عبدالواحد اليحيائي
23-10-2008, 03:10
.
لمَ السبحة؟!
(قال هي عصاي، أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى)..
وللإنسان مع أشيائه مآرب، وإنما ذكر الاتكاء والهش على الغنم لأنهما من مآربه الأساسية، وكذلك شأني يا صديقي مع هذه (السبحة)..
أسبح الله بها ومنه اسمها (سبحة) ولو كبر بها إنسان أو حوقل فلن يقال (مكبرة) أو (محوقلة) مع أن مختلف الأذكار الشفوية المكررة ترد على السبحة لكن لأن التسبيح هو الغالب في الذكر، وهو الوارد في الركوع والسجود، وهو الأخف على اللسان، غلب على الأحجار المجموعة في خيط لذكر الله اسم (السبحة) فتأمل....(وتأمل هذه على طريقة الأقدمين..)
وألعب بها، وقد سمعت شيخاً يحدث فيقول: ليس كل ما يسمى (مسباحاً) مسباح. فلما سألت، أجاب رحمه الله: ما يسبحون الله به فهو (مسباح)، وأما ما يلعب به فهو (ملواح) ألا تراهم يلوحون به في دوائر وأصابع، أما ما يضعونه خلف فقاحهم قائمين ماشين ثم يحركون حباته فهو (مفقاح). وضحكت ثم استعذت بالله من (مفقاح) بعد (مسباح) وإن رضيت بـ(الملواح) حيناً بعد حين، لعباً في الهواء، وإدارة في الأصابع، وهرباً من حرج تصاب به حين لا تدري ما تصنع. وقريب من هذا عبث جمال الدين الأفغاني بحبات سبحته في حضرة السلطان عبدالحميد العثماني رحمهما الله، فلما لفت الحجّاب نظره إلى ذلك ونبهوه إلى عدم لياقته في حضرة السلطان أجاب: السلطان يلعب بمقادير العباد في المشرق والمغرب ويعتب على جمال الدين أن لعب بحبات (سبحة) في حضرته؟!
وهي أيضاً زينة، ولعل التزين بالعصا من مآرب موسى عليه السلام، ومن مآرب الناس اليوم التزين بـ(السبح) واختيار الجميل منها، أو ما تصدر عنه رائحة زكية تبقى في الكف، أو ما يشير إلى جمال ذوق (المسبح) عبر الألوان والأشكال واختيار الفصوص أو ما يزين رأس السبحة أو شكل الشاهدين بين حباتها.
وقد تدل (السبحة) على الوضع الاجتماعي لعشاقها بين من يشتريها بالألوف ولا يبالي، ومن تغنيه (سبحة) الخمسة ريالات عن تلك الألوف ثم هو بها سعيد مغتبط.
ثمن سبحتي؟!
لن أخبرك، لكنها هدية سألت عن قيمتها لاحقاً..
لكنها لذكر الله وللعب وللزينة وللإهداء راضياً (أو مدفوعاً أحياناً إلى الإهداء لمستحسن متسول..:)، أما الوجاهة الاجتماعية فلا أبالي بها كثيراً، فدلالة العقول المتكلمة الواعية أوقع في قلبي من كثير مما يعتد به الناس حين يعتقدون الوجاهة في ملبوس أو مركوب أو مسكون أو مستخدم لغير ذلك من المآرب.
بدعة؟!
لا، لم ينه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رأى ما يشبهها بين يدي زوجه زينب رضوان الله عليها، فأقترح بديلا من كلمات لكنه لم ينه عن الأداة. ولعل في عونها على ذكر الله شافعاً عند غير متشدد أو متزمت.
اقتنعت..
جميل، لكن إن شئت فاجعل حباتها من اليسر أو العقيق، وليكن رأسها وشاهديها من الفضة، وإن شئت الرائحة فاتخذها من الصندل أو الورد أو الكهرمان، واحتسب ثمن ذلك كله ضمن فرحك بالفطر، وفرحتك بالعيد، وتجملك لله في مساجده ولخلقه في دورهم وتجمعاتهم.
.
.
لمَ السبحة؟!
(قال هي عصاي، أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى)..
وللإنسان مع أشيائه مآرب، وإنما ذكر الاتكاء والهش على الغنم لأنهما من مآربه الأساسية، وكذلك شأني يا صديقي مع هذه (السبحة)..
أسبح الله بها ومنه اسمها (سبحة) ولو كبر بها إنسان أو حوقل فلن يقال (مكبرة) أو (محوقلة) مع أن مختلف الأذكار الشفوية المكررة ترد على السبحة لكن لأن التسبيح هو الغالب في الذكر، وهو الوارد في الركوع والسجود، وهو الأخف على اللسان، غلب على الأحجار المجموعة في خيط لذكر الله اسم (السبحة) فتأمل....(وتأمل هذه على طريقة الأقدمين..)
وألعب بها، وقد سمعت شيخاً يحدث فيقول: ليس كل ما يسمى (مسباحاً) مسباح. فلما سألت، أجاب رحمه الله: ما يسبحون الله به فهو (مسباح)، وأما ما يلعب به فهو (ملواح) ألا تراهم يلوحون به في دوائر وأصابع، أما ما يضعونه خلف فقاحهم قائمين ماشين ثم يحركون حباته فهو (مفقاح). وضحكت ثم استعذت بالله من (مفقاح) بعد (مسباح) وإن رضيت بـ(الملواح) حيناً بعد حين، لعباً في الهواء، وإدارة في الأصابع، وهرباً من حرج تصاب به حين لا تدري ما تصنع. وقريب من هذا عبث جمال الدين الأفغاني بحبات سبحته في حضرة السلطان عبدالحميد العثماني رحمهما الله، فلما لفت الحجّاب نظره إلى ذلك ونبهوه إلى عدم لياقته في حضرة السلطان أجاب: السلطان يلعب بمقادير العباد في المشرق والمغرب ويعتب على جمال الدين أن لعب بحبات (سبحة) في حضرته؟!
وهي أيضاً زينة، ولعل التزين بالعصا من مآرب موسى عليه السلام، ومن مآرب الناس اليوم التزين بـ(السبح) واختيار الجميل منها، أو ما تصدر عنه رائحة زكية تبقى في الكف، أو ما يشير إلى جمال ذوق (المسبح) عبر الألوان والأشكال واختيار الفصوص أو ما يزين رأس السبحة أو شكل الشاهدين بين حباتها.
وقد تدل (السبحة) على الوضع الاجتماعي لعشاقها بين من يشتريها بالألوف ولا يبالي، ومن تغنيه (سبحة) الخمسة ريالات عن تلك الألوف ثم هو بها سعيد مغتبط.
ثمن سبحتي؟!
لن أخبرك، لكنها هدية سألت عن قيمتها لاحقاً..
لكنها لذكر الله وللعب وللزينة وللإهداء راضياً (أو مدفوعاً أحياناً إلى الإهداء لمستحسن متسول..:)، أما الوجاهة الاجتماعية فلا أبالي بها كثيراً، فدلالة العقول المتكلمة الواعية أوقع في قلبي من كثير مما يعتد به الناس حين يعتقدون الوجاهة في ملبوس أو مركوب أو مسكون أو مستخدم لغير ذلك من المآرب.
بدعة؟!
لا، لم ينه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رأى ما يشبهها بين يدي زوجه زينب رضوان الله عليها، فأقترح بديلا من كلمات لكنه لم ينه عن الأداة. ولعل في عونها على ذكر الله شافعاً عند غير متشدد أو متزمت.
اقتنعت..
جميل، لكن إن شئت فاجعل حباتها من اليسر أو العقيق، وليكن رأسها وشاهديها من الفضة، وإن شئت الرائحة فاتخذها من الصندل أو الورد أو الكهرمان، واحتسب ثمن ذلك كله ضمن فرحك بالفطر، وفرحتك بالعيد، وتجملك لله في مساجده ولخلقه في دورهم وتجمعاتهم.
.
.