وراء السلالم ..كم خطوة سوف يبقى عليها ..
وتبلغ حزني ..!


لأعدائك
سأكتب ظنا لأعدائنا الطيبين ياراكان ..فأقول لهم إن لكل شاعر سماؤه .. ولكل سماء قمرها .. ولكل قمر شاعر يعشقه .. :)

متأكد من أن اسئلتي ستنهال كسلسبيل ماء
سأعود قريبا إلى الرياض بعيارٍ ثقيل من الأسئلة ;)
دمت لنا أستاذا ومعلما



يذهب الأصدقاء بالإجابات وتعود وحدك بقلبي ياصديقي ..





إبراهيم الوافي 11-11-2005 15:51

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المهرة


س1_

يؤكد هنري كوبار في كتابه ( الحرب الثقافية ) بأن فرنسا هي واحدة من بين البلدان التي يجب
أن تحارب الزحف الثقافي الامريكي والانجليزي حتى لاتضيع شخصيتها وهويتها
المتجمسة في لغتها / التي تعتبر اولى اللغات العالمية الحية 0


_ الا ترى استاذي الفاضل / انه من باب اولى ان تتصدى الثقافة العربية لااي ثقافات اخرى
في حين ان الاستفادة شئ مهم / ولكن ليس الى هذه الدرجة التي نراها الآن ؟





س2_ كان للعرب تأثير بالغ بالثقافات من خلال الاداب والكتب التي ترجمت
الى جانب تأثير الشعر العربي في شعراء اوروبا

اين نحن الآن من هذا التأثير ؟ اين هو دور المثقفيين والادباء ؟ هل وصل بنا العجز
اننا نعيش على ماكتبه الشعراء والادباء في السابق ؟ واصبح دورنا محصوراً في اطار محدود
ولن نصل الى العالمية كما وصل اليهامن سبقونا ؟
سأكتفي بهذه الاسئلة / ربما اعود
كل الشكر والتقدير لك / استاذي واخي الفاضل
ابراهيم الوافي
دمت بخير
اختك/ المهرة

أيتها القديرة سعيد جدا بحضورك .. وثراء طرحك .. ونبل أخلاقك ..حفظك الله وأقر روحك بما تحبين أيتها الفاضلة ..
تمامًا .. أيتها الأصيلة فعلى سبيل المثال كان لوجود شبكة مطاعم ( ماكدونالدز ) في الشانز ليزيه .. ردّة فعل كبيرة لدى الأوساط المثقفة في فرنسا إذا اعتبر غزو ثقافي وحياتي أمريكي لأكثر الأماكن عراقة في أوروبا .. وبصفة عامة وحسب معرفتي المتواضعة فالفرنسيون أشد شعوب العالم تعصبا لموروثهم الثقافي ..
أما عن مفهوم الإقبال المطلق على الحضارات الأخرى ..فلتسمحي لي هنا بدمج السؤالين في إجابة واحدة حينما نستطرد الكلام عن المفهوم التاريخي ( للعولمة ) وتمازج الثقافات بين الشعوب .. فأشير إلى أنه لايخفى على أحد مطلقا استفادة الحضارة العربية الإسلامية في أوج ازدهارها من حضارات الأمم التي سبقتها كالحضارة اليونانية مثلا ..فضلا من أن ( عالمية ) الرسالة المحمدية أفرزت لنا رموزا كثيرة جدا وطاغية في حضارتنا الإسلامية من جذور غير عربية تنتمي في أصلها لحضارات وثقافات أخرى ولو استعرضنا ببساطة رموز العلوم والحضارة الإسلامية لوجدنا الأغلبية منهم لم يكونوا من جذور عربية في الأصل ... إذا فتمازج الثقافات خطوة هامة جدا في تطور الحضارة الإنسانية بشكل عام .. وإشكاليتنا الكبرى من ظاهرة العولمة هو دخول نمط حياتي لايلائم معتقدنا وبيئتنا وأعرافنا وتغلغله داخل المجتمع بشكل عام يعد ظاهرة مربكة ومؤثرة ..بل وخطيرة جدا .. أما فيما يتعلق بحضورنا الأدبي في الثقافة الغربية ..فمؤثر جدا تبعا لحضورنا الخافت على المستوى السياسي والاجتماعي والتقني ..وهي عملية تناسبية لايمكن أن نتجاهلها أو نغفلها .. ولعل فوز الأديب العربي نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب في العقد الحالي دليل على مكانة الأدب العربي في الساحة العالمية .. وحسبي أن أشير إلى أن رواية ( الحزام ) للروائي السعودي أبو دهمان باللغة الفرنسية لاقت هناك حضورا لافتا ومؤثرا ..مع الوضع في الاعتبار أن الرواية في الغرب لها الصدارة من بين الفنون الأدبية جميعها ...

أيتها الأصيلة ..كان حضورك ثريا ومؤثرا ... بارك الله لك فيما لديك من وعي وثقافة ..





عذبـة 11-11-2005 19:04

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 




وقفتُ كثيراً ..
وتمنيّت الرجوع .. و قلمي أكثرُ تماسكاً...!
فقراءة الظّل .. قد تُبرّر بعضاً من
الصمـت في هذا المتصفّح المُخرس!



إبراهيم الوافـي,,



لستُ لأُعرّف الجمال الذي يحيط بك من أربع الجهات!
يكفيني همساً .. فرحاً .. لهذا المكان
و شكراً لمشرفتا المواسم هذا "العيـد"





:: :: ::




*منذُ مدة.. و ذات صدفـة
قرأتك في موقعك.. وريث الرمل .. مقدّمـةً .. خلتُ أنك دونت فيها ما لم أستوعب كماله .. كتعريف مرحلة
مرّ بها الوافي.. أرى توثيقها حرفاً .. أكثر ما يشدّ الزائر لذلك الصرح الأدبي .. للخوض في إنسانية
من يقف خلف الشاعر .. توأم إحساس الكلمة.. الخارق حرفاً ! فهل تعتقد أنّ هذه المقدّمة تحتمل جوانب التجربة
الأدبية التي شكّلت (روح) الوافي الشعرية بكامل تفاصيلها..؟




:: :: ::




* إلى أيّ مدىً في رأيك.. يمثّل "النضج" أهميّةً في تجربة الشاعر أو الكاتب الأدبية؟
و هل فعلاً ترى أنّه كلّماطال عمر الشاعر -شعرياً- ازداد شعره عذوبة؟
و متـى يستأذن منّا الشعر الموت؟!





مازلت أسمع حديث الغيم.. فرحاً
بهذه الزيارة ..
شكراً لتواجدٍ مثقلٍ بالبياض..
و عذراً لقلبك,,

إبراهيم الوافي 11-11-2005 23:42

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة صالح العبدالكريم




أن يكون الحديث عن أسم بحجم " ابراهيم الوافي " فذاك أمر يُسعد من يريد أن يقرأ
بشكل مختلف .. يستمتع بفكر أدبي بحت ..!
مجموعة من الأشكال / الأفكار / الثقافات .. تعيش في عقل واحد

إذا ما قمنا في الثناء لما يحمل من أدب و خلق
فلن يفيه المتصفح حقه .. بحق لا أرجو منه شيئاً
سوى أنه معلّم وجب أن يُستذكر أمامه :

قم للمعلم وفّه التبجيلا .. كاد المعلّم أن يكون رسولا ..!



أيها الــ صالح الـ كريم .. لايليق بتحية كهذه إلا أن نردّ ببعضٍ منها .. لعلنا حينها نشبه البحر حين يقتدي بالسماء في زرقته .. تحمل السماء بإصبعيك ياصديقي .. وبينهما قلم كخارطة الطريق إلى الدهشة .. سعيد والله بحضورك ياصالح ..حين كنتَ أول من عانقته هنا في شعبيات الخير والأصدقاء الطيبين .. لك في نفسي مكانة لاتؤطرها السطور ولايدركها غيري ...!
فشكرا لحضورك من قبل ومن بعد ..


طُبع لك عدة كتب .. وتحت الطبع ايضاً صفحات من الأدب والثقافه ..
إلى اي مدى كان الرضاء عن النتاج السابق ..
هل الاصدار القادم لمحو صوره او لزيادة ترسيخ صوره ..!


الأمر بالنسبة إليَّ ياصديقي لايزيدعن توثيق مرحلة ما في رحلة طويلة مع الكتابة المكثّفة .. والمكتضة بها الصدور والسطور معا فعلى سبيل المثال .. رماد الحب ذو النزعة البكورية رأيت لاحقا أنه لم يستوف التجربة العاطفية على مستويات متعددة حينما تكون المرأة أكبر من ذاكرة ، وأكثر بكثير من هم خاص ، فجاءت المجموعة الرابعة ( وحدها تخطو على الماء ) ، وبرغم تحفظي الكبير في الحديث حوله إلا أنني حاولت جادًا أن أجعل من الأنثى فيه وعاء حياتيا يتوازى مع مكانتها على مر التاريخ ، لابوصفها خدينة القلب أو رفيقة السمر الوجداني بل بوصفها حياة متكاملة تستوعب كل قضايانا وهمومنا القومية والاجتماعية ، وقد سبق للصديق الشاعر يحي الأمير أن أشار بهذا في معرض تقديمه للمجموعة في صحيفة الرياص قبل مايقارب الواحد وعشرين شهرًا حين قال :
( متوجهاً بالاهداء كالتالي: "إلى ظلك الذي آثر البقاء معي.. حتى آخر قصيدة" يستهل إبراهيم الوافي مجموعته الشعرية الجديدة: "وحدها تخطو على الماء".. مقدماً ملمحاً جديداً في تضاريس مسيرته الشعرية ذات الجغرافيا الواسعة.. التي استهلها ب "رماد الحب" ثم "رائحة الزمن الآتي" إلى "سقط سهواً" وصولاً إلى هذه المجموعة الجديدة.
ورغم التوجيه العرضي الذي قد يطرحه عنوان المجموعة بأن نصوصا وجدانية.. تتجاوز النصوص ذلك البعد الآحادي لتتجه إلى أبعاد متعددة يجمعها الحضور الإنساني الكثيف في تعاطيه للحب والحياة والحزن والفرح والانكسار والطرب، بالإضافة إلى الفعالية الثقافية التي تكتظ بها كثير من النصوص عبر ما يلمحه الناظر في شعر الوافي من مراجعة دائمة للعلاقة القائمة بينه وبين النص واستقبال أحدهما الآخر وحضور الموروث الشعري والشعرية الجديدة.. لكنها عناصر تشتمل عليها شعرية الوافي في هذه المجموعة..
)
يحي الأمير / غريب كأني أنا الثلاثاء 18 محرم 1425العدد 13045 السنة 39
وعليه فإن حضور المرأة في المجموعة الجديدة حاول أن يتجاوز تقليديته ولعلي نجحت في ذلك .. وها أنا أحاول جاهدًا الخروج من مأزق التكرار الممجوج عبر طريقة التصنيف في الإصدارات بحيث يشكل الإصدار الواحد توجها شعريا واحدا بحالة شعرية واحدة فتشكل قصائده مجتمعة قصيدة طويلة تستوفي جوانب الحالة كافة ، وقد بدأت هذا مذ ( سقط سهوا ) كتجربة خاصة باستلهام التراث وتمثله وتوظيفه ، ومن ثم ( وحدها تخطو على الماء ) ، حيث الأنثى القصيدة .. و سوف تشتمل المجموعة الشعرية التي تصدر خلال هذه الأيام بإذن الله وأعني بها ( وحيدا من جهة خامسة ) على نصوص شعرية متفاوتة في زمنها بين مرحلتي سقط سهوا ووحدها تخطو على الماء ويجمعها توجه شعري واحد ، ولا أعرف حقيقة جدوى هذا التصنيف لكنني أراه مخرجًا من مأزق التكرار ومدّا موضوعيا للتجربة الشعرية المتكاملة والتي لاتكتفي بإصداروحيد حينما يكون حلم التواصل مع المتلقي لاحدود له ..

ما مدى ايمانك بأن تعريف الكتاب يختلف بأختلاف البلد المنتج فيه ..؟
وأن أول احتياط يجب اخذه لصنع كاتباً في المجتمع ان يُستعلم عن اصوله :
الاجتماعيه - المهنيه .
ثم علاقة هذا الكاتب بالجمهور من خلال الأثر الادبي الذي يتركه فيه ..!


الإنسان بطبيعته ابن بيئته ..هذا على مستوى البلد ، أما الكاتب فهو ابن بيئته كإنسان وابن ثقافته وأدواته الكتابية كمبدع ، وهي من وجهة نظري تأتي غالبا متناسبة مع أصوله الإبداعية لا العرقية .. أما المهنة فتخضع في الوقت الآني للمتطلبات الحياتية بشكل عام وأحيان قد تتحول لمعاناة عند المبدع لاتعيقه عن الإبداع بقدر ماتعينه على ملامسة جوهر الإنسانية حين يجسد معاناته بعاطفة صادقة وهاجس تلقائي .. أما عن علاقة الكاتب بالجمهور .. فمصطلح ( الكاتب ) وإن كان عاما إلا أننا نستطيع أن نشير إلى أنه ذلك الإنسان الذي يمتلك قدرة معينة على التواصل مع الآخر عبر مؤثرات لغوية يتميز بها .. كل هذه العوامل حتما ستصنع لنا كاتبا تلقائيا لايبحث عنه المجتمع ( المحتاط ) بقدر ما يعي به مكتملا بكل تلك الشروط التي سيكتفي المجتمع ذاته بمراجعتها حين يمنح قرينه مصطلحًا مشابهًا له وأعني به مصطلح ( كاتب ) ...


لأن المكان قد لا يتسع لأكثر من تلميحات وجيزه ..
وددت ان اعود لما ذكرته من الشعر المحكي سابقاً أو ما كتبت عنه ..!
تحدث افلاطون عن فكرة المحاكاة والذي كان يرى بأن كل الفنون تقوم على التقليد
والفنان او الشاعر يحاكي وقائع موجوده حوله في العالم الطبيعي المادي المحسوس
بعد ذلك اخذ ارسطو فكرة المحاكاة من أفلاطون لكنه اتجه في فهمها اتجاهاً مغايراً
وقد يكون مناقضاً , فهو لم يفهم المحاكاة على انها تصوير مرآة يعكس لما هو موجود
في الطبيعة . فهو منح الفنان حرية التصرف في النقل .. وفقاً لمبدأ ان يكون الفنان كـ مبدع
مكملاً ما في الطبيعه من نقص .. بشرط ان يكون قادر على اقناع الناس بما يقدمه لهم
من محاكاة ..
خصوصاً ان الفنان او الشاعر لا يحاكي أشياء محسوسه , بل يحاكي أشياء معنويه أو
نفسيه تتصل بحياة الناس و عواطفهم ..!
وذكرت " افلاطون .. ارسطو " للأكتفاء بـ البدايه لظهور هذا الأسم ..
لأن من أتو بعد ذلك كُثر ..!
هل هذا ما اردت انت توصيله بأختلاف ما اعتنقته انت من رأي احدهما وتغليبه على الآخر ..
وإذا كان ذلك بـ لا وأن ليس ذاك المقصد ..

الا ترى بأن التسميه كـ تشابه قد يؤثر في تقبلها من قِبل المتخصصين او الاكاديميين
او حتى من يرون الوعي الكامل في قراءتهم لذلك ..؟

الحقيقة أن المحاكاة المذكورة أعلاه تعني التبعية أو التقليد أو المجايلة التكوينية .. في حين أن ماذكرته وأسهبتُ فيه كثيرا عن ( مصطلح الشعر المحكي ) سواء هنا على صدر شعبيات حين قامت الأخت الفاضلة الجازي بفتح باب المداخلات حوله قبل حوالي ثلاثة أشهر .. أو ماكنت قد ذكرته في البرنامج التلفزيوني آفاق ثقافية قبل حوالي شهر ونصف من الآن ، يختلف كليّا عن مصطلح المحاكاة من حيث المعنى .. وإن كان ببعد اشتقاقي لغوي واحد .. فإذا كانت المحاكاة مصدرًا للفعل ( حاكى ) فإن المحكي مصدرا للفعل ( حكى ) وبينهما فرق شاسع في المعنى ، ولا أخال هذا مما يجهله المتخصصون أو الأكاديميون .. ولا سبيل لجذبهم عن طريق إرضائهم بمصطلح تراثي قديم ..حينما لايفي بالغرض ولا ينتمي لذات الرؤية اللغوية المنشودة ..

ذهب ابن خلدون الى ان الحاكم يكون أشد حاجه للسيف في كل من المرحله الاولى
والمرحله الأخيره من مراحل عمر الدوله , حيث يكون أهل الدوله شركاء في المعونة في بداية نشأة
الدوله وشركاء في الحمايه في حال ضعفها و تكالب الأعداء عليها .. وفي المرحلتين يكون للسيف
وأهله ميزه على القلم و أهله ( الأدباء ) فيصير ارباب السيف اوسع جاهاً وأسنى إقطاعاً وأكثر
احتراماً ومكانه ..أما في المرحله الوسطى حيث يستغني صاحب الدوله بعض الشيء عن السيف
ويكون العلم هو المعين له في إرساء دعائم الأستقرار وفي مباهاة الدول , ويكون أرباب القلم
هم الأوسع جاهاً والأعلى رتبةً والأقرب إلى السلاطين و الحكام ..!
هل ترى أن الربط الكامل في إندثار النتاج الفكري الأدبي والثقافي في الآونه الأخيره بسبب ما
تتعرض إليه الدول العربيه من خطط غربيه خطيره .. مما يفقد الأدب تواجده الفعلي و الحقيقي
خصوصاً أن دور النشر ومعارض الكتب في السنوات الأخيره على مستوى الوطن العربي
بأكمله وبمختلف الملتقايات المحيطه به و الندوات المتشكّله لم تستطع القيام بدورها المطلوب
وتجد العزوف الكلي من الروّاد والزائرين ..!
للتأثير السياسي الكامل على الكُتب حتى الأدبيه منها بشكل أو بأخر ..!؟


يااااااااه ياصالح .. قد أوجعتني والله .. مالنا وكل هذا الوجع أوما علمتَ ياصديقي أنني وإياك وأقراننا مثلا لم نكن إلا جيلا معلبًا تم تصديره لما بعد الانكسار ..حيث لاصراخ ولا ضحك ، لاحلم ولا مدينة ...فنحن في هذا العصر تحديدا.. لا يخرج جيلنا عن كونه (جيل ما بعد الانكسار) وهو الجيل الذي لم تلتصق به تلك الانتكاسات العربية في الخمسينات والستينات من القرن الميلادي المنصرم، وهو ذاته الجيل الذي لم يتنفس هواء النصر المعنوي الذي صاحب عبور الجيش العربي لخط برليف الأسطوري. فنحن ولله الحمد والمنة لم يخزَّنا ألم الانكسار، كما أننا لا ندعي شرف الانتساب لذلك النصر المعنوي الوحيد في تاريخ النضال العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي، فنحن جيلٌ معلب تم تصديره لهذا الواقع دون ألم أو فرح عدا استثناءات عاطفية كان أولها قبل عقدين من الزمان حين كانت الحجارة تتحول إلى (قنبلة عاطفية) في يد طفل زلزل الأرض تحت أقدام الإسرائيليين، لكن هذه العاطفة مالبثت أن مسخت فكراً يستعذب السلام أو الاستسلام ويجد فيه الملاذ من وخز الألم القادم بسواعد هؤلاء الأطفال والتنصل من هم الأجداد الأكبر، فاحتفل بالتالي بتوجه اليهود إلى السلام مغمضاً عينيه حالماً برغد العيش وأمنه بجوارهم، ولم يحاول الافاقة من ذلك الحلم الخادع برغم جميع انذارات اليهود التي كانت تظهر بين فترة واخرى نتيجة عدم قدرتهم السيطرة على أحقادهم ولعلَّ أهمها تلك الهدية التي أراد (باروخ) أن يقدمها (لاستير الغانية) في ذكراها، وأعني بها مجزرة الحرم الابراهيمي .. أولئك الأطفال ياصالح كانت أعمارهم تتراوح بين الثامنة والثانية عشرة بمعنى أنهم اليوم شبابا يافعين ينادي أحدهم على صديقه قائلا : قتلوا أحمد ( يا...اا سين ) ..!
فينصرف عنه قائلا لستُ سين ياهذا أنا ( عين ) يعني عربي ولا أملك حزنا ...!
ثم يتابع .. آخر وقوفه المفجع أمام أحد رموزه العربية ... صدّام العراق الأبيّة يحدّق بالفريق القادم بعجلات الرأس مالية الساحقة للعشب وهو يفتش بين أسنانه عن نفطٍ آسن فيناجيه حزنا وألما :
أيها القاتل للتاريخ والمقتول به ... ..!
لماذ نحبك حين يجب أن نكرهك ونكرهك حينما يجب أن نحبك ...
وحدك تتمدَّدُ في ذاكرة الوجع العربي ، وتختبئ ... بين ذلٍّ نتعاطاه وآخر نستورده ... لماذا لم تمت مع من مات ، أو تنتحر تحت أنقاض التماثيل ، ؟
لماذ لم ينهبوك حينما نهبوا تاريخ بغداد ..لماذا تركوك تلتهم كعك كبريائنا المزعوم
لماذا تركونا شجرا على جانبي ساحة تغتصب فيها العصافير الفراشات ...
... لماذا فضَّلت الاختباء في عمامة الحجاج ، حين فتَّشنا عنك في راحتي الرشيد ..؟!
لماذا لم تترك السحابة لتمطر كما تشاء ..حين كان كل الأرض عراق .. وكل الذاكرة بغداد ...! ؟
أيها الجاثم في ذاكرتنا كقبر منبوش ، أيها المتصوّف بنا وجعا والمتجوف بنا وهما والمتخوِّف منا لؤمًا ... لماذا تظهر الآن لتغتصب منا الرحمة التي لم تمنحها حين انتظرها الجياع دما يراق في العراق و أطفالا يرضعون الفرات ملوثا بنفط مشبوه ...!
لماذا لم تطلق لحيتك حين كانت مأوى الشياطين ومشانق المغضوب عليهم بأمر انتظارنا لفارس يحرم نبش القبور حين ينتصر على الموتى ..!
لا أدري لماذا أوجه سيل الأسئلة المستعصية هذه عليك بغرض التنفيس عن كبتٍ فيك
لا كبتٍ منك .. وعن وجع مضاعف لأجلك حين كنت وحدك كل الوجع العربي ...!
تمنيت أن تموت منذ زمن ولو بحجر طفل .. أو بطلقة صياد عابث يصطاد الحمامات في رواشين المأمون ويخيف العصافير في الرصافة .. تمنيت أن تموت منذ أن صرخت صفَّارات الإنذار في بيوت جيرانك الذين لا يأمنون بوائقك ...
لكنني تمنيت أنك لم تخلق بينما يبحثون في لعابك عن نفط آسنٍ يختلط به ، وعن بقايا لقمة متعفِّنة تختبئ بين أسنانك ..!!
أيها ( الصِّدام ) بين الحب والكراهية ... أيها القاتل حين تموت أكثر منك حين تحيا ... ما ذا تركتَ لي ..بينما أنتظر صبيي الذي يتخلق في شهره السابع ... ماذا سأقول لــ ( وفاء ) حين تسألني عن سنواتها الأولى وهي تدرس التاريخ الذي يكتبه المنتصرون في سيرتنا ... هل أقول لها كان قاتلا سفاحا مجرما ..لكننا لم نستطع قتله ..فقتله المنتصرون بنا علينا ؟! أم أقول لها مات حلما وعاش هما وبعث ضعفا وإذلالا ..؟!
لا أعرف كيف يمكن أن أصنِّف المواقف حين تتعمَّد وحدك جمعها كلها في سلَّة الاغتصاب الأقسى في تاريخنا ... لماذ لم تمتْ في حملة المغول ... لماذا ..لماذا ... لماذا
تبا لك حين نحبك رغما عنا ..!

وربما كانت إجابة الأول .. وجرأة الآخر بانهزام رمزه هي ذاتها مايجعلني أتوجّع كثيرا من طرحك الأخير ..!


كل الاحترام يا اديبنا القدير
فخورون بك


طبتَ روحا ياصالح



إبراهيم الوافي 12-11-2005 00:06

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدحيمي
الأستاذ ابراهيم الوافي
احببت ان لا اضيّع على نفسي شرف هذه الأحتفاليه بك
شرف لنا ولشعبيات انضمامك
ولي عوده بإذن الله
محمد الدحيمي

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بركات الشمري
.
إحتفالية أدب / فكر / شعر / ثقافة
أشبه ماتكون بمهرجان ثقافي
لن تفوتني بحول الله
كيف لا وسيّد هذه الإحتفالية أديب وأستاذ وشاعر كبير نفخر بتواجده بيننا
أستاذي / إبراهيم الوافي
هنيئا ً لنا أنت
ساأعود لهذا المكان وبقلبي لهفة الشعر / الادب
شكرا ً لرائعتي مواسم
نجدية والجازي
.


أيها الرائعان ..حتما سنلتقي لاحقًا .. لنحدّث السماء عن أسرار ولع الرمل بالغيم ...
لكما مني صادق المودة حتى نلتقي مجددا ...


إبراهيم الوافي 12-11-2005 00:28

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شروق محمد يوسف
مساء أنيق كروحك
جئتُ هنا والمكان لك .. لأحاورك .. بعد أن عرفتك أكبر من شاعر وأعمق من إنسان ... وأصدق من كاتب ..
تعرف أيها الصديق المدهش أنني أكثر من يدرك أن الوافي يحمل فوق كتفيه سدرة حبلى بالعصافير ، ونجوما يجهض بريقها في مجلس تواضعه الكبير وعفويته المذهلة ، لاعليك لن أطيل كثيرا في تقديم روحك البهية وقد قدمتك كثيرا وطويلا منذ أن التقينا قبل أكثر من عامين وأنا أشعر أنني تحت جناحين ملائكيين .. وبين أحضان صداقة بيضاء وروح بريئة إلا من عفوية الصدق وحميمية الطفولة .

سأبدأ هنا من بعيد .. من أطراف الحلم .. حيث منتدى الشعر المعاصر الذي قمتَ بتأسيسه قبل خمسة أعوام .. وشرفتني بمشاطرتك إدارته في العامين الأخيرين وأقول :

2)
سأعوود ... فالحديث معك ذو شؤوون وجنون وشجون ;)
http://www.hayde.net/vb/images/smilies2/bigmouth.gif


شروق .. أختي الصغرى الطيبة .. وزهرة المعاصر ...
انثري شال المساء على أطراف وقتك .. ثم تساءلي عن نكهة تبغ الوقت .. ومواء الحقيقة ..ودفء الصبر .. موقد الروح أنضج للحزن ياشروق ..!
أن تجيئي هنا ياأختاه .. فهذا يعني أن علي أن لاأنتظر الإجابة حين أتساءل بطفولية لاتكبر ..
( هل تظنين أن الشمس التي غرقت في البحر هي ذاتها التي ستشرق غدا ..؟!!)

في هذا الرابط :
http://www.moaser.net/vb/showthread.php?t=10153
كما نلاحظ احتفاء كبير من قبل الدكتورة خيرية إبراهيم السقاف بملتقى الشعر المعاصر وبالوافي معا عبر زاويتها اليومية في صحيفة الجزيرة ( لما هو آت ) وعبر حلقات ست متتابعة ...
إشادة بحجم تاريخ ومكانة الدكتورة خيرية السقاف مالذي تعنيه للوافي ؟!


يااا شروق ... هذه المرأة هي الأرض .. حين قالوا عنها إنها ( الغيمة ) جاءت مطرا ...
كلما تذاكرنا ( أمّنا ) جميعا ..د / خيرية السقاف .. استنطقتنا التواريخ واستشهدنا بحنوّها واحتوائها لجيل بأسرة لتكون قبّعة الوقت التي تستجمع الضوء لتشكل ظلّا ساعة سطوته وتسلطه علينا ...
يا الله ياشروق .. إنها امرأة كزرقة البحر معطاءة حدَّ سكون الليل وسخيَّة حد تجوّل الروح في مدينة الصدق والصدّيقين ...
قلتُ للجميع إنها أمي .. وأقول هنا إن شهادتي بها لن تدخل ضمن الشهادات المجروحة حينما أكون اقل بكثير من الشهادة لها .. وأقل أكثر حين أقف مذيلا مقالاتها هنا بهذه الكلمات ...
شكرا لزمن جاء بهذه الرائعة ..
نعم ياشروق على مدى حلقات ست حاولت هذه الرائدة .. وبصورة لافتة ومميزة كعادتها في طرحها اليومي لقضايا وشؤون معاصرة ، أقول حاولت تسليط الضوء على الملتقيات الأدبية عبر الشبكة الالكترونية لابكونها منبرا للنشر فقط بل من خلال كونها رحما تتوالد فيه العملية الإبداعية ، وتتخلّق فيها نصوص لامنتمية متماهية مع أفقه الفضائي ، وحين تختار كاتبة مختصة كـ..الدكتورة خيرية السقاف ملتقى الشعر المعاصر كنموذج رائد ومميز لهذه الملتقيات يتكاثر فيه شعراء اتخذوا قيمتهم النفسية والفنية من خلال تلاحمهم وتطويرهم لتجاربهم ، إنما تعد شهادة تقدير وإنصاف للمعاصر الذي ظل منذ تأسيسه قبل سنوات خمس منبرًا لجدية الطرح وعمق المطروح ، فشكَّل في مكتبته الثرية أرشيفا ضخما خوّل لكاتبة معاصرة وباحثة مختصة الإشارة إليه والتنويه به في استهدافها إثارة موضوع رائد في بحثنا الأدبي المحلي المعاصر وأعني به أدب النت ، والحقيقة أننا هنا ومن خلال هذه المناسبة الطيبة في شقيق المعاصر منتدى شعبيات وحينما تملؤنا الغبطة والفخر لايسعنا إلا أن نقول لأمنا جميعا الدكتورة خيرية السقاف شكرا كثيرا أيتها النبيلة على جوانب عديدة أفرزتها كتاباتك المتلاحقة هناك أولها إنصاف المعاصر بجديته التي اهتمت دائما بالكيف قبل الكم ، وشكرا لأنك تمنحين أبناءك هنا في منطقة الظل بعض ضوئك النافذ ، وشكرا كذلك لأنك رائدة في استهداف البحث الحيادي المعاصر .. وشكرا كثيييييرا لأنك جعلت الآخرين جميعهم يهنؤوننا ببياض قلبك واتساع حضنك لجيل بأكمله ...

من هو الوافي في مرآته التي لايراها غيره ؟

أصدقك مطلقا ولهذا أقول :

( غريبٌ كأني أنا )


النوافذ المشرعة ممر الهواء ، والمدن التي يقيم بها الشعر ليست خالصة لوجهه مطلقًا ... أعلم يقينا أنني لا أخفي شيئا حين يكون الشعر خاتمتي وكتابي الذي استلمته بيميني ... مشكلتي أنني اعد حتى عواميد الإضاءة في شارعنا ثم أضع سريري على الرصيف وأغفو حين تتولى النجوم حراسة روح بملامح قروية مهما تمدّنت لاتصعقها الضوضاء ولا تردعها الأحداث ولا تصدمها المدينة !
العفوية ياشروق في عصر يحسر الظلال تهمة ، والصدق ضرب من السذاجة ! ...
قالت أمي التي أعشقها وطنا من غناء العصافير وفاكهة لاتعترف بخصوصية المواسم ، ( كلما داهمك الحزن ياصغيري توضأ وقبل ان تتجه لصلاتك اغسل وجهك وارتشف قطرات من ماء وضوئك ) ... أقسم ياشروق أنها كانت اكبر من نصيحة كانت هاجس قلب ياصغيرتي النقية ونبوءة أم شاطرتني رغيف الجرح والفرح حتى استوى ( صغيري محمد ) على يديها أقسم برب الكون إنها قطرات إيمانية تخلّصت بها من الحزن وأوجاع الكلى معا .. ومنذ ذلك اليوم وماء الوضوء سكينة الكلام وطهارة الظن ... !
القصيدة ياشروق حتى وهي تحمل رائحة الجوهر الإنساني المحترق وتعبر الشوارع آخر الليل بعطرٍ ضوئي باذخ باحثة عن عيون يذبل السهر فيها وأكمام تنتظر الفجر ، لن تسلم من القذف حين تطلّ عليها النوافذ المعدة لاستراق السمع من أسرار الجيران والأحاديث النائمة ، يبحثون في ثوبها عن بقعة لعقت بها في جامع الخطيئة وعن امرأة مهرها القصيدة ، ليس هناك يقين ياأختاه بشاعر يقول إني أخاف الآه ... ولهذا تدخل مسجد الحضور وقد ارتشفت قطرات وضوئها ، ولا يعنيها حينها الأحذية العارية التي تدهس ظلالها في مسجد الحضور والتلقي ..!





شروق ياأخت الطموح والنقاء .. شكرا لوجودك هنا أيضا

عبدالواحد اليحيائي 12-11-2005 10:07

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
.
.
ممتاز..:)

ما الذي اضافه الشعر إلى الشاعر ابراهيم الوافي، وما الذي أضافه ابراهيم إلى الشعر؟
كيف يتعامل الناقد مع الشاعر في حس ابراهيم الانسان؟
كيف يرى الأديب ابراهيم الوافي مستقبل الشعر في المملكة بل وفي العالم كله؟

هل أنصف النقاد شعر ابراهيم الوافي؟

تحياتي للعزيز ابراهيم..
والشكر متصل للزميلتين الكريمتين..:)
.
.

إبراهيم الوافي 12-11-2005 13:03

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة حسن آل مسفر
حضور على استحياء

تراودني الكثير من الاسئله لك ايها الشامخ ... ولكنها تتلاشى امام شخصك الكريم ..

ارجوا ان تسمح لي بهذا السؤال كبداية ولي عودة اخرى محملة بالاسئلة الخجولة ...

سؤالي / ابراهيم الوافي ماذا حصد من الاعلام وماذا قدم له وما الذي كان يتمناه من الاعلام ولم يجده ؟؟

لي عودة مؤكده لشموخك يا استاذي العزيز ...

مودتي




سأنتظرك دائما ياصديقي .. تحمل بجناحيك البياض .. وروح أصدقاء من زمن الرؤيا ...
لاحرمني الله هذا التقدير وهذه الأريحية ...
عن الإعلام .. وكما أشرتُ سابقا في مداخلة أحد الأصدقاء قبلك .. لاأبرئ نفسي من تهمة الكسل فيما يتعلق بالتواصل مع الإعلام على اختلاف تخصصاته فالمجلات التي تعنى بالأدب المحكي مثلا ليس لي علاقة بها مطلقا ، باستثناء اختيار الصديق الشاعر هاني الظاهري لي لأكون مستشار تحرير في مجلته الأنيقة الرائدة ( شعبية ) ..ولعل هذا مادفعني مؤخرا للنشاط والتواصل مع هذه الساحة الثرية حد الصخب ..!
ويكفي إنصافا بل ومبالغة كبيرة أن تفرد لي مجلة كبيرة كـ ..ـحياة الناس أربع صفحات من ملحقها الشعبي لتنشر لي نصا واحدا .. في أحد أعدادها .. رغم أنني دائما حين أكتب نصا محكيا أشعر أنني أدندن في الفضاء ولا أعتقد أنني بحاجة حينها لمن يسمعني ، ومع هذا كانت لي تجربة مثيرة ومغايرة مع مجلة المختلف حين قمت بقراءة وتحليل نصوص منشورة فيها لشعراء مختلفين في أعداد متتابعة استمرت قرابة الأربعة أشهر بواقع نصين في كل عدد وتحت عنوان ( شهقات التلقي ) واشتملت على قراءات لكل من ( خالد الفيصل / محمد النفيعي / صالح الشادي / هتان .. وغيرهم مما لاتستحضرني أسماؤهم وكان ذلك قبل حوالي ست سنوات وفيما يتعلق بالمساحات الخاصة بالشعر الفصيح فأنا أنشر قصائدي في ( أكبر الملاحق الثقافية على مدى عقدين من الزمان ) وأعني به ملحق الرياض الثقافي ومنذ عشر سنوات تقريبا بانتظام ، ناهيك عن تحرير زاوية أسبوعية في صحيفة الرياض .. إضافة لتأليف وإعداد برنامج إذاعي أسبوعي بعنوان ( تأبط شجنا ) إذا ياصديقي أنا تحت شلال ضوء أكبر من قدراتي بالفعل ، ولعل الإعلام لم ينصفني فحسب بل بالغ بكرمه معي ...
أما عمّا أريده من الإعلام ..فالطموحات متباينة بل ومتصادمة أحيانا ..حين يكون الإعلام ذاته بأبعاد تسويقية .. والمثقف بأبعاد ثقافية مما يحدث فجوة بينهما ... ولعلني واحد من المهتمين بالثقافة في المملكة العربية السعودية الذين أتيح لهم فرصة تقديم ورقة عمل صحفية لوزير الإعلام والثقافة د. إياد مدني فور توليه منصب الوزارة بعنوان ( هواجس متنوعة ) جاء فيها :
( ما الذي يمكن أن نريده.. حينما تكون النوافذ مشرعة للضوء والسماء على مرمى حلم.. إن هاجس الجميع كما يتبدّى من صرخات مكبوتة قد تتمثل في مساحة الحرية الممنوحة للمبدع طباعياً كهاجس رئيس وأولي.. وأعني بها رقابة المطبوعات لدينا كأول خطوة تصحيحية في مسار تعاطي الإبداع وتخلقه وترويجه.. بالطبع نحن جميعاً ضد الحرية غير المسؤولة التي قد تتجرأ على المبادئ والقيم، لكن المثقف فينا والمبدع بحاجة أولا إلى الاقتناع بقدرة الرقيب على تقويم العمل الإبداعي.. في عصر ابداعي كتابي رهانة اللغة ومدلولاتها العصرية الحديثة.. اعتقد انه هاجس المبدع الأكبر لا سيما في ظل الانفتاح (الشبكي) وسهولة تناقل الثقافات الإبداعية.. حينما يتعثر مبدعونا في نقطة عبورهم الينا بسبب تقدير مراقب لم يتم تأهيله بالصورة المواكبة لمكانته الوظيفية في تمرير العمل الإبداعي أو تكميم الأفواه المبدعة بسبب جرأتها التي قد لا يشعر بها غيره.. وثاني هذه الأحلام قد تنطلق من تركيبتنا الجغرافية والتاريخية حينما نشكل في مجملنا كمجتمع ينتمي للجزيرة العربية جغرافياً أول الشعر تاريخياً وبالتالي من الضروري تبني مشروع شعري (عربي) ضخم يتوازى مع مكانتنا الجغرافية والتاريخية كمهرجان دوري خاص بالشعر.. وليكن على غرار مهرجان الجنادرية أو تحت عباءته ولكن بشكل مستقل وخاص وتحشد من أجله الامكانات اللازمة لانجاحه..

وثالث الهواجس.. ايقاف هذا المد الطاغي للمطبوعات الشعبية التي انشغلت وأشغلتنا باسفافات الساحة الشعبية حينما لا تعكس في اثاراتها الصحفية إلا الوجه المعتم من أدب الساحة، وصراعات الشعراء الشعبيين بصورة فجّة وفارغة لا تحمل في أبعادها إلا صورة ممسوخة للمثقف السعودي..!

حسبي هذا حين نثق كثيراً بأن هناك من يفكر لأجلنا ويعمل لأجلنا.. ولا أحسب وزير الثقافة والإعلام الجديد د. إياد مدني إلا مثقفاً واعياً وإعلامياً متميزاً مما يفتح بوابة التفاؤل لغد مضيء باذن الله.
)

ياصديقي ..كان حضورك المطر ..فشكر لك .




المهرة 12-11-2005 18:27

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 






ومازلنا نتابع / هذا الفكر الذي اضاء سماء الادب




يقال ان قتل الفكر بالكسل والأهمال جريمة اشد من قتل الجسد

ذلك أنه يرد الانسان مجرد كائن حيواني دون هوية
وانسان بسيط هش سهل الانكسار غالباً ماينهار مالم يقم على قاعدة
ثقافية وعلمية صلبة تحميه /
وكذلك الشعوب / تنهار هي ايضاً اذا لم يكن الهيكل الحديدي في داخلها
لامن حولها / في عقولها لافي عضلاتها

ماهي وجة نظر اخي واستاذي الفاضل ابراهيم الوافي في ذلك ؟




يقول الفيلسوف الالماني ( فردريك نيتشه) عن الالم والانسان ( ان الانسان اعظم المخلوقات
شعوراً بالالم )
وتعرب الشاعرة ( ليلى العفيفة ) عن الحزن في قلبها فتقول

تربع الحزن في قلبي فذبت كما 00 ذاب الرصاص إذ اصلي بنيران

نرى الآن كثير من القصائد يخيم عليها الحزن والألم / وقد يرجع الى طابع الظروف
التي نعيشها ونتعايش معها من حولنا / وكأن باب الفرح اغلق نافذته الى الابد

هل ترى من وجة نظرك ان القصيدة ذات الطابع الحزين هي الاقرب الى نفس القارئ ؟
وايهما اقرب الى نفس الوافي من القصائد ذات الطابع الحزين ؟ ام تعتمد
على الحالة التي يكون عليها ؟




افلاطون نجده لايحصر حديثه عن الحب في المرأة فقط بل يجعله متسعاً لكل عاطفة
إنسانية تصل في النهاية الى الكمال والمثاليات الروحية
في حين يقول ( بيدال ) ان فكرة الحب النبيل عند العرب كانت اثراً افلاطونياً
هل تتفق مع بيدال ؟ وبماذا تتعارض معه ؟ وماهي الفكرة التي يمكن ان
يضيفها شاعرنا واديبنا الوافي ؟





****

د / خيرية السقاف .. استنطقتنا التواريخ واستشهدنا بحنوّها واحتوائها لجيل بأسرة لتكون قبّعة الوقت التي تستجمع الضوء لتشكل ظلّا ساعة سطوته وتسلطه علينا ...
يا الله ياشروق .. إنها امرأة كزرقة البحر معطاءة حدَّ سكون الليل وسخيَّة حد تجوّل الروح في مدينة الصدق والصدّيقين

حين يكون الحديث عن هذه الانسانة الراقية ادباً / وعلماً
والتي حملت هموم الكثير / فكانت القلب الذي ينبض لااسعاد
كل من حولها / والتي طالما اسعدتنا
بفكرها / فكانت اماً للجميع / جامعة الاحتواء التي
لاحدود لها

شكراً شروق / شكراً للوافي
الذي جمعنا بحروف هذه المدرسة الرائعة
الا وهي د_ خيرية السقاف


دمت بخير

اختك/ المهرة






إبراهيم الوافي 13-11-2005 03:11

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة يعرُب


السيد الكريم .. الوافي

دخلت هنا خلسة اتبع الأثر
فما أجمل ما تتركه لنا وترحل
نطوف حوله .. وأعناقنا تتجه نحوك
فلسنا .. كإخوة يوسف
وما أنت .. بالسامري

وبين مدين وعاد
ألف ألف نخلة
في كل نخلة أسرجت لنا قنديلا
نستضئ بنورة

سيدي الكريم
فقط اخبرني ..
كيف وجدت ابن الغفوري ؟؟


دمت بود أيها الكريم

يعرُب

يا يعرب .. هكذا قلتُ لهم ذات يقين :

( خذ يدي لاتدعني ..
فالدماء التي في القميص دمائي
وما كذبوا إخوتي حين قالوا قتلناهُ
ماكذبوا حين قالوا وكيف نقول له الذئبَ مافي المدينة إلا كلاب
وأحياؤها كلها من نساء ..!
خذ يدي لاتدعني ..
ستبيضُّ عينُ أبي وهو يبكي
فما كنتُ يوسُفَهُ وهو يعقوبُ
لكنني كنتُ أتلو بدكَّانه سورةَ الأنبياء ..! )


أما عن الصديق الشاعر مروان الغفوري فما لقيته يوما إلا صديقا مقيمًا في ذاكرتي .. وأخًا يتسوّح في قلبي وشااااااااااااااااااااعرًا يخرجُ الشعر من شقوق الطين عشبًا كذاكرة القرى الحزينة ... تحملني على شريعة لايموت أنبياؤها فأشتمُّ حينها رائحة تفوح من دم الرمل .. ممزوجة بدهشة البحر والمطر والعصافير والأشجار الكثيفة ...!


طاب حضورك ياصديقي

إبراهيم الوافي 13-11-2005 06:53

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ثامر الشعيفان
مررت من هنا ..

الإزدحام شديد ولكن لماذا ؟ وعلى ماذا ؟

فضولي يدفعني لمعرفة ما وراء ذاك الإزدحام ... وكسلي يدفع فضولي إلى الإتجاه الآخر

يوم ..

يومان ..

ثلاثة ..


الإزدحام أشد !!

ولازلت أخشى الإزدحام إلى متى .. لا بد أن أقطع شكي باليقين

((تنبيه في صندوق الوارد الرسائل الخاصة لديك : 1 رسالة ))

وإذا به أحد الزملاء يخبرني عن سبب ذاك الإزدحام وما وراءه

لم أستطع أن أضيع المزيد من الوقت

الآن فقط عرفت أن الكسل والغياب عن فضاء شعبيات قد حرماني من رؤية الضوء الوافي هنا


إبراهيم الوافي شاعر وأديب سعودي يفخر الجميع بوجوده ويحتفي به

الجميع أتى هنا لإلقاء التحية وسؤال هذا القلم عن ما وراء الحبر !

و البعض قد أتى ليخبر الوافي عن مدى إعجابهم فيما يقرؤنه له فيغلب الحماس على بعض المعجبين ليقول: (( يا شيخ يخرب بيتك !))

كنت أنا منهم ذات تدوينٍ للمشاعر ورسمٍ للحروف فمنك العذر :)


الأكيد أن الوافي لا يزال تحت ذمة التحقيق ... ولا يزال متهماً حتى تثبت إدانته !


إبراهيم الوافي قلم وفكر جرئ قرأت له ولا زلت أقرأ له تعجبني أراءه وأختلف معه في بعضها ولكن القضية البيزنطية هنا هي النقد .

على مستوى معظم العلوم الناقد يجب أن يكون شخصاً أعلم أو في درجة من العلم مساوية لصاحب الكتاب أو النص حتى ينتقده !

أما من هو أقل درجةً في العلم فلا حق له بالنقد ربما ينطبق ذلك على العلوم الشرعية والعلوم اللغوية وحتى الدنيوية بل وحتى على مستوى الشعر العربي الفصيح ولكن حينما نأتي للشعر الشعبي أو النبطي أو المحكي كما تحب فإن المقاييس تختلف !

فنجد بعضهم لا يملك من العلم إلا شهادة السادس الإبتدائي مع ذلك هو فطحل أجمع الجميع على براعته !
بل إن البعض يصنفه كمدرسةٍ شعرية ينهل منها متذوقوا الشعر والشعراء !

فهل الشهادة لا علاقة لها بهذا المجال أي أنه قد يكون حاصل على درجة الدكتوراه في الشعر الشعبي ... والشهادة الإبتدائية في دراسته ؟

كذلك نجد أن بعضهم قد أصبح صحفياً ناجحاً له شعبيته وله أراءه القوية فلماذا تختلف المقاييس هنا ( أقصد في المجال الشعبي)؟ هل الصحافة روح كما يقولون ؟ أم مقومات علمية ؟ أم أنه خليطٌ من هذا وذاك ؟!

وهل للنقد في الشعر الشعبي مقاييس ؟ إذا كان فما هي ؟

ولماذا يكون من لا يملك الا شهادة الإبتدائية صحفياً ناجحاً بل وناقداً في المجال الشعبي ؟




شكراً لك


همسة :

شكراً مواسم / شكراً شعبيات

لعلني متهم بمحبة الأصدقاء هنا ياثامر .. وتلك تهمة والله سأدعي إدانتها دائما :)
أما عن الاختلاف والاتفاق في الآراء ..فذلك لايفسد للود تحية ، ولايحسم في الشعر قضية .. ولايختطُّ للنقد هوية ...
وبمناسبة رؤياك عن النقد ياصديقي .. كنتُ قد طرحت إشكاليته في مقالة صحفية سأحاول أن أوجزها لك هنا :
( ... فالواضح ان كثرة ما ينتج من شعر هذه الأيام الى درجة تتطلب من الناقد جهداً كبيراً لمتابعته من أهم مظاهر أزمة الشعر المعاصر لاسيما متى ما اعترفنا بأن الإنتاج الرديء يطغى بشكل كبير على الشعر الحقيقي، وحينها فقط سندرك صعوبة عمل الناقد غير المتأني الذي يضطر غالباً الى الاكتفاء بما يتحصّل عليه من قصائد لشعراء عن طريق إهداءات أو ما شاكل ذلك مما يقع بين يديه مصادفة، ومما يؤسف له أننا نادرا ما نجد بين نقادنا من يسعى بنفسه الى متابعة الإنتاج الشعري الحديث متابعة جادة خالصة لوجه الشعر..!
وبالنظر إلى الساحة النقدية سنلحظ بوضوح قلة في عدد المتخصصين في نقد الشعر الحديث وفق منهج أو رؤية نقدية علمية واضحة ومحددة، فنقادنا يمكن تصنيفهم الى مجموعتين:
الأولى تضم الأساتذة الجامعيين الذين وقع بعضهم في (نقص) المرونة الكافية والإطلالة الحقيقية على المشهد الشعري الراهن كما أن البعض منهم غالباً ما يعتبرون ممارستهم النقدية عملاً ثانوياً لا يطمحون من خلاله الى اكثر من نشر مقال، أو اصدار كتاب يعززون به وضعهم الأكاديمي (كما يرى ذلك الشاعر نزار بريك في كتابه صوت الجوهر).
أما المجموعة الثانية فتضم النقاد الذين يمكن تسميتهم بالهواة، وهؤلاء وإن كانوا أكثر متابعة للحياة الشعرية من الأكاديميين واسلم ذوقاً منهم إلا أنهم غالباً ما تعوزهم الأدوات النقدية والرؤيا المنهجية فتأتي نقودهم على الأغلب قاصرة عن استنتاج الرؤى العامة للأفق الشعري..!
ولابد أيضاً الى الإشارة لعقدة الرواد التي تخيم على أذهان كثير من النقاد، ناهيك عن خصوصية أشعار العقدين الأخيرين التي تعد أرضاً بكراً للدراسات النقدية ويحتاج هذا الشعر الى ناقد جاد وصبور يتمتع ببصيرة نفاذة وذوق جمالي عال..
يقول الشاعر نزار بريك حول هذا: (يستنكف النقاد المحدثون عن الخوض في غمار شعر العقدين الأخيرين عادة ويميلون الى استجرار ما قيل في حقل شعر الرواد الذي أصبح ممهداً بالدراسات الكثيرة التي تناولته..) (صوت الجوهر ص19).

أما فيما يتعلق بأدوات الناقد .. واكتمالها من عدمه .. فلعلي على يقين تام من أن للنقد أدوات علمية ومعرفية .. أهمها على الإطلاق إداراك أسرار اللغة ، حينما تكون اللغة العربية تحديدًا بأبعادٍ إعرابية تتدخل في المعنى وبدلالات خاصة لمفرداتها .. ودون إدراك هذا البعد المعرفي والعلمي من الصعب بصدق الخروج برؤية نقدية منهجية ...
أما مانراه من ( تمركز ) البعض على كرسي النقد دون هذه الأدوات ..فهذا عائد لطابع ذائقته .. أي رؤياه الانطباعية .. وهي وإن كانت ذات بعد انطباعي جميل في بعض الأحيان ..يصعب عليه طرحها أو تقديمها للقارئ بدون أدوات معرفية كتابية متمثلة بالإحاطة ولو نسبيا بأسرار اللغة ومكوناتها ، وهو يشبه في هذا الطابع البدائي لمسيرة النقد العربي المتمثل بخيمة النابغة الذبياني في سوق عكاظ على سبيل المثال :)...

طابت روحك ياثامر ..




عبدالرحمن الربيّع 14-11-2005 00:31

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
الاستاذ والاخ القدير ابراهيم الوافي ...


اسعد الله مساءك ..


فالحقيقة اتيت وانا في قمة الخجل لتاخري في الحضور واشعر بانني كالذي حضر في محفل ولم يجد مقعد وظل واقفاً ..


فانا سأظل واقفا ومنصتناً بكل الحواس في هذا المحففل الكبير ..



اديبنا الرائع ابراهيم الوافي لم اعرفه ولم اقرأ له الا من خلال النت او من خلال منتدى مواسم بشكل خاص وشعبيات بشكل عام ولا دري هل التقصير مني او من الاعلام ..

والسؤال هنا لماذا هذا التقصير الاعلامي الكبير في ابراز ادبائنا امثالك وامثال الكثير والكثير الذين في اعتقادي اتجهوا للنت لتعويض هذا التقصير ..


وهناك سؤال آخر بالنسبة للشعر التفعيلة فانا اجد الكثير من الاشكالات من ناحية التسمية ومن ناحية الاهمية وايضا من ناحية شروطه وضوابطه..


بالنسبة للتسمية فهناك من يسمي شعر التفعيلة بالشعر العمودي وهناك من يسمي الشعر المقفى بالعمودي فهماهو الاصح برايك ؟

وبالنسبة للاهمية ولا يخفى على الجميع اهميته التاريخية والادبية منذ ولادته الى يومنا الحاضر فهل تحدثنا عن ذلك ؟

اما بالنسبة للشروط والضوابط التي يتميز بها شعر التفعيلة من اوزان وعروض فهناك من يعتقد عكس ذلك بسبب تسميته الشعر الحر اتمنى ان توضح لنا هذه المفارقة وبشكل مبسط ؟



واخيرا وليس آخر ساظل واقفا في مكاني ولن ابرح المكان حتى تتاح لي الفرصة بمزيد من الاسئلة ..


ولك وللاخت نجدية كل الشكر والتقدير على هذا المتصفح النيّر ...

ولكم اطيب التحايا .

إبراهيم الوافي 14-11-2005 02:50

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 

ألا ترى معي أن الشاعر مازال غير قادر على أن يتحدث عن ذات كما يفعل مثلا ذلك الغربيون
لا يستنكفون من تقديم ذواتهم سواء كانت ذوات فعالة أو غير فعالة ؟
من هؤلاء الأدلاء الذين أخذوا بيدك إلى منجم اللغة والأدب ؟


كل من قرأني لاحقا له فضل في بروزي سابقا ياسيدتي .. ثم إن أجيال الأدب متلاحقة فأبناء اليوم آباء الغد ..أنا كأقراني أيتها الفاضلة ابنٌ لآباء الأمس وأبٌ لأبناء الغد ...

هل تتعّمد هذا النوع من الكتابة المتأرجحة التي تترك القارئ احيانا معلقاً ببندول الوهم الذي يتحرك بين الحقيقة وبرزخ السراب؟

أوراق الخريف لاتعود إلى الغصن ياعنود .. ولا يعنيها أي رصيف (تدوِّخها ) عليه الريح .. وأي قدم تركلها .. فتتشرد حبيباتها بكاء في فضاء المواسم ..!
أن أكتب للريح كي تحمل السحاب حيث تشاء .. ثم حينما ينهمر المطر استجابة لأسرار المدن المخنوقة بالعطش .. فيحملونني مؤونة الانكفاء والبلل..فهذا يعني أن حذائي رث منذ الزمن الفاتني ، وأن الأنثى التي تنتظرني تحمل على صدرها تميمة الفقد وحكاية الحلم الذي يموت في رحم يومه ، ويولد لينثر الحزن في فضاءات النجوم ..!


بما اني مهتمه بكتابة وقراءة القصص القصيره , كيف تنظر إلى أسلوب السهل الممتنع الذي يعالج أفكاراً بسيطة بأساليب فنية عالية في فن القصه القصيره أو القصه القصيره جدا ؟

الحقيقة أنني قاصر جدا في فن القصة القصيرة ومكوناتها من الناحية المنهجيّة ، و لايتجاوز رأيي حولها رؤية خاصة قد تبتعد أحيانا عن الأبعاد المعرفية الخاصة بفن القصة القصيرة .. فأقول إن القصة القصيرة الوامضة تشبه كثيرا البرق الذي يحمل في نبوءته الريح والمطر والرعود والخوف والفرح .. وهكذا .. وهو منهج قصصي حديث يتماهى مع البعد الحداثي للكتابة الذي يعتمد على تقطير السرد سواء على مستوى النص الشعري المنثور أو على مستوى القصة القصيرة ..


ياعنود .. يطيب الحديث معكم أيتها الفاضلة .. فشكرا لقلوبكم





نوف الثنيان 14-11-2005 15:09

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 


يطيب لي العودة للسؤال مجددا ..
فــ الحوار هنا ثري وممتع ..


من المتعارف عليه أن نجد عاطفة الحب والملهمة من أهم العناصر البنيويه لأطلاق شرارة خيال الشاعر
وخاصة أمام شاعر الحب بامتياز .. نظم عدد كبير من القصائد العاطفيه ..بـ فلسفة خاصة جدا..
وبما أني أمام أديب وشاعر في الوقت نفسه تدفعني هذه المقدمة لأسئلة أستوقفت عندها كثيرا
وأنا أقرأ رواية ثلاثة رابعهم قلبهم في الفصل الأول وهي عن علاقة حميمة تكشف صور بليغة
بين الطفل والظل عبر مراحلهما السنيه المتعددة ..
كما لاحظت حسرة متجددة تتحدث دوماً عن الموت بـ فلسفة عميقة.. في سياق الأحداث ..
هذه الصلة أود التركيز عليها بحكم اهميتها وغرابتها .. من خلال التعرف على تأويل
فلسفة الظل والموت عند الوافي ؟




شكراً ولن تفي ...



إبراهيم الوافي 14-11-2005 20:54

رد : مسائكم .. ورد طائفي../ وانشودة طهر شماليه
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الحجّاج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
عزيزي : الأديب الرائع/الوافي

لا أجد اي كلام يفي بما هو لك من الشكر والثناء .. ولكن

لدي مداخله بسيطه ربما طرت وربما لا

هي :




" تختلط الصورة احيانا ً بالنسبة للشاعـر العربي بين شاعريته وشخصيته "

" ليس بالضرورة أن تكون القصيـدة مجسـدة لتجربة ذاتية "

قد يفرق البعض بين العطاء الشعري وبين السلوك الشخصي ، فليس بالضرورة

ان يكون هناك تطابق بين محصلة العطاء الشعري ومحصلة السلوك الشخصي ،

قد يرتاد زائر متحفا ً للوحات الفنية ، وقد يشدهـ بعضها شدا ً كبيرا ً ،

وقد يبهرهـ بعضها ، وما خطر بباله ان يعرف شيئا ً عن سلوك الفنان الذي

ابدع هذهـ اللوحة او تلك ، وقد تختلط الصورة احيانا ً بالنسبة للشاعر

العربي بين شاعريته وشخصيته ، او مشاعرها ، او ما يجيش في خاطرهـ ، او

يفتعل في وجدانه ، وأنها لابد ان تعبر عن حقيقةَ قيمِهِ ومفاهيمه الذاتية

.. وتصورهـ للآخر .!!

يقول الدكتور / أسامة عبدالرحمن ـ أستاذ جامعي ـ


العطاء الشعري والممارسة :

قد تكون شخصية الشاعر متمثلة في قيمه ومفاهيمه وتعامله الحقيقي
مع الآخر ، وقد يرى البعض ان تلك مسألة طبيعية ..!!
ويرى البعض الآخر .. ان الشاعر إن كانت ممارساته سلبية في واقعها ..
فإن ذلك يلقي ظلالا ً على مدى نصاعة عطائه الشعري !؟
ويظل السؤال المحوري الا وهو :-
هل من الضروري ان تكون محصلة العطاء الشعري ومحصلة الممارسة
الذاتية متطابقة .؟ وإن اختلفتا فإن الشاعر غير امين وغير صادق !!
وهل من الضروري الإحتكام الى هذهـ المحصلة .؟
وهل من الضروري ان يكون الشاعر امينا ً وصادقا ً في سلوكه .؟!
وإلا حكم على عطائه الشعري بالسقوط وإن كان في قمة الإبداع .!!؟

في كثير من الأحيان ..
تتداخل مشاعر الشاعر او خياله الشعري مع شخصيته ،،،
ومن الواضح ان الشاعر الذي يتحدث عن الصدق ..
وهو في ممارسته غير صادق .!! تسقط مصداقيته الشعرية ،،،
والشاعر الذي يصوغ احلى القصائد عن الكادحين ..
وهو من المترفين القابضين على مفاتح الثروة ..
والذين يضطهدون الكادحين.؟
لابد ان تسقط الظلال القاتمة على الصور الشعرية الجميلة ..
فتبدو قاتمة غير صادقة !!؟

ولكن الإحتكام بمثل هذهـ الصورة قد يسقط كثيرا ً
من القصائد الجميلة الرائعة الصور والمعاني .؟

فهل تقتضي العقلانية النظر الى العطاء الشعري بمعزل عن
شخصية الشاعر وممارساتها .؟

وهل ذلك ممكن فعلا ً على صعيد الواقع .؟

قد تجد قصيدة رائعة عن الشجاعة ..
وليس من الضروري ان تسأل عما إذا كان الشاعر شجاعا ً حقا ً !!؟

ولكن قد تُصدم ان عرفت انه جبان .!؟

وقد يلقي ذلك ظلالا ً على روعة القصيدة عن الشجاعة التي صاغها
من وحي خياله ؛ وليس بالضرورة من تجربته الذاتية ،،،

اليس الشعر احد ركائزهـ المحورية .. الخيال .؟

ولماذا ينبهر كثيرون احيانا ً بقصيدة غزلية ولم يسألوا إن كان
الشاعر قد عاش تجربة حب حقيقية تجسدت في قصيدته الغزلية ..

وحتى لو تبين انها من وحي خياله ..
فإن ذلك لا يلغي كون تلك القصيدة الغزلية رائعة ،،،

ان الفكرة الراسخة والتي تبدو من المسلمات ..
ان الشعر هو محصلة معاناة الشاعر ؟
وذلك يعني انها تجسد تجربته الذاتية من خلال معاناته الذاتية !!

وليس الأمر كذلك بالضرورة .!
فقد يحس الشاعر بمعاناة الآخرين ،،،
او ربما يتخيل هذهـ المعاناة لدى الآخرين !؟

وقد يصوغ شاعر على شواطئ ترف او بذخ نعمة !!
قصيدة عن الفقراء الكادحين .. وإن بدا ذلك من الندرة بمكان !!
انه قد يحاول تصور معاناة هؤلاء الفقراء الكادحين ..
وهو ليس بفقير ولا بكادح ؟

فهل تكون القصيدة رائعة او إبداعية !؟

قصيدة يحكم عليها بالإخفاق !!
لأنها لا تصور تجربة الشاعر ومعاناته الذاتية .؟



هل يعكس الشعـر صدق الصورة المنقولة بالتوافق مع صدق الذات .؟

وما مدى إرتباط هذين المعيارين ـ صدق الصورة وصدق الذات ـ

للحصول على قصيدة معبرة وذات مدلول بياني وصورة شعرية رائعة

وقبل هذا وذاك ان تكون صادقة .!؟

اليس يقال بأن اعذب الشعـر اكذبه .!؟



أيها الـ ..سلطان .. لاملاذ لي والله إلا أن يغمرني كرمك بقبول اعتذاري عن تأخير ماحقه التقديم ...
وإنّي أشهد الله أنني حين يتكاثف الأصدقاء يتضاءل انتباهي احتفاءً بهم وينشغل ذهني بالتبشير لقلبي بتزايد أعدادهم .. فاعذرني أيها الكريم حين تجاوزت طرحكَ القدير عثرةً منّي لا مُقيلَ منها إلا قبول اعتذاري ...


كانَ طرحُك الجميل هذا ورؤيتك النافذة امتدادا لأطروحات سابقة مشابهة لعل أهمها مايتداوله الكثيرون من مصطلح ( غذّاميٍّ ) جميل ينعتُ بــ ( موت المؤلف ) ... ونعني به عزل النص الأدبي عن منشئِه حين يخرج النص منه إلى المتلقين .. وهو بخطٍ موازٍ تماما لأهمية فصل النص ( كشخصية مستقلة ) عن الشخصية الاجتماعية لمبدعه ...
ياصديقي الأثير ..
آخر الشعراء خاتم الأشقياء والمولعين ، وأولهم بكى على طللٍ وداعب صغار الأثر ... ولن أكون آخرهم حين لم يكن أولهم عظة ومغفرة من خطايا الغياب والرحيل واستئذان العشق وتقديم طلب خطي لأداء شعائر الشوق والصلاة على الزمن المؤءود ...


أكرر اعتذاري .. وطاب لك الوقت والمكان أيها النبيل



إبراهيم الوافي 14-11-2005 21:53

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه



الوافي السخي ..

شكرا للشعر ..

وشكراً للطقس الممتع الذي جمعنا هنا معك ومع كل الأعضاء الرائعين الذين شاركونا هذا الأحتفاء ..

مازلنا نستمتع بالمتابعة ..

وما زلنا نطمع بالمزيد من الإستفادة ..


أيتها الفاضلة .. كل هذا العطاء وما أنا إلا إلا شاعرٌ مهزومٌ يمضغ الوقت ويأكل من خشاش البوح ... ويكتب الرسائل المتعبة أملا في أن تصل لاحقًا ، وتقرأ حين تؤبنه الصحف ويشيد به الواقفون في طابور انتظار موته ...
تواصلين .. إدارة الحوار بثقة القادر وكرم القدير .. .لستُ والله هنا إلا صنعة يديكِ ..ونبل ظنّكِ بأخيك .. فخور كثيرا بمعاودتك الحوار .. وفخورٌ أكثر بأختٍ تتقطّر وعيًا وتتكاثر ثقافة .. وتزيد الحوار ثراءً ومتعةً .. فشكرا لنبلك دائما ياسيدتي ..



تقريباً في كل دولة أجنبيه تجد كثير من الناس يحتضن كتاباً في صمت تام من فئات عمر مختلفه اطفال .. شباب.. نساء .. شيوخ ....سواء عند الانتظار في شارع .. , في مطعم , في مطار , في طائره .. وهو منظر غير مألوف لدينافي العاده ..
ومن منطلق هذا الحديث المتداول .. هنالك الكثير يتهمنا.. بــ أننا نشتري الكتب لنزيّن به واجهات منازلنا .. وقد قيل أيضاً أننا أمة لا تقرأ ..
إلى أي حد تقبل هذا الكلام .. ؟


أيتها النبيلة .. لاأشك طبعا في كوننا شعب لايقرأ .. وإن قرأ قليلاً .. أخذ من المقروء مايشبه الوقْفَ بعد ( لاتقربوا الصلاة ..! ) :)
نفتقد بصدق للكتب الموجَّهة .. والقادرة على التداول السريع هذا من جهة .. ناهيك على أننا نخضع الآن لسيطرة أدوات ترفيهية تسرقنا من الكتاب بصورة مرعبة .. لعلَّ أوضحها وأكثرها تأثيرا هذا الغزو الفضائي المفزع المتمثل بالقنوات الفضائية وتنافسها الشديد لاستقطاب المتابعين عبر وسائل ومقبّلات ترفيهية تفوق بأضعاف أضعاف الوسائل والأدوات التثقيفية ... على كل المستويات .. بل إنها تبدو في بعض الأحيان اعتداءً سافرًا على وقت القراءة أو الترويج لها .. ويكفي وضوحا لهذا الغزو أو العدوان ..ندرة وجود إعلانٍ لكتاب ما والترويج له عبر هذا الكم الكبير من القنوات الترفيهية والتسويقية لثقافة هابطة ..محفوفة بالمغريات القادرة على أن تخلق حالة كبيرة من الانصراف من القراءة إلى المشاهدة .. لاسيما في مجتمع عربي كسول جدا مقارنة بالشعوب الأخرى ..


عادة يقف الشاعر بين قوتين تتجاذبانه .. الحدث .. ورّدة الفعل .... الموقف .. والشعور ..
وهنا يكون وضع الشاعرفي وضع التأثر والتأثير .. ..
الشاعر المبدع .. تضج مخيلته بــ كثيرمن الرؤى وحساسيه مفرطه تجاه كل ماهو جميل .. او يثير الشجون
أي أن الطابع الوجداني .. ( الصادق ) .. ملموس في قصائده ..
لدي سؤالين هنا ..

ماذا يريد الشاعر من القصيدة وماذا تريد القصيدة من الشاعر وماذا يريد الناس من كليهما؟


أيتها الفاضلة ..
يريد الشاعر من القصيدة التاريخ .. فتمنحه إياه ( بــ شيكٍ ) مؤجّل لما بعد الموت .. فنحن بطبعنا أمة تحتفي بالأموات من شعرائها .. لكنّ القصيدة لاتريد من الشاعر إلا شعورًا خالصا لها فإن لم تكن غاية .. أجزم أنها لن تقبل بأن تكون وسيلة ...

وكيف برأيك نؤطر النص بالجمال والفن ونجعله متميزاً حياً خالداً لايموت ..أو على الأقل حاضراً دائماً
أو راسخاً في ذاكرة الكثيرين من الشعراء أو متذوقين الشعر .. ؟


أيتها المذهلة .. يقينا لا تزال الذاكرة العربية تتقد بالشعر وتتفاعل معه.. ولا تزال بلاغة اللغة ذات أثر كبير في الشارع العربي بدليل الاتكاء على الخطابة وإعداد التقارير الإخبارية بطريقة خاصة وموجهة.. انطلاقاً من تأثر العربي باللغة وتفاعله معها.. هذه حقيقة لا يمكن لنا أن نتجاهلها على الإطلاق لكن هناك عدة أسئلة لابد من الأخذ بها بالاعتبار.. هي أسئلة خاصة بالشاعر ذاته.. وهي ايضاً على الغالب تسيطر على تفكيره في كل حالاته حتى حالة القصيدة ذاتها إذ أن التفرغ الذهني للقصيدة انما ينبع من شعور باطني بدوره الفاعل وانتشائه بذاته أوصله الى حالة الكتابة الشعرية التي يتفرغ لها بإيعاز ضمني من تلك النشوة الباطنية.
وعليه تبدو الكتابة الشعرية التزاما.. على اعتبار أن الشعر فن وأن للفن دورا في الحياة لا يقل عن دور العلم والفلسفة في رحلة البحث عن الحلول لقضايانا.. فإذا كان العلم يقدم حلاً تجريبياً والفلسفة تقدم حلاً عقلياً فإن الفن لابد وأن يقدم حلاً وجدانياً وان لم يكن ذلك مستهدفاً بذاته..
هذه هي الغاية النموذجية من الشعر في الوقت الراهن، لكن استهدافها بحد ذاته ليس شيئاً ملموساً وبالتالي يظل الفرق بين تعرية هذا الهدف وبين انكشافه في الذات الشاعرة حداً فاصلاً بين كتابة الشعر وصناعته .. وبين خلوده وموسميّته ...

من خلال خبرة وحصيلة إبراهيم الوافي الشاعر .. لو طُلب منه ترشيح شاعر وأديب سعودي وعربي
لنيل جائزه عالمية ..فمن يرشح على مستوى الشعر النبطي والآخر على مستوى الشعر الفصيح ؟


ليتكِ تعفيني من ترشيح شاعر نبطي .. لأني والله قاصر جدا في الاطلاع على واقع الساحة ( النبطية ) ..لكنني حتما سأرشّح الشاعر العربي الكبير محمود درويش لجائزة نوبل .. لو أتيحت لي هذه الفرصة ...

أيتها القديرة .. حضورك ثراء .. ومتابعتك للحوار بهذه القدرات الإدارية الواعية والواثقة معا .. محل امتناني وغبطتي .. لاحرمني الله هذه الرعاية الحانية..


نورة العجمي 15-11-2005 09:01

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 


شاعرنا وأديبنا لهذا اللقاء الخالد

ابراهيم الوافي

ما تعني لك هذه الأسماء من القامات شعرية الممتدة في فضاءات الابداع الشعري العربي

بدر بن عبدالمحسن
محمد مهدي الجواهري
عبد الوهاب البياتي
محمود درويش
بدر شاكر السياب

أين يجد ابراهيم الوافي الهامه ؟
و ما هو دور الملهمات في نبضه و إنتاجه؟


من خدم الأدب العربي أكثر أدباء المهجر أم أدباء الداخل؟


تنقلت بين كثيرا من المنتديات قبل إنشاء المعاصر إلى أن تمت دعوتك إلى موقع شعبيات
وسبق أن قلت في أحد ردودك في هذا اللقاء ان الأخوان هنا في شعبيات مثلا يبذلون جهودًا مضاعفة على كل المستويات ، وهو موقع حميم جدا أثق في تألقه دائما ربما لأنني على ثقة تامة بحسن إدارته بشكل حميم ومتوازن جدا
بصراحه ماتقييمك الشخصي لمستوى الموقع بالنسبة للمنتديات الأخرى ومشاركات اعضاءه سواء على مستوى الشعر او الأدب ؟


لك من الود أنقاه



إبراهيم الوافي 15-11-2005 13:49

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجـود


كانت أجابه وافيه.. :)
لم أستطع حصر سؤال معين عن هذه الروايه الاكثر من رائعه
وربما هو فضول لمعرفة كل مادار من تساؤلات حولها
وأنت كاعادتك كنت كريم جداً

أريد ان أشاركك تساؤل آخر من فضلك طبعاً

قلة هم من يحفرون أسماءهم في العقول ..

والأقل من ذلك من ينحتون أسماءهم في القلوب .
.


هل تعتقد قلمك فقط هو من اوصلك للقراء أم شخصيتك المتواضعه
وحبك للتواصل مع الناس
أم هم معاً
حقاً نغبط انفسنا على تواجد شخص في أخلاقك
متابعتي
:)

يا الله ..يانجود ...
هذا صباح لاظلّ فيه .. إلا انتظاري لزمنٍ لايجيء ولا يُنتظر ، وأصدقاء يشبهون القوارب الصغيرة ..في نهرٍ يضجُّ بحفلاتِ الأسماك ..
تعرفين يانجود ... في الصفحة الواحدة لايهم التراتب .. ولايعني الترتيب إلا تصفيف القلوب البيضاء في رفوف ذاكرتي ..فاعذري لي ربكتي إزاء كل هذه الطقوس ...

ياااااااااانجود ...
لايزال المطر في رحم الغيم ، ولا تزال النوافذ المغلقة خائفة من سحنات الغرباء الذي يتجولون على الأرصفة المضاءة ، فالقصص المشردة لاتفزعها الريح ، لكنها تخاف على صغارها من غناء السيارات الفارهة وعبث المدن الموبوءة ..!
أي فقير سيحمل الخبز الساخن لأطفاله الجياع ومخابز الروح مغلقة حتى إشراق آسر ...!
ثمة مسافة بين أن نحب وأن لانعترف بالحب ، بين أن نلقي الحبل على الغارق .. أو أن نترك الموج على القارب ، فالملوحة ليست ذنب البحر ولا عقوبة الرمال العطشى ..!
الغجر ملاحم الرحيل وأشلاء المدن الممزقة أثوابها ...، لا أجيد الرقص حين تدق طبولهم تماما كما لا يجيدون الابتذال والتخلي عن مشيئة الريح حين تكون السفينة بلا أشرعة ، والبحارة منهكون من مسيرة ألف عام مما يقطعون ..!
وحدي سأشرع النوافذ المغلقة منذ عصر العصافير ، وسأفتح الممرات للحفاة العراة الذين يتطاولون بالأشجان وسأزرع على جبين الشمس وردة من حنين وشجرٍ يتكاثر كقبائل النمل التي تدخر مؤونة العناء للبرد والأوسمة المغضوب عليها...!
لن أكون ( وريث الرمل ) ولا آخر المنتمين للبوح حين لا أدافع عن ( هزتي ) وأجعل من المفردات التي قد تبدو كالقنديل الكفيف فراشات لايحرقها الوهج حين نستدل بها على صباح السكارى والمنبوذين في الشوارع المتقيئة ..!
الصديد لايسكن جذور النخيل .. لكنه قد يختلط بمياه المستنقعات في الشوارع العابثة فتتوالد تحت أظافره الحكايا المشبوهة حين تؤثر بها عوامل ( النت والترضية ) وتتحول المدينة كلها إلى امرأة عارية تهدَّلت أثداؤها ونبتت على جفونها أعشاب السهر ...! )


والله يانجود .. لم أكن وأنا بهذا الإعياء بحاجة لأكثر من أنفض الحزن عن وجهي ببعض الكلام ...
فشكرا لك كثيرا حين جئتِ بما أحتاجه تمامًا ..!


إبراهيم الوافي 15-11-2005 14:33

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة وحش
إستاذي * إبراهيم الوافي ......
ويسرني أن أعود من جديد لحرث أرض فكرك وقلبك الخصبة ..... :)
مازلنا نستمتع بوجودك هنا وكل الشكر مرة اخرى لكل من كان خلف وجودك بيننا..
مساحة من الأسئلة..ان سمحت لي بذلك . :)

0

أهلا بك ياوحش .. وممتعٌ كثيرا هذا الحديث معكم وبكم وإليكم أيتها الطيبة ...
س1/نص "حراس ليل" للشاعر /حيدر الجنيد ، قوبل باستهجان ورفض ووجهت له الكثير من الانتقادات ، وفي نفس الوقت ظهرت انت بقراءة تمتدح فيه هذا النص ، فهل لعلاقتك بحيدر دخل في ذلك ؟!
أم أنت تؤيد هذا النسق الجديد من الشعر العامي ؟


أصدقُكِ ياوحش .. أقرأ النصوص الشعرية غالبا بحس المغامرة .. ألم يقل جدنا المتنبي ذات تاريخ :
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ
فلا تقنع بمادون النجوم ..
أقرأ النصوص ياوحش وفي ذهني أنني إزاء مبدع عليَّ البحث عن الجوانب إلإبداعية فيما أبدعه .. وقد لمست في حراس ليل بعدًا عميقا في نشره بطريقة سردية متماهيا مع مضمونه السردي .. وهذا مالايوافقني عليه البعض ربما ..حينما لايرون أهمية في هذا الربط .. لكنّ علاقتي بأخي وتوأم روحي حيدر كشفت لي دون غيري ربما مدى العمق الفني والبعد الاستشرافي لتجربته الشعرية مما يستوجب هذا الربط النقدي ، وهي وإن لم تتح معرفتها لآخرين ولا أرى أهمية هذا وأعني إلمام القارئ بشخصية المبدع .. إلا أنها كانت أداة معرفية نقدية توصلتُ بها لهذه الرؤية وقدمتها بشكل مقنع مما يغيّب بالتالي دافع المجاملة أو المحاباة .. وشاعر بحجم وقدرات حيدر الجنيد لن يزيد في شاعريته ناقد مثلي حين يشيرُ لظاهرة نقدية عميقة .. وحتما لن ينقص منها ناقد آخر كسول يكره أن يفسّر ظواهر النص حينما يدرك قصوره عن إدراكها .. :)

0
س2/ما سر أسم (وفاء) في نصوصك ؟ ومن هي مريم التي كتبت فيها ملحمة كبيرة نشرت على اربع صفحات بمجلة حياة الناس ؟0

وفاء هي طفلتي الأولى وزهرة قلبي .. بدأت خطوات دراستها هذا العام .. أما مريم .. فاسم رمزي بدلالتين تراثيتين .. الأولى دلالة العفاف والعذرية نسبة لمريم العذراء .. والثاني البعد الشعبي والقروي لهذا الاسم .....ووو بس :)

س3/تستخدم لفظ (الشعر المحكي) عوضا ً عن الشعر العامي أو الشعبي ، فهل هي محاولة منك لإصباغ التعميم وكسر المحلية عن هذا اللون من الشعر أم ماذا ؟!

كنتُ حقيقة قد أسهبتُ في شرح رؤيتي حول التسمية .. والتعميم واردٌ تحت أي مسمى .. لكن المصطلح استهدف لغة الكلام .. حين استهدف الشعر الفصيح لغة الكتابة .. ونحن ندرك تماما أننا في هذا العصر .. نتكلم بلهجة مشتركة فيما بيننا لكننا نكتب بلغة فصيحة .. فالشعر المحكي كمصطلح ينتمي للحكي أو الكلام والشعر الفصيح ينتمي للغة الفصحى وهي لغة الكتابة ..


شكرا لقلبك ياوحش


حسن آل مسفر 15-11-2005 15:01

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
استاذي الفاضل ابراهيم الوافي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسائك نقاء ايها النقي

اعود اليك بهذه المشاركة التي وصلتني عبر بريدي الخاص من صديق عزيز بالنسبة لي اسمح لي ان احتفظ باسمه اذا اردت :)

والحقيقه انه استفزني انا بأسئلته الموجهة اليك ولكن لم يكن امامي بد الا ان اقوم بنقلها كما اتتني :)

وإليك الاسئلة

..........

الاستاذ ابراهيم الوافي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمح لي بالدخول مباشرةً في اسئلتي اليك

1- المبدع إبراهيم الوافي شاعر مثل المرحلة التالية لجيل الحداثة ، ولنقل قصيدة النثر ، ولن أسألك عن سمات المرحلة الشعرية ، لأن الأساس أن ننظر للحالة الشعر مستقلة ومنفردة عن سياقها 00
وفي راهننا الثقافي ، بات المشهد الشعري مع حضور أجناس أدبية أخرى ، وبالذات الحالة السردية ، يشكل هاجساً مقلقا لهذا الجنس الأدبي الأثير في الذاكرة المحلية المرتبطة بالمشافهة ، وهي ذاكرة شعرية كما يعرف الجميع ، نتيجة لجملة من المعضلات ، ليس المجال متاح ومناسب لتعدادها ، إنما أحدى معضلات تلك الحالات ، محاولة أمتصاص ما أحدثته القصيدة الحداثية من صدمة للمجتمع الراكد ومواجهة ذلك الموات ، ورأينا كيف كرس الشعر الشعبي في مرحلة ما بعد حرب تحرير الكويت ، حتى ظننا أن كل مواطن أصبح شاعر ، وطبعاً لم يكن هذا مجرد حالة ثقافية تلقائية 00
وهنا السؤال 00


2- أعرف واقع الساحة الثقافية ، وأريد أن أفتح هنا باباً موصداً لشاعرنا ، ونحن نشهد الصراعات المختلفة ، ليضيء لنا وبالذات لمن لايعرفون شيئا عن تجربته ، بقدر ما نعرف بأنه يكتب في رياض ( سعد الحميدين ) ، كيف ينظر للتجربة الشعرية المجائلة له وعلى أي أرضية تقف القصيدة الحديثة ، وهل جرد خطابها من حمولاتها الدلاليه للاخر ، وأصبحت مجرد تهويمات ذاتية مغرقة لخطف الضوء ؟


3 - غياب النقد الحقيقي هل يشكل قضية لشعراء المرحلة ؟

........

انتهت الاسئلة

تقبل خالص مودتي

شروق محمد يوسف 16-11-2005 20:26

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
لاتزال المتعة قائمة .. نحن هنا في طابور انتظار لايمل ..
لقطارٍ لانبلغ آخره قاعدون .. عدتُ مجددا أيها الرائع .. لأقول :

1- كيف تتداخل الكلمة بالصورة الشعرية عند إبراهيم الوافي ؟ وهل تحس بأسبقية أحدهما؟
2- هل يحس الوافي برغبة للبرهنة والاستدلال والتعليل وهو يكتب القصيدة؟
المثقف المعاصر إنسان منفعل لا مندهش . فقلما نجد الإنسان المندهش الذي عُرف في أدب القرن الثامن عشر .
3-كيف استطاع الوافي في هذا العصر أن يكون جمهور يجمع بينهما؟
4-الزمن كمفهوم هل يفاجئ القصيدة عند الوافي . بمعنى : هل تشعر به أم تتصوره؟
وأين يكون جسد الوافي حين يكتب القصيدة؟
كل فتاة بأبيها معجبة ..
5-إلى أي حد وصل إعجاب وفاء بأبيها ؟ :)

شكرا لنقاء قلوبكم.

إبراهيم الوافي 16-11-2005 20:47

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بركات الشمري
.



ليس بمعيّتي غير الحب والإعجاب لهذا المتصفح الغني بالشعر والأدب وصفاء الأرواح
ولصاحب هذا المكان
الأديب وأستاذنا الغالي / إبراهيم الوافي
كما قلت سابقا ً أنا هنا لأنهل وأتعلم من هذا الأدب الغني بالشعر والفكر
.


تقف أمام مرآتك ..فتسهبُ في وصفي أيها النبيل .. أصدقك ياصديقي ..كلما مررتُ بنص لك أو بمعجبٍ مثلي بتجربتك الثرية قلت : هنيئا لنا بك يا ( بركات ) الشعر ...
حسنًا .. أيها الأثير سأكون معك وبك ..


1) ساأحاول الدخول من باب يستهويني جدا ً وأرى أن استاذي الرائع من القلة القليلة وعلى مستوى الوطن العربي من يجيد هذا الفن الراقي بكل مافيه وهو شعر التفعيلة ( المحكي ) .. شعر التفعيلة ، كثير مانقرأ لشعراء يطرقون هذا النوع من الأدب وقلة قليلة هم من يبدعون فيه وهناك من يّهمش هذا النوع من الشعراء إمّا لعدم مقدرته على كتابة شعر التفعيلة أو لأسباب أخرى لاأراها تبرر ذلك !
كيف يرى إبراهيم الوافي مسيرة هذا الأدب على مستوى الشعر الفصيح والشعر الشعبي وماهي نظرته المستقبلية له ؟
هل هناك أُسس معينة أو لنقل مبادئ وقواعد يجب علينا إتباعها عندما نحاول كتابة شعر التفعيلة ؟
متى نحكم على النص بأنه نص نثري لايمت لشعر التفعيلة بأي صلة ؟
التفعيلة المنثورة ، هل هي باب جديد يصف إلى جانب شعر التفعيلة المتعارف عليه ؟
إبراهيم الوافي أين يرى نفسه كثيرا ً ، بالشعر العمودي أو النصوص النثرية ؟ وأين جدا ً نفسه أكثر ويحس في راحة للتحليق .. بالشعبي أم الفصيح ؟


أخي الحبيب .. قصيدة التفعيلة بشكل خاص نعني بها .. تلك القصيدة التي أعيد ترتيب تفعيلات البيت الواحد فيها بتنويع موسيقي يتعامل مع النص كوحدة موسيقية كاملة .. لامع البيت الواحد كوزن موسيقي متتابع .. منطلقا في هذا من ضرورة إدخال الإيقاع أو الموسيقى دائرة التأثير الفني للنص .. ويشبه في هذا الأغنية ذات المقاطع المختلفة في الألحان ، أما بالنسبة لتجربة قصيدة التفعيلة في الشعر المحكي بشكل عام ، يخيّل لي أن مدرسة الشاعر بدر بن عبد المحسن قد وطّنتها كثيرا في الذائقة الاجتماعية وساهمت بشكل مثير في تسريبها شجيةً مثيرة عبر قصائد شعرية خالدة قدمها الغناء في أوّل الأمر بصورة متماهية جدا مع تنويعها الموسيقي إيقاعيّا من خلال الأغنيات ذات المقاطع المتعددة و ( الكوبليهات ) المختلفة الألحان .. ثم بعد ذلك انتقلت منه من الغناء لمنابر الأمسيات ولقيت حضورا طاغيا عن طريق شعراء كثر اعتنقوا هذا التوجه وأجادوا كثيرا فيه .. أما بالنسبة لرأيك حول تجربتي فيها .. فلأنني أثق بنبلك ومودتك كثيرا سأقول إن شهادة هذا الرجل مجروحة فيَّ لأنه يدرك كم أحبه ...:)
حول مصطلح التفعيلة المنثورة .. أراه حقيقة غامضا ويكاد يتقاطع تماما مع مانسميه شعر التفعيلة .. فأنواع الشعر المعاصر ثلاثة .. شعر عمودي ونعني به الشعر البيتي .. ذو الأبيات المتّسقة إيقاعيا .. ثم شعر التفعيلة وهو خلق قوالب موسيقية من خلال نثر تفعيلات البيت الواحد على النص بكامله .. وأخيرًا قصيدة النثر ..تلك التي تهتم بشحن اللغة شعريا وتغفل الموسيقى تماما ...
شعر التفعيلة ياصديقي ..تحتاج لشاعر متمرّس في كتابة القصيدة الكلاسيكية .. وبأذن موسيقية شفيفة وقادرة على خلق قوالب موسيقية جديدة ومتنوعة .. وبشكل عام هي مرحلة متطورة موسيقيا .. وتحتاج تماما لشاعرٍ يجرّب فيها كثيرا حتى يبلغ صوتا موسيقيا شهيّا من خلال إعادة ترتيب التفعيلات .. وهي كما أعلم قليلا ببحور شعرية ثمانية .. صالحة للتطبيق لكنها عاجزة عن خلق شاعر تفعيلة مميز من خلال إدراكها فقط مالم يمتلك حسًا موسيقيا قادرًا على خلق موسيقاه الشعرية الخاصة .
أما عني فليس لي إلا ماقمتُ بإصداره ولم أصدر إلا خمس مجموعات شعرية بالشعر الفصيح

أجد عندما يقوم إبراهيم الوافي بعمل قراءة أدبية نقدية لشاعر أو تجربة كاملة لشاعر معيّن أجد لذّة وكأني أقرأ شعرا ً ينسكب وأستمتع والله وبدون أدنى مجاملة لهذه القراءة ..أسس القراءة الادبية هل هي من نتاج دراسات ادبية معينة أو هي من نتاج ترسبات لسعة مدارك وخيال القارئ للنصوص ؟

كما أشرت في معرض إجابتي للأخت وحش يابركات أؤمن مطلقا أنني إزاء مبدع .. فأبحث عن مواطن الإبداع فيها وأستهدفها .. والحقيقة أن القراءات الأدبية بشكل عام إنما هي قراءة نوعية من متذوق يبحث عن الجمال ويدركه ..قراءةً بصوت عالٍ .. وتظل عملية كتابته من ضمن خصائص الكتَّاب القادرين على عرض رؤياهم بصورة مقنعة .. القراءة النوعية يا بركات عمل إبداعي موازٍ تمامًا للنص ولهذا تحتاج إلى سعة المدارك وخيال القارئ للنصوص والتثقيف الدراسي الأدبي معا ...

يُقال أن الشاعر عندما يكون صاحب قضية ومعاناة فانه يبدع وينتهي إبداعه باإنتهاء هذه المعاناة ، هل ترى ذلك صحيحا ً ؟وهل عندما يكون هذا الشاعر صاحب قضية فأنه يكون شاعرا ً حقيقيا ً !؟ ومتى نحكم بأنه شاعر حقيقي ؟ هل هناك مايسمى بالشاعر العادي أو المزيّف ؟


بالنسبة للمعاناة كمحرض على الإبداع فبصدق كنتُ أرى دائما أن المعاناة رحم الكتابة وأن الحزن أصدق شعرا وأرقى تعبيرا .. وأشد تأثيرا .. لكنني لاأرى لمعاناة الشعراء آخرٌ ياصديقي .. وأعني بالشعراء .. الحقيقين لأن صنّاع القصيدة لايثابرون على الشعر ولا تنمو معاناتهم فتخفت أضواءهم ويميلون غالبا للزوال ...

الشعر النبطي الشعبي العمودي ، كيف يرى إبراهيم الوافي مسيرة هذا الأدب وهل هو في صعود أو نزول !؟
وكيف يرى إبراهيم الوافي مستوى مايُنشر بالصحافة من شعر بجميع أنواعه ؟


الشعر النبطي الشعبي العمودي بصدق لايزال مميزا ومتماسكا جدا مقارنة بالقصيدة الفصحى العمودية .. ويبدو لي أن شعراء القصيدة الشعبية تنبّهوا جيدا للورطة التي وقعت فيها القصيدة العمودية الفصحى عندما انكفأت على جمودها الموسيقي ونمطيتها التي لم تتواءم مع هذا العصر المتحرك والديناميكي ... وذلك حينما حدّثوا كثيرا في صورها ومفرداتها مع الإبقاء على تقليدية الإيقاع فيها ..فخرجت إلينا بثوب جميل جدا يجمع بين الأصالة والتجديد بصورة مثيرة بالفعل .. والحقيقة أن انتشار المجلات المهتمة بنشر الشعر الشعبي بمثل هذه الكثافة المرعبة جدا جدا .. أدى إلى أن يكون الطلب للشعر الجيد أقل بكثير من العرض الإعلامي .. فضاعت القصائد الرائعة والشعراء المميزين في زحمة العرض الكثيف للجيد والرديء معا ..

عندما يقع بين يديّ إبراهيم الوافي ديوان لشاعر شعبي وآخر لشاعر فصيح . من ياترى ستبدأ بقرائته ؟
ولمن يقرأ إبراهيم الوافي عندما يتجول داخل الشبكة العنكبوتية ؟


لا أخفيك يابركات .. لاأتعاطى الشعر المحكي مقروءا إلا نادرا وبحدود ضيقة عبر النت أو المجلات .. لأنني أحبه مسموعا جدا ولهذا تكاد تخلو مكتبتي من دواوين مطبوعة لشعراء محكيين لكنني حتما أمتلك بجوارها مكتبة سمعية تعج بهم ..
أما لمن أقرأ على الشبكة .. فأصدقك الخبر ياصديقي يستهويني النص كثيرا دون أسماء معينة .. فيعترضني أحيانا بيت شارد أو نص مجهول شاعره مثلا فأتوقف طويلا عنده ...!

مازلت والله مستمتع بهذا المهرجان الثقافي الجميل .. ومستمتع باإجابات استاذنا الكبير
والشكر كل الشكر مرة أخرى للأخوات جازي ونجدية على هذه الإحتفالية الرائعة


يابركات ..كنتَ والله هنا بردًا وسلامًا على إبراهيم ...





إبراهيم الوافي 17-11-2005 06:33

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الحربي


أسعد الله أوقاتك بالخير



الأخ الأستاذ ابراهيم الوافي


أعترف وبلا فخر انني جهلتك ذات ازعاج

وها أنا اتعرف عليك بكل هدوء هنا

وأرى أنني أمام هامة من الأدب لها ثقلها وموضعها لمن يعرف الصدق




أخي الفاضل هنا فقط أسجل حضوري ولي عودة أتمنى أن لا تصل لسقف الكفاية


ودمت بخير

,,,,


وشكرا من القلوب


للمواسم الراقية


نـ...... ــــجـــ......ــــم

يا أخا النسب والشعر وأحاديث الطيبين .. سقفُكَ السماء ياصديقي .. ويداكَ الغيم ..
تنتظرك معي مجالس الصدّيقين والنبلاء .. فمرحبا بك أنّى شئتَ ...



إبراهيم الوافي 17-11-2005 08:02

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عذبـة




وقفتُ كثيراً ..
وتمنيّت الرجوع .. و قلمي أكثرُ تماسكاً...!
فقراءة الظّل .. قد تُبرّر بعضاً من
الصمـت في هذا المتصفّح المُخرس!

إبراهيم الوافـي,,

لستُ لأُعرّف الجمال الذي يحيط بك من أربع الجهات!
يكفيني همساً .. فرحاً .. لهذا المكان
و شكراً لمشرفتا المواسم هذا "العيـد"


أيتها العذبة الفاضلة ...
سنفتح أبواب أخرى متفرّقة وسندخلها كثيرين كثيرين كما يتوقع الأصدقاء ، أو كما يحتجُّ أعداؤنا الطيبون وكما تتكون الأحلام ، لمثلك تسافر النوارس ومنك يتكون الغيم ، وبك نفتح بوابة النهار ..!


*منذُ مدة.. و ذات صدفـة
قرأتك في موقعك.. وريث الرمل .. مقدّمـةً .. خلتُ أنك دونت فيها ما لم أستوعب كماله .. كتعريف مرحلة
مرّ بها الوافي.. أرى توثيقها حرفاً .. أكثر ما يشدّ الزائر لذلك الصرح الأدبي .. للخوض في إنسانية
من يقف خلف الشاعر .. توأم إحساس الكلمة.. الخارق حرفاً ! فهل تعتقد أنّ هذه المقدّمة تحتمل جوانب التجربة .. الأدبية التي شكّلت (روح) الوافي الشعرية بكامل تفاصيلها..؟


والله أيتها العذبة لم أستهدف يومًا غير الكتابة .. ولا أشعر أن ثمة أحدٍ غيرها قادر على محاكمتي .. ومعاونتي ومقاضاتي بحجة البوح .. هي ملجئي الأول ومعتقدي الأخير ..
يا الله ياعذبه .. !
الشعراء مغلوبون على صبرهم ، والقصيدة أشد ولاءً.. لم أكتب يوما قصيدة لا تنتمي إلي ولهذا لن أكتب الآن قصيدة تنتمي إلى شاعرٍ يمضغ الوقت ويعضُّ على قصائده ندما ..!
لا شيء قابلٌ لليقين فما خفي كان أشقى .. وماكان لم يكن حينها في مجمله ينتمي لقبيلة النقاء كما تتغافل الشجون .. فالعيون الضاحكة للإضاءة تضاجع أعمدتها آخر الليل وتحدثها عن قصيدة كانت تمر على مرمى من نداء ...!
يطول الظل حينما يبتعد الضوء هكذا يتمدَّد الجرح بامتداد خارطة الزمن المسكون بالذكريات منذ مطلع الشعر !
حين كان المكان يعج بالسجائر ، كانت المدن النظيفة تأمر أهلها بالنوم المبكر ، ليستقبلهم الصباح بلا تثاؤب ..!
قلت من قبل : الأيام .. أسراب الوجع في هجرتها الحزينة .. بينما الذكريات ( صغارها ) التي تئن من جرأة السفر على طفولتها ..!
الرمل رماد الأثر في موقد الأيام ، ألف أخرى تنتظر يدًا تأخذ بها إلى الغيم ، لكنني موغل بسيجارتي التي تحترق دوني مني ... ثمة زمنٍ عذب حد تمنعنا مغادرته .. لكنه رحل لامحالة وعلينا أن نحمل الحمام مجددا ليعم الهديل في الأرض ..
تلك الرمال التي لا تنبت القصائد في غيرها ستكون محطةً أخرى من محطات التعب الملقى على صدر التاريخ ، والنابتة في رئة العمر بدءا بفاتن ومرورا بجاكلين وانتهاء بها ، يموت الشعراء وتبقى قصائدهم عرضة للحب ونساؤهم عرضة للمحاكاة .. الأسماء تقترن عادة بالنساء تماما كالقصائد .. والملاحظ أن العصر ( بتداعيات أمراضه النفسية ) فصل بينهما بواو العطف ..
فبعد قيس ليلى .. جاء بزمن ( روميو وجولييت ) ولم يأت روميو جولييت .. وهكذا نحنُ حين نقف أمام مرآة الخروج أعدل ( قلمي ) وتتأكد هي من فداحة مساحيق الجمال على وجنات القصائد ..وحينها لن يشيروا علي بها ولا عليها بي بل سيفصل بيننا واو طفل عابث .. قد يطيل انحناءتها حتى آخر السطر فيسقط أحدنا إلى سطر آخر..
يا سيدتي النبيلة .. يولد الشعراء من بكاء الأمهات ومن حقائب النساء ، ولهذا يكتبون مالايُذنبون ، ويعترفون بما لايقترفون ...!
الدقيقة بنت الساعة ، والثانية بنت الدقيقة ..حين تكون الكتابة ذاتها أمًّا للوقت ..! من غيرها يمنح السماء زرقتها ؟ والنجوم وهجها ؟ والظلال جرأتها على الدرب ..؟!
كثيرة هي علينا وكثيرون نحن بها أيتها العذبة النبيلة ...

* إلى أيّ مدىً في رأيك.. يمثّل "النضج" أهميّةً في تجربة الشاعر أو الكاتب الأدبية؟
و هل فعلاً ترى أنّه كلّماطال عمر الشاعر -شعرياً- ازداد شعره عذوبة؟
و متـى يستأذن منّا الشعر الموت؟!

النضج لايقاس بالزمن من حيث طوله وقصره .. إلا فيما يتعلّق بالتجريب والخبرة الحياتية ، والشاعر في هذا يشترك مع الإنسان العادي في معدل ارتفاع خبراته الحياتية مع تمدد سنوات عمره ، لكنَّ النضج الشعري إنما يكون من خلال معرفة الأدوات الشعرية والحرص على اكتمالها ومراجعتها ثقافيا وحياتيا بصورة مستمرة .. والطريف في الأمر . ومن واقع دراسة أكاديمية خاصة بظاهرة الموت في الشعر العربي .. لاحظت بوضوح أن الشعراء الذين اشتهروا بولعهم الشعري بظاهرة الموت ونزعتهم الوجودية في الحياة ماتوا في سن مبكرة .. لعل أولهم الشاعر الجاهلي الكبير طرفة بن العبد .. ولعلني سأفصل الحديث كثيرا في هذا المبحث .. حينما أبلغ المداخلة المقبلة للأخت الفاضلة نجدية عن فلسفة الظل والموت في رواية ثلاثة رابعهم قلبهم . .

مازلت أسمع حديث الغيم.. فرحاً
بهذه الزيارة ..
شكراً لتواجدٍ مثقلٍ بالبياض..
و عذراً لقلبك,,


شكرا لقلبك الأبيض وحضورك البهي


إبراهيم الوافي 17-11-2005 13:28

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالواحد اليحيائي
.
.
ممتاز..:)

.


والأكثر امتيازًا أن تكون هنا ياصديقي ..:)

ما الذي اضافه الشعر إلى الشاعر ابراهيم الوافي، وما الذي أضافه ابراهيم إلى الشعر؟

أضاف لي الشعر البرّ بوقتي وعناق الأشجار والنجوم والكلمات ، وأضفتُ إليه مؤنة إقامتي في مدينته .

كيف يتعامل الناقد مع الشاعر في حس ابراهيم الانسان؟

كما أشرت .. أيها النبيل .. وأنت كبيرنا الذي علمنا النقد .. أحاول أن أستهدفَ الجمالَ في النص كناقد بحسّ الشاعر .. ولعلهما حين يلتقيان يكوّنان معا ( إبراهيم ) :)

كيف يرى الأديب ابراهيم الوافي مستقبل الشعر في المملكة بل وفي العالم كله؟

الشعر المحلي بشكل عام يعاني من إشكالات كثيرة .. تترك ضبابية كثيفة في النظر إلى مستقبله .. فمن المعروف أن لكل مرحلة شعرية شعراؤها ونقادها ومتلقوها ... ولأن قصيدة النثر الآنية .. وفيما يبدو أنها المستقبلية ..قصيدة مفتوحة حتى للعبث الكتابي والتخريب .. كثر جدا عدد شعرائها ..حتى قيل إذا أردتَ أن تكون شاعرا بلا أدوات فاكتب قصيدة نثرٍ واحدة وستجد طابورا خلفك .. وهذا مدعاه لكثرة الشعراء المجيد والرديء منهم مع غياب التمحيص النقدي لتجارب الشعراء المتفاوتة .. نتيجة التعصّب للــ مع أو للـ ضد .. وبالتالي لاأتفاءل كثيرا بمستقبل الشعر العربي .. والحديث هنا عن الشعر العربي الفصيح .. في ظل كثرة الشعراء وغياب المتابعة النقدية التطبيقية .. وانصراف المتلقي بسبب عدم استعداده للركون لتأويلاته وقدراته في التفريق بين الجيد والرديء .. أما فيما يتعلق بالنص المحكي فالحقيقة أن ثمة عوامل اجتماعية وعصرية ..تجعل منا أكثر تفاؤلا بمستقبله مقارنة بالنص الفصيح .. و على مستوى العالم .. فالعالم كله يتجه للسرد كمنهج وإلى الرواية كجنس أدبي.. حيث المشهد التصويري النابض .. وقصيدة النثرالوامضة و(المفلترة ) كثيرا لاتتواءم مع هذا التوجه العالمي ..

هل أنصف النقاد شعر ابراهيم الوافي؟

لا أحاكم أحدا ياصديقي لأصفه بالظلم أو الإنصاف .. لكنني حتما أدين لكثير من النقاد بفضل اهتمامهم بتجربتي وعلى رأسهم الدكتور الناقد علوي الهاشمي .. عضو اتحاد الأدباء العرب وعميد كلية الآداب بجامعة البحرين وكذلك الأساتذة الدكتور الغذامي والدكتور المعيقل والدكتور البازعي والأستاذ سعد الحميدين .. وغيرهم كثير ممن دثّروني بالضوء ...


طاب يومك أيها الأثير





ثامر الشعيفان 17-11-2005 16:06

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 

أهلاً بضيفنا الوافي ... لقاءٌ جميلٌ وممتع أثراه ضيفنا بإجاباته ... ولا زلنا ننتظر المزيد منه .


أنت كنت قد تكلمت عن النقد في إجابةٍ سابقة بشكل موجز وربما لم أكن واضحاً معك في أسئلتي . إذاً فلنضع لها أرقاماً حتى لا يكون الحديث بشكلٍ عام .


وقبل البدء بالأسئلة فـ ( أنا ) أتحدث عن الشعر الشعبي لا الشعر العربي الفصيح وأهل لغته هم العامة البسيطين وربما كبار السن الذين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة .


1. ما الفرق بين الناقد والشاعر وما وجه الشبه بينهما ؟

2. هل للنقد في الشعر الشعبي مقاييس ؟ إذا كان فما هي ؟

3. أعود وأقول هل الصحافة روح كما يقولون ؟ أم مقومات علمية ؟ أم أنه خليطٌ من هذا وذاك ؟!

4. قرأت قبل فترة نقد لك على قصيدة الشاعر الرائع ( سيف السيف ) فمن أي النقاد تصنف نفسك ؟ الأكادميين أم الذبيانيين ؟


شكراً لك

إبراهيم الوافي 18-11-2005 08:14

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المهرة

ومازلنا نتابع / هذا الفكر الذي اضاء سماء الادب


أيتها الأصيلة .. ومازلتُ موعودًا بأصدقاء من ورق الوقت وحميمية الظلال ..


يقال ان قتل الفكر بالكسل والأهمال جريمة اشد من قتل الجسد ذلك أنه يرد الانسان مجرد كائن حيواني دون هوية
وانسان بسيط هش سهل الانكسار غالباً ماينهار مالم يقم على قاعدة
ثقافية وعلمية صلبة تحميه /
وكذلك الشعوب / تنهار هي ايضاً اذا لم يكن الهيكل الحديدي في داخلها
لامن حولها / في عقولها لافي عضلاتها

ماهي وجة نظر اخي واستاذي الفاضل ابراهيم الوافي في ذلك ؟


تماما أختي الفاضلة .. فالتعليم مثلا في جميع المجتمعات يشكّل بنية البنية التحتية ، على كل المستويات في عصر تكنولوجي ..لاتكفي الفارسَ فيه قوّتُه البدنية لخلق مقاتل عظيم ..حينما تكون الحرب الحالية حربا سياسية و تقنية واقتصادية ، وحين يكون التعليم وحده القادر على صناعة وطن حين يحمل في جيناته السياسي والاقتصادي والعالم التقني الخ من العناصر الإنسانية القادرة على تشكيل مجتمعٍ متكامل في عصر لايقبل بغير التكامل في الحياة .. ناهيك من أن الحياة العصرية الآن لاتعتمد على الطبيعة وحدها في كسب الرزق بل على ما أحدثه الإنسان فيها من مصادر لكسبه .. حتى على مستوى الأعمال الحرفية اليدوية .. كالزراعة أو صيد الأسماك أو غيرها باتت بحاجة ماسة لأدوات ( تكنولوجية أو ميكانيكية ) للقيام بها .. وهذه الأدوات لاتتوفر صناعتها إلا بارتقاء المستوى المعرفي للمجتمع بصورة عامة .


يقول الفيلسوف الالماني ( فردريك نيتشه) عن الالم والانسان ( ان الانسان اعظم المخلوقات
شعوراً بالالم )
وتعرب الشاعرة ( ليلى العفيفة ) عن الحزن في قلبها فتقول

تربع الحزن في قلبي فذبت كما 00 ذاب الرصاص إذ اصلي بنيران

نرى الآن كثير من القصائد يخيم عليها الحزن والألم / وقد يرجع الى طابع الظروف
التي نعيشها ونتعايش معها من حولنا / وكأن باب الفرح اغلق نافذته الى الابد

هل ترى من وجة نظرك ان القصيدة ذات الطابع الحزين هي الاقرب الى نفس القارئ ؟
وايهما اقرب الى نفس الوافي من القصائد ذات الطابع الحزين ؟ ام تعتمد
على الحالة التي يكون عليها ؟


أيتها الفاضلة .. كنتُ قد أسهبتُ في معرض ردي لصديقنا الأستاذ صالح العبد الكريم عن مسوّغات الحزن الآني وحيثياته ..حين تعرّضت لمفهوم الجيل الذي نحن فيه الآن .. وأشرتُ إلى أننا نعدُّ ( جيل مابعد الانكسار ) ذلك الجيل الذي تم تعليبه وتصديره لواقعه ...
ولهذا يشعر هذا الجيل بنزعة وجودية للحزن .. ربما لأنه أكبر المظاهر الإنسانية التصاقا بالذات في عصر لايستطيع خلق السعادة أو الطمأنينة ..حينما تخضع السعادة ذاتها لسيطرة النظام العالمي وأعني به النظام الرأس مالي الذي حول الإنسان برمته إلى آلة تتجه لخدمته مطلقا وتتخذ قيمتها الوجودية من اعتناقها إياه .. أي بالمال أيضا تبحث عن سعادتها .. وقد تجيء هذه السعادة أحيانا مخضبة بدم الفقراء الآخرين ..وطالما أن الشعر يحمل دائما العاطفة الصادقة تلك التي يبحث عنها المتلقي المغلوب على حزنه فلا أصدق من أن يكون الحزن ذاته شعورًا جمعيّا .. يجتمع فيه المتلقي بالشاعر فيلقاه صادقا بحزنه وببثه إياه معا .. أما عنّي فلم ولن أكتب يوما نصا لاينتمي إليّ ...!


افلاطون نجده لايحصر حديثه عن الحب في المرأة فقط بل يجعله متسعاً لكل عاطفة
إنسانية تصل في النهاية الى الكمال والمثاليات الروحية
في حين يقول ( بيدال ) ان فكرة الحب النبيل عند العرب كانت اثراً افلاطونياً
هل تتفق مع بيدال ؟ وبماذا تتعارض معه ؟ وماهي الفكرة التي يمكن ان
يضيفها شاعرنا واديبنا الوافي ؟


هنا .. يجب أن نتحدث عن مفهوم المرأة .. كمظهر للـ أنثى التي تشكل النصف الثاني تماما من حياة الإنسان أولا .. فنقول .. أليست السماء أنثى ، والشمس أنثى ، والأرض أنثى ، والسحابة أنثى ؟!
.. هذا التأنيث العظيم للكون يدفعنا دائما إلى الوقوف أمام الأنثى ( الشجرة ) ذات الأوراق والأغصان المتشابكة ، وقفة تدبّر وتأمل .. قد تقفها الأنثى كثيرا فلا تحتفل بها قرينتها حين تنتظر وقفة الذكر وحده ليتأملها .. وهذا ماجعلها على مدى التاريخ تبحث عن مرآتها في عينيه ، والرجل ذاته لم يجد في جمال الكائنات ماهو أجمل منها ولهذا شغلته دائما فشغلها معه بها .. هذا عن المفهوم الضيق للحب حين يتخلق منه مفهوم أوسع وأشمل لعلاقة الحب التي تربط بين رجل وامرأة بصورة خاصة .. أما عن مفهوم الحب بشكل عام وأوسع وأعني به تلك النزعة الوجدانية تجاه آخر أيّا كان فتنعكس تأثيراتها على كافة الحواس عليه ، ..فهو بلا شك مدعاة لخلق أفقٍ نتشارك جميعًا في صناعة هوائه بأنفاسنا .. وحسبنا أن ننظر للدين الإسلامي ( وهو الرسالة العالمية الوحيدة من بين كل الرسالات السماوية ) لنتيقّن من أنه حينما قام على حب الله .. ومن ثم حب مخلوقاته إنما استهدفَ استعمارًا نموذجيا من قبل الإنسان للأرض ...



د / خيرية السقاف .. استنطقتنا التواريخ واستشهدنا بحنوّها واحتوائها لجيل بأسرة لتكون قبّعة الوقت التي تستجمع الضوء لتشكل ظلّا ساعة سطوته وتسلطه علينا ...
يا الله ياشروق .. إنها امرأة كزرقة البحر معطاءة حدَّ سكون الليل وسخيَّة حد تجوّل الروح في مدينة الصدق والصدّيقين

حين يكون الحديث عن هذه الانسانة الراقية ادباً / وعلماً
والتي حملت هموم الكثير / فكانت القلب الذي ينبض لااسعاد
كل من حولها / والتي طالما اسعدتنا
بفكرها / فكانت اماً للجميع / جامعة الاحتواء التي
لاحدود لها

شكراً شروق / شكراً للوافي
الذي جمعنا بحروف هذه المدرسة الرائعة
الا وهي د_ خيرية السقاف


وشكرا للرائعين من الأصدقاء والصادقين من الأنقياء أختي الفاضلة .



إبراهيم الوافي 18-11-2005 16:39

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الربيّع
الاستاذ والاخ القدير ابراهيم الوافي ...


اسعد الله مساءك ..


فالحقيقة اتيت وانا في قمة الخجل لتاخري في الحضور واشعر بانني كالذي حضر في محفل ولم يجد مقعد وظل واقفاً ..


فانا سأظل واقفا ومنصتناً بكل الحواس في هذا المحففل الكبير ..

صديقي النبيل .. عبد الرحمن الربيع .. لمثلك تضرب المواعيد وتتوقف القطارات لا تتأخرُ عن ركبٍ ، وإن استعجل مجيئك ..فأهلا بك من قبل ومن بعد ...


اديبنا الرائع ابراهيم الوافي لم اعرفه ولم اقرأ له الا من خلال النت او من خلال منتدى مواسم بشكل خاص وشعبيات بشكل عام ولا دري هل التقصير مني او من الاعلام ..
والسؤال هنا لماذا هذا التقصير الاعلامي الكبير في ابراز ادبائنا امثالك وامثال الكثير والكثير الذين في اعتقادي اتجهوا للنت لتعويض هذا التقصير ..


ليس تمامًا ياصديقي ، على اعتبار أن الانفتاح على الشبكة لم يتجاوز حتى في بداياته التي استمرت ضئيلة ومتقطعة ست سنوات على الأكثر في حين أن إصداري للمجموعة الشعرية الثانية كان في عام 97م ، وتواجدي في الصحافة سبق هذا التاريخ بكثير بل حتى تناول تجربتي الشعرية من قبل بعض النقاد جاء قبل 9 سنوات أو يزيد ،هذا على مستوى الشعر أما على مستوى الكتابة المقالية فأنا أحرر زاوية أسبوعية منذ حوالي سبع سنوات مما يعني أنني جئت للشبكة ذات الطابع الافتراضي من ساحة الواقع ، وليس العكس .. على أنني أدين لهذه الشبكة بالكثير الكثير من الانتشار والأصدقاء والعلاقات المتنوعة والتي اختصرت كثيرا المسافة الزمنية بيني وبين مجموعة من القراء بعضهم أو جلهم كان الذي بيني وبينهم تواصل نصي بحت ، وذلك بسبب الطبيعة التفاعلية للشبكة ، ولعل انفتاحي هنا في شعبيات على أصدقاء جدد أزيد بهم عدد الأنقياء الذين مررتُ بهم في رحلتي مع الكتابة من الأمور المهمة جدا في مسيرتي .. وحسبي ياصديقي أن تكون أحدهم .


وهناك سؤال آخر بالنسبة للشعر التفعيلة فانا اجد الكثير من الاشكالات من ناحية التسمية ومن ناحية الاهمية وايضا من ناحية شروطه وضوابطه..
بالنسبة للتسمية فهناك من يسمي شعر التفعيلة بالشعر العمودي وهناك من يسمي الشعر المقفى بالعمودي فهماهو الاصح برايك ؟
وبالنسبة للاهمية ولا يخفى على الجميع اهميته التاريخية والادبية منذ ولادته الى يومنا الحاضر فهل تحدثنا عن ذلك ؟
اما بالنسبة للشروط والضوابط التي يتميز بها شعر التفعيلة من اوزان وعروض فهناك من يعتقد عكس ذلك بسبب تسميته الشعر الحر اتمنى ان توضح لنا هذه المفارقة وبشكل مبسط ؟

ياصديقي الحبيب .. استطراد الحديث أحيانا يجعلني أعرّج على أمور مختلفة .. وقد سبق لي الحديث عن شعر التفعيلة بإسهاب في معرض إجابتي على أسئلة الصديق بركات الشمري .. وجاء فيه :
( أخي الحبيب .. قصيدة التفعيلة بشكل خاص نعني بها .. تلك القصيدة التي أعيد ترتيب تفعيلات البيت الواحد فيها بتنويع موسيقي يتعامل مع النص كوحدة موسيقية كاملة .. لامع البيت الواحد كوزن موسيقي متتابع .. منطلقا في هذا من ضرورة إدخال الإيقاع أو الموسيقى دائرة التأثير الفني للنص .. ويشبه في هذا الأغنية ذات المقاطع المختلفة في الألحان ، أما بالنسبة لتجربة قصيدة التفعيلة في الشعر المحكي بشكل عام ، يخيّل لي أن مدرسة الشاعر بدر بن عبد المحسن قد وطّنتها كثيرا في الذائقة الاجتماعية وساهمت بشكل مثير في تسريبها شجيةً مثيرة عبر قصائد شعرية خالدة قدمها الغناء في أوّل الأمر بصورة متماهية جدا مع تنويعها الموسيقي إيقاعيّا من خلال الأغنيات ذات المقاطع المتعددة و ( الكوبليهات ) المختلفة الألحان .. ثم بعد ذلك انتقلت منه من الغناء لمنابر الأمسيات ولقيت حضورا طاغيا عن طريق شعراء كثر اعتنقوا هذا التوجه وأجادوا كثيرا فيه ...
وأضفت : ( ..أنواع الشعر المعاصر ثلاثة .. شعر عمودي ونعني به الشعر البيتي .. ذو الأبيات المتّسقة إيقاعيا .. ثم شعر التفعيلة وهو خلق قوالب موسيقية من خلال نثر تفعيلات البيت الواحد على النص بكامله .. وأخيرًا قصيدة النثر ..تلك التي تهتم بشحن اللغة شعريا وتغفل الموسيقى تماما ...
شعر التفعيلة ياصديقي ..تحتاج لشاعر متمرّس في كتابة القصيدة الكلاسيكية .. وبأذن موسيقية شفيفة وقادرة على خلق قوالب موسيقية جديدة ومتنوعة .. وبشكل عام هي مرحلة متطورة موسيقيا .. وتحتاج تماما لشاعرٍ يجرّب فيها كثيرا حتى يبلغ صوتا موسيقيا شهيّا من خلال إعادة ترتيب التفعيلات .. وهي كما أعلم قليلا ببحور شعرية ثمانية .. صالحة للتطبيق لكنها عاجزة عن خلق شاعر تفعيلة مميز من خلال إدراكها فقط مالم يمتلك حسًا موسيقيا قادرًا على خلق موسيقاه الشعرية الخاصة . )



واخيرا وليس آخر ساظل واقفا في مكاني ولن ابرح المكان حتى تتاح لي الفرصة بمزيد من الاسئلة ..
ولك وللاخت نجدية كل الشكر والتقدير على هذا المتصفح النيّر ...
ولكم اطيب التحايا .



كنتَ كثيرا بنبلك هنا يا صديقي .. كثير جدا .. فشكرا لقلبك


إبراهيم الوافي 18-11-2005 16:59

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه


يطيب لي العودة للسؤال مجددا ..
فــ الحوار هنا ثري وممتع ..


من المتعارف عليه أن نجد عاطفة الحب والملهمة من أهم العناصر البنيويه لأطلاق شرارة خيال الشاعر
وخاصة أمام شاعر الحب بامتياز .. نظم عدد كبير من القصائد العاطفيه ..بـ فلسفة خاصة جدا..
وبما أني أمام أديب وشاعر في الوقت نفسه تدفعني هذه المقدمة لأسئلة أستوقفت عندها كثيرا
وأنا أقرأ رواية ثلاثة رابعهم قلبهم في الفصل الأول وهي عن علاقة حميمة تكشف صور بليغة
بين الطفل والظل عبر مراحلهما السنيه المتعددة ..
كما لاحظت حسرة متجددة تتحدث دوماً عن الموت بـ فلسفة عميقة.. في سياق الأحداث ..
هذه الصلة أود التركيز عليها بحكم اهميتها وغرابتها .. من خلال التعرف على تأويل
فلسفة الظل والموت عند الوافي ؟




شكراً ولن تفي ...



قلبُكِ البحر .. وماملكتْ سنينُكِ أيتها الفاضلة .. فالظلالُ خدعة الأماكن .. وسفينة بصدرٍ مخروق .. وغرقى لايلتهمهم البحر إلا نكاية بالجفاف .. أسوأحالات الغرق الموت بالبللِ .. حينما قلتُ :

هما اثنانِ ياصاحبيْ سكنا لجّة من ألَقْ ..
طفا واحدٌ فاستدلُّوا على آخرٍ
سألوه لماذا تبلّلتَ بالماء مادمتَ تنوي الغرقْ ..!


قلتُ لظلي ..
شاعر عند باب الحقيقة يكذب أو شاعر مستحيل
أيهم انا ؟؟؟ وكلاهما في النار
فقال : أنت لمن يقرأك
قلتُ ربما ولكن بعد ان آخذ كتابيه ، وانا رجل شمالي مشلولة ويميني مغلولة فبأيهما سأستلمه
قال لم كل هذا ؟
قلتُ : لانكَ أنا حينما تكتبني وأنت حينما أقرؤك
هذا التمازج جعلني كجلد ناشب بشجر شوكي شدوا عنه صاحبه !
فإن كنتَ انا وصدقتُ .. فقد اوجعكَ وجعي واوجعني أكثر ان اوجعك ، وان كنت انت ... فلقد اوجعك كذبي حينما صدّقتَ .. صدقي الكاذب ،
نحن معا لعبنا لعبة خطيرة أيها الظل .
فقال : هل تستمع لكل من صفقوا لك ؟
قلتُ : لا يصفق لي الا من ينتشي بوجعي
لكنك تتوجّع بنشوتي
ولهذا ابتسم في وجوه اولئك بحزن وابكي في وجهك بسعادة
هل تفهمني ؟
قال : فوق ما تتصور ..!
قلتُ : حسبي هذا إذا

تعرفين .. أيتها الفاضلة .. يبدو الظل بالنسبة إليَّ نصفي الآخر .. ذاك الذي لم يتخلله الضوء ..حين أقف في دائرته .. ذنبُهُ في أخطائي.وقوعُ الضوء عليّ .. وحجّته بمرافقتي إحساسي بالضوء ...!
هل تستطيعين تخيّل ظلٍ لايتبع صاحبه ؟!
هذه التعبية المطلقة مالذي تعنيه حينما تخامر ظلالنا دّكنةٌ غامضة !
أليست الأوْلَى بالمناجاة .. وتبادل الذكرى حين تكون قطعةً من غموضنا ؟!

أما عن الموت .. فالموت ذاته عند الشاعر ذاكرة للنسيان..
شيخُ تلفع بالسواد متجها للزوال.. حين يبشر بالعودة إلى الطين...
الموت ساعة صغيرة على معصم فتاة مشلول...!
عمود رخاميُ في ميدان المزدحمين.. علّقت عليه ساعة ضخمة لا تتكرر.. أجراسها..!
ثقبُ في طبقة الشجون ينفذ عبره بخار المواقف والتواريخ والأحداث..
فلا يتكثف السحاب، ولا تحمله الرياح بمشيئتها حتى وإن أذن لها الرشيد..!
الموت عود كبريت هاجع لا يشتعل وحده.. إلا حينما يأكل الذئب من الأمم القاصية..!
إنه لحظة أفول مذهولة.. ولفظة ذهول مأهولة بنوم القلوب واستراحة الدم من رحلات الفصول الأربعة!
بكاء من بعدنا عليهم حينما يشبهوننا آخر الطريق..!
ليس بين الشاعر والشاعر إلا الموت.. وليس بين الموت والموت إلا ما يدركه الشاعر..!
لهذا فقط مات طرفة بن العبد مبكّراً.. وعمّر لائمه طويلا.. ولهذا فقط كلما هيأنا للموت ذاكرة حيّة.. اعاد (موت) الشاعر لذاكرتنا الحياة..!

ولعل ما أومأ لي بفلسفة هذه الظاهرة وأعني بها الموت .. هو كونها موضوع رسالتي الأكاديمية .. فقد كانت بعنوان ( الموت في الشعر العربي الحديث / السياب نموذجا تطبيقيا ) ، والحقيقة أنها كانت تجربة مثيرة جدا على المستوى الشخصي والنفسي يومها ، فالموت عند الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب يتمرحل بصورة مذهلة ومثيرة حين يجيء في البدايات رومانتيكيا متماهيا مع أقرانه أو من سبقوه بفترة قصيرة من أمثال الشابي وعلي محمود طه وآخرين ، لكنه في الفترة التموزية الأهم في شعره يتبدل إلى موت آخر موت تنبعث في أعقابه الحياة من خلال الأساطير والرموز الإغريقية التي عج به شعره في تلك الفترة ( وأعني بها الفترة التموزية ) والتي شهدت النصوص الأكثر خلودا في الشعر العربي الحديث ، ثم بعد ذلك المرحلة الثالثة وهي مرحلة المرض والموت الحقيقي وتختلف كثيرا عن البعد الرومانتيكي للبدايات حينما يكون الموت مخلصا من قيود الحياة وأعبائها ، وكذلك تختلف من جهة أخرى عن الموت الذي تنبعث بعده الحياة .. لقد كان موتا حقيقيا يستشعره في كل لحظة في حقنة الطبيب وينتظر خروجه عليه من ثقب في الجدار ..!
مع التعرض أيضا إلى ظاهرة الموت المبكر الذي داهم شعراء عرب اشتهروا بولعهم الشعري بالموت على مر العصور التاريخية ....
والحقيقة أنني كنت متحمسا جدا لإصدارها في كتاب ، لم يكتب له الظهور لظروف متنوعة وقتها ، ولعلني في زحمة الكتابات والقصائد لأأفكر مجددا في طباعتها ، حينما أحاول ( إن أمكنني هذا قريبا ) أن أستكمل هذا المبحث الثري والمشوق جدا في مبحثٍ أكاديميٍّ وشيك ..

يااا نجديّة ... والله لاقيمة هنا إلا لما تثيرون .. ولاحضور إلا ماتتركونه في مجلسي الأثير هذا ..حين منحني نبلكم الكبير إشاعة الكلام الكثيف فيه .. فشكرا لقلوبكم من قبل ومن بعد .. ولاحرمني الله وعي أختي وسماء خُلقِها ... وعلوّ شأنها ..




الجازي 18-11-2005 21:21

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
.


الشاعر الحقيقي .. هو رسول الجمال والسلام ..

ابراهيم الوافي يشرح صدره .. ويبسط فكره وأدبه وشعره ..

شكراً لـ كل هذا الكرم ..


س1

نلمس في كتاباتك الشعرية والنثرية اتصالا وثيقا بالشعراء الأوائل في مسيرة الشعر العربي .. بالتضمين حينا .. وبالاقتباس حينا .. وبتقمص شخصياتهم في أحايين أخرى .. مع ثروة ثقافية تاريخية تدرك التاريخ وتحسن توظيفه بصورة تفوق العظة والعبرة ..كما لمسنا في نص ( تمام الثانية عشرة بكاء بتفويت بغداد ) والذي نشرته في معرض إجابتك على الأخت نورة العجمي ..
علاقة إبراهيم بالتراث العربي القديم ، وأجداده الشعراء القدامى .. هل نطمع بأن يحدثنا إبراهيم قليلا عنها ؟

س2

رواية ثلاثة رابعهم قلبهم .. أول ما يلفت انتباهنا فيها اسم البطل فيها ( إبراهيم ) هل في هذا إشارة إلى انحرافها من الرواية إلى السيرة الشخصية ؟

س3
في قصائدك .. / كتاباتك تجعل القارىء في حيرة من قاموسك اللغوي ..
هل تتعمد إثارة الصورة الشعرية لتصل بها إلى مراحل الإيحاء الحي ؟

س4
ما رأيك في القضايا المثارة حول منع نشر كتب شعريه او روايات بـ سبب الوقوع في المحذور وتجاوز الخطوط الحمراء تزامناً مع عصر الأنفتاح وأنتشار القنوات الفضائيه التي لايوجد يد طولى أو رقابة تمارس التحكم المباشر عليها وأقربها المسلسلات المكسيكيه التي تعرض على قنواتنا العربيه وفي مجتمعاتنا المنغلقه ويتشرّب منها بعض من ابناء وبنات جيلنا كل القيم الـ غير مقبوله في مجتمعنا والتي تجسّد الحب والخوض في علاقات شائبه بأسم الحب وتبسيط أشكالها ؟!!
الا ترى أن هنالك خلل أو تناقضا .. ؟
لنفترض أن بعض الكتب تسيء للدين او محرضه سياسياً ولكن من المعروف أن العمل الأبداعي لايجب أن ترسم حوله الحدود .. ماذا يجب أن نمنع ؟ ، ومن مؤهل لـ يحدد هذا الممنوع ؟

تحية وأحترام ..
.



شوق الصيرفي 19-11-2005 11:02

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
 
احاول لملمه حرف لك من تاريخ موده لا ينتهي..
وتعود ذاكرتي إلى كلمتين( أخ قلبي , وبســ ;) كم)..
لذا سأكتفي بتلك الكلمات فهي سخية أكثر مما قد أنثره هنا.


وبما اني أعلم أنك لن تتصوف وستجعلني أعبر عبر مجهر روح إبراهيم بكل سخاء
سأنثر بعض الاسئلة هنا



روائي..قاص..شاعر.. كاتب..ناقد كل تلك الجنسيات الروحية تقمصت أبراهيم بعمق.
1*فكيف كانت البداية؟
2*وكيف تشكل لك الوعي النقدي ؟
3*وما الذي دفق لك كل تلك الأحاسيس الادبية لتغلل بك فتثمر على كل هيئة ممكنه من الجنسيات الادبية؟

4*وكم أصبع كنت تبلغ حينما مارست حقوق طبع المشاعر على الورق؟
5*ولأي من الاجناس الأدبية تنتمي؟



6 *بعض كتاباتك نزارية الحب والسياسة رغم ذلك هنالك دمغة روحية وتفرد مختلف تماما..فكيف لك
أن تفسر ذلك؟
7*هل ترى أن للإبداع حدوداً ..أي مجرد ضبط لحرية الكلمات حتى لا تتجاوز الخطوط الدينية أو الاجتماعية؟
8*كتابة الالوان على اللوحات كانت موهبة ربانية منّ عليك بها الخالق فلما أغلفت عن هذا الجانب
وانت تعلم ان كساد الموهبة بعدم الممارسة.. هل غنت الكتابة الحبرية إبراهيم عن الفن التعبيري ؟

9*الشعر النثر بدأ بالتسرب إلى الكثير من الشعراء..فهل لك أن تصرح لنا عن بعض النماذج الجيده لكتاب هذا النوع من الأدب؟ وماهي معاير كتابة القصيدة النثرية؟

منحك الواهب عز وجل دم شاعر نقي ..فحين نقرأ إبراهيم نحس بتبادل روحي غريب ..نشعر بلسعة الكلمات دون الحاجة لوجود مجهر للتنقية.

10*فكيف كان امتنانك للخالق عز وجل؟
11*وهل لك كتابات روحية بحتة فقط للرب؟ وان كان لقلمك نصيب بذلك أود لو تضع نص روحي هنا؟


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 11:36.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع