PDA

عرض كامل الموضوع : سجايا مُهَجَّنة !


فهد العيسى
21-03-2006, 18:27
http://www.art-ist.ru/images/2/mask_2.jpg

الطبعُ سجية و الناس تحكمهم طباعهم و تسلط سيوفها على رقابهم ـ من هنا ينطلق مفهوم الشخصية,فتشعّ النواصي بسمات تَفَرّد كل شخصية على حدا.و قد صُنِفَتْ الطبائع منذُ القدم إلى تقسيماتٍ مثل :الطبع الهوائي و الطبع الناري و الطبع الدموي. فمن كان أقرب إلى سليقته بسجيته كان أقرب إلى إنسانيته و ديدنه و فطرته بمسحة مستقلة تميّزه عن غيره.فيقال :هذا كريم و ذاك لئيم,مثلما يقال :هذا جميل وذاك دميم.و قد كانوا في الماضي يفخرون بسجاياهم,تحكمهم خلائق الفروسية فلا يستسلمون لرحى التلفيق و الزور والبهتان بل يغشون وغى التصنّع و الزيف بـكل أصالة و شجاعة فيدحرون مسوخ الادعاء الكاذب.و في الحديث عن مجتمع اليوم قلما تجد من يقدم نفسه و يمثل ذاته بتلقائية و شفافية بل بالشكل الذي يعتقده المُشخّص(مؤدي الشخصية),الذي لا شخصية له,فيتعمد الُلغة الفخمة و اللهجة المفتعلة و البهرجة المصطنعة و المواضيع المستعارة. فيستعرض نفسه كاللبنانيين و يفكر كالمصريين ويتصرّف كشيوخ الخليج و يحكّ أنفه مثل "أوناسيس" و ينفخ صدره مثل الأوزة و يتسكع في الأسواق بهيئة "رامبو", و يحرّك رقبته مثل "سعود الفيصل", و ينظر لقومه بمنظار الأوربيين,و يعيش في المتناقضات الشخصية و النواقص البدعية حتى لا تعرف وجهه من قفاه.و كأنكَ تتلقى كلاماً من شخصٍ مبرمجٍ (ريبوت).إن لكل إنسان وجه واحد و لكل وجهٍ سلبياته و حسناته فرضينا بالسلبيات مقابل بعض الحسنات و لكن المعنيين الآن اتخذوا مجموعة من الأدوات المستعارة و الطرائق المختلفة كالممثلين الذين لا يحملون (كارزما),يرتدون أقنعة من تحتها أقنعة تتغشى وجوههم فيمشون كالأغربة !.إن لكل شخصية وجه حسن في حال أن يقلد المرء نفسه و إن قلّدَ غيره فقد ألغى نفسه,و إن كَثُرَ التقليد تلاشت الصفة الشخصية فيصبح مسخاً و هذا ما يجعلنا في غربة شديدة داخل بيوتنا و في أوطاننا و حتى في الصحف و دواويين الشعر و المقالات نجد هذا أيضاً!!,إنهم في كل مكان!.هي غربة ما بعدها غربة أن تعايش الأرواح المصطنعة,كان لزاماً علينا اليوم أن نضيف تعريفات جديدة للشخصيات فنقول :الطبع الغبي والطبع التابع و الطبع المتكلف و الطبع الماسخ ,,,الخ!!!ليتنا نعود إلى طبيعتنا الأم فنطلق لأرواحنا العنان و نتعارف من جديد .. كُن شخصاً حقيقياً ,كُن جديرا بنفسك,( كُنْ أنت)!

يعرُب
21-03-2006, 20:47
يا صديقي .. كأنك تدعوني .. للرقص مع الذئاب

.
.
.


دعاة الإصلاح تختلف شخصياتهم وزمانهم ففي كل زمان لنا وقفة
ولنا رجال همهم الأكبر مراقبة تصرفات الآخرين
بينما تجدهم يحصنون أنفسهم في أبراج عالية

والنظرة تكون دائما نحو الأسفل
وهنا يصطحبها نوع من الترفع والزهو بالنفس ويدخل بها جانب من عدم المساواة

لان الوضع في الأصل غير متساو نظرة من أعلى نحو الأسفل
والنظرات كثيرا ما تختلف بحسب المكان والزمان

ما أسهل أن تضع تحتك كرسيا مريحا
وتبدأ بمراقبة الآخرين وتصنيفهم حسب مزاجك

أيضا في مضمار للكلاب
حديثك لن يكون فقط على تلك الكلاب التي تجتاز المسافة بطريقة مذهلة نحو خط النهاية
بل سيكون لك حديثا جانبيا ولو مع صديقة ربما يكون أكثر أناقة
حينما تبدأ بشرح موسّع لبعض النظريات حول أسباب تأخر الكلاب وتكاسلها في تلك الحلبة

أجمل ما في الأمر أن تلك الكلاب المتسابقة لا تعلم أن هناك خط للنهاية
فقط هي تجري خلف تلك العظمة الصناعية المربوطة بجهاز يدور حول الحلبة

ويزداد شرح النظريات كلما كان مستوى غباء من حولك يفوق تصوراتك منذ بدايات الحديث

هناك أزمات وأزمات ..
حتى أصحاب الخط يرون أن ممارسة الخط الحر فيه تجاوز للإبداع وتخلي عن الأصالة

الهاجس وأزماته المتكررة
ونظرته للعالم من زوايا هو يفرضها ويحاول أن يضعنا معه
في تلك الزوايا لمشاهدة النظر من نفس الزاوية وبنفس الأبعاد

لن نخرج بالشيء المخالف لتك النظرة لو سلّمنا بالأمر على ما هو عليه
بل الواجب علينا البحث في آفاق أوسع واشمل للمنظر

وكنت احسب أن الأنثى لا تخطيء أبدا بل أن الرجل هو السبب وراء ذلك الخطأ وهو الدافع أيضا
والمشكلة عند البعض أني ما زلت اعتقد ذلك ومتمسكا به

فما أجمل أن انظر للأنثى وهي تحمل الكثير من الأقنعة
أناقة ودلال اللبنانية وتأوهات المصرية ورغبات المغربية
وخضوع السورية
فما أجمل النغمات حينما تختلف ما بين
ابن عمي .. وشوبدك وما بدك وعاوز ايه
وهكا وشونريدو وبرشا برشا يا مدلل

يرتجف لها القلب وتطرب لها الإذن

في بعض الأوقات النظر إلى الأجساد وهي تحمل أقنعة أفضل بكثير
من مشاهدتها على حقيقتها
ربما لأننا لن نتقبلها وهي تحمل ملامح القبح
ولكوننا مضطرين لتواجدها معنا في نفس المكان
نحمد الله على أنها تحمل أقنعة تخفف آلامنا





يعرُب

تأبط شعرا
22-03-2006, 04:30
هناك عوامل كثيره خلقت الأرض الخصبه لتلك السجايا المهجّنه أن تنبت وتترعرع في النفوس !
لـ هذا العصر إيقاعه وتغيّراته ..
الكشخه أو الفشخره على رأي أشقائنا العرب ..
أجزم إنها إن لم تكن وليدة هذا العصر فهي إبنته المدللّه !
على الرغم من إنّها غريزة في النفس البشريّه ومحرّك لا إرادي
ولكن ..

بهذا الكم الهائل وبتلك الصوره !
أمر مستغرب بالفعل ! بغضّ النظر عن المسبّبات
وبغض النظر كذلك عن إختلاف الشخصيّات ومسئوليتها عن نلك الطبائع المستعاره !
وعن عقدة النقص التي قد تكون هي السبب المباشر والظاهري لنشوء مثل هذه السجايا المصطنعه
والإصرار على تقمّص أدوار الآخرين !
يُقال :
" من لبس له ثوب أطول منه
لابدّ يعثر" !
لابد للإنسان أن يعتد بذاته
ويعيش كما هو !




فهد العيسى
تعجبني كتاباتك جدا ً



أطيب تحيّه ..

نورة العجمي
22-03-2006, 09:31
حتى القلم ياكاتبنا الهاجس يجب أن يعكس شخصية صاحبه وهو لساننا الذي نتحدث به
و يشبه شخصية صاحبه فالذي يكتب بصدق فهو صادق بتعاملاته في حياته اليوميه لايمكنه تزييف مشاعره وتأليف مواقف ولكن الذي قد يشكل عبئا على كاهل الكثيرين هو عندما يجعلون هذا القلم اكبر منافق يديرونه في ايديهم كيفما يشاءون ليخفون ملامح اصحابها ولأنهم ببساطة لا يحملون ضميرا نقيا بين ضلوعهم والعكس صحيح تماما

فهد العيسى
قلمك لاشبية له في زمن التشابه
كل الود


ً

عنود
22-03-2006, 11:22
فهد العيسى
اهلا بهذا القلم واهلا بهذا الحضور
حديثك يقودني إلى الأتهامات التي لاتزال تلاحق الشعراء وهي انهم يكتبون شيئا لم يمروا به
وليست موجوده على أرض الواقع وحين تسألهم يكون الرد وهل يستوجب علينا طوال عمرنا ان نكتب انفسنا فقط؟!
أو اليست هي انانيه حين نكتب انفسنا وننسى اولئك الذين ينتظرون منا حرفا يصف قلبهم ومعاناتهم!؟
هذا هو القناع الذي يجملون فيه زيفهم وهو المتاجره بالمشاعر

تحية لرقيك

سلطــان القحطاني
22-03-2006, 17:13
فهد العيسى
قلم اجزم انه لايقول الا الصدق
اتابعك كثيراً جداً يافهد وكتاباتك تحفز الجميع على المتابعة بشغف.
دمت بودtsh6

الجازي
23-03-2006, 21:11
.

فمن كان أقرب إلى سليقته بسجيته كان أقرب إلى إنسانيته و ديدنه و فطرته بمسحة مستقلة تميّزه عن غيره

يعاني البعض من ازدواجية الشخصية في ظل الضغوط الاجتماعية التي تجعلهم يرتدون رداء الكياسة والتقوى أحياناً والألتزام بالمبادىء بينما تظهر أقنعتهم الحقيقية وجواهرهم المستعارة خارج المواجهة ..
وربما نعني كـ مثال أقرب في التعامل عن طريق الأنترنت .. برغم أنه وسيلة وصل وتواصل فكري جيد في مجتمعنا المنغلق .. الاّ أنه كثير من الناس عند الأحتكاك المباشر يصبحون ضحايا هذه الازدواجية
حين يصادفون من يمتلكون مواهب خارقة في اخفاء الشخصية والبراعة في الكذب والتجمّل ..

وهذا يشمل حالات كثيرة .. استرعى أنتباهي وأهتمامي أحد الظواهر كتبت عنها موضوع مستقل ..
الزواج عن طريق الأنترنت .. حقيقة أم وهم .. !؟
http://www.sh3byat.com/vb/showthread.php?t=10312

فهد العيسى ..

بـ حق أسعدني جدا حضورك وتواصلك معنا مرة أخرى ..

كل الاحترام لفكرك / رقيك http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif


.

فهد العيسى
24-03-2006, 23:02
يعرُب
المُلك العضوض

المقدمة

الرجل الذي يجيد احتكاك الثقاب بالكبريت فيشعل شُعلة و ينير ظلمة فلا يرَ شيئا و ربما بالكاد يرى نفسه و فاتنة برجوازية مستلقية على أريكته المقدسة,مستسلمة لنفخات سجائره " المريت "يلعنُ شركات التبغ ,كلما نفخَ فيها نفخة كشفتْ له سراً,فتتمثل له ساعة ضائقة بالجينز الضيّق إلى أن تطفأ الشعلة و تختفي الفتاة في الكثير من الظل و الوهم و الغواية ..
يبعثر الأوراق و يقلب العناوين لأن الأجناس البشرية في معتقده متأنقون أكثر من اللآزم,و بأنهم نتاج ازدواجية مجتمعاتهم لا يجيدون سوى ثقافة الثرثرة,على مبدأ "كامو ",في مسرحية للمخرج "فيليني":أباطرة أميون و عبيد مثقفون ,من هنا أتت الحضارة المعاصرة !!,و بأن الثقافة الجنسية المعاصرة نتاج جمال الأجساد,لا شيء آخر !!

و تبقى معادلة مفاتن الأنثى هاجس يستحوذ على مخيلته الأدبية فلا يهتم كثيراً بكينونتها و يلغي حقّها الفطري عمداً و بالمقابل يمجّد حسن بنانها ليقلل من قدرة عقلها حتى تجده يتغنى بـ "بملابسها"لا لشيء و إنما لأنه ينظر إليها نظرة الأسد للرشأ!, فلا تفوته التفاصيل الصغيرة و كأنه تاجر أقمشة,و بعد أن يحتسي كأس الشاي "أبو تلقيمة" رافعا بيده اليسرى صولجان المعسّل البحريني,يعرّج على صاحبه القديم و نديمه الرحيم (الهاجس),ليسخر منه و يسقط عليه زفراته .إن المشكلة اليعربية تتمثل في أصالته الصِرفة فهو عربيٌّ حتى النخاع و إعرابيّ حتى الإسهاب و شريعته متمثلة في العهود البائدة التي عاشت في الأحقاف و ثمود.لقد أيقن صاحبنا بأنه الوريث الشرعي لعرش بلقيس و لكن لعنة ما حلّتْ بسدّ مأرب و حالت دون إرثه و دفعت به نحو الأوس و الخزرج حتى جاور بنو قريضة و النظير في يثرب آن ذاك ..

فهد العيسى
25-03-2006, 18:50
هناك عوامل كثيره خلقت الأرض الخصبه لتلك السجايا المهجّنه أن تنبت وتترعرع في النفوس !
لـ هذا العصر إيقاعه وتغيّراته ..
الكشخه أو الفشخره على رأي أشقائنا العرب ..
أجزم إنها إن لم تكن وليدة هذا العصر فهي إبنته المدللّه !
على الرغم من إنّها غريزة في النفس البشريّه ومحرّك لا إرادي
ولكن ..

بهذا الكم الهائل وبتلك الصوره !
أمر مستغرب بالفعل ! بغضّ النظر عن المسبّبات
وبغض النظر كذلك عن إختلاف الشخصيّات ومسئوليتها عن نلك الطبائع المستعاره !
وعن عقدة النقص التي قد تكون هي السبب المباشر والظاهري لنشوء مثل هذه السجايا المصطنعه
والإصرار على تقمّص أدوار الآخرين !
يُقال :
" من لبس له ثوب أطول منه
لابدّ يعثر" !
لابد للإنسان أن يعتد بذاته
ويعيش كما هو !




فهد العيسى
تعجبني كتاباتك جدا ً



أطيب تحيّه ..





أنتَ جميلٌ كمخطوطتك البديعة.من ذا يكبح شغف الفطرة الإنسانية ؟! أنا لا أحب الورد الصناعي,و الإنسان شخصية أيا كان دوره في المجتمع بدءاً من الغفير و حتى الأمير,إن البطولة تتطلب وعياً و مضموناً فلسفياً ,و موقفاً أخلاقياً نبيلاً,مهما كانت بدت لنا بساطة الشخصية.ماذا نستفيد من المدعين,فهم في النهاية أشخاص غير حقيقيين لأن غاياتهم فردية ,و الإنسان كائن إجتماعي .و عندما تعاشر البعض و هم كثر ,تتساءل في دهشة:من هؤلاء؟ , و ماذا يريدون؟ ,و ما أنا فاعلٌ هاهنا؟!
لكل عصر فلسفته ,هكذا كان صاحبكَ عروة بنُ الورد ,مغرماً بالفضيلة ,و رغم صعلكته ,كان كريماً ,يأخذ من الأغنياء البخلاء ليعين الفقراء المعوزين.لا بد و أنه فيلسوف المتلصصة ,أراد أن يحقق النظرية .لأن العربي القديم لا يحكمه الرياء و النفاق و الفردية ,كانَ جاهلياً و رغم هذا كان يذوب في المجموعة .....
و رغم كونه لصاً و قاطع طريق و لكنه كان محاكيا للعدل .فلم تتبرأ منه عبس لكرمه (أعتقد بأنه عبسياً) !و على نهجه أجتمعت الإنسانية على شكل عصابة من قطاع الطرق ,أمثال تأبطَ شراً و السليك ابن سلكة و ابن ندبة ,و حاولوا إستمالة عنترة بن شداد في صباه و لكنه أبى ..
يقول المارق "نيتشه":
النمر يعرف كيف يكون نمرا ,و السنونو يعرف كيف يكون سنونو ,و لكن الإنسان لا يعرف كيف يكون إنسانا !.


أسعدتَ قلبي بمداخلتك النيّرة بنور معرفتك

فهد العيسى
26-03-2006, 22:03
ألا سقيا لهذه الشُجيرة المورقة الموردة
كم خلعتِ على أخِ الحنضل ابن عيسى من الألقاب المعسولة حتى قيل حنضلٌ معسولُ
لكم كلأ الكرامة و لنا أن نتفيأ بظلكم ..

القلم هو ذلكَ "العقل" الذي لا يفنى و محبرة الروح التي لا تجف!
هو صولجان الشاعر و تاج الأديب و حُسن النساء الخالدات
قُلنا و قد خاننا التعبير في أكثر من موطن ,الصدق ليسَ فضيلة فحسب ,بل هو رحم الإبداع و النبوغ و العبقرية !
و الأمم الأكثر صدقاً هي الأكثر نجاحاً ,فـ ( الصدق مفتاح المعرفة ) ..
و الشعارات و العبارات التي نرددها هي من ينتصر علينا في نهاية الأمر ,راغبين و مرغمين
و صنعة الأدب كأي صناعة فيها المدعي و المنافق و اللص ,كأي عملٍ آخر ,و لكنه من المؤكد جداً
بأن الكُتَّاب هم من يحكم هذا العالم المتداعي ..لا شكَّ بأن الكاتب المنافق ,المتكسب من قلمه هو ذلكَ الشخص المحدود المخيلة فاسد البصيرة .و هو كما يقال فيه : بوقٌ من أبواقِ كذا و كذا ,و متنطع في أحسنِ حالاته و إن تذاكى ..


طوبى لنورة

طوبى لهذا الشفق

فهد العيسى
26-03-2006, 23:10
فهد العيسى
اهلا بهذا القلم واهلا بهذا الحضور
حديثك يقودني إلى الأتهامات التي لاتزال تلاحق الشعراء وهي انهم يكتبون شيئا لم يمروا به
وليست موجوده على أرض الواقع وحين تسألهم يكون الرد وهل يستوجب علينا طوال عمرنا ان نكتب انفسنا فقط؟!
أو اليست هي انانيه حين نكتب انفسنا وننسى اولئك الذين ينتظرون منا حرفا يصف قلبهم ومعاناتهم!؟
هذا هو القناع الذي يجملون فيه زيفهم وهو المتاجره بالمشاعر

تحية لرقيك

سيدتي الفاضلة :
لا بدَّ و أن تتمثل بين أيدينا قصة لكي نسوق الإحساس سوقاً ,إنما الأمثال تضرب لوعي المتلقين
أهلاً بالعنود ,لامستِ الجُرح ,و قد أعيا بنا الداءُ ,

الشعر و الأدب المستحدثين !

بداية : أنظري لشعر اليوم ! , إنه يدعوا للرثاء ,أكذوبة يروجها البعض على أنها شعراً
إنه في أحسن حالاته محاولة مراهقة,تردد بدون حياء ,كلاماً شبه موزوناً ,و يسمونه شعرا و هو (سواليف) إلى النظم أقرب!
الناسُ متاجرون بكل ما يملكون من محاسن ,كالغانية التي تستعرض مفاتنها لإغواء المارّة ,إنها تفتقرُ إلى الفضيلة !!
و كل هذا في سبيل شهوة الشهرة و ربما المال و ربما الغواية و الكسب السريع ! و هؤلاء كثر فلا يعول عليهم لأن شاعر الغفلة يفتقر إلى الشخصية و مقوماتها !!
أنا أشك في ثقافة الشعراء المحليين إنهم ببساطة لا يقرؤون إلاَّ الشعر و تحديدا نوعا واحدا من أنواع الشِعر !
كانوا في الماضي يصفون هذا النوع من الشعراء بأنه : (كرّامياً) أي كاذباً و مدلساً و مدعياً و هي صفة نعت لكل أفّاقٍ ممن يمتهنون صنعة الأدب. و لكي أبيّن وجهة نظري المتواضعة ,عليه , فإن الرأي كالتالي :
من حق الشاعر أن يختار الحقل المأساوي الذي يريده ,شريطة مراعاة الأحكام الأدبية و مدارسها,لأن المخيَّلة لا حدَّ لها
و لكن الاستعارات و التراكيب اللفظية و السبك و طول النفس و طريقة الطرح و العرض و البديع و قصة الفكرة محكومة بثقافة الشاعر و لا بدَ من إجادة لغة محكمة من لغات التواصل.فالشعر يتعدى كونه الكلام المقفى الموزون و الوزن المنظوم إلى كشف موقف.إن الأمر كله يعتمد على الكشف ..
و شعراء العامية و غيرهم لا يمثلون إلاّ عشائرهم ,و العشائر محكومة بتقاليد محدودة جدا لا تحاكي المنضومة الإنسانية من الناحية التقنية و المهنية ,و هذه مشكلة (المحلية) ,إن شاعر العامية يفتقر إلى تاريخ الشعر الحقيقي ,فيغفل دور الممالك الأدبية و يأتي بجديدٍ ليسَ بجديد ,و يتصور ضمناً بأنه رمزاً و مثالاً يحتذى به.فيأتي مصوراً بطولات وهمية و ينسج استعارات لا تليق بفن الشعر و أصول الصنعة ,زعماً منه البلاغة.فلما لا يكذب هذا الشاعر على الناس طالما قد أتفقَ له و كذبَ على نفسه؟!
عندما أقرءُ اشعارا من أشعار اليوم ,و أجد من حولي يطربون بما سمعوا ,أتعجب كل العجب ,حينما أحلل الكلام فأجده مبتذلاً يكادُ أن يكون متوارياً ,ظاهره العتاب و الملام و باطنه القدح و الذم و الإسفاف!!!لا سيما و السطحية التي يتبجح بها الشاعر ,فيصف قدرته و قوته و شجاعته و سطوته و بطشه الشديد و ضعف الحبيبة و غدرها,كأنه يتحدث عن نعجة يهودية ! .أردت أن أسأله:لماذا إذن أحببتَ هذه التعسة؟! .أنا لا أريد أن أشطح أكثر من هذا و أعلم بأني خرجتُ عن دائرة الحوار كثيراً,و لكنه ,كلا يغني على ليلاه !! أتصدقين قول هذا الشاعر : ( أبتعد عني ما أحبك وش تبي بي ,قدرك الغالي رميته في الثرى ).إن الترجمة الحقيقية لهذا البيت هو : يا تبن وش تبين بي ,كل ما بينا رميته في النفايات (كرّم الله السامعين ) و لكن الشاعر القديم يقول : فقلتُ له مررتَ و لم تسلّم و إني منكَ بالتسليم راضي.و يقول أيضا: تبدى في السواد,قلتُ بدراً تجلى في الظلام على العبادِ,إن ثوبكَ مثلُ شَعْرِكَ مثلُ حظي ,سوادٌ في سوادٍ في سوادِ .حتى عنترة ذلك الثورُ الهائج و التي هجرته "عبلة" عمداً ,و رغم هذا يقولُ فيها : و لقد نزلتي فلا تظني غيره منيّ بمنزلة المُحِب المُكرمِ ..


كوني بخير و أغفري لثرثرتي ..

فهد العيسى
26-03-2006, 23:33
فهد العيسى
قلم اجزم انه لايقول الا الصدق
اتابعك كثيراً جداً يافهد وكتاباتك تحفز الجميع على المتابعة بشغف.
دمت بودtsh6

المحبة فضيلة يا سلطان و الصدق فضيلة الفضائل.و الخير كله منبعه الفضيلة ..
إني أحاول يا أخي أن (أصدِقْ),فقد مررتُ بالكثير من الكذب حتى أوشكتُ أن أتحولَ إلى كذبة,لا لشيء و لكني كنتُ أقلّد الغير فحسب.ربما أوهموني بأن الصدق مرفوع (لا شيء جديّ)! ..
منذ فترة ,تعجبتُ من طلاقة الفصحاء أمثال بعض الدعاة الكرام في وطننا ,فأكتشفتُ بأن أفكارهم حاضرة و متنوعة و مركزة .في الوقت الذي نتلكأ فيه و نفقد القدرة على مواصلة الكلام .و بعد تأملٍ طويل ,أكتشفتُ بأنهم قومٌ عاهدوا الله على الصدق فصدقم الله .إن الأمر بهذه البساطة .و هكذا دواليك ..
إن كلمة الحُب الكاذبة ,هي مجرد لفظة.و لكن كلمة الحب الصادقة تصنع قصة و حياة كاملتين.
أنتَ ببساطة يا سلطان ,لا تذكُر من الناسِ إلاّ من صَدَقوكَ و صَدَقْتَهُم .أفلا يستحق هذا المفهوم أن نروج له ؟!
في الماضي السحيقِ كذبتُ على حسناء ٍ كذبةً خلتها بيضاء ,كانت صادقة,و كنتُ مضللاً .هيَ ,لم تعد تذكر حتى وجهي! ,لقد جعلت ذكراي تتبخر في عوالم الوهم .أمّا هي فلا تزال تنبض في داخلي ,كلما شعرتُ بالوحدة و الضياع .علينا أن نصنعُ لنا ذكرياتٍ أصيلة و حقيقية .علينا أن نمارس التضحية لأجل الله .عندها و عندها فقط سنشعر برجولتنا و ديدننا و إنسانيتنا ..
ما أفقر هذا العالم الذي يتكل علينا يا صديقي ..

و لو كان الأمر بيدي لأهديتكَ ثلاثُ جواريٍ و أمرتُ لكِ بسهم !
و أجزم بأنكَ لا تنطق إلاّ حبا و صدقا ,دعنا نتطهر !

فيصل الرويس
27-03-2006, 17:32
الأشخاض العظماء , هم أكثر الناس بساطة , لا يتكلف المرء فعلاً من الأفعال أو قولاً من الأقوال إلا بدا على منطقه التضعضع والإرتباك المؤدي للمكابرة والترفع العنين .

ومن يحقتر الأخرين , ينسى أن الإحتقار مفهوم لا يجدر بالشخصية العظيمة أن تمتلكه بأي شكل . أنه قيمه من القيم التي لا يجب التعرف عليها نهائياً .

فهد العيسى بساطتك وبساطة مواضعيك تجعلني أركن في زاوية تلميذ مرتبك في حضور المعلم , لأننا لا نستذكر الدروس جيداً وننسى ما نحلم به :)

فهد العيسى
28-03-2006, 20:24
رداء التقوى يا جازي...


أختاه ..
( جازينا )

كعادتك مُبحرةٌ بين زرقتي البحر و السماء !! تشقين عباب الماء و المجال بحيزوم الوعي و بأشرعة الثقافة ..
سأبدأ الحديثِ عن :

رداء التقوى
ثمَ سأعود لمناقشة المرض العربي المتجذّر (الازدواجية ) و ذلكَ في يومٍ آخر .أمّا فيما يخص طرحكم الألق عن زواج الشبكة العنكبوتية ,فيشرفني أن أضع رأيي المتواضع هناك حيثُ غرستيه ليتفيأ ردي بظلالكم الوارفة ..

إنه لمن المحرم اجتماعياً الكشف عن لثام ما يسمى برداء التقوى ,و قد و صفهم البارئ بالنفاق,و هؤلاء يريدون الكذب على الله و لكنهم لا يكذبون إلاّ على أنفسهم !!!
و حتى نميطُ هذا اللثام يلزمنا أن نتعرّف على شكل الثقافة المحليّة .إنها ثقافة ذات علم و أخلاق ,قامت عليها الأمة و الدولة
و الحضارة و المجتمعات و لا خلاف في هذا ,إنما أصبح من المتعذرِ على المرء أن يحاج من يتلبسون بالفضيلة شكلاً و يمرقون من المبدأ كما يمرق السهم من الرمية.دعيني أُمهِّد قليلاً لنظرتي الضبابية : أنا لا أدعي القول الراجح ,و لكني أظن بأن البعض يخلط بين الشكل و المضمون.فعلى سبيل المثال ,نجد بأن امرأة تبدو ملتزمة نموذجية,محجبة ,تخفي قدميها و كفيها و تمارس الأركان الخمس على أكمل وجه.إن هذا كفيل بأن يدخلها جنة عدن.فقد إلتزمت بالتعاليم الأساسية,و لكنها بالمقابل سيئة الطباع,حادة النفس,لا تعبأ بأحد و لا تحفل بولد,لا كريمة ,و لا غافرة ,شديدة البخل , لا هشّه و لا بشّه ,قلما تتودد لأحدٍ من ذويها .تقرأ فلا تتدبر. تصلي فلا تخشع .تنظرُ إلى الناسِ على انهم آثمين .تزدري النوامص و تغتابهم ,مثلها مؤمنة بالرب كافرة بدور الإنسان في البشرية,في حين أن ثلثي الدين قائماً على التعاملات البشرية (اليتيم و المسكين و ابن السبيل).إن مثل هذه الثقافة تمثل الشكل السائد في مجتمعنا .و تنبئ عن شللٍ كاملٍ لدور الإنسان في طريقة ممارسته للوجود.كيفَ نضمن الجنة؟! علينا أن نسأله العفو!!! مثل هذه المرأة و هذا الرجل إنما يراهنون على (الأنا العليا) هم أولياءُ الله و خلصاؤه بمجرّد ممارسة الطقوس الأولية .إنها نظرة متطرفة نحو الوجود,و هذا شبيه بالإنتماء إلى القبيلة !
إن السؤال يطرح نفسه :هل من الممكن أن يكون هذا الشخص مخلصاً ؟!لا أعتقد ذلك ,إن النفاق ينخر بالنفس كما ينخر السوس بالشجر.علينا أن نتطهر و نغتسل.للإنسان دينه في معتقده و للناس دين في تعاملاتهم.لا شك بأن المجتمع المحافظ يفرض نظاماً معينا على أهله,و لكل نظاٍم له حماية و أختراق تفترضان لغة معيّنة.
إن فلسفة الوجود إنما تقوم على الأدوار البطولية في تنمية المجتمع و التواصل بين شرائحه,كانَ لا بد للحَجّاج أن يصلي بالناس و أن يلتحي و أن يذكر آيات الله و أحديث الرسول صلى الله عليه و سلم.و لكن هذا لا يجعله إماماً بقدر ما تجعله أعماله طاغية .قد يعتقد البعض بأن الدين كلّه مستودع بين الفخذين.هذا مسألة عربية قبليّة الجذور و هي حقيقة ضمن حقيقة أشمل.أين هو الدور الأخلاقي؟ أين أمانة الكلمة و براءة النظرة؟أين المغزى من كوننا بشر !


يتبع //

فهد العيسى
31-03-2006, 02:06
الأشخاض العظماء , هم أكثر الناس بساطة , لا يتكلف المرء فعلاً من الأفعال أو قولاً من الأقوال إلا بدا على منطقه التضعضع والإرتباك المؤدي للمكابرة والترفع العنين .

ومن يحقتر الأخرين , ينسى أن الإحتقار مفهوم لا يجدر بالشخصية العظيمة أن تمتلكه بأي شكل . أنه قيمه من القيم التي لا يجب التعرف عليها نهائياً .

فهد العيسى بساطتك وبساطة مواضعيك تجعلني أركن في زاوية تلميذ مرتبك في حضور المعلم , لأننا لا نستذكر الدروس جيداً وننسى ما نحلم به :)

الأستاذ المحترم فيصل الرويس / سلام الله و رحمته و بركاته
لقد قمتَ بعرضٍ رائعٍ مباشرٍ تستعرضُ فيه ركناً ركيناً من أركان الشخصية .
و من يجالس العلماء يرى مدى بساطتهم ,هكذا هو الأمر من قبل و من بعد.نريده عالماً بسيطاً و متناغماً لا تضلله التعقيدات الأوتوقراطية و لا المركزية و لا المازوكية, خالياً من الأكاذيب المضللة.
لن أخدش هذا الجمال بطول الرد.و ربما أخدشه قليلاً بقولي : إن الرجل الذي يبحث عن الإستقرار في شكل قصة حب واعدة و خلاقة.يريدها بسيطة و متجاوبة ,و لكنه يفشل فشلاً ذريعاً عندما تقوم محبته بانتحال شخصية ليس شخصيتها.هو أمرٌ يبعث على الشفقة ,لا شيء يقدم نفسه..



و لا أحسبكَ إلاّ أستاذاً تعلمنا كيف يكون التواضع ملهماً و خلاقاً و بأنَّ الأدب يقدم على العلم ..
سألتقي و إياك من خلال كتاباتك ,فإني و الله متشوقٌ لقراءتك و التنعم بعلمك

تقبل أخوتي

يعرُب
31-03-2006, 20:58
لعلي سرت بصاحبي بعيدا عن المكان الذي كان يقصده .. هو غاضب
واعرف صاحبي وغضبه واعرف طبعه وخصاله وحالي معه

وحالي معه كـ حال صعلوك بين يدي رجل ارستقراطي
يتحدث بقياسات معينه في التصاق شفتيه مع فتحهما
وبين تحريك يد وثبات أخرى

ألفاظ منتقاة وأخرى فيها من الفخامة ما قد ترعب الجاهل
هكذا هو صديقي في ليالي الشتاء يقترب من المدفئة بنوع من الزهو
مع كتاب لأديب فرنسي وعاشق روماني ..
يذهب بعيدا في رحلة صيد على ظهر فرس وتجري من أمامه الكلاب
التي تخدمه طوال الوقت

وما أنا إلا صعلوك يعيش في بلدة فرنسية لا تتوقف الأمطار عنها طوال العام
يعيش بين الرطوبة والأماكن اللزجة
مع رفاقه يتحدثون بأصوات متداخلة بالكاد أن تفهم منها شيئا ..
وحول النار المتقدة في برميل يتسامرون
بشرب الشاي في علب حديدية كانت تستخدم لحفظ الأطعمة ..
هذا هو الحال بين صعلوك ورجل من الطبقة الأولى ..

حينما نتحدث بلغة الكلام دائما يكون حديثنا ذو معان سامية وقيم عالية
وان كان بلغة الواقع ولغة البيئة التي تعيشها حقيقة سوف يكون الأمر مختلفا
لابد أن نكون اقرب للعالم الذي نحن بداخله
ولا نحاول أن نبحث عن عالم في كوكب آخر
وربما نذهب بعيدا إلى مجرة أخرى غير التي ننظم لها ..

وآخر نصيحة تركتها لشخص هي ..
أن يحاول الالتفاف على الأمور أكثر لأنها الطريقة الأمثل هذه الأيام
ويبتعد عن الطبع الناري الذي تمثله شخصيتي في نظره
قد يكون معجبا هو بتلك الشخصية التي أمثلها
ولكنها قد بدت لي في بعض الأحيان تخسر كثير من الأمور
ولو أني التففت حول الأمر أفضل من مواجهته ..
وقتها ربما أقنعت نفسي أن ما عملته هو مجرد سياسة
وليس لبس قناع أحاول أن اخفي خلفه وجهي الحقيقي ..

توقفت أكثر عند جملة ( والناس تحكمهم طباعهم )
شردت بذهني معها طويلا وهل طبعي هو من يحكمني أم هي شهواتي وغرائزي
وهل طبعي يتحد مع غرائزي في خندق واحد للنيل من نفسي ورغباتها واعتقاداتها

من طبعي كنت دائما أحب سياسة ترك الأمور على ما هي عليه حتى إشعار آخر
ولكن إذا تصادمت تلك السياسة مع رغباتي وغرائزي
أحاول إنهاء الأمور بأسرع وقت ممكن واجد أن طبعي انهزم أمام غرائزي ..

لن أطيل ولكني اعد أن أعود للخوض في أمر آخر
فالحديث مع السيد النبيل الهاجس هو دفعة نحو الإمام لمزيد من الإلهام

ولكن نضع هنا سؤال ..

ـ هل هناك فرق بين الطبيعة( طباعك ) والغريزة ؟؟
ـ أيهما أكثر سلطة على نفسك .. طبعك أم غريزتك ؟؟



دعوة ..
لصديقنا البدر بمرور كريم من هنا
اتمنى ذلك ..


يعرُب

البــــــدر
02-04-2006, 02:49
إيهٍ يا هاجس ...
الحكم على الشيء فرع عن تصوره ...




ليتنا نعود إلى طبيعتنا الأم




8

8

8

هكذا تكلم جان جاك روسو ... ليورط الفرنسيين في مأساة كبرى عُرفت فيما بعد بـ الثورة الفرنسية ... قد تجدها أنت أو غيرك إنجازاً غير مسبوق أنتج للبشرية نابليون بونابرت وقد يراها آخرون عملاً وحشياً سبب الدمار لأوروبا .. انتهت تلك المآسي المروعة بهزيمة نابليون في معركة واترلو وإبعاده إلى صخرة سانت هيلانة ..
كل ذلك كان له الأثر العميق في تلك النظرة السوداوية التي عمت أوروبا .. قال عنها جوته يوماً :
( أشكر الله .. بأنني لست شاباً في مثل هذا العالم المضطرب الذي انتهى فيه كل شيء بالخراب )
خلال تلك الحقبة ...ارتفعت أصوات المتشائمين من شعراء وأدباء ...
" بيرون " في إنجلترا ... و" دي موسييه " في فرنسا .." ليوباردي " في إيطاليا .. و " بوشكين " في روسيا ...
و أدى ذلك إلى ظهور طائفة من الملحنين المتشائمين من أمثال شوبان وشوبرت ... كما يشير إلى ذلك ول ديورانت ..

صاحبنا روسو كان يدعو إلى التحرر من كل أشكال المدنية و ( العودة إلى الطبيعة البدائية ) ..
كما كان يدعو- بشكل أو بآخر - إلى تغييب العقل
فهو يرى مثل باسكال .. أن للقلب تفكيراً لا يفهمه العقل أبداً ..

المضحك في الأمر..
أن فولتير - وهو أحد الذين غرسوا بذور الثورة الفرنسية - عندما قرأ كتاب روسو ( العقد الاجتماعي ) .. أرسل مخاطباً مدام بوردي :
إنك ترين الآن أن روسو يشبه الفيلسوف كما يشبه القرد الإنسان ..

أخي العزيز الهاجس

من سياق حديثك أرى أن (الطبيعة الأم ) التي تحدثت عنها مختلفة تماماً عن فلسفة روسو ..
قرأت حوارك مع يعرب ..
وكانت لي معه بعض الوقفات :

كيف تتشكل الطباع ؟

قديماً قيل :
العلم بالتعلّم والحلم بالتحلّم ...
وكذا الطبع بالتطبّع ..

إحدى أهم مدارس علم النفس في الوقت الحالي ما يُعرف بالمدرسة المعرفية أو الإدراكية .. ( cognitive theory )

وتقوم هذه المدرسة على قاعدة " أنت نتيجة أفكارك "

في هذا السياق يقول فرانك أوتلو :

" راقب خواطرك لأنها ستصبح أفكاراً ...

وراقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالاً ..

راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات ...

راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعاً ، وراقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك ... "


وهي فكرة مشابهة لما ذكره ابن القيم في كتابه ( الفوائد ) :

" دافع (الخطرة) ، فإن لم تفعل

صارت (فكرة) ..

فدافع الفكرة ، فإن لم تفعل صارت شهوة . فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة ...

فإن لم تفعل صارت (فعلاً) ..

فإن لم تتداركه بضده صار (عادة )، فيصعب عليك الانتقال عنها "



و هو نفس ما بنى عليه (إليس ) نظريته في العلاج السلوكي ...


.

.

.






ولكن نضع هنا سؤال ..

ـ هل هناك فرق بين الطبيعة( طباعك ) والغريزة ؟؟
ـ أيهما أكثر سلطة على نفسك .. طبعك أم غريزتك ؟؟




يعرُب


الطباع أم الغرائز ؟

دعنا نتفق على أن الطباع هي مجموع عادات ...
وأن العادات هي مجموع سلوكيات ...
وأن السلوكيات هي مجموع أفعال ..
ولكي ..نرى أيهما أكثراً تحكماً وتأثيراً .. لا بد لنا أن نسبر غور الدافعية وراء أي فعل وسلوك نقوم به ..

إن ما يدفعنا للقيام بأي فعل هو إما تحصيل متعة أو تجنب ألم ..

يقول جيرمي بنثام :
" لقد وُضِعت الطبيعة البشرية تحت سلطة قوتين ذاتي سيادة الألم والمتعة ... إنهما يحكمان كل مانفعل ، وكل ما نقول ، وكل ما نفكر فيه ... وكل جهد نبذله للتخلص من هذه السيطرة لا يعمل إلا على إبرازها وتأكيدها "

ويقول أنتوني روبنز :
" إن سر النجاح هو أن تتعلم كيف تستخدم الألم والمتعة بدلاً من السماح للألم والمتعة باستخدامك ، فأن فعلت فإنك ستتحكم في حياتك ، وإلا فإن الحياة ستتحكم فيك " ..


هذا المفهوم .. مماثل للفكرة التي ذكرها ( أبو الحسن الماوردي ) في كتابه " أدب الدنيا والدين " :

"و اعلم أن لكل مطلوبٍ باعثاً ، والباعث على المطلوب شيئان : رغبة أو رهبة " ..



لكن ما الذي يقف وراء شعورنا باللذة أو الألم ؟

يقول الفيلسوف الهولندي سبينوزا :

" كل شيء يحاول أن يُبقي على وجوده .. وليس هذا المجهود لحفظ بقائه إلا جوهر حقيقته ..
كل غريزة هي خطة ارتقت بها ( الطبيعة ) للمحافظة على بقاء الفرد ... والسرور والألم هما إرضاء الغريزة أو تعطيلها ... وهما ليسا سبب لرغباتنا بل نتيجة لها ..إننا لا نرغب في الأشياء لأنها تسرنا ... ولكنها تسرنا لأننا نرغب فيها ولا مناص لنا من ذلك .."


هل قال الطبيعة ؟؟
هذا الفيسلوف كان يؤمن بوحدة الوجود ..
وما نعتقده أن هناك خالقاً مبدعاً .. كل شيء عنده بمقدار ..

ألم أقل لكم ..
الحكم على الشيء فرع عن تصوره ..
الطبيعة عند سبينوزا .. مختلفة عنها عند روسو .. وليست هي الطبيعة التي يحدثنا عنها أخونا الفاضل الهاجس ...
لكل منا خريطته الذهنية .. ونظارته العقلية التي يرى من خلالها العالم..


يقول سبينوزا في موضع آخر :
" إن ضرورة البقاء تقرر الغريزة ... والغريزة تقرر الرغبة ... والرغبة تقرر العمل .."

دعني أوضح ما يريد قوله سبينوزا .. بهذا المثال البسيط :
وراء كل سلوك نقوم به إما تحصيل متعة أو تجنب ألم ..
هناك (لذة) ممارسة الجنس بين الرجل وزوجه ..
يقف وراء هذه المتعة ( غريزة جنسية )..
هذه الغريزة تخفي وراءها ( غاية ) .. هذه الغاية هي حفظ النسل ..

هناك( متعة ) أكل ما لذ وطاب ..
تدفعها ( غريزة ) الجوع ..
هذه الغريزة يحركها ( غاية ) .. ضرورة البقاء ..

فلنعِد ترتيب الوضع بشكل أعم وأشمل : ( هو تصور خاص بي ونظرة نسبية لا تلزم أحداً )

رغبة <---- غريزة <----- غاية

الرغبة هي القوة الدافعة وراء الفعل ..

فعل ----> سلوك ----> عادة ----> طبع


___________________________________________


عزيزي فهد ..
شكراً لهكذا مقال ...
كان بالفعل مستحثّاً للتأمل ... ومحرّضاً على المشاركة ..


أطيب التحايا ,,,



البدر

سـرَاب
02-04-2006, 21:35
الإنسان المعاصر ابن بيئته , لذا تراه أحيانا ًكثيرة يتخلى عن أجزاء من شخصيته ( سجاياه ) كي يبقى منسجماً

مع هذه البيئة التي أفرزته

و لكي يكون الانسان هو ذاته بكاملها ضمن بيئة تتطلب منه التنازل عن بعضٍ منه

عليه ..

أن يملك الشجاعة . و الشجاعة كي تكون فعّالة يجب أن تكون انطلاقتها الاولى قوية

لذا يجب أن تبدأ الشجاعة من الداخل .. يقول المعالج النفساني " شلدن كوب " :

" جميع المعارك المهمة تشن داخل النفس " .. و ليست الشجاعة انعداماً للخوف , بل هي القيام بما تخاف أن تقوم به

إنها القدرة على التخلي عن المألوف و المضي قدماً الى صعيد جديد

فالشجاعة اذن .. هي وضع الامور في نصابها الصحيح و ليس مجرد تسهيلها


فلن تكون أنت .. أنت


ما لم تكن لديك القدرة على أن ترى متى ينبغي الوقوف , و القناعة للقيام بالامر .

و تكرسك لتحقيق الامكانيات ينبغي أن يظل أقوى من رغبتك في استرضاء الآخرين







أرق تحياتي