PDA

عرض كامل الموضوع : * ساره الزنيدي : لله درك ..


بـندر العبدالكريم
09-07-2007, 14:52
أبراج المدينة و11 سبتمبر
سارة عبدالله الزنيدي

إنها لمن اقسى الأوقات عندما تشعر بندم لذنب لم تقترفه يداك. تريد أن تصلح ما أفسده غيرك عليك, ولكن لا تستطيع, من يستطيع أن يرضي الجميع. قد تستطيع ولكن حينها لن ترضي نفسك.. ربما لأنك تبحث عن الفضيلة وربما لأنك تؤمن بها!!

(الفضيلة).. كلمة تقال بكثير من التملق للمثالية! وهي بالأصل تجسد المقدرة على العمل المعقول ولو كانت كما يقول عنها الميتافيزيقيون لما استطاعوا هم أنفسهم أن يصفوها. وهذا ما حدث فعلاً؛ فأحدهم يتكلم عن الفضيلة ويضرب لك مثلاً مستوحى من أسطورة! وهو بهذا يريد التدليل وهو لا يكاد أن يخرج من الوصف من أجل الوصف فقط! جميل أن تقرب لي المعلومة ولكن هذا لا يعني أن تتهرب من إثباتها!

ما أقوله الآن هو مقدمة لوقفة تأملية حاولت بكل طاقتي أن أخرج منها غير مشكة لأنه كما يقول فولتير (الشك يبدأ بمحاولة إثبات كل شيء وينتهي بعدم التصديق في شيء) وليس أصدق على كلامه هذا إلا ديكارت الذي شك بأنه يعيش في هذا البُعد!

لو قلنا (الفضيلة تستحيل أن تكون مزيجاً أو وسطاً بل هي الأساس وكل شيء خارجها هو فرع أو امتداد لها الغلو فيه تطرف) لما ابتعدنا عن وصف سبينوزا بأنها هي (العقل والحب والقوة) والعجز عن الوصول يقنع المرء بأن ما بين الأقواس هو المثالية! وهذا أكبر خطأ قد يقع فيه المتأمل..

بعيداً عن كل هذه الافتراضات والمجادلات والمهاترات التي قد تكون (غير) مفهومة.. حتى لي أنا لنقترب أكثر في واقعنا ولنحدد الرؤية أكثر ولنقول في دولتنا ولأكون أصدق من ذلك وأكثر دقة لنقول في مدينتنا الصغيرة الناس هنا طيبون بسيطون ولكنهم ليسوا بالسذج ربما يصمتون ولكنهم بذلك يراعون جميع الحقوق التي عليهم وللأسف يتناسون ما لهم، هنا كانت البداية بداية ظهور أناس اكثر جشعا وتملقا!!

صفقات وهمية وخطط طويلة الأمد لم يكن الهدف منها الا سلب حقوق الناس وربما الثأر من طيبتهم والنيل أكثر مما تبقى لهم من قوة أصبحت القوة منوطة الآن بسلب حقوق الغير والتمتع بألمهم وجوعهم يتسمون ب(الشيخ) مبتدئين بذلك من الألف ومنتهين بالياء!!

يتمتعون بأموال غيرهم غير مبالين بالدماء التي يشربونها كل مساء في كأس مزين بقلق المساكين لربما يأتي يوم ويصبح ذاك الرغيف الذي يأكل منه الفقراء رغيفاً أحمر.! والويل سيصبح للجميع تلك المهاترات التي تقام على طاولة من غير أرجل وتلك الوعود التي تنطق من غير أفواه آن لها أن تقف وآن لهم أن يخرجوا من تحت تلك الطاولات..

أيها المتخمون بأموال الغير المتشيخين بأجسادهم المتعسكرين بالوساطة والتملق سيأتي ذاك اليوم وستسقط (أبراجكم) ومشاريعكم التي تبدأ ب(المدينة) وتنتهي خلف (القضبان)!

وأقول كما قال (درويش):
سجِّل.. أنا عربي
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!
الجزيرة الثقافيه
العدد 204 .. الاثنين 10 جمادي الثاني 1428

ساره الزنيدي .. قلم أبيض على قلوبنا يحمل من الادب والفكر والمصداقيه
مايجعلنا نقف امامه احتراما وحباً وتقديراً
قلم " أحمر " في عيون من بدأت هذه الشُجاعه بالحق تعري كثير مما يخفونه ويختبئون خلفه
اختارت أن تكون في صف المواطن الضعيف الذي سلب قوته وقوت عياله بـ " المساهمات "
التي شملت الكثير من مدن بلدنا العزيز .. ولم تجد لها حلا من اي جهة رسميه حتى الان ..

ساره الزنيدي التي حمل مقالها اليوم في جريدة الجزيرة مايوحي بانهم بدأو يضيقون ذرعا بادبها وقلمها وصراحتها فعادو لجاهليتهم التي لم يخرجو منها اصلاً .. جاهليتهم الجشعه .. جاهليتهم التي ينتفخون بسببها غضباً وتسلطاً امام كل ماهو انثوي اصلا فكيف والحال الان بأنثى تقف في وجوههم لتشهر " قلماً " يفجر هؤلاء المنتفخون غيضاً وكمداً فيأتي ردهم متخلفاً كحقيقتهم بهواتف منتصف الليل :



بابا علي والأربعين حرامي
سارة الزنيدي

عندما تتبع الحال الراهن قطعاً ستصاب بجميع حالات خيبات الأمل وذلك بسبب الأحداث التي تسحبنا نحو الخلف لعلّ الكاتب الذي يبحث دائماً نحو التغيير للأفضل أصبح يخشى على نفسه من المتغيرات!!

عندما أرتكب الوجود حدوثه في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل انبثقت (الروح) الخائفة فجأة ليتأكد ارتباك الحاضر أمام مفاجآت المستقبل..

أخرجت الجوال بحذر من قعر حقيبتي وقلت (نعم) موجهةً حديثي لهذا الكائن الاعتباطي ولكن اكتشفت أن طرقات الليل هي أشد الطرقات التي لها وقع مرهق على النفس..
حاولت أن أردع ذاك المتصل كنت أريد أن أقول له بصوت مرتفع أبعد مداراتك الجشعة عن حياتي...!
لم أكترث بحقيقة الأمر للجندي الذي يقاتل طواحين الهواء رغم تهديده ليّ كان يطالب بتغيير الواقع لكنه لا يُحسن سوى نفي الوقائع!
شعاره الصدق ولكنه يتعامل معه بصورة جداً مختلة يدعو ممارسة الحق ولكنه يمارسه على غيره بسرقة واختلاس وعندما يُنتقد (بضم الياء).
يعتبر ذلك ضد (المشيخة) والعرف والثوابت حتى إنه يتوصل إلى التخوين وتأليب الرأي العام، يتعامل مع العقلانية والديمقراطية كما لو أنها أحد (أبراجه) الوهمية ولكنني على يقين من أنه لن تتبدد أحلام الحرية والديمقراطية بالصدام مع واقع (شخص) معقد يعتبر نفسه مناضلا تنويريا يبحث عن مصلحة البشر وذلك بزيادة رأس مصائبهم وسرقتهم لكنه أيضاً يتصرف بعقلية الضحية لكيّ يجذب أكثر عدد من القلوب الضعيفة، يدعي عشق الحرية فيما هو يمارس انتهاكها على بلاد شُرّع فيها الأمان واحترام الحقوق الخاصة، يعتبر أنّ مشكلته مع (المساكين) الذين قام بسرقتهم في حين أن المشكلة في أفكاره بالذات النخبوية والنرجسية

وفي مشاريعه الكاذبة ومقولاته المُستهلكة، له عقلية هشّة وبالتالي لديّ تنبؤات بأن هذا (المخادع) على مشارف الهاوية أليست مراقبة الاحتضار فيها كثير من الحزن والألم والاكتئاب لا تقل عن مشاعر المُحتضر ذاته!؟ ولكن ليس هناك خيار فهم من تسيدوا المواقف المالية بكل سذاجة وغباء!!

لعليّ سأكتفي بمنظره وهو يغرق لأن الأموال التي يحملها لا تساعدني على سحبه خارج تيارات الهاوية، إني أحاول فقط مساعدة المواطنين الذين يعيشون ما بين الأمل والدموع وخطر السرقة والتعرض للخداع من جديد في دفن أحزانهم على وجه السرعة. وأنا أعلم أنهم لم يقاتلوا بعد أنهم أن فعلوا سيوقعون خسائر في صفوف سارقيهم المتحصنين خلف الأبراج الشفافة!

كملامح يتيم يطلّ من الشباك ذات مساء مبلل في المطر غارق في الظلمة مشبع بالموت مغموس بالجحيم كنت أشعر بالموقف جيداً.
كم يقتلني احساسي بالعجز نحو سكان مدينتي البريئة جميعهم على قوائم الانتظار!
من المعلوم أن الفكرة الأساسية التي ركزت عليها هنا هي الحرية الفردية وضرورة ان يشكل الانسان بنفسه قدره ومصيره دون أن يسمح للغرباء بأن يمارسوا عليه الخديعة لا بد أن ينور فكره ويبتعد عن سياسة القطيع (ما يفعله الغير أفعله أنا)..! لغة الجماهير ربما تصبح ذات انتهاك..
لماذا نقف على حدود النهاية ونتنهد بألم ونقول (يشبع الله المتخمين)؟!
لا نكتفي بالجسد هنا بل لا بد لنا من تغذية الروح التي تسكن هذا الجسد
فربما توجد بأرواحنا طلاسم عن الحقيقة ستنفجر يوما وتجري أنهار من العزة.....!
عندما كنت صغيرة سألتني المدرسة: لماذا الأرض دائرية؟ فقلت لها لأنها بدينة!
ضربتني حينها بقسوة وبعدها عرفت لماذا هي دائرية! لكني لم أعرف لماذا هي مدرسة؟!
هذه هي قصتنا, فنحن نعلم أننا نتألم ولكن لا نعرف لماذا!؟
البعض أصغر منا لأنهم ولدوا بعدنا ولكننا لن نحزن من أجلهم لأنهم فوتوا شيئاً لا يستحق المشاهدة!!



سارة الزنيدي .. جزاك الله خيراً
نقولها جميعاً .. من ساهم منا .. ومن لم يساهم
واكثر من امثالك .. واعانك الله
نقولها مع اهل مدينتك " الطيبون "

يزيد بن غشيّان
09-07-2007, 15:06
ساره الزنيدي

لم يسبق لي ان سمعت بها

هنا تثبيت اول للقراءه . و لي عوده

و مراحب يا بندر الله يحييك tsh6

بـندر العبدالكريم
09-07-2007, 17:47
حياك الله أيها الصديق الجميل
وشكراً لك


اخي يزيد
ليس بالضرورة اننا ملمون وقارئون وعارفون لكل ماينشر حتى نحكم على الكتَاب بالمعرفه او عدم المعرفه
الا تلك الاسماء التي عاشت ماعاش بعض مكائن الطباعه في الجرائد
ولم نجد منهم مثل هذه الكتابه المنصفه والواضحه في حق مدينة وناس بسطاء
وقس على ذلك كثير من المدن واكثر من البسطاء وطابور من المساهمات الوهميه والمتعثره
التي ذهبو ضحيتها , وهذا ماارادته الكاتبه من خلال الحديث عن مدينتها كما أرى



لا اعرف كاتبة الموضوع حقيقة الا من خلال مجموعة كتابات في جريدة الجزيرة
ويبدو لي ياصديقي من خلال قرائتها أننا امام كثير مما يحمله هذا القلم
من مسؤولية ومصداقيه وشجاعه وحسن طرح وأ دب وثقافه
ومايعنيني هنا هو عدة نقاط في رايي تستحق الوقوف عندها أجادت الكاتبه في تضمينها
من خلال الكتابه :


* المساهمات .. وما دور الاعلام في ايصال صوت المواطن الى المسؤول
في ظل التوجيهات الساميه والواضحه من خادم الحرمين أدامه الله وحكومتنا
الرشيدة حول انجاز ومتابعة جميع مايخص المواطن في وطننا الحبيب
ولا يخفى على الجميع ضخامة هذا الملف وطول مدته ومايكتنفه من غموض
وصمت عجيب من اطراف عديده



* الكاتب والاعلام صوت الوطن والمواطن
هل تحول الى صوت التاجر الا من كان في مسؤولية واهتمام المواطن الحقيقي
ككاتبة الموضوع وجريدة الجزيره


* تسليط الضوء وكشف الحقائق في فضح بعض ردود الأفعال
وسوء التعامل مع النقد الساعي إلى المعالجة


يضاف اليه مايراه من يود المشاركه من نقاط


لك وللجميع مودتي الصادقه واحترامي

نورهـ السبيعي
10-07-2007, 23:36
سارة الزنيدي بالفعل قلم شجاع جدا ً وصادق من خلال ما قرأته هنا ..
كم نحن محتاجون لمثل هذا القلم في إعلامنا ، وكم هم بحاجة للتشجيع
والدعاء لهم هؤلاء القلة الذين يعكسون الالام المواطن بكل شجاعة وبكل امانه ..

شكرا ً بندر، ودعواتي لساره الزنيدي بالتوفيق دائماً

بـندر العبدالكريم
26-07-2007, 04:35
صدقتِ نوره
فما عاد المكان ولا الزمان ولا الناس
يهتمون بـ أقلام " المعاريض "
ولا " بحاملي أختام " الشركات والتجار
ومسوقي بضاعتهم .


تقديري واحترامي