.
ذهني فارغ كزجاجة مرمية في الطريق يركلها المارة..
تتقاذفه الأفكار وتأبى إلتقاطه.

.

.
أحاول أن أتسع لذاتي أو أحررها مني لأكون تلك الأشياء التي لم أكنها يوماً وأرتدي تلك الوجه التي لا تشبهني
أن أكون أنثى بلا ملامح تفضحها ولا عينان تعريانها أنثى تدس وجهها بين طيات الأدراج لحظة الانتهاء من طلية بالمساحيق
أن أرتدي الكعب العالي لا لازداد طولاً ولكن لأدوس وجه الأرض وأطرطق باللبانة بتناغم مع طرطقة الحذاء وصرخات الأرض
أن أنحشر في صدري كدفقة هواء ثم انفثني كهواءٍ آخر جديد تحرر من صاحبه ليدخل إلى روح آخرى تتسلع له
أن أكون أنثى تقرأ الحياة لتكتبها بلغة مبهمة لا يفهمها الموت متمردة على الفناء ولا تؤمن بالأبدية والخلود
أن أكتب رسالة بحبرٍ سحري على صفحة الماء فتكون محكمة الطّي وابعثها كميثاق صُلحٍ مع القدر
أن أكتب قصيدة بلا حرف لتسمعها الدنيا كبكاء طفلةٍ أو كضحكتها ليُغنى بها الفرح أويُأبن بقافيتها
أحاول أن انساب بين قطرات الماء لأجري في شريان البحر أو أعلق بساعد المطر أو أتشكل في بقعة وحل
أحاول أن أكون الفتاة الطيبة التي تشي بصديقتها المقربة وتجري إليها لتساندها فتتأخر عنها بالمشي لتخفي آثار ضحكتها
أن اندس في علبة الألوان لأكون اللون الممتزج من اختلاط الأبيض في الأبيض واظهر كبقع ملونة
أحاول أن أخلعني على مشجب الحياة في نفس الاتجاه الذي خلع به الزمن ذاته وتحت الوقت بقليل فاتجرد مني كمحاولةٍ لتخفيف من احمال ذاتي
أحاول أن أخرج من عنق الزجاجة لأجدني انسل إليها مرة أخرى وأحكم الغطاء فاتقعر في اسفلها واتفقد أي أظافر رجلي يحتاج للطلاء باللون الداكن الممزوج باللون الشفاف وادسه في الطلاء حتى يفيض الطلاء ويطمسني كبقعة بلون داكن ممزوجة بلون شفاف

إلى ولدي :
الصغير الذي شُكِّل مني ليهبني الحياة
وعظمة من وهبني إياك عطيةً تليق بكرمه ويقصر دونها شُكري
إني لأنغمس في الجنة لحظة أضمك إلى صدري .

.
في كل مرةٍ ياصغيري أسافر بدونك أقسم بأنها الأخيرة ولكن تخذلني أيمان جدتك .
أبتعد جسداً وأبقى معك قلباً وروحاً .
وتبقى معي ياحبيبي , مغروسٌ في كل جزءٍ مني , لا أسمع إلا مناغاتك ولا أرى إلا بريق عينيك .
جدتك تشفق عليك من زحام المطارات وكثرة التنقل , تحتفظ بك كوردة تخشى عليها الذبول لو نُقلت من موطنها .
أخوالك يستبشرون بمكثك بينهم , يقترعون على تسليتك , يؤرجحونك كدمية صغيرة لتضحك فيضحكون .
وأنا ياحبيبي أودعك لتنطبع في عيني صورتك وأنت تنظر إليّ وتبقى هذه الصورة لا تغادرني وكأني ماأبصرتُ إلا لحظتها ثم خُتم على بصري , فلا أذكر من الدنيا إلاها .